زعيم حزب العمال الكردستاني يعلن إلقاء السلاح!

حجم الخط
12

أطلق مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، أمس الخميس، نداء دعا فيه حزبه إلى إلقاء السلاح وحلّ نفسه.، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة.
قدّم «آبو» (كما يسميه أنصاره) أسبابا لدعوته رابطا إياها بانهيار «الاشتراكية الواقعية» في العالم، و«تراجع سياسة إنكار الهوية في البلاد» والتطورات التي شهدتها حرية التعبير، و«بذلك فقد الحزب أهميته» و«استكمل دوره مثل نظرائه وأصبح حلّه ضرورة».
يقول أوجلان أن الأتراك والأكراد سعوا «للحفاظ على وجودهم والصمود في وجه القوى المهيمنة، مما جعل التحالف القائم على الطوعية ضرورة دائمة» معتبرا أن هدف «الحداثة الرأسمالية» الأساسي هو «تفكيك هذا التحالف» و«مع التفسيرات الأحادية للجمهورية تسارع هذا المسار» مما أوجب «إعادة تنظيم هذه العلاقة التاريخية التي أصبحت هشة للغاية» وذلك «بروح الأخوة مع مراعاة المعتقدات» ليصل إلى نتيجة حاسمة وهي أنه «لا يوجد طريق آخر غير الديمقراطية».
يعتبر أوجلان في ندائه أن اتجاه حزب العمال إلى العنف كان «نتيجة إغلاق قنوات السياسة الديمقراطية» ويرفض دعوات الانفصال القومي، والحكم الذاتي والفدرالية باعتبارها «حلولا ثقافوية لا تلبي متطلبات الحقوق الاجتماعية التاريخية للمجتمع» ويخلص إلى «ضرورة اتحاد» الأكراد والأتراك، في «مجتمع ديمقراطي» يقوم على «احترام الهوية، وحرية التعبير، والتنظيم الديمقراطي، وبناء الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكل فئة وفقا لأسسها الخاصة».
على المستوى الجغرافي، واضح أن أوجلان يخصّ الأكراد في تركيا بحديثه، فيربط رسالته بدعوة دولت بهتشلي، الزعيم التركي الذي طالبه بإلقاء خطاب في البرلمان التركي، وبـ»الإرادة التي أظهرها السيد رئيس الجمهورية» رجب طيب اردوغان، وبـ»المواقف الإيجابية للأحزاب السياسية الأخرى».
كان لحزب المساواة والديمقراطية الشعبية، وهو الحزب الثالث حجما في البرلمان التركي، أثر في المفاوضات التي أدت إلى هذا التطوّر المهم، ويسعى هذا الحزب إلى تعزيز الديمقراطية وحقوق الكرد في تركيا، وهو ما يقتضي إنهاء الحقبة الطويلة للكفاح المسلّح التي ابتدأها حزب العمال في تركيا وإيران بعد 6 سنوات من تأسيسه (عام 1978) والواضح أن «المساواة والديمقراطية» نجح في إقناع أوجلان بضرورة توحيد الجهود الكردية في تركيا في هذا الاتجاه.
من الصعب ألا يكون للنداء، رغم أنه يتوجه بالخصوص إلى الأكراد في تركيا، تأثير على باقي الساحات التي يتواجد فيها حزب العمال، وعلى الخصوص في سوريا، التي يسيطر فيها على ثلاث محافظات شرق نهر الفرات، ويتمتّع فيها بحماية من «قوات التحالف» التي تقودها أمريكا، كما أن أوجلان نفسه، عاش فيها 19 سنة، تحالف حزبه خلالها مع نظام حافظ الأسد، قبل اضطراره للخروج منها واعتقاله في كينيا عام 1999.
كان متوقعا، والحال كذلك، أن يعتمد مظلوم عبدي، قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (المرتبطة بحزب العمال) تخصيص أوجلان للأكراد في تركيا بندائه للتملّص من انطباق هذا القرار على «فروع» حزب العمال المنتشرة في سوريا والعراق وإيران، بقوله إن النداء يدعو لبدء «عملية سياسية سلمية داخل تركيا» و«لا علاقة له بنا في سوريا» خالصا إلى أنه «إذا تحقق السلام في تركيا» فهذا يعني أنه لا مبرر للسلطات التركية لمواصلة الهجمات على الحزب في سوريا، وهو عكس ما حصل لدى رئاسة كردستان العراق (التي ينازعها حزب العمال على بعض مناطق نفوذها في جبل قنديل وسنجار) التي أعلنت ترحيبها بالنداء مطالبة الحزب الالتزام بتنفيذ هذه الرسالة، مع التأكيد على استعداد إقليم كردستان العراق «لدعم عملية السلام بشكل كامل».
تحوّل أوجلان («المنتقم» حسب ترجمة اسمه) من المؤسس شبه المعبود من حزب العمال الذي أسسه قبل 47 عاما إلى داعية ديمقراطية وسلام، وهو ما يمكن أن يفتح الباب لتسوية تاريخية طال انتظارها وحصدت عشرات آلاف القتلى والجرحى والتداعيات الهائلة على تركيا وجوارها، لكن الواضح أن قيادات حزب العمال في سوريا والعراق لديهم رأي آخر في هذه المسألة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مرزوق خنفر:

    قيادات الجماعات الكردية تلعب توزيع الأدوار
    مع القوى الدولية بحجج واهية.لذلك المشكلة الكردية مشكلة مفتعلة تحت بند بندقية للايجارعلى حساب عموم الشعوب الكردية في منطقة الشرق الأوسط.الزعماء
    في بحبوبة المال والامتيازات والعامة منهم
    في ضنك وتهميش مقصود من قبل قياداتهم.

  2. يقول سامح// الاردن:

    * بدون شك ( السلام ) والعدل والديموقراطية
    تصب في مصلحة جميع شعوب منطقة الشرق الأوسط.
    من هذا المنطلق دعوة ( اوجلان) ضرورية للأكراد
    في تركيا ودول الجوار بعيدا عن طريق الحرب
    والقتل والخراب.
    حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    نصف أكراد تركيا ينتخبون أردوغان لأنهم إسلاميون !
    أما النصف الآخر فهم مع أعداءه !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

    1. يقول مجتهد:

      ليس لأنهم إسلاميون يا أخي الكروي بل لأن الأكراد لم يأخذوا حقوق قط أكثر مما أعطاهم إياها أردوغان وقد كان منصفاً معهم وهنا نقصد الأكراد الذين لم يتوطوا في أعمال إرهابية ضد تركيا. الأكراد لن يحصلوا على دولة خاصة بهم قط والأفضل لهم أن يندمجوا في الدول التي يعيشون فيها بدل الشنشطة و العمالة لهذه الدولة أو تلك كإسرائيل وأمريكا وهم يعلمون أنهم لن ينالوا سوى الوهم.

  4. يقول العدنان:

    -أبو= الأب …. الولد عادة مايرد على أبيه عند بلوغ سن الرشد بالقول لقد كبرت و أنا أعلم بمصلحتي اتركني شأني …. الحزب تحول الى أداة في لعبة جيوسياسية تجمع أطراف متناقضة بالمعتقد والدين والهوية مثل دويلة الكيان اللقيط و جمهورية الملالي بالاضافة للامبريالية العالمية الشرقية والغربية كما نقرأ بين سطور رسالة أوجلان وموقفه الشجاع لحقن الدماء وقطع الطريق على الأطراف الثي تستغل الكرد لأجندة خاصة بمصالح اقليمية ودولية

  5. يقول سفان السرجين:

    في حال عبد الله أوجلان الساعي وراء التمثيل السلمي، غير صحيح القول بأن قيادة (وليس جماعة) حزب الـ PKK تلعب توزيع الأدوار مع القوى الدولية بحجج واهية ومن يفول هذا القول ليس من القضية الكردية في شيء في حقيقة الأمر.. جيد أن يشارك الغر المنتحل في التعليق ولكنه أجود بكثير أن يأتي يالشيء المفيد بدلا من هكذا كلام..

    1. يقول فريد:

      ماهو السر وراء الصمت شبه المطبق عن القضية الكردية في إيران بالرغم من أن عددهم يتجاوز بكثير كرد سوريا أو العراق !؟ كذلك يطرح السؤال عن عشق قيادات الحزب البي كا كاوي للنظام الأقليواتي الطائفي قبل وأثناء الثورة المباركة ، كيف نجحت الأدلجة الماركسية اللينينية في انعطافات الحزب الحادة يمينا وشمالا وعملت وكيل ضد من عاشو بين ظهرانيهم …يعاني العرب من عدم جدارة قياداتهم عموما و لكن الكرد في وضع أسوأ من هذه الناحية

    2. يقول وحيد:

      المسألة ليست بالعدد يا فريد ولكن بالتمثيل السياسي للأكراد في الدولة التي يتواجدون فيها –
      هذه بديهيات يعرفها حتى المبتدئون

  6. يقول Samir:

    الرجل محبوس في السجن و لا حول له و لا قوة، إذن جميع تصريحاته لا قيمة و لا وزن لها..!!

  7. يقول ادهم سعيد:

    حزب العمال الكردي تسبب بمقتل أربعين الف إنسان في تركيا من أكراد وأتراك.
    حان وقت إلقاء السلاح والمشاركة في العملية الديمقراطية.
    مع ذلك أشك ان يستجيب الحزب لدعوة قائده، فقد تحول الحزب منذ عقدين من الزمن من حزب شيوعي معادي للإمبريالية، إلى اداة إمبريالية بيد القوى الغربية. والكل يشاهد الدعم الأمريكي اللامحدود للحزب في سورية.
    أمراء الحرب من قيادات العمال الكردي لن يتخلوا بسهولة عن المليارات التي يجنونها من حالة الحرب هذه. وسيبقى الشعب الكردي الفقير ضحية لعملية غسل دماغ ممنهج يقوم بها قيادات العمال الكردي لفقراء الأكراد من أجل تجنيدهم.

  8. يقول عبد السلام فران:

    نحن كمسلمين وعرب نرى بأن أغلب الأكراد أو نصف الأكراد هم منا وفينا،بإستثناء بعض القيادات الماركسية أو بمعنى آخر الطابور الخامس لأجندات الغرب،فالاكراد شعب عريق والمسلمون منهم قمة في الغيرة على الإسلام والمسلمين ولانذكي على الله أحدا… فنحن مع من يقف منهم مع الحق والالتزام ببيئتهم العربية ،أو العربية المسلمة أو ببيئتهم التركية ،أو بيئتهم التركية المسلمة… وأي كردي يقف ضد العرب والأتراك والمسلمين والحقوق العربية والإسلامية ويرتمي في أحضان واجندات الصليبيين والغرب والصهاينة،فهو ألد أعداؤنا.
    وعلى هؤلاء الأجندات الإختيار بين أن يكون معنا أو ضدنا ويوضحوا رأيهم علنا…
    أخيرا
    لايحق للأخوة الأكراد الذين يسيطرون على ثلث الأراضي السورية أن يحتفظوا بالاراضي السورية لان هذا مخالف لكل الأعراف العقائدية والاخلاقية والانسانية والقانونية،ولاننسى بأن من حق الأكراد العيش بسلام ووئام مع محيطه العربي والتركي والإسلامي بمايخدم المصالح العربية والإسلامية العليا

  9. يقول ابن الوليد. المانيا. (على تويتر ibn_al_walid_1@):

    يجب ان تقف .. وان ترفع القبعة لاردغان.. بروح رياضية..
    .
    ضربة معلم موجهة في المقام الأول لاسرائيل..
    .
    المسألة جيوستراتيجية من الطراز الرفيع..
    .
    اذا علمنا ان حلم اسرائيل هو ممر ابراهام يربط
    اسرائيل بالاكراد عبر سوريا.. وهي قد شرعت في
    تنفيده.. فالآن الأكراد غير مستعدين للعب دور
    الضحية كي تحميهم اسرائيل وتقوض قوة تركيا..
    .
    تركيا هي التي ستقلب المعادلة .. وعبر سوريا ستكون
    على ابواب اسرائيل.. لذلك هذا اللغط في اسرائيل عن
    الجولان.. وبناء ممطقة عازلة ومنزوعة السلاح وراء
    منطقة عازلة اصلا..
    .
    بعض القراء الآن سبشعر بالنشوة… سوف احبطك..
    .
    العرب كالعادة ولحد الآن ساحة اصطدام العمالقة.. وتاريخ العمالقة..
    تاريخ العثمانيين مقابل مخطوطات توراثية .. وكل يبشر بالعضمة ..
    .
    لحد الآن.. ولحد الآن أعني.. لأن هناك فرص كي يقلب
    العرب الطاولة ايضا.. لكن هذا يستوجب تغييرا في سيكولوجية الفرد..
    أولا… وجب وقف التهليل للآخر.. لا اردغان.. ولا الملالي.. ولا اسرائيل…
    .
    فهل سيتوقف التهليل.. آمين على كل حال..

اشترك في قائمتنا البريدية