سترو: لم ازر لحود تجنبا لاثارة الحساسيات.. وملاحظات خدام مثيرة وتتوافق مع تقرير ميليس
في مؤتمر صحافي عقده في لندن قال ان بريطانيا ستنسحب من العراق في الاشهر القادمةسترو: لم ازر لحود تجنبا لاثارة الحساسيات.. وملاحظات خدام مثيرة وتتوافق مع تقرير ميليسلندن ـ القدس العربي ـ من سمير ناصيف:حاول جاك سترو وزير الخارجية البريطاني في مؤتمر صحافي عقده افي لندن الرد علي تساؤلات وانتقادات نواب ومسؤولين لبنانيين حول عدم زيارته لرئيس الجمهورية اللبناني اميل لحود وازاء التصريحات الودية والتمنيات الحارة بالشفاء بشأن صحة رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون والتي كان ادلي بها خلال جولته اللبنانية التي استمرت لاكثر من يومين. وحضر المؤتمر الذي عقد امس الاول عدد من المراسلين العرب والمسلمين في لندن. وطرحت القدس العربي علي سترو عددا من الاسئلة منها لماذا لم يقم سترو خلال زيارته الاولي الرسمية الي لبنان بزيارة لمخيمي صبرا وشاتيلا، حيث ارتكبت مجازر بحق الفلسطينيين تحت اعين شارون وجنرالاته وفي ظل تحريضهم عليها، بدلا من الاطراء علي انجازات شارون، وهو القائد الاسرائيلي المتهم من قبل محاكم بلاده في قضية مجازر انسانية؟ وثانيا، حول اعطاء الجهة البريطانية الرسمية حق تقرير من يملك السلطة الشرعية في لبنان ومن يستحق (من المسؤولين) ان يزار او ألا تتم زيارته.وكان جواب سترو ان الجلطة الخطيرة التي اصابت شارون وقعت خلال زيارته للبنان، وقد علق علي الحادث هناك كما كان سيعلق عليه في اي مكان آخر من العالم علي الرغم من ادراكه الحساسيات في لبنان ازاء ماضي شارون وما بين لبنان واسرائيل.ورفض الوزير البريطاني الاقتراح بوجوب الاعتذار عما قاله بالنسبة لأمله في تحسن صحة شارون، واعتبر بان شارون بدأ عملية سياسية ستؤدي في نهايتها الي نشوء دولة فلسطينية.ولم يعلق علي موضوع زيارة صبرا وشاتيلا، ولكنه اشار الي ان زيارته للرئيس لحود كان من شأنها ان تثير حساسية فضل سترو عدم اثارتها، واختار عدم الدخول فيها، من دون ان يشير الي ان عدم زيارة لحود قد يثير حساسيات وتساؤلات لدي جهات لبنانية اخري حول تدخل اجنبي غير مباشر في الشأن اللبناني وتوزيع السلطات فيه.وكان سترو استقبل بحفاوة من الحكومة اللبنانية والجانب المعارض للرئيس لحود. كما قام بزيارات الي رؤساء الطوائف اللبنانية الرئيسية، البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، والمفتي محمد رشيد قباني والشيخ عبد الامير قبلان، غير ان لقاءه مع المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله لم يتم.وخلال الكلمة التي القاها سترو في المؤتمر الصحافي، قال الوزير البريطاني ان كل شخص يوجه الاتهامات الي سورية في لبنان يتم اغتياله، وانه بحث تطبيق القرار 1559 مع رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ووزير الخارجية فوزي صلوخ وزار دار النهار معزيا بالصحافي الراحل جبران التويني.وتعليقا علي تصريحات نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام واتهاماته للنظام السوري في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري قال سترو: ان ملاحظات خدام مثيرة للانتباه وخصوصا كونها تتوافق مع ما ورد في هذا الشأن في التحقيق الدولي الذي اشرف عليه المحقق الالماني ديتليف ميليس حول اغتيال الحريري. وقد كان خدام في موقع (نائب الرئيس) بامكانه ان يعرف من خلاله ما يحدث بالفعل اذا كان لاحد ان يعرف ما حدث .غير ان سترو رحب في الوقت عينه بلقاءات الرئيس السوري بشار الاسد مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ومع الرئيس المصري حسني مبارك. ونفي ان تكون بريطانيا قد اقفلت باب الحوار مع سورية مشيرا الي انه تحادث مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في آخر لقاءاتهما في منتدي المستقبل في البحرين. وتمني ان تثمر لقاءات الرئيس الاسد مع قادة السعودية ومصر الي تعاون سوري اكبر مع المجموعة الدولية لان مصلحة سورية تقتضي التعاون مع المجموعة الدولية.وكرر القول نفسه بالنسبة لايران حيث اشار الي ما قاله الرئيس الفرنسي جاك شيراك بان ايران ترتكب خطأ كبيرا اذا لم تتعاون مع المجموعة الدولية وانه (اي سترو) يشارك مدير عام الوكالة النووية الدولية محمد البرادعي بان العالم بدأ يفقد صبره مع ايران.وعما اذا كان الرئيس بشار الاسد يملك حصانة لكونه رئيس دولة وبالتالي لا يمكن استجوابه في التحقيق الدولي قال: ان القانونيين في الامم المتحدة وسورية يدرسون هذا الامر، اذ ان القرارات الدولية الصادرة بحق سورية في الفترة الاخيرة تصدر تحت الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة وقد لا تخضع للاستثناءات.وهذا الامر سيقرره مجلس الامن. بيد ان تعاون سورية هو الطريق الاكثر حكمة بالنسبة اليها .واشار سترو الي ان بريطانيا ستنسحب تدريجيا من العراق في الاشهر القادمة. ولم يحدد متي، ولكنه قال ان هذا الانسحاب سيتم تدريجيا. وقد يتم اولا من محافظتين خارج محافظة البصرة ثم تتبع ذلك انسحابات من محافظات اخري.وقال انه التقي في زيارته للعراق التي تلت زيارته للبنان الرئيس جلال الطالباني ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري ووزير الخارجية هوشيار زيباري والزعيم المعارض رئيس الحكومة السابق اياد علاوي ومسؤولين آخرين، واعترف بان الوضع الامني في العراق ما زال خطيرا. وتمني نشوء حكومة اتحاد وطني نتيجة للانتخابات التي اجريت اخيرا والتي يجب قبول نتائجها بعد معالجة شكاوي الاطراف التي اشارت الي حدوث تجاوزات.واوضح بان القرار البريطاني بالانسحاب التدريجي من العراق عائد لكون الامور تتطور سياسيا في الطريق الصحيح، وستصبح القوات الامنية العراقية اكثر جهوزية، وبالتالي، سيصبح العراقيون اكثر قدرة علي ادارة شؤونهم بأنفسهم اذ ان هدف الدور العسكري البريطاني في العراق لم يكن ادارة شؤون العراق او استعماره ولكن مساعدة هذا البلد علي التحرر وانشاء الدولة الحرة. وحول موضوع مشاركة قوة عربية امنية في نشر الامن والاستقرار في العراق، قال سترو ان هذا شأن تقرره السلطة العراقية ولا يعود الينا.وعبر سترو عن رفضه لفكرة المناطق الامنية العازلة في غزة او في مناطق اخري من الاراضي الفلسطينية. وقال ان هدف العملية السلمية في النهاية هو ان يعيش الشعبان الفلسطيني والاسرائيلي بسلام في دولتين. ولا يمكن ان يتحقق هذا التفاعل الانساني اذا انشئت مناطق عازلة بينهما.كما اشار الي ارتياحه لقرار وزير الدفاع الاسرائيلي السماح باجراء انتخابات فلسطينية شرعية في القدس الشرقية، علما ان هذا القرار (كما ورد لاحقا) سيخضع لموافقة او رفض الحكومة الاسرائيلية له في اجتماعاتها في الايام القادمة.