زواج «النفحة» ينتشر في المصايف بسبب البطالة وضحاياه فقيرات… والوسطاء يجيدون اصطياد الفريسة

حسام عبد البصير
حجم الخط
5

القاهرة ـ «القدس العربي»: أيام قلائل ويحل موعد العهد الذي قطعه رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على نفسه بانتهاء أزمة انقطاع التيار الكهربائي. داعمو الحكومة وخصومها، على حد سواء، يرون أن إنجاز ذلك التعهد ليس سهلا بسبب استمرار أزمة الغاز المطلوب لتشغيل محطات الكهرباء.
وليس بعيدا عن أزمة الكهرباء تخطط الحكومة لتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة لضمان توفر الدواجن للمستهلك بتكلفة مقبولة، عبر دعم زراعة الأعلاف، وتنويع مصادر استيراد الأعلاف والقمح، إذ تعتزم الحكومة تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن، من خلال زيادة الاستثمارات لتنمية الثروة الداجنة، وفقا لوثيقة برنامج عمل الحكومة. ومن التصريحات المثيرة للجدل عن اعتزام مصر “تصنيع الدولار”، أوضح وزير النقل والصناعة كامل الوزير، أن مصر تعتزم «تصنيع الدولار»، بمعنى زيادة الموارد من العملة الأجنبية، عبر تعزيز التصنيع المحلي والتصدير وخفض سعر العملة إلى النصف، قائلا: «إحنا هنصنع الدولار، يعني هيبقى عندي دولار زيادة، بدل ما هو النهاردة بـ50 جنيها ممكن ينزل لـ25 جنيها». وأشار إلى أن خفض سعر الدولار بمعدل النصف سينعكس بالتبعية على تكلفة السلع الأساسية التي تستوردها الدولة من الخارج. وأعرب وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي عن انزعاج وقلق مصر الشديدين من الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، عقب مرور 10 أشهر من الاستهداف والعدوان الإسرائيلي الممنهج ضد الفلسطينيين، في ظل انتهاكات واسعة النطاق للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني..
ومن الاكتشافات الأثرية: اكتشفت البعثة الأثرية المصرية الفرنسية المشتركة بين المجلس الأعلى للآثار، ممثلا في إدارة الآثار الغارقة، وجامعة بول فاليري مونبلييه برئاسة الدكتور كريس كراسيون من الجانب الفرنسي، عددا من اللوحات والنقوش والصور المصغرة للملوك أمنحتب الثالث وتحتمس الرابع وبسماتيك الثاني وإبريس، أثناء تنفيذ أعمال مشروع المسح الأثري الفوتوغرافي، لأول مرة، تحت مياه النيل في أسوان لدراسة النقوش الصخرية الواقعة بين خزان أسوان والسد العالي، التي تم اكتشافها في ستينيات القرن الماضي، خلال حملة إنقاذ آثار النوبة لبناء السد العالي، ولم تتم دراستها من قبل. ومن أخبار الإعلاميين: استقبل نقيب الصحافيين خالد البلشي قيادات الشركة الافريقية للأمن والحراسة، المسؤولة عن تأمين الملاعب المصرية. وقدم مسؤولو الشركة اعتذارا للزميل كيرلس صلاح المصور الصحافي في موقع “صدى البلد” على ما بدر من فردي أمن تابعين للشركة تجاه الزميل، عقب مباراة الأهلي وبيراميدز في بطولة الدوري العام قبل عدة أيام، وقدموا له “باقة ورد” في حضور مجدي إبراهيم رئيس شعبة المصورين الصحافيين.
ومن أخبار الفنانين: فجّر الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، مفاجأة صادمة عن سبب وفاة الفنان تامر ضيائي المفاجئة، حيث رحل عن عالمنا مؤخرا إثر تعرضه لأزمة صحية أودت بحياته. وصرح أشرف زكي بإن الفنان الراحل تامر ضيائي تعرض للاعتداء عليه من شخص مجهول أثناء وجوده مع زوجته لتلقيها جلسات العلاج الكيميائي، حيث تشاجرا معا مشاجرة حادة انتهت بوفاته في الحال.
نحن أولا

لسنوات طويلة خصوصا بعد معاهدة كامب ديفيد 1978، ثم معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، واتفاقيات أوسلو 1993 صدَّق بعض العرب حقا أو توهما، أو تورطا، أنه يمكن العيش والتعايش مع إسرائيل، باعتبارها تريد السلام حقا، إلى أن جاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحتى الآن، ليكشف للجميع الوجه الحقيقي لإسرائيل، من دون أي رتوش أو مساحيق تجميلية. تابع عماد الدين حسين في “الشروق”: بعض الحكومات والمؤسسات والأفكار والأفراد في العالم العربي رفعوا شعار «نحن أولا»، للتدليل على ضرورة النأي بالنفس بعيدا عن الصراع مع إسرائيل. هؤلاء اعتقدوا بحسن نية أن إسرائيل تريد السلام فعلا، أو أن الصراع انتهى، أو أن على الفلسطينيين تدبر أمرهم بأنفسهم. هذا النوع من التفكير اعتقد وصدق أن هذه السياسة ستكون في مصلحة بلده اقتصاديا وسياسيا، وأنه وبعد عقود من الانغماس والانهماك في القضية الفلسطينية، فقد حان الوقت للتفرغ للهموم والمشاكل والتحديات الوطنية لكل دولة على حدة. وإذا كان العدوان الوحشي على قطاع غزة قد دمّر القطاع وقتل أكثر من 38 ألفا وأصاب أكثر من 88 ألفا، وشرد نحو 2 مليون فلسطيني، بعد أن دمر بيوتهم ومؤسساتهم، لكن رغم كل ذلك كان له بعض الفوائد، ومنها أنه كشف بصورة لا تقبل الشك، أو اللبس، أو الجدل، أو التدليس حقيقة النوايا الإسرائيلية. وإذا كان الرئيس الأمريكي جو بايدن أكبر داعم لإسرائيل بصورة عملية منذ زرعها عنوة في المنطقة عام 1948، قد شكا أكثر من مرة من الفكر المتطرف الذي يسيطر على النظام الحاكم في إسرائيل، وطالب نتنياهو عبثا بأن يغير سياسته المتطرفة. إذا كان الأمر كذلك، فالمؤكد أنه يصعب على أي عربي أو فلسطيني الرهان على إمكانية التعايش السلمي مع مثل هذا الكيان الإرهابي.

استيقظوا وإلا

الفلسطينيون بشهادة عماد الدين حسين دفعوا الثمن الأكبر، وما زالوا يدفعون، وقبلوا بكل صيغ التهدئة لإنهاء العدوان، بل إنهم قبلوا معظم ما كانوا يرفضونه، خصوصا ضرورة وقف النار تماما والانسحاب الإسرائيلي الفوري بمجرد توقيع اتفاق الهدنة. وهي الاتفاقات التي ساهمت في التوصل إليها الولايات المتحدة عبر مدير مخابراتها وليام بيرنز خلال مفاوضات القاهرة والدوحة. لكن أظن أنه يتبين للجميع الآن أن نتنياهو يتملص من كل شيء، بما فيها المقترحات التي سبق له أن وافق عليها. سيقول بعض دعاة التطبيع، ولكن إسرائيل ليست كلها نتنياهو وسموتريتش وبن غفير. وهذا القول صحيح، فهناك أحزاب وقوى سياسية إسرائيلية ترفض سياسات نتنياهو، لكن غالبيتها العظمى ترفض أيضا الدولة الفلسطينية المستقلة، وغالبيتها تؤيد الاستيطان الوحشي والسرطاني في الضفة الغربية، وكلها ترفض الانسحاب إلى حدود يونيو/حزيران 67 خصوصا من القدس. قد يقول قائل: علينا أن نترك الفلسطينيين يقاتلون بمفردهم ونتفرغ لحالنا ومصالحنا وهمومنا، وكفانا ما عانيناه بسبب القضية الفلسطينية. وهذا الكلام كان يبدو للبعض منطقيا إلى حد ما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكن كل التصرفات والسياسات والبيانات الإسرائيلية صارت واضحة، فهي تريد السيطرة على كامل المنطقة العربية، وإقامة «إسرائيل الكبرى» من النيل إلى الفرات، مستغلة الدعم الأمريكي المكشوف وبعض الدعم من حكومات أوروبية مختلفة. المتطرفون في إسرائيل ليسوا أقلية، هم عمليا يحكمون معظم الفترات منذ عام 1996 وحتى الآن باستثناء فترات قليلة. هم يتعاملون مع الفلسطينيين باعتبارهم «حيوانات بشرية»، كما تبجح بذلك وزير دفاعهم يوآف غالانت في اليوم الأول للعدوان، وهم ينظرون «للعربي الجيد باعتباره العربي الميت». السياسات الإسرائيلية على الأرض مدعومة بتأييد وتمويل سافر من الولايات المتحدة، وحينما تنتهي من تدمير غزة وإكمال تهويد الضفة سوف تلتفت لبقية العرب، ومن يقرأ صحفهم ويستمع إليهم يدرك ذلك بوضوح. على البلدان العربية أن تنتبه لحقيقة العقلية الإسرائيلية شديدة التطرف والعدوانية. على العرب جميعا أن يستيقظوا حتى لا يكرروا مأساة “أكلت يوم أكل الثور الأبيض”.

بمباركة ترامب

عندما فاجأ الرئيس الأمريكي السابق ترامب الجميع عام 2016 وأصبح مرشح الحزب الجمهوري وأقصى منافسيه من نجوم الحزب، اختار شخصية بحجم مايك بنس ليكون المرشح معه نائبا للرئيس، وليضمن وفقا لرأي جلال عارف في “الأخبار”، تأييد الجناح المحافظ في الحزب الجمهوري وقاعدة واسعة من المتدينين البيض. واستمر بنس في موقعه في الانتخابات التالية التي خسرها ترامب، والتي رفض بنس أن يشارك في محاولة ترامب لعدم الاعتراف بنتائجها، ورفض تسليم السلطة لبايدن. هذه المرة الوضع يختلف. قبضة ترامب تسيطر تماما على الحزب الجمهوري، ولهذا اختار جي دي فانس عضو الشيوخ المغمور ليكون المرشح نائبا له في إشارة واضحة أن الولاء له ولسياساته هو الذي يحكم اختياراته رغم فشل تلك السياسة في الانتخابات النصفية للنواب والشيوخ قبل عامين. المثير أن دي فانس كان من أشد منتقدي ترامب داخل الحزب الجمهوري، ووصفه بأنه «سياسي كريه» و”مشروع هتلر جديد”، لكنه عاد فجأة وأصبح من أشد أنصار ترامب والمدافعين عن موقفه في اقتحام الكونغرس ورفض الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات الماضية. ولهذا نال رضا ترامب وموافقته ليدخل مجلس الشيوخ لأول مرة قبل عامين ممثلا للجمهوريين، ويتبنى داخل المجلس وخارجه خطاب ترامب كاملا.. وبحماس شديد.. هذا الحماس أشعل أولى الأزمات له ولترامب وأعطى إشارات لا تطمئن لأقرب حلفاء أمريكا في الغرب. قبل أيام فقط تباهى دي فانس في أحد المؤتمرات بأنه كان يناقش مع أحد أصدقائه عن أول دولة إسلامية ستمتلك بالفعل السلاح النووي، مضيفا: قررنا في النهاية أنها ربما تكون بالفعل هي بريطانيا بعد أن تولى حزب العمال السلطة. بريطانيا ردت على لسان نائبة رئيس الوزراء بدبلوماسية معتادة: إن فانس قال أشياء صادمة كثيرة من قبل، لكننا معنيون بحكم بريطانيا والتعاون مع الحلفاء الدوليين.. لكن المخاوف تتزايد من فترة صعبة في العلاقات بين الحلفاء الغربيين، إذا عاد ترامب للبيت الأبيض بتأييده المعتاد لأقصى اليمين، وعدم تحمسه للاتحاد الأوروبي، أو حلف الأطلنطي، وموقفه المعلن من رفض تحمل أي عبء في حرب أوكرانيا، وفرضه المزيد من الضرائب الجمركية على السلع الأوروبية. الوجه الآخر لتصريحات نائب ترامب هو العداء للمسلمين لوجودهم في أمريكا أو دول الغرب..

مكتوب كويس

شهد البرلمان مشادة ساخنة تابع تفاصيلها محمد غريب في “المصري اليوم”: شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب يوم الخميس الماضي خلال مناقشة برنامج الحكومة، مشادة حادة بين نواب الأغلبية عن حزب مستقبل وطن، مع النائب محمد عزت عرفات، عقب تعليقه على بيان الحكومة قائلا: «أنا أرى بيان الحكومة، بيان إنشائي، وموضوع تعبير كويس جدا»، وهو ما قابله نواب الأغلبية بغضب شديد واعتراض، ورفع الصوت في القاعة، ما أدى إلى تعطل الجلسة لمدة زادت عن 10 دقائق، بعد قيام عدد من أعضاء الأغلبية من مقاعدهم ورفع الصوت في مواجهة النائب الذي قال: «من حقي أتكلم»، وتدخل النائب ضياء داوود وأحمد الشرقاوي وأحمد خليل خيرالله، للدفاع عن النائب ومنع النواب الغاضبين من التعرض له وحاول بعض النواب التهدئة دون جدوى. وطالب المستشار حنفي جبالي رئيس المجلس بعودة الهدوء في القاعة أكثر من مرة وقال: «ارجو الهدوء والعودة إلى الأماكن وإخلاء الطرقات»، وعلق محمد عزت عرفات قائلا بغضب: «هما معترضين على أيه، أيه اللي قلته غلط هما عايزين أيه». وتدخل النائب عبدالهادي القصبي زعيم الأغلبية قائلا بغضب: «ما حدث الآن في القاعة وما تفضل به النائب محمد عزت عرفات، ورد فعل القاعة جاء استشعارا منها بأن مصر في ظروف لا تتحمل هذه الإيماءات والإشارات». وأضاف: «علينا كنواب أن نتحمل مسؤولية الدولة في توقيت كل الجهات مفتوحة ضد الدولة المصرية، وأن نستشعر المسؤولية ونطالب بتنفيذ اللائحة ضد كل من يتطاول على الأغلبية، سيادة الرئيس اتهام الأغلبية الوطنية مرفوض بكل المقاييس». وتساءل جبالي: ماذا تقترح، ورد القصبي: «حريصون على الوطن ولا نزايد ولا نتاجر بمصلحة مصر وأطالب بتطبيق اللائحة»، وقال جبالي: أي مادة في اللائحة. قال القصبي: «الإحالة لهيئة المكتب»، وبعد ثوانٍ تراجع القصبي عن طلبه قائلا: «حرصا من الأغلبية على هذه الجلسة التاريخية استأذن بحذف ما تقدم النائب من المضبطة». وقال جبالي: «الموافق على هذا الاقتراح فالصورة واضحة الآن» ووافق الأعضاء على حذف كلمة النائب من الكلمة، وتابع جبالي: «وتم سحب الكلمة من النائب بعد أن تجاوز المدة، أنت الذي أضعت الوقت على نفسك. حذرت ونبهت قبل الجلسة بالالتزام باللائحة والكلام في الموضوع».

ماذا يفعلون؟

اللافت للانتباه هذه الأيام نزول الوزراء والمحافظين إلى الشوارع، والميادين، والأسواق بكثافة، وعمل متابعة ميدانية من جانبهم للمشروعات في مختلف المجالات، والمهم من وجهة نظر عبد المحسن سلامة في “الأهرام”، ألا يكون النزول للشارع «للشو الإعلامي» بعيدا عن المعنى والمضمون الحقيقي للزيارات الميدانية. الاشتباك مع المشكلات الميدانية هو بداية الطريق نحو إيجاد الحلول، سواء من خلال دراسة المشكلة ووضع التصور الملائم لحلها على الطبيعة، أو من خلال الحل الفوري إذا كانت المشكلة بسيطة ويمكن حلها. هناك الكثير من المشكلات التي يمكن حلها، خاصة في ما يتعلق بالمرافق، والنظافة، والمشكلات المتعلقة بمصالح المواطنين في الدواوين الحكومية والأحياء والرقابة على الأسواق، وكلها مشكلات بسيطة، لا تحتاج إلا الانضباط في العمل، والكفاءة في التنفيذ، والالتزام بمبدأ “المواطن على حق دائما” حتى يثبت العكس. وجود المسؤول في مواقع العمل، وأماكن تقديم الخدمات، وفي الشوارع كفيل بحل الكثير من تلك المشكلات، وتحقيق الانضباط، وتقديم أفضل خدمة في أقل وقت للمواطن، وبذلك يتحقق جوهر ومضمون التغيير الواسع، الذي حدث أخيرا في الوزراء والمحافظين. أتمنى أن تتحول تلك البداية المبشرة للوزراء والمحافظين الجدد إلى سلوك دائم وليس مجرد «شدة غربال جديد» ثم العودة بعد ذلك إلى روتين العمل اليومي، ودوامة «البوستة»، وزحمة الاجتماعات، ليبدأ مشوار الانفصال رويدا رويدا بين المسؤول والمواطن بعد ذلك. الحكومة الجديدة لديها فرصة تاريخية لتحقيق نقلة نوعية هائلة في حل مشكلات المواطنين، وتحسين الخدمات المقدمة للمواطن في مختلف المجالات، خاصة بعد الطفرة الضخمة التي حدثت في تطوير البنية التحتية وإقامة المشروعات المختلفة في مختلف المحافظات، والمهم الآن هو كيفية الحفاظ على ما تحقق وتطويره وإدارته بأفضل طريقة ممكنة لتحقيق أقصى استفادة، وأعلى عائد بما يعود في النهاية على تحسين مستوى جودة الخدمات المقدمة إلى المواطنين في مختلف المجالات بلا استثناء.

حمار الشام

في تعليق لمذيع شهير، شبّه موقف أحد السياسيين بحمار طروادة، والظاهر حسب خالد حمزة في “المشهد” أنه لم يقرأ تاريخا ولا فتح كتابا ليقول له إنه حصان وليس حمارا، وإنه قد ظلم الحمار والحصان بهذا التشبيه. في أحد نوادر جحا، قابل حمار حمارا آخر فقال له كل ما يقابلني أحد يقول لي يا حمار. فرد زميله الحمار يعني إيه حمار. والأمثلة كثيرة.. في السياسة والأدب وفي غيرهما. فقد قيل عن آخر خلفاء بني أمية مروان.. أنه كان شجاعا بطلا لا يفتر عن محاربة الخوارج، حتى ضُرَب به المثل في الشدة فقيل «أصبر في الحرب من حمار». وﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1898 ﺯﺍﺭ ﺍلإﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺩﻣﺸﻖ.. ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ أﺑﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻ حافلا. وﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘقبال ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ.. ﻻﺣﻈﺖ ﺍلإﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﺯﻭﺟﺔ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺣﻤﺎﺭﺍ ﺃﺑﻴض ﺟﻤﻴﻼ ﻓﺄﺛﺎﺭ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ. ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﻭﺍلي دمشق حينها ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﺎﺷﺎ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺑﻪ، ﻟﻜﻲ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﻣﻌﻬﺎ ﺫﻛﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻟﻴﻦ. ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ.. ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪعى (أبو ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺗﻠﻠﻮ)، ﻄﻠﺐ منه ﺇﻫﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻓﺎﻋﺘﺬﺭ. ﻏﻀﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﻋﺮﺽ على أبو الخير ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺮّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﻭﻗﺎﻝ: “ﻳﺎ أﻓﻨﺪﻳﻨﺎ، ﻟﺪﻱّ ﺳﺘﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ.. ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺍإﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﻫﺪﻳﺔ دون مقابل. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﻼ. ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ.. ﺭﺩ ﺗﻠﻠﻮ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ: ﺳﻴﺪﻱ ﺍﺫﺍ أﺧذﻭﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ إﻟﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ.. ﺳﺘﻜﺘﺐ ﺟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﻭسيسأﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻴﻦ ﻫﺎﻟﺤﻤﺎﺭ؟ ﻓﻴﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ: “ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ”، أﻟﻤﺎﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤير؟ الإﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻭﺍلإﻣﺒﺮاﻃﻮﺭﺓ ﻀﺤﻜﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻭﺃﺻﺪﺭ ﺍلإﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻤﻨﺢ ﺗﻠﻠﻮ ﻭﺳﺎﻣﺎ ﺭﻣﺰﻳﺎ.. والعبرة أن هناك أناسا يخافون على سمعة بلادهم من أن تمسها الألسن بالسوء.. وهناك حمير تبيع البلد بما فيه. وفي القصة الشعبية الفرنسية، أن رجلا اشترى لأول مرة حمارا. ومن فرحته به أخذه إلى سطح بيته.

حملات جائرة

لاحظ عبد الفتاح علي في “الشروق”، أن الأصوات المعادية لـ”ضيوف” مصر زادت بطريقة كبيرة، واتسعت رقعتها في محافظات عديدة. لم تفرق الحملة المنظمة ما بين المقيمين بصورة شرعية وغير شرعية، وجرى تحميلهم العديد من الأحداث السلبية، هذه الحملة اتسمت بكثير من العقلانية والمعلوماتية والحرص على استعمال مفردات وطنية، وحماية مصالح الشعب، ولم تتجاوز في ألفاظها ومفرداتها حدود اللباقة والأدب. في المقابل، كانت حملة «الجدعان» لحماية «الضيوف» ومراعاة الظرف القاهر الذي بسببه اندفع ملايين منهم نحو البلد الآمن والمستقر، في بحر من الغليان والخراب. كان من السهل الحكم على حملة المعاداة بقِصر النظر، وتقزيم مصر، وعدم الإلمام بدورها ومكانتها، لكن بالتبعية لا يمكن أن نرمي الطرف «الجدع» بالسذاجة، والجهل وادعاء الريادة المصرية. كتابات الصحافية المتمكنة شيرين هلال، منحت لحملة «المعاداة» بعدا أكثر اتساعا، وعمقا وأشد رسوخا، ما جعل رمي الحملة بقِصر النظر هباء منثورا. في المقابل، كان رد فعل أنصار «الجدعنة» باللجوء للقضاء ورفع دعاوى ضد الشخصيات النشيطة في حملة «المعاداة» خارجا عن الروح المصرية، ومحاولة لمبادلة الكلمة بمحضر في القسم. الصحافية هلال، لها من الثقل المهني والأدبي، ما يجعل معارضي هذه الحملة في حيرة، وارتباك، فكان رد فعل البعض من أنصار الجدعنة يصاحبه الكثير من قلة الاتزان. شطارة هلال في توجيه الاتهامات لـ«الضيوف» يصعب بالفعل محاججتها، فلديها القدرة والخبرة والإمكانيات في أن تُسكت معارضيها. وأعلم علم اليقين أن كل كلمة كتبتها، وكل جملة وضعتها على وسائل التواصل الاجتماعي، لها ما يؤكدها من مصادر وأدلة.

محفوف بالمخاوف

ينصحنا عبد الفتاح علي بما يلي: بدلا من أن ندخل في جدل بين «المعادين» و«الجدعان»، علينا أن ندرك أن الظرف الدولي والإقليمي يضغط بشدة على الظرف الداخلي، وأن الموقف السياسى الرسمي راقٍ ومتحضر، لكنه في الوقت نفسه يشعر بالقلق من مستقبل الأوضاع. هل هناك كلمة سواء، تخفف وطأة الضغط الداخلي، دون أن نرمي «الضيوف» في البحر كما يطالب المغالون من المعادين؟ هل يمكن أن ننظم وجود «الضيوف» بشكل يقلل الاحتكاك، وينزع فتيل المواجهة التي اقترب موعدها؟ هل يمكن أن نحدد عدد «الضيوف» القاطنين في منطقة معينة برقم محدد، ونمنع زيادة أعدادهم ونوقف تحول بعض المناطق إلى «غيتو» مكتمل الأركان، كما هي الحال في مناطق عديدة في محافظات معروفة للجميع؟ هل يمكن أن نسمح بانتقال طوعي لعدد من «الضيوف» إلى مناطق متباعدة ومحددة سلفا، ونحافظ بـ«جدية شديدة» على الأغلبية «المصرية» في كل شارع وكل منطقة مهما كانت صغيرة؟ هل يمكن أن نستعين بكبار قبائل وعشائر الضيوف، في تسجيل أفرادهم، لنمنح القانون المصري الكلمة الأولى والأخيرة في كل تصرفات «الضيوف»، كما هي في كل تصرفات أهل البلد؟ هل يمكن فرض النظام التعليمي والصحي والإداري والأمني والاجتماعي والسياسي على «الضيوف» دون أن نلجأ للقوة المقننة والمنظمة؟ أزعم أنني أحاول الوصول لنقطة وسط بين فريقين لا أشكك أبدا في وطنيتهما وإخلاصهما للدولة المصرية، لأنني أدرك جيدا أن الضغط الذي يتعرض له الجميع، قد يولّد الانفجار، وفي الوقت نفسه قد يولد الانهيار.. أيضا.

الفرحة لم تتم

“كنت قد دعوت قبل التغيير الوزاري إلى ضم وزارة السياحة إلى الطيران المدني، لتكونا وزارة واحدة كما كانت في يوم من الأيام، لما في ذلك من مصلحة للوزارتين، أو لقطاع السياحة أولا”. تابع محمد أمين في “المصري اليوم”: جاء التشكيل الوزاري ولم يحدث هذا الضم، ولكن أتى إلى السياحة بوزير الطيران السابق شريف فتحي، ما يعني أنه يعرف المداخل والمخارج لوزارة السياحة في تقاطعها مع وزارة الطيران، ما قد يفيد قطاع السياحة، ويعود بالنفع على الدخل القومي لمصر. وأود أن أعرض عليه هذه القصة القصيرة الحزينة، كما سماها صاحبها، الدكتور أسامة عبد المنعم، وكما أرسلها لي. يقول فيها: «يزورني أصدقاء من جنسيات مختلفة، طلبوا قبل الحضور أن يزوروا الأهرامات، وكنت أعتقد أن زيارة الأهرامات كما كانت سابقا بالذهاب وقطع التذاكر من هناك، لكنهم فاجأوني، بأنهم حجزوا بالفعل زيارة الأهرامات، وسددوا قيمة الحجز عبر الموقع الإلكتروني». وأضاف: «كم كنت سعيدا بهذا التطور الكبير في إدارة قطاع السياحة في مصر، لكنها فرحة ذهبت سريعا، وانقلب الموضوع إلى كابوس كبير. فور وصولنا الأهرامات، في الساعة الرابعة وعشر دقائق مساء، فوجئنا لدى الوصول بمنعنا من الدخول من جانب شرطة السياحة، وأفادوا بأن آخر موعد للدخول الساعة الرابعة مساء، مع العلم أنه على موقع الحجز مواعيد الزيارة حتى الخامسة مساء، ما أثار استياء السائحين». واستطرد قائلا: «لم تتوقف المهزلة عند هذا الحد، بل فوجئت بأشخاص يعرضون علينا السماح بالدخول، في حال استئجار أحصنة من نزلة السمان، تكلفة الحصان الواحد 1500 جنيه للفرد، ولا أعلم ما هي سلطتهم ليتخطوا شرطة السياحة التي منعتنا؟ وهو ما أعتبره استغلالا وابتزازا». واختتم الرسالة بقوله: «يحزنني هنا أن تكون صورة مصر بهذا الشكل، ويؤلمني أن القائمين على العمل لا يدركون قيمة سمعة مصر ومكانة مصر التاريخية، التي قطع السياح من أجلها آلاف الأميال. ولهذا ولذاك، نأمل التحقيق في الأمر، والعمل على المساعدة على رد المبلغ، حفاظا على الصورة السياحية المرسومة لديهم، واعتبار أن ما حدث خطأ غير مقصود من جانب صغار العاملين في الموقع الأثري، واتخاذ اللازم نحو ما بدر من الموظفين عند بوابات الدخول». وأخيرا، لا يعقل أن يستفيد بموارد مصر وخيرات مصر كل الدنيا إلا مصر نفسها.

بطل بالصدفة

ترى نادين السيد في “الشروق” أن الصورة هي تخليد للقطة من الزمن، بما لها وما عليها، وهي شاهد أبدي على التاريخ. فعندما نعيد شريط ذكريات البلدان نسترجع مواقف وأحداث عدة ترمز لها صورة ما، وأحيانا حتى لا تكون الصورة دقيقة أو كانت مأخوذة خارج السياق، ولكن الصورة أقوى من ألف كلمة كما يقولون. حينما نتذكر ثورة 25 يناير/كانون الثاني يأتي العديد من الصور إلى الأذهان ونسترجع لقطة المتظاهر الماثل بمنتهى البسالة أمام الدبابة رافعا علم مصر. وحينما نتحدث عن الانتفاضة الفلسطينية نسترجع صورة الطفل الدرة وأبيه الذي يحاول بائسا حمايته من الرصاص الغادر. كما تظل صورة الطفل السوري ذي السترة الحمراء الغارق على إحدى الشواطئ في محاولة للوصول إلى أحد البلدان الأوروبية الرافضة للاجئين السوريين رمزا لمأساة إنسانية مهمشة. لذا، سوف يخلد التاريخ صورة الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب رافعا قبضته جانب رأسه الملطخ بالدماء وناظرا إلى أنصاره قائلا لهم «fight» ــ أو قاتلوا ــ مع خلفية العلم الأمريكي، وفي وسط الحراسة الخاصة، كشاهد على ما سوف يعتبره مشجعوه ومشجعاته، بلا شك بسالة مقاتل عنيد وتفاني محارب شرس في وجه الإرهاب والتعصب ضد أمريكا وقيمها. جاءت اللقطة تماما كأنه بطل فيلم أكشن من إخراج هوليوود وإنتاج الجمهوريين، في محاولة ترسيخ مبادئ الوطنية الأمريكية وتحفيز الشعب في خضم المعركة القائمة ضد «الآخرين»، أيا كان هوية هؤلاء الآخرين، من ديمقراطيين إلى مهاجرين، أو مسلمين، أو عرب، أو أيا كان، فمن ليس منا فهو عدونا. وهنا، فمصائب ترامب، عند ترامب والجمهوريين كلها فوائد انتخابية، ورب ضربة قناص طائش نافعة لحزب كاد يفقد شعبيته في وسط مهزلة انتخابية بين رئيس يجدر به التقاعد ومرشح مدان.

ترامب محظوظ

لو أراد ترامب تدبير حيل دعائية أو لقطة إعلامية لاكتساب تعاطف وإعجاب المصوتين لما ظهرت وفق ما ترى نادين السيد، بهذا الشكل السينمائي الدرامي ذي نكهة زعامة شامخة. فمساوئ ترامب عديدة مما لا شك فيه، والرزانة والشموخ صفات لم نعتد وصفه بها، ولكن في تلك اللقطة بالتحديد، انفصاله عن الواقع المعتاد وبطؤه في ردود الأفعال المألوفة جاء في مصلحته هو وحزبه، أكثر من أي خطابات خطط لها أو مناظرات هزلية أقامها. وسيتناسى التاريخ العديد من لقطاته الهزلية، وخطاباته المليئة بالكثير من الجهل والكره والخوف من الآخر، سيتأكد مناصروه أن يخلد التاريخ تلك اللقطة بالتحديد، ليتذكر مشهد القائد الثابت الشجاع. لن ينتهي الأمر عند وضع ترامب في ذلك الإطار الشامخ، لأن آخر كلمة من ترامب قبل إخلائه الموقع كانت «قاتلوا» التي من المؤكد جاءت بمثابة أمر لأنصاره لمحاربة كل من لا يتبعه أو يتبع معتقدات الحزب الجمهوري في وسط مشاعر متزايدة بالانتقام، أو حماية مرشحهم من العدو أو من الآخر في سياق بلد تزايدت فيها جرائم الكراهية والعنصرية بشكل مخيف، خاصة تحت قيادة ترامب. فحتما ستزيد تلك الكلمات البسيطة مشاعر التخوف من الآخرين وعدم تقبل الغير والرغبة في حماية بلادهم ومرشحهم. فاللقطة كلها لم تستغرق دقيقة واحدة، والصورة جاءت في غضون ثوانٍ معدودة ممزوجة بالكثير من الحظ، ولكن تداعياتها ستكون أكبر وأعمق بكثير، ومن الأكيد أنها ستغير مسار الانتخابات الأمريكية بشكل كبير.

زواج مصايف

انتشر في المصايف هذه الأيام ما يعرف باسم «زواج النفحة»، يسقط ضحيته، عشرات البنات والصبايا والمطلقات، والوسيلة كما عرفها سامي صبري في “الوفد” ورقة واثنين شهود ومحام يقوم بدور المأذون مقابل مبلغ مالي يدفعه العريس لهذا المحامي، الذي يتولى في كثير من الحالات إحضار شهود من طرفه؛ للتوقيع على عقد ليس له «أي ثلاثين لازمة»، ويتعهد وفق اتفاق مع العروسين بعدم توثيق العقد أو تسجيله رسميا؛ حتى يسهل للعريس تمزيقه في أي وقت، والتخلص من أي التزامات تجاه عروس أجبرتها ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة على أن تكون زوجة لمدة ساعات ترتفع إلى ثلاثة أشهر، إذا كانت محظوظة أو كان العريس ميسور الحال تطارده النزوة والشهوة. الخطير، أن هذا الزواج أصبح له سماسرة مختصون يعاونهم بعض الفتيات الساقطات والشباب المنحرفين الذين يلقون بشباكهم حول أي فتاة فقيرة أو تعاني أسرتها من ضائقة مالية، ويكون زواجها لمدة محددة مقابل «نفحة» أو هدية كبيرة مالية أو عينية، تنقذ بها أسرتها وأخواتها من حياة الفقر، أو تساعد والدها أو أمها على إجراء جراحة عاجلة في مستشفى خاصة تطلب آلاف الجنيهات وغيرها من الاحتياجات القهرية. وغالبا ما ينتشر هؤلاء في الشواطئ الراقية وبعض الفنادق؛ لاصطياد الزبائن الأثرياء، مصريين كانوا أو أجانب يبحثون عن زواج متعة، تفرح فيه الفتاة أو المطلقة، بالمال والهدايا، والليالي المخملية، قبل أن تستفيق من غيبوبة حملها من زيجة، كانت تعتقد أو توهم نفسها بأنها شرعية، كما أفهمها المحامي، أو السمسار الذي يزين ورقة الصفقة بعبارة (عقد زواج شرعي) ويختفي تماما بمجرد سفر و«خلعان» صاحب المال وعودته إلى موطنه. الأخطر أن بعض الفتيات ومن بينهن طالبات جامعيات في مناطق شعبية فقيرة، لا يجدن غضاضة من خوض تجربة هذا الزواج بمحض إرادتهن، ولكن دون إبلاغ أولياء أمورهن بالاتفاق الخفي مع العريس والسمسار بأن هذا الزواج محدد بمدة لا تكتب في العقد، وما أن تنتهي المدة حتى تعود الفتاة إلى بيت أسرتها وتتظاهر بطلب الطلاق، وإنها ترفض الاستمرار في بيت الزوجية «الوهمي».

العريس الُلقطة

“الشاطرة” من وجهة نظر سامي صبري هي من تنجح في الخروج بأخف الأضرار ولا تورط نفسها في الحمل، وتقنع ولي أمرها بأن العريس (لقطة) سيدفع لها مئة أو 200 ألف ويستأجر لها شقة مجهزة بـ(العفش) ويتعهد بدفع الإيجار، على أمل أن تصحح الوضع والمسار بتجربة أخرى طبيعية مثل كل البنات والستات، متناسية أنها وضعت قدمها بهذه الخطوة على بداية طريق الضياع. أما تعيسة الحظ فهي من تترك نفسها وتنخدع في وعد من العريس المؤقت بأنه سيستمر معها حتى آخر العمر، ويحدث ما لا تحمد عقباه، وتقع الفاس في الراس، وتجد المسكينة نفسها في ورطة جنين غالبا ما يرفض عريس النفحة تسجيله باسمه رسميا، وتدخل وأهلها في دوامة المحاكم، والبحث عن أب لطفل يزيد من عدد المشردين في الشوارع، وإن فشلت تلقي به أمه بنت العشرين في دار لأيتام ولدوا لآباء ماتوا وهم على قيد الحياة، أشبعوا شهوتهم على حساب أطفال أبرياء في زمن زواج المصايف ونفحات سرير الفقر والتفكك الأسري وانحدار الأخلاق وبيع لحم الغلابة بأرخص الأثمان. صحيح أن هذه الحالات لم تصل بعد إلى مستوى الظاهرة، ولكنها تزداد عاما بعد آخر؛ بحجة أن هذا النوع مثل الزواج العرفي تعترف به بعض المذاهب الدينية، ويجيزه عدد من العلماء والشيوخ. ولا أملك هنا إلا أن أدق ناقوس الخطر محذرا ومطالبا وزراء العدل والداخلية والتضامن الاجتماعي والمجلس القومي للمرأة ونقابتي المحامين والمأذونين بسرعة التحرك لحماية بنات مصر من سماسرة النفحات والمصايف.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول مستعجب من النفاق:

    وا أسفاه

  2. يقول عابر سبيل:

    زواج المصايف أو زواج النفحة هو لا شك من نفحات وبركات السيسي، لأننا لم نسمع به من قبل ..

  3. يقول قصي عمار:

    زواج النفحة : – اولا من شروط صحة الزواج و ان تكون النية ان الزواج مؤبد – ثانيا : هذه الجريمة كارثية لانك تكون صنعت مومس جديدة تنازلت عن ادميتها و من الممكن ان تبيع اي شئ مستغلا ظروف فقرها اصبحت ممكن ترتكب اي جريمة مقابل مال لان كل الاخلاق و المبادئ هدمت في نظرها و اصبح لديها مبدئ واحد و هو المال – ثالثا بعيدا عن الاديان و الاخلاق و المبادئ الاغنباء مسئولين عن الفقراء بطريقة او اخرى و الا هذه الفتاة التي دمرتها ممكن تخطف ابنك و تبيعه اعضاء و احكي ماحدث لي شخصيا هناك جار يسرق بيتي و لا يتوقف رغم البلاغ للشرطة و اخذ 2 حكم ضده بسبب ضبط المسروقات في بيته و عندما فرغ من سرقة الاثاث بدأ تفكيك الثلاجة و الغسالة و خلاطات المياة بلغني لاني مسافر انه نزع الحوض من مكانه و الشرطة لم تقبض عليه حتى الان بحجة عدم الاستدلال على مكانه و هذا يعني ان التكافل ضروري لكي يعيش المجتمع بأمان

  4. يقول بنت الحرية:

    زواج المصايف ليس زواج عرفي لانه محدد بمدة لا يتم ذكرها في عقد الموثق فقط فهو مثل زواج المتعة عند الشيعة حرام شرعا …لان نية الرجل هو تلبية نزوات حيوانية لمدة معينة ثم الانصراف لعمله و ترك نساء مصر اللواتي هانت عليهن كرامتهن امام مستقبل مجهول العواقب

  5. يقول Abo Mohamad:

    نشر الرذيلة هو ما تفعله أمريكا والغرب والماسونية في عالمنا المحافظ ، في البداية يخنقونك بالديكتاتوريات وحكم العسكر، ثم يرفعون الاسعار لينشرون الفقر والتعليم السيئ وقلة الوظائف، ثم يرسلون الذئاب لتفترس الفقراء

اشترك في قائمتنا البريدية