زواج صباح الكاذب من سعودي و’التاريخ يشهد على ال بي سي’

حجم الخط
3

مرة في كل شهر ‘يشهد التاريخ’ على قناة أل بي سي اللبنانية فتحضر على الشاشة ‘مالئة الدنيا وشاغلة الناس’ على امتداد الوطن العربي ‘ليلى عبد اللطيف’. هو حوار ينتظره المشاهدون بفارغ الصبر! لا يعرفون كيف يمر الزمن الفاصل بين شهر وآخر حتى يحين اللقاء. هي إطلالة ليلى التي لا يقوى على فراقها الشعب، ولا ‘تغمض معها عين’. ليلى عبد اللطيف تعتبر في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا العربي مصدر المعلومات الأصدق للشعب المسكين. فكثيراً ما وعدنا السياسيون ولم نجد أقل الوفاء بما وعدوا. وكثيراً ما قرأوا المستقبل وبشرونا بغد أفضل مما نحن عليه، ولم يصدقوا. وكم أطلقوا من شعارات وتوقعات بشأن هذا الربيع العربي ‘المزدهر’، وإذ بالأحداث تكذب قراءاتهم السياسية في غالب الأحيان. وحدها تبقى ليلى عبد اللطيف ‘أصدق إنباء من السياسيين’.
هو برنامج ‘التاريخ يشهد’ الذي تحاول ليلى عبد اللطيف أن تصله وهي بكامل لياقتها النفسية. كذلك تفعل محاورتها ماتيلدا فرج الله. فغالباً ما تحاول أن تطمئن احداهما الأخرى أنها ‘رايقة، هادية، واعصابها في ثلاجة’. فدور ماتيلدا في ‘التاريخ يشهد’ أن تنصب الفخ لليلى حيث يجب، وأن تستفزها حيث يجب. ممنوع التغيير في التوقعات بين شهر وآخر. والأهم هو التذكير بحدث تمّ توقعه وحصل. ‘حاصلنه’ من ‘التاريخ يشهد’ إنه ومنذ ‘اندلاعه’ على الشاشة قبل أقل من سنة يتخذ من الأزمة السورية الطاحنة متراسه الأول. منذ البداية وحتى الأحد الماضي قررت ليلى عبد اللطيف أن رئيس سوريا بشار الأسد لن يغادرها. وانه ‘باق باق’. أما لمتى؟ فهنا بيت القصيد. لمن يهمه الأمر تقول ليلى: إلى سنة 2014. بالمناسبة هذا هو استطلاع الرأي الذي خلصت إليه ليلى منذ اندلاع ‘الربيع السوري’. هي كانت على خلاف بالتوقع والرأي مع كبار السياسيين ومنهم رؤساء دول مؤثرة. وهؤلاء كثيراً ما وجدوا بعد معاينتهم الميدانية، أن رأس الأسد قد أينع، وحان قطعه من جذوره. ولم يحصل.
ولمن لم تعد لديهم ثقة بقراءة السياسيين لمستقبل الأمة العربية، ليس لهم سوى اعتماد ‘الاستطلاع’ السياسي، الأمني، الاقتصادي والاجتماعي الذي تقوم به ‘العزيزة ليلى’. وبما أننا في المرحلة الحاضرة من تاريخنا العربي الذي يزداد مرارة وسواداً قد ‘جمدنا في ثلوج الاسكا شرفنا’ المهدور منذ دهر في فلسطين، فلا يشغلنا سوى ذاك الجرح السوري المؤلم حتى العظام. فما هي أحدث توقعات ليلى بشأنه؟ بشرتنا بطريق سالكة للحوار. اسرائيل لن تضرب سوريا من جديد. سيكون في حوزة المعارضة السورية قريباً سلاح متطور جداً ضد الطيران. بعد القصير ستشهد سوريا معارك في الرقة وأدلب، وهي ستكون الأخيرة. السلام آت إلى سوريا إنما بعد كارثة انتشار الجرب والطاعون والمياه الملوثة. بشار لن يغادر سوريا يموت فيها أو يبقى لسنة 2014.
هذا ما ‘شهده التاريخ’ للشعب السوري، لم يبعث فينا الأمل بنهاية قريبة لهذه الجلجلة التي سلكها. القتل سيبقى سائداً، والموت والتشرد يتربص بالأبرياء. والدول الكبرى والصغرى معاً ترى في الشعب السوري مداها المفتوح لاختبار اسلحتها، سياساتها، تحديات مسؤوليها الشخصية،وأخيراً أموالها. ونحن محتارون في من نصدق: ليلى عبد اللطيف أم السياسيين؟

من نصدق الجزيرة أم إيبسوس؟

الحال ليس على ما يرام بين مؤسسة ‘إيبسوس’ وقناة الجزيرة. القناة التي آلت على نفسها تبيان الرأي والرأي الآخر وقعت في الخطأ المميت. أعلنت عبر موقعها الإلكتروني أن مشاهديها على امتداد الوطن العربي هم 43 مليون وفقاً لإحصاء اجرته في 21 بلدا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤسستا ‘إيبسوس وسيغما’. لم يطل الزمن كثيراً حتى أعلنت واحدة من أشهر مؤسسات الإحصاء وهي ‘إيبسوس’ إنها لم تتعاون مع أي مؤسسة اعلامية بهذا الصدد. وأن ميدان عملها يطال فقط 11 من21بلداً نشرها موقع قناة الجزيرة.
شركة الإحصاء توجهت بكتاب رسمي إلى قناة الجزيرة تطالبها فيه برفع الخبر عن موقعها، والإعتذار، ومعاقبة المسؤول. واللافت أن هذا الخبر ‘المطعون بصدقه’ الذي نصّب الجزيرة في موقع الصدارة الإخبارية العربية على الإطلاق، جاء مذيلاً برأي وموقف لمدير عام قنوات الجزيرة الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني. جاء هذا الموقف ليحكي بأن صدارة الجزيرة تعود ‘لالتزامها الدائم بميثاق الشرف المستنير بمعايير مهنية نبراسها الرأي والرأي الآخر وقوامها الدقة والموضوعية والنزاهة’؟
ربما أرادت الجزيرة الترويج لريادتها بعد الكثير من البلبلة التي أصابت مشاهديها الذين كانوا بالملايين على امتداد الوطن العربي، وذلك بعد أن امتطت جواد ‘الربيع العربي’ الذي يأبى أن يطالعنا حتى اللحظة بـ ‘زهرة’ ولو صغيرة. فقد ذكرت دراسة لمجلة ‘لو ماغ’ أن نسبة مشاهدي الجزيرة تراجعت من 43 مليون إلى 6 ملايين. وفي تحليل لأسباب هذا التراجع كان هناك تداخل كبير بين سياسة القناة وسياسة الدولة القطرية في موقفها وأخطائها الكثيرة في تغطيتها للأزمة السورية. وانتشار العديد من الفضائيات.
إذاً وكما تسببت قناة الجزيرة بأزمة ‘ثقة’ مع مشاهديها الـ43 مليون فانفض اغلبهم عنها، ها هي في أزمة مع شركة ‘إيبسوس’،’فما العمل’؟

وهل نصدق العربية؟

هو نفسه الزميل بشير شقير الذي ‘زوجوه’ زوراً من السيدة صباح يبلغني شخصياً وليس عبر قناة تلفزيونية أنه رفع كتاباً إلى قناة العربية لتكذيب الخبر الذي طنطنت له في نشرتها المسائية قبل حوالى اسبوع. وفي التفاصيل أن سعودياً من آل المطيري سرق صورة بشير شقير من صفحته على الفايسبوك والتي تجمعه مع السيدة صباح، وأدعى أنه تزوجها. ولم يكتف المطيري بذلك بل قال أن صباح تبرعت بـ300 ألف دولار من أمواله للمحتاجين بهذه المناسبة السعيدة؟ لم ينته الخبر عند هذا الحد بل قامت قناة العربية ببثه في نشرتها المسائية بطريقة تحمل تشهيراً بصباح. أما المواقع الإلكترونية فقد حفلت بالشتائم والقدح والذم باللبنانيات، وبخاصة السيدة صباح، اللواتي تطمعن بأموال السعوديين.
طبعاً وقع هذا الخبر كالصاعقة على عائلة السيدة صباح والتي تحرص لأن يكون ما تبقى من حياتها هادئاً هانئاً. ولهذا رفعت كتاباً رسمياً إلى قناة العربية طالبة تكذيب الخبر الذي اخترعه مراهق سعودي في عمر ال21. كذلك فعل الزميل بشير شقير عبر محاميه. لكن حتى اللحظة لم تحرك العربية ساكناً لدحض ما وقعت به من فشل مهني. فهل ستفعل ومتى؟ وإن لم تفعل، فعائلة صباح ستلجأ إلى القضاء كذلك بشير شقير.

طفلة المحاور الطرابلسية

بعد شاشة التلفزيون حصد شريط الطفلة المقاتلة في طرابلس على اليوتيوب نسبة مشاهدة عالية. ليس مهماً على من أطلقت هذه الطفلة ‘رشقاً’ من رشاشها، ولا في أي من محاور طرابلس المشتعلة يقع منزلها. المهم أنه تمّ اغتصاب طفولتها بفعل هو للكبار الضالين عن سبيل الهداية. ما وصلنا أن مقاتلاً في واحد من محاور طرابلس أعطى رشاشه لطفلة لا تتجاوز الثماني سنوات وراح يلقنها دروس العداء، وعلى من يجب أن تطلق النار. فرحت الطفلة ونفذت المهمة. وعندما سئلت على من تطلقين النار قالت بفرح اسم عدوها الذي تلقنته في تلك اللحظة، وفي حياتها اليومية. فبدل أن يُحكى لهذه الطفلة حكاية عن مكارم الأخلاق، عن الحب وعن التسامح، ها هي تجبر أمام الكاميرا على تنفيذ درس في الحقد المبكر جداً. وبدل أن يأتوا لها بلعبة تشغل خيالها، ها هم يأتون بها إلى المحور المشتعل لتلعب بالكلاشينكوف!
مشهد هذه الطفلة اللبنانية المنتهكة حقوقها وفق شرعتي حقوق الطفل والإنسان الصادرتين عن الأمم المتحدة توقف عنده الآلاف. وزير الشؤون الاجتماعية بوصفه رئيساً للمجلس الأعلى للطفولة وجده ‘مشهداً من أبشع أنواع الانتهاكات لحقوق الطفل’. وطالب المسلحين ‘بوجوب إبعاد الطفولة عن صراعاتهم’. هو موقف مشرف. والموقف المشرف أكثر من سواه هو قطع دابر المسلحين من الطرفين من عاصمة الشمال طرابلس.

الحزام لتأديب الأجانب في السعودية

إنه اليوتيوب أيضاً وأيضاً. وهي الصورة التي بات مستحيلاً أن تغيب أو تختفي عن عيون المراقبين. هذه المرة وصلتنا الصورة من السعودية ومن مدينة جدة تحديداً. المكان هو قسم الجوازات للأجانب. وكماظهر يبدو أنهم أناس يصطفون في الهواء الطلق وفي الحر. ولأن الناس ناس وقد يحصل بينهم تجاوز أو تدافع، كان على العاملين في قسم الجوازات تأديبهم! بعضهم انهال على هؤلاء المساكين ضرباً بالأكف، وأحدهم لم يترك لكفه عناء التصادم مع وجوههم. سارع إلى حزامه وباشر بلسع من يقع في مرماه بضربة. كانوا حوالى ستة ‘ملاكمين من الجوازات’ أخذوا على عاتقهم تأديب الفقراء الذين سولت لهم أنفسهم طلب لقمة العيش في السعودية. هكذا قرر المعنيون في الجوازات أن هؤلاء الناس يجب أن يعاملوا بالضرب والجلد، وليس كما سائر خلق الله. إنه حكم القوي..بماله.
‘ صحافية من لبنان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فارس زهير:

    شكرا استاذة زهرة على كشفكي الحقائق مقال رائع

  2. يقول خالد:

    لم اعلق من قبل على ما نشر عن السيده صباح اكن هذه المره عندما قرأة عن زواجها للحقيقه انزعجت ما لسبب سوى ان السيده صباح من جيل المرحوم ابي خريج الجامعه الامريكيه سنة 1947 وقد عرفها ّانذاك وتوفي سنة 1992
    اقول في سري يا ريت لو انه حي ويتزوج بعمر ال 90 ويكتبوا ما طاب لهم وشكرا سيدتي .

  3. يقول الكساسبه:

    مقال رائع جدا جدا

اشترك في قائمتنا البريدية