صنعاء – «القدس العربي»:
قال زعيم حركة «أنصار الله» اليمنية، عبد الملك الحوثي، أمس الخميس، «إن العدوان الأمريكي كثف عدوانه على اليمن، ونفذ خلال شهر أكثر من 900 غارة وقصف بحري»، مضيفًا أنه «نفذ خلال هذا الأسبوع أكثر من 220 غارة بواسطة طائرات الشبح والطائرات الحربية إف18»، مبينًا أنه «يستهدف الكثير من الأعيان المدنية؛ وعدوانه فاشل ولن يتمكن أبداً من إيقاف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني».
وذكر في خطاب متلفز بثته قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحركة، أن إجمالي عملياتهم «خلال هذا الشهر بلغت 78، وتم تنفيذها بـ 171صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وفرط صوتي وطائرة مسيّرة»، مبينًا أنهم نفذوا «33 عملية ضد حاملة الطائرات والقطع البحرية المرافقة لها بـ 122 صاروخًا باليستيًا ومجنحًا وطائرة مسيّرة»، معتبرًا أن عملياتهم «حيّدت بشكل شبه كامل دور حاملة الطائرات في البحر الأحمر، لذلك لجأ العدو لاستقدام حاملة طائرات أخرى».
وقال: «ّمن نتائج عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان لجوء العدو الأمريكي إلى استخدام طائرات الشبح»، مضيفًا أن «لجوء الأمريكي للاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد قرابة 4 آلاف كم سببه الفشل وضعف الفاعلية لعملياته».
وتابع عبد الملك الحوثي، الذي تسيطر حركته على معظم شمال ووسط وغرب اليمن، قائلًا إن «ما تقوم به حاملة الطائرات ترومان أصبح عملاً دفاعياً بالدرجة الأولى، وبالكاد تدافع عن نفسها أمام عملياتنا»، معتبرًا أن عملياتهم «ضد حاملة الطائرات ترومان وضعتها في حالة دفاع دون أن تتمكن من تأمين الملاحة الإسرائيلية»، مؤكدًا أن «استقدام حاملة طائرات أخرى هو فشل يؤكد أن ترومان لم يكن لها دور مؤثر لتحقيق الأهداف الأمريكية».
وذكر أنهم نفذوا «4 عمليات إطلاق لصواريخ قدس على طائرات التنصت والتزود بالوقود وطائرات حربية أمريكية في البحر الأحمر»، مضيفًا أنهم نفذوا أيضًا «أكثر من 11 عملية اعتراض وتصد لطيران العدو الأمريكي، بما فيها ضد طائرات الشبح، وتم إفشال عدد من العمليات»، مبينًا أن «هناك عمليات اعتراض ناجحة فشل الأمريكي بسببها في تنفيذ عدة عمليات وفي قصف أهداف متعددة في بلدنا».
كما ذكر أنهم نفذوا «26 عملية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة بعدد 30 ما بين صاروخ باليستي وفرط صوتي وطائرة مسيّرة»، مضيفًا أن قواتهم «نفذت خلال هذا الأسبوع عدة عمليات بالقصف الصاروخي وبالمسيرات باتجاه يافا المحتلة وعسقلان»، مبينًا أن «الصواريخ الفرط صوتية وذو الفقار تزامنت مع «عيد الفصح اليهودي» وهي هدية العيد لأولئك المجرمين»، معتبرًا أن «العملية الأخيرة في يافا المحتلة وأسدود دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي في إيقاف عملياتنا أو الحد من قدراتنا»، مؤكدًا أن قواتهم «تواصل التصدي للعدو الأمريكي والاستهداف المستمر لحاملة الطائرات والاشتباك معها».
واعتبر الحوثي أن «حجم عملياتنا وزخمها يؤكد أن القدرات بحمد الله، لا تزال معافاة وقوية جداً ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي»، مؤكدًا أن «قدراتنا تتنامى ويزداد المعنيون في هذه المجالات ابتكاراً وإتقاناً على المستوى التقني والتصنيع والتكتيك العملياتي».
وأضاف زعيم حركة «أنصار الله»، أن «العدوان الأمريكي لم يتمكن من تأمين السفن الإسرائيلية، والبحران الأحمر والعربي لا يزالان مقفلين تماماً بوجه العدو الإسرائيلي»، معتبرًا أن «الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي».
وقال إن «العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي يهدف للتأثير على الموقف اليمني بكل الوسائل»، معتبرًا أن «جبهة اليمن قوية وملهمة وتمثل حافزًا ونموذجًا مهمًا للآخرين».
وأشار عبد الملك الحوثي إلى أن «إسقاط الطائرة التاسعة عشرة من طراز إم كيو9 إنجاز مهم؛ لأن العدو الأمريكي يعتمد عليها بشكل كبير»، مضيفًا أن «إسقاط 19 طائرة أمريكية إم كيو9 يدل على فاعلية قواتنا المسلحة وتصديها للعدوان بفاعلية وتأثير كبير».
في السياق، كثف الطيران الحربي الأمريكي، ليل الأربعاء، من غاراته الجوية التي تجاوزت، خلال 24 ساعة الخمسين غارة، بما فيها الغارات التي استهدفت ليلًا مناطق متفرقة في العاصمة صنعاء، ونجم عنها سقوط شهيد من المدنيين.
وذكرت وسائل إعلام تابعة لحركة «أنصار الله»، «أن العدوان الأمريكي استهدف بـ 14 غارة منطقة الحفا في مديرية السبعين، وشن غارة على حي النهضة السكني في مديرية الثورة بأمانة العاصمة».
وأعلنت وزارة الصحة في صنعاء «استشهاد مواطن إثر غارة للعدوان الأمريكي استهدف حي النهضة السكني بمديرية الثورة في العاصمة صنعاء كحصيلة أولية».
كما شن ثلاث غارات على مديرية بني حشيش، وغارة على مديرية مناخة، واستهدف نقيل الفرضة في مديرية نهم بمحافظة صنعاء.
وشن أربع غارات على مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة غربي البلاد، وعدة غارات على مديرية الحزم بمحافظة الجوف شمال شرقي اليمن.
في المسار عينه، أعلنت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات نفيهما للأخبار التي تحدثت عن مشاركتهما في محادثات بشأن المشاركة في أي حرب برية في اليمن.
إلى ذلك، ذكرت وكالة «رويترز» أن وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على بنك اليمن الدولي (تجاري مقره الرئيسي في صنعاء) بحجة تقديم دعم للحوثيين.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية: العقوبات الجديدة تأتي ضمن جهود أوسع نطاقاً لمنع هجمات الحوثيين على الملاحة بالبحر الأحمر.
واستأنفت واشنطن غاراتها على مناطق نفوذ الحوثيين في اليمن منذ 15 مارس/آذار في سياق جولة ثانية تستهدف، وفق الإدارة الأمريكية، قدرات الحركة التي تتهمها واشنطن باستهداف الملاحة الدولية، بينما يعتبر الحوثيون «العدوان الأمريكي على اليمن» يأتي ردًا على موقفهم المساند لغزة في ظل ما تتعرض له من عدوان إسرائيلي بدعم أمريكي مطلق لأكثر من 17 شهراً.