سامح حسنين القيادي في حزب «الكرامة» لـ«القدس العربي»: الاحتلال لم يكن ليجرؤ على اجتياح المحور الحدودي لو هددت مصر بإلغاء «كامب ديفيد»

تامر هنداوي
حجم الخط
4

القاهرة ـ «القدس العربي»: قال سامح حسنين عضو الهيئة العليا في حزب الكرامة المصري، إن السلطات في مصر كان يمكنها منع الاحتلال الإسرائيلي من اجتياح المحور الحدودي لو لوحت بإمكانية إلغاء معاهدة السلام الموقعة عام 1979، والمعروفة إعلاميا بمعاهدة «كامب ديفيد».
وأضاف لـ«القدس العربي» أن الاحتلال لم يكن ليجرؤ على اجتياح المحور الحدودي، لو هددت مصر بشكل رسمي بتجميد أو إلغاء معاهدة كامب ديفيد وقطع العلاقات الدبلوماسية، إلا أن السلطة ترى أنه ليس في الإمكان أفضل مما كان، وأن مصر لا يمكنها مواجهة إسرائيل أو الدخول في حرب مباشرة معها، أو مواجهة البوارج الأمريكية.
واعتبر أن صورة الجيش الإسرائيلي الذي أطلقوا عليه أنه جيش لا يقهر يتم «مرمطته» الآن في قطاع غزة، وأن المقاومة الفلسطينية وضعت سمعته في الوحل.
ورأى أن البعض في مؤسسات الدولة المصرية مازال يدرك أن غزة جزء من الأمن القومي المصري، لذلك رأينا هذا الهجوم الأمريكي على أحد لواءات الاستخبارات المصرية واتهامه تغيير بنود التفاوض، وهذه البنود تتعلق بالوقف الدائم لإطلاق النار وليست هدنة مؤقتة.
وواصل: «لكن في كل الأحوال مصر لا تلعب الدور المنوط بها في التصدي للعدوان على قطاع غزة، وكان مطلوبا منها، أن لا تسمح بأن يقترب أحد من حدودها أو يجتاح المحور الحدودي أو الجانب الفلسطيني من معبر رفح».
وبين أن الرد المصري على اجتياح المحور الحدودي شابه الضعف، وأن مصر لم تبد معارضة شديدة لاجتياح المحور الحدودي، وخرجت تصريحات غير رسمية أن القاهرة ربما تنظر في اتفاقية كامب ديفيد، لكن سرعان ما نفى وزير الخارجية المصري سامح شكري الأمر، قائلا، إن مصر تعاملت مع الاتفاقية على مدار 4 عقود باعتبارها خيارا استراتيجيا، والحقيقة فإنه إذا تحدثت أن السلام هو خيار استراتيجي وليس لك خيارات أخرى، فإن هذا يعد انتحارا استراتيجيا.
ووفق حسنين، فإن غياب الإرادة وضعف الموقف المصري، هما ما سمحا للاحتلال باجتياح المحور الحدودي، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يعد في أسوأ حالاته ولا يمكنه فتح جبهة جديدة أو الدخول في مواجهة مع مصر، وأن أزمة مصر في من يعتبرون أنفسهم يرفعون شعار الواقعية، والحقيقة هي يرفعون شعار الوقوعية، وهم طبقة اقتصادية في الحكم مسيطرة ومصالحها مرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية، وللأسف هذه الطبقة ليست في الحكم أو المجال الاقتصادي فقط، لكن هناك جزءا من المعارضة مرتبطا بالمصالح الأمريكية.

أوراق مصر

وعن الأوراق التي تمتلكها مصر للرد على اجتياح المحور الحدودي، قال إن هناك أوراقا عديدة تمتلكها مصر منها تجميد معاهدة كامب ديفيد التي أسقطها الاحتلال بالفعل باجتياح المحور الحدودي بالمخالفة للمادة الرابعة التي تحظر وجود دبابات وآليات عسكرية في المنطقة «د» وإلغاء كافة الاتفاقيات مع العدو مثل اتفاقية فيلادلفيا والكويز «الاقتصادية» وصولا لقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد سفير العدو.

رأى أن عملية طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى الأذهان

وأوضح أن البعض يتصور أن إلغاء كامب ديفيد يعني الحرب، وعلى هؤلاء أن يتفهموا أن هناك مساحة بين الحرب وإلا حرب، وإلغاء كامب ديفيد ليس معناه اندلاع حرب، ونحن نرى يوميا الاشتباك المباشر بين الاحتلال وحزب الله اللبناني، وحتى هذه اللحظة لم يجرؤ جيش الاحتلال على تصعيد الأمر وضرب بيروت كما هددوا في البداية.
وتحدث حسنين، عن أزمة انخفاض واردات الغاز الإسرائيلي، مؤكدا أن الحكومة المصرية تتعامل مع الشعب أنه غير موجود، فلا تصدر بيانات رسمية عن أسباب انخفاض واردات الغاز وتأثير ذلك على الاقتصاد المصري وحياة المواطن خاصة أن الأزمة تتعلق بملف الكهرباء وخطة تخفيف الأحمال التي تفرضها الحكومة.
وبين أن المعلومات المتوفرة تؤكد أن انخفاض واردات الغاز مرتبط بزيادة الاستهلاك المحلي في الأرض المحتلة خلال شهور الصيف وتوقف حقل تمار عن الإنتاج.
وزاد: أن تجعل نفسك رهينة لعدوك أمر مرفوض، وفي عهد (الرئيس الراحل محمد حسني) مبارك أعلنا رفضنا تصدير الغاز إلى إسرائيل، والآن نعلن رفضنا لاستيراد الغاز من إسرائيل، حتى لا يتمكن العدو من استخدام هذا الملف كورقة ضغط علينا في أي وقت».
وأوضح أن المعارضة المصرية ممثلة في الحركة المدنية الديمقراطية التي تضم 11 حزبا معارضا، أعلنت مطالبها منذ بدء العدوان على قطاع غزة، وتمثلت في إلغاء كامب ديفيد وطرد السفير الإسرائيلي وإيصال المساعدات التي يحتاجها القطاع عبر معبر رفح دون اتفاق مع الاحتلال، باعتبار المعبر مصري فلسطيني لا دخل للعدو فيه، والسماح للمصريين بالتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
ورد حسنين على المدافعين عن تنسيق الحكومة المصرية مع جيش الاحتلال لدخول المساعدات خلال الشهور الأولى من الحرب برعاية أمريكية، قائلا: «برروا هذا الأمر بالخوف من استهداف الاحتلال للشاحنات وهذا الأمر لم يكن ليحدث، وقدمت اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني خطابا لوزارة الخارجية المصرية موقعة من الآلاف من الشخصيات المصرية والعربية تطالب بمرافقة الشاحنات إلى قطاع غزة، لكنها لم تتلق رد».
واعتبر أن عدم الموافقة على طلب اللجنة الشعبية، يعود لسببين، الأول خشية السلطة في مصر من الوقوع في حرج حال استهداف الشاحنات والشخصيات العامة، والأمر الثاني أن السلطة في مصر ترغب في أن يبقى الشارع خارج المعادلة السياسية.

سببان

وبرهن على رأيه، بموقف السلطات من المظاهرات الداعمة لفلسطين، وكيف واجهتها ومنعتها بعد أن كان الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا في الأيام الأولى للحرب لخروج مظاهرات رافضة لمخطط التهجير وهو ما حدث بالفعل حيث نظمت أحزاب موالية للسلطة مظاهرات، لكن بمجرد خروج مظاهرات لم تشرف عليها السلطة، واجهتها بعنف وألقت القبض على عدد كبير من المتظاهرين، كما اعتقلت على عدد من الطلاب شرعوا في تأسيس حملة طلاب من اجل فلسطين في الجامعات. واستنكر حسنين غياب مظاهر الاحتجاج المنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، متسائلاً: «هل يعقل أن مصر التي مثلت طرفا تاريخيا في الصراع العربي الصهيوني وواجهت العدو وعلى مدار العقود الماضية، كانت جامعاتها وميادينها تمتلئ بالآلاف الذين يتفاعلون مع أي حدث يخص فلسطين أن تغيب عن مشاهد الاحتجاج بينما يعج العالم أجمع بالمظاهرات التي تهتف ضد العدو».

الوعي الشعبي

وأكد أن «الوعي الشعبي المصري يعرف أن الاحتلال الإسرائيلي هو العدو ولا يعترف بمعاهدة السلام ولا يقبل التطبيع، ويدلل على ذلك، أن أجيالا لم تشهد الحروب وظلت سنوات عمرها يقدم لها العدو في الإعلام باعتباره جارا، انتفضت ضد العدو» في إشارة للجندي المصري محمود صلاح الذي نفذ عملية بالقرب من معبر العوجة ضد قوات الاحتلال في يونيو/ حزيران 2023، أي قبل عملية «طوفان الأقصى».
كما أشار إلى عملية الاشتباك الأخيرة بالقرب من معبر رفح بين قوة مصرية وجنود للاحتلال التي استشهد فيها الجندي عبد الله رمضان، وإلى حرص الأطفال في مصر على مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للاحتلال.
رأى أن عملية طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى الأذهان، موضحا: نحن أمام مقاومة فلسطينية استطاعت في لحظة تاريخية أن توجه ضربة قاصمة لجيش العدو.

مصر من طرف في الصراع إلى وسيط

وشرح سامح حسنين عضو الهيئة العليا في حزب الكرامة المصري، كيف انتقلت مصر من مرحلة كانت فيها طرف في الصراع حتى عام 1973، إلى مرحلة الوسيط في الصراع العربي الصهيوني.
وتابع: بعد ثورة 1952، كانت مصر تدرك أنها جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، وكانت قائد لأمتها العربية، ورائد لقارتها الأفريقية ومنارة لعالمها الإسلامي، في ظل دوائرها الثلاث العربية والأفريقية والإسلامية».
وواصل: جمال عبدالناصر بحكم دراسته في كلية أركان الحرب والاستراتيجية، كان يدرك حدود مصر، ويعلم أن مصر دائما ما تعرضت للغزو من خارج حدودها، وبالتالي آمن أن قضية فلسطين هي قضية مصرية بالأساس، لذلك سعى لبناء نهضة اقتصادية في الداخل، وجاء العدوان الثلاثي البريطاني الفرنسي الإسرائيلي، لوقف هذه النهضة، لكن مصر لم تستلم في هذه الفترة، وفي النهاية انتصرت مصر سياسيا، وأعلن تدشين مصر كقائد لامتها العربية واستطاعت مصر أن تملأ الفراغ الذي تركه الاستعمار، بمساعدة مصر لحركات التحرر الوطني، لذلك فمصر الطرف الرئيسي في الصراع مع العدو الصهيوني، وسعت مصر لخلق جبهة فلسطينية لتطلق ولو طلقة واحدة في الداخل الفلسطيني لتظل قضية فلسطين حية في الأذهان مطروحة، لذلك سعت القوى الاستعمارية لضرب مصر ضربة موجعة في 1967، لتخرجها من الصراع، بالفعل حدثت النكسة، ومصر تعرضت لهزيمة عسكرية، لكنها بقيت إرادتها، وتعريف الحرب هو صراع إرادة، ويبقى السؤال، هل سقطت إرادة مصر في عام 1967. مصر رفضت كل المبادرات التي عرضت عليه من أجل التخلي عن القضية الفلسطينية، وتمسكت باستعادة الأرض بالقتال.
وختم حديثه: حرب عام 1973، انتصر فيها الجيش المصري، لكن السياسة خذلت السلاح، وكان الرئيس محمد أنور السادات يرغب في الالتحاق بالصاروخ الأمريكي الذي يرى أنه سريع وترك القافلة العربية التي يعتبرها بطيئة، ومنذ اتفاقية فك الاشتباك عام 1974، جرى إخراج مصر من معادلة الصراع العربي الصهيوني، وتحولت مصر إلى دور الوسيط الذي استمر في عهد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، واستمر إلى الآن.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    صدق الرجل والله، ولكنه المكر السيء ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، والله ناصر الفلسطينيين وهازم عدوهم المحتل الصهيوني الأمريكي البريطاني الألماني الغربي اللعين وعد رب العالمين وكان وعد الله مفعولا ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀🐒

  2. يقول فصل الخطاب:

    إنهم حكام العار والدمار والبوار والخسران بإذن المنتقم الجبار الذي سينتقم لدماء أطفال غزة العزة منهم شر انتقام عاجلا غير آجل بإذن المنتقم الجبار الذي يمهل ولا يهمل ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀🐒🚀

  3. يقول فصل الخطاب:

    صدقت والله ✌️🇵🇸😎☝️

  4. يقول ابن الأردن:

    يبدو انهم لم يق رأوا سياسات اليميني المتطرف الحاكم ، ا انه لا يريد السلام قطعيا ، لان اتفاقيات السلام تقيده ، عارضوا مشروع السلام او اتفاقية كامب ديفيد ، لكن بيغن الزعيم التاريخيّ والذي لا يقل عن بن غوريون كان ذا نظرة مستقبليه ، انه من مصلحة إسرائيل. التعايش سلميا مع محيطها العربي ، والأرض مقابل السلام الجم هذا الجناح المتطرف جدا ؟ هم من قاموا بتحشيد المتحرفين لاغتيال رابين ، وهو قائد عسكري تاريخي آمن بالسلام مع الحيران ، الارض مقابل السلا. فكانت اتفاقية وادي عربه ، ولولا هذه الاتفاقيه لكانت قوات العدو تسرح وتمرح بالباقورة وتمنع تدفق مياه نهر الأردن ابن الأردن عن الأردن ، هناك دعوات أصحابها لم يقرأوا تاريخ الصراع ، وهم من مدرسة النظام الناصري وأحمد سعيد شعبويا ى. لايدركون ان اليمين المتطرف الحاكم يتمنى ان يتحلل من اتفاقية كامب ديفيد ووادي عربه اليوم قبل غدا ؟
    انهم لايدركون الأوضاع الاقتصادية الصعبة جدا في مصر من انقطاع الكهرباء وفقدان المواد الاساسيه وتناقص موارد الغاز الطبيعي وان معظم الشعب المصري يئن تحت وطأة الغلاء ، ثم يأتون بمقالات تزيد الطين بلة وقد تستدعي حربا على غرار يونيو 1967

اشترك في قائمتنا البريدية