سامي كلارك في يوبيله الماسي يقول لزوجته: “قومي تنرقص يا صبية”

زهرة مرعي
حجم الخط
0

بيروت-“القدس العربي”: كانت بداياته في تلفزيون لبنان وعبر برنامج “Pel Mel” الذي سبق استوديو الفن في القناة 9 الفرنسية. بدأ في حصد الجوائز مبكراً، وكذلك صنّف ضمن الفئة “أ” في الإذاعة اللبنانية. هو الفنان صاحب الصوت الأوبرالي العريض سامي كلارك، الذي أمضى خمسين سنة في الغناء ولا يزال في عزِّ عطائه لا تشوب صوته شائبة، ولم تتوان حيويته شعرة. صاحب أغنية “موري موري” و”قومي تنرقص يا صبية” يصيب الحاضر والماضي في قديمه وجديده.

معه هذا الحوار:

* في يوبيلك الماسي كيف تقرأ انطلاقتك؟ وكيف استقبل المستمع العربي أغنية “موري موري”؟

**أنظر إلى تلك المرحلة بين الطبيعية والمميزة. مرحلة تميزت بجهدي وتعبي. وفي المبدأ كانت الأغنية بمثابة فرصة لي كشخص يحب فنه. أعتبرها مرحلة مهمة دون شك حققت خلالها حضوري وأكدت بصمتي في بداياتي الفنية.

*جئت في العصر الذهبي للأغنية العربية فمن ناهض اتجاهك الأوبرالي الغربي؟ ومن رحب به؟

** رغم وجود الأصوات اللبنانية المؤثرة والتي كانت تغني اللون البلدي، أتى حضوري من بينها مميزاً بين الأجنبي والعربي. نعم شعرت بأنني مختلف عن السائد. لكنه كان اختلافاً إيجابياً. وقد تمّ تصنيفي في الإذاعة اللبنانية في المرتبة “أ” وقبله كنت قد نلت العديد من الجوائز في برنامج “Pel Mel” الغربي الذي قدمه بيار جدعون، على القناة 9. فمنذ البدايات رغبت في الغناء الغربي وبدأت بالطلياني، ثم الإنكليزي والفرنسي.

*لماذا الطلياني؟

** لغة أحبها وقد تعرّفت إليها بعد أن غنيت بها الكثير.

*غنيت بست لغات إضافة للعربية هل أدى ذلك لإنتشار أوسع؟

** الإيطالية، والفرنسية، والإنكليزية وهذا ما سبق ذكره، كذلك الألمانية، والأرمنية، واليونانية والروسية. جميعها خطوات فنية تساعد في انتشار الفنان محلياً وعالمياً. للحقيقة أنني في ذاك العمر لم أكن منشغلاً بعامل الانتشار، أو عالم جمع المال أو الشهرة. بدأت وإيماني ينبع من مقولة الفن للفن، وأنه ليس مهنة. لاحقاً اكتشفت أنه مهنة ويجب التعامل معها من هذا المنطلق. ومنذ ذاك الحين الفن هو العمل الوحيد الذي امتهنته.

*كيف وصلت إلى اللغة الروسية؟

** لم أدرسها كلغة، فقط غنيتها. قُدمت لي أغنيات روسية فأديتها وكانت مرتبطة بمناسبات حضر فيها وفد روسي كبير إلى جانب السفير الروسي في لبنان.

*بما أنك غنيت بكل تلك اللغات فهل أحييت حفلات في بلدانها كمثل اليونان مثلاً؟

**نعم شاركت في مهرجانات عالمية في 54 بلدا حول العالم. وفي بعض البلدان غنيت بلغة أهلها.

*أرشيفك غني وكبير فكيف أخترت أغنيات حفل اليوبيل الماسي الذي اقيم لك أواخر الصيف في بيروت؟

** لم أجد صعوبة في الاختيار. اخترت ما يناسب السماع. ففي المسرح يأتي الجمهور ليسمع، كل حفل له أغنيات تتناسب معه. وقع اختياري على الأقدم في أرشيفي. وهي أغنيات لا تزال في ذاكرة الناس كما: موري موري، آه ع هالأيام، قومي تنرقص يا صبية، غرانديزر، جزيرة الكنز، Ami، Take me with you وغيرها.

*هل تشعر بالرضا عن مسيرتك أم ثمة لو؟

** الرضا موجود طبعاً، ولا غنى عن اللو. دائماً أردد وأتمنى لو أنني انطلقت خارج لبنان. حينها ودون شك كنت سأنال حقي كفنان أكثر من لبنان.

*هل عانيت من مشقات أم كانت الطريق ميسرة؟

** لا تخلو أي مسيرة من المشقات. لا يمكن للفن أن يتميز براحة دائمة. حياة الفنان سهر، قلق ورهبة. على الفنان الاستعداد الدائم لريبرتوار الأغنيات، وماذا سيقدم في هذا الحفل أو ذاك. إنها حياة مُكلفة معنوياً وصحياً وتسحب من مخزون الأعصاب.

*وهل كان لديك من يساعدك بأمانة؟

** في البدايات كانت والدتي التي تلعب البيانو باحتراف، بدأت الغناء معها في البيت، وتابعت الغناء في المدرسة والجامعة، إلى أن حلّت مرحلة تعاوني مع الفنان الياس الرحباني. هي مسيرة أحييت خلالها 14 مهرجاناً عالمياً. في مقابل كل ما ذكرته واجهت الكثير من الحروب، بعضها من أهل المهنة، وبعضها الآخر من أهل الصحافة. منهم من حرّكته الغيرة، ومنهم من أزعجه نجاح لوني الجديد الذي اخترق الساحة الفنية بسرعة في لبنان. كما فتحت لي أبواب العالم العربي على مصراعيها رغم أنني غنيت بلغات أجنبية. لقد وجدت أغنياتي طريقاً إلى الشهرة، وأحبها الناس. وفي اعتقادي كان لشخصيتي الإنسانية والفنية حظوظ، وبالتالي نالت محبة الناس، وأهم مميزات تلك الشخصية الصدق والبساطة.

*إلى جانب الياس الرحباني، مع أي ملحنين وشعراء تعاونت؟

** تعاونت مع جوزف حنا رحمه الله، مايك حرّو، ووحيد عازار، وأيلي العليا، وطوني ألفا، وجورج عبدو، وجان لبكي، وانطوان رعد، وزياد الرحباني الذي غنيت له ترتيلتين هما الكنيسة وسيدي. وكانت لي أناشيد وأغاني وطنية كثيرة للجيش اللبناني. نوعت في بحثي عن الكلمات والألحان ولم التزم بلون أو نوع واحد. وكذلك الأمر في الألحان الأجنبية، تعاونت مع ملحنين فرنسيين وغيرهم. ولحنت بنفسي أغنيات إنسانية منها الأغنية المخصصة للصليب الأحمر، وحقوق المرأة، ووهب الأعضاء، وكذلك الأمر في أغنيات الجيش. وغنيت من ألحان كمال صيقلي، الكثير من الأغنيات الاجتماعية. وأنا مسرور لتعاوني مع مجموعة كبيرة من الأصدقاء في اللحن والكلمات.

*هل تلقيت عروضاً للغناء في الغرب؟

** كثيراً جداً، وخسرت عروضاً مهمة. بعضها ضاع بسبب آخرين أو بفعلهم. أذكر من تلك العروض عقداً مهماً للغاية في لندن وكان سيمتد لخمس سنوات. وفائدته الفنية كانت توحي بالغزارة، إلى جانب حفلات ذات مستوى عالمي. من فعل تلك الفعلة كان راغباً في مصادرة قراري لأبقى تحت رايته. والمعلمومات عن هذا العرض وصلتني بعد 10 سنوات من طرحه.

*هل تُذكِّرنا كيف ولدت أغنيتك الأولى؟

** ولدت في الإذاعة اللبنانية مع جورج عزيز وماري لويز عزيز، الأغنية من تأليفي وتلحيني، وكانت بمناسبة عيد الأم. والأغنية الثانية مع الياس الرحباني، وكانت بالإنكليزية وهي Tell me more.

*بما إنك خسرت فرصك في الغرب فهل ترى أن لبنان والدول العربية قدروا ما قدمته؟

** أكيد. الحمدلله لا أشكو من أي ظلم مطلقاً. والسبب في رأيي أني لم أضع نفسي في خانة من ينتظرون التقدير. تعلمت أن أعمل فقط وأتكل على الله. إيماني يدفعني إلى هذا السلام.

*لمن تقول الآن “قومي تنرقص يا صبية”؟

** لزوجتي، وفوراً تلبي النداء. بالمناسبة زوجتي تشيلا، فنانة تشكيلية محترفة وهي من تدير أعمالي حالياً.

*أيها أحب الأغنيات لك؟

** تخللت حياتي الفنية محطات ومراحل كانت خلالها بعض الأغنيات تأخذ مساحة واسعة من الاهتمام والشهرة. منها What I Need? عام 1972 وكانت لها ضجة كبيرة وأدت لتوقيع عقد كبير مع شركة FLB. ومن ثمّ جاءت محطة موري موري، التي فزت بناء عليها بالجائزة الأولى. ومن ثمّ لمن تغني الطيور التي رافقت مسلسلا بالعنوان نفسه. وأغنية غراديزر، لمسلسل جزيرة الكنز. وغيرها من الأغنيات. حياتي الفنية كانت منوعة وغنية والحمد لله.

*وهل كانت لك أغنيات بلون الدبكة؟

** طبعاً. وحضوري على المسرح كان يترافق مع فرقة استعراضية تقدم الرقص المطلوب حسب نوع الأغنية.

*هل لحنت لغيرك؟

** لست ملحناً. فقد يراودني لحن أشعره خاصاً بي فقط، لا سيما في الغناء الوطني.

*هل ندمت على أغنية سبق وأديتها؟

** ليس ندما بكل معنى الكلمة، بل هي أغنية لم تكن بمستوى ما سبقها. وهذا يعود لزمن الثمانينيات. والحمدلله أنها كانت ضمن حفل ولم تنتشر بعده.

*من غنى أغنياتك بإتقان من الجيل الحالي؟

**هم كثر ولا أعرف أسماءهم. يغنونها في كافة الحفلات.

*ما هي آخر أغنية قدمتها ومن لحنها وكتبها؟

** هي أغنية من لحن إيهاب درويش، سجلتها وصورتها فيديو كليب في 14 أيار/مايو الماضي في بولندا، وعنوانها “لولاكي” وموجهة للمرأة. وقد سجلتها مع فرقة بتهوفن السمفونية التي تجمع 160 عازفاً. أنجز هذا العمل مع شركة يونيفرسل التي يتعاقد معها ايهاب درويش.

*من هو المغني الغربي الذي تحب صوته؟

** توم جونز.

*هل تتابع مهرجانات لبنان؟

** نادراً. والسبب إما ارتباط بحفل أو سهرة عائلية. لا أشاهد التلفزيون، ولا أغادر منزلي ليلاً إلا نادراً، فأنا لا أحب زحمة السهرات.

*هل تعتبر نفسك بعيداً أو مبعداً عنها؟

**يستضيفون في تلك المهرجانات من يُسوق لهم من الفنانين. أحيي خلال الصيف مهرجانات تجمع أعداداً غفيرة. وأنا من يسوق لنفسه، وغنيت في مهرجانات عربية كبيرة منها جرش.

*هل يبهجك صوت جديد؟

** حتى اللحظة لا. معظمهم مقلد، والأصوات تتشابه. لم أسمع الصوت الذي أقول عنه واو.

*هل نقول ان والدتك من أخذت بيدك على درب الغناء؟

** بل إصراري. اجتهدت ودرست الصوت في المعهد الموسيقي الوطني، ودرست لسنة ونصف مسرح في معهد الفنون الجميلة. ثم تابعت دراسة الصوت وحركة المسرح لتسعة أشهر في النمسا.

*هل من أحد في العائلة يتابع طريقك؟

** ولديَ سام جنيور وساندرا، يجتمعان في ديو، كما لكل منهما ريبرتواره الخاص الغربي والعربي. غناؤهما يتراوح بين القديم الكلاسيكي والحديث. الحمد لله هما منطلقان بنجاح.

*ما هي النصيحة التي زودتهما بها؟

** أن يختارا الحياة التي يرغبان فيها. وإن طلبا مساعدتي فأنا حاضر حيث أتمكن.

*أخيراً؟

** أنصح كل الناس باختيار ما يحبونه في الحياة حتى وإن لم يكن ذلك متناسباً مع ذوق الآخرين.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية