سجل بايدن سيبقى مرتبطا بالإبادة في غزة… ومخاوف فلسطينية من الوعود التي قطعها ترامب لنتنياهو

إبراهيم درويش
حجم الخط
1

خرج الغزيون يوم الأربعاء فرحا بقرب نهاية الكابوس المفروض عليهم منذ 15 شهرا، حيث عاشوا تحت حمم النيران الإسرائيلية والقصف والقنابل الأمريكية والتشرد المستمر، فيما يشكل كل عناصر الإبادة الجماعية.
ورغم فرحهم بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل إلا أن إسرائيل قتلت أكثر من مئة طفل وامرأة ورجل بعد الإعلان عن الصفقة، فيما حبس الغزيون أنفاسهم حتى يبدأ سريان مفعول الاتفاق الذي أخر إلى يوم الأحد، بذريعة تحضير الطرفين له.
وأخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الذي أجبر على توقيع الاتفاق بالمماطلة في المصادقة على الصفقة واتهام حماس بالتراجع عن بنود الاتفاق، وهي مناورة حاول من خلالها إرضاء شركائه المتطرفين في الحكومة من أجل المصادقة على ما تم الإعلان عنه أولا في الدوحة وبعد ذلك في واشنطن. وفي النهاية صادقت حكومة نتنياهو على الصفقة رغم تهديد وزيري الأمن والمالية المتطرفين بالانسحاب من الحكومة. ولا تزال هناك الكثير من الأمور المجهولة وتتعلق بالآلية التي سيتم فيها تنفيذ الصفقة وإن كانت ستمضي أبعد من المرحلة الأولى.

حيل نتنياهو

فطوال الحرب التي حصدت عشرات الآلاف من أرواح الفلسطينيين ودمرت حياتهم ومحت مدنا بكاملها وعائلات بشكل جماعي، كان شرط إسرائيل هو الحصول على أسراها لدى حماس وبدون مقابل. وكان نتنياهو يريد تكرار ما فعله في الهدنة القصيرة التي وقعت في تشرين الثاني/نوفمبر 2023 وأطلق فيها مجموعة من الأسرى، حيث عاودت إسرائيل القتل والقصف بدون هوادة حتى الآن. وظن الإسرائيليون أنهم قادرون على تحرير أسراهم بالقوة وبإعادة رسم الواقع على الأرض، إن في غزة أو سوريا والضفة ولبنان، لكنهم لم يستطيعوا تحرير إلا حفنة من المحتجزين، وفي أحيان جاء تحريرهم بارتكاب مجزرة كما فعلوا في مخيم النصيرات عندما حرروا أربعة من المحتجزين.
وكان شعار نتنياهو وشركائه في الحكم هو الضغط لتحقيق الهدف الرئيسي، أي تدمير حماس وتحقيق «النصر الكامل»، لكن حقيقة قبول نتنياهو بالصفقة وتهديد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفتح الجحيم على غزة إن لم يتم تحرير الأسرى قبل حفل تنصيبه يوم الإثنين، كان عاملا ساقه المحللون في تحليل العوامل التي قادت إلى إعلان الدوحة عن الصفقة. والمفارقة أنها نفس الصفقة التي قدمت في أيار/مايو 2024.

صاحب الفضل

واللافت في الأمر أن التركيز ظل على آباء النجاح، وهما ترامب والرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن الذي فشل طوال الحرب بممارسة الضغط على إسرائيل، كي توقف الحرب أو تلتزم بخطوطه الحمر، لكن نتنياهو أمعن في إهانة الرئيس الذي أكد مرارا على أنه «الصهيوني» والموالي حتى النهاية لإسرائيل. وسبق ترامب بايدن في الإعلان عن الصفقة عبر منصته «تروث»، وأكدت الصحافة الإسرائيلية على الدور الذي لعبه مبعوثه إلى الشرق الأوسط، رجل الأعمال وتاجر العقارات ستيفن ويتكوف، والذي تحدث كما قيل بصراحة عنيفة مع نتنياهو وأجبره على التنازل والموافقة على الخطة التي قبلتها حماس.
وعندما سئل بايدن في مؤتمره الصحافي عن صاحب الفضل في الاتفاقية، ترامب أم بايدن، رد الأخير متسائلا «هل تمزح؟»، والحقيقة التي لا تخفى أن إدارة بايدن لم تنجح أبدا في ممارسة الضغط على إسرائيل، وقيل مرارا أن بايدن منح نتنياهو الضوء الأخضر لكي ينتهك القوانين الدولية وتحديدا القانون الدولي الإنساني. وتخلى بايدن عن كل مثله التي بشر بها عندما قاد حملته الانتخابية في عام 2020 من أجل حماية حقوق الإنسان والوقوف ضد المستبدين وحماية الأصوات الديمقراطية. وكما ناقشت مديرة مكتب «هيومان رايتس ووتش» سارة ياغر، بمقال نشرته مجلة «فورين أفيرز» (14/1/2025)، فقد خان الرئيس وعوده وبدا نفاقه في حرب أوكرانيا وغزة، حيث فشل في اتخاذ نفس المواقف ضد فلاديمير بوتين الذي غزا أوكرانيا في شباط/فبراير 2022 ودعم مواقف إسرائيل في حربها ضد غزة.

دموع التماسيح

وتساءلت ياغر إن كان دفاع بايدن عن حقوق الإنسان شعارا لانتخابه ونسيه عندما تولى السلطة أم أنه كان مدافعا حقيقيا عن حقوق الإنسان، وبالنظر إلى أفعاله فبايدن لم يكن حريصا على حقوق الإنسان. ولم يظهر التعاطف مع الفلسطينيين وعدالة قضيتهم بنفس القدر الذي أظهره مع الإسرائيليين. والغريب أنه هو ووزير خارجيته، حاولا تقديم صورة عن معاناة الفلسطينيين في خطاباتهم الوداعية. وفي إعلانه عن الصفقة اقتبس بايدن من الإنجيل «طوبي لصانعي السلام» وتحدث عن معاناة الفلسطينيين، وضرورة عودتهم إلى أحيائهم ومدنهم، وسأل سائل: هل تبقى لهم أحياء للعودة إليها؟ ولعل النفاق الأكبر بدا في كلام أنتوني بلينكن وخطابه أمام المجلس الأطنطي يوم الثلاثاء حيث قدم فيه وسط احتجاجات المعادين للحرب خطته عن «اليوم التالي» في غزة ومراحل إحلال الاستقرار في غزة بعد الحرب. ومع ان بلينكن كان من أكثر الذين زاروا المنطقة طوال الحرب إلا أن قادة إسرائيل تأكدوا من إهانته في كل زيارة وعودته خاوي الوفاض. لكنه حسب ديفيد إغناطيوس من صحيفة «واشنطن بوست» (15/1/2025) كان صريحا في خطابه لأنه سيغادر منصبه، مع أنه لا يشك في إخلاص بلينكن لإسرائيل، مشيرا إلى أن غضبه كان منصبا على نتنياهو، فحرب غزة جلبت «معاناة لا توصف للمدنيين الفلسطينيين» و«خسر ما يقرب من السكان بالكامل واحدا من أحبائهم. ويعاني ما يقرب من السكان بالكامل من الجوع. وقد نزح ما يقرب من السكان بالكامل» والغريب أن ينتقد بلينكن إسرائيل لأنها عرقلت الجهود الإنسانية، وهو الذي أعطاها شهادة براءة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 عندما قال إن وزارته لم تجد أدلة عن اختراق إسرائيل للقانون الإنساني. وها هو يقول إن «جهود إسرائيل كانت بعيدة كل البعد عن تلبية النطاق الهائل للاحتياجات في غزة».
وأشار بلينكن إلى أن «إسرائيل تعمل على توسيع المستوطنات الرسمية وتأميم الأراضي بوتيرة أسرع من أي وقت مضى في العقد الماضي، في حين تغض الطرف عن النمو غير المسبوق في البؤر الاستيطانية غير القانونية» كما قال. وفي الوقت نفسه، وصلت هجمات المستوطنين المتطرفين على الفلسطينيين إلى «مستويات قياسية» و«يتعين على إسرائيل أن تقرر العلاقة التي تريدها مع الفلسطينيين. ولا يمكن أن يكون هذا وهما بأن الفلسطينيين سيقبلون أن يكونوا شعبا غير معترف به بدون حقوق وطنية» و«يتعين على الإسرائيليين التخلي عن الأسطورة القائلة بأنهم قادرون على تنفيذ الضم بحكم الأمر الواقع بدون تكلفة أو عواقب على ديمقراطية إسرائيل، ومكانتها، وأمنها».

إرث الإبادة

ومهما قالت إدارة بايدن فسيظل سجلهم مرتبطا بالإبادة في غزة ودورهم في المساعدة على تحقيقها، سواء بالمال والسلاح والغطاء الدبلوماسي. وسيخلف بايدن وراءه إرثا خليطا من النجاح والفشل، لكن في الشرق الأوسط وأفغانستان سيتم تذكر سياساته الكارثية. وقد عد بايدن قبل أربعة أعوام بإعادة أمريكا إلى قيادتها العالمية قبل ولاية ترامب الأولى في عام 2016، لكنه يخرج من البيت الأبيض وقد عاد ترامب وبثقة وقوة، وانتصرت أيديولوجيته «ماغا» أو لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
ويقول إيشان ثارور في صحيفة «واشنطن بوست» (17/1/2025) إن بايدن يخرج من البيت الأبيض بإرث خليط. وتبدو إدارة بايدن وكأنها مرحلة انتقالية في عهد من القوميات المتصارعة. وقال إن سجله ووزير خارجيته في الشرق الأوسط هو الأكثر جدلية، وظلا محاميان بارعان عن حرب إسرائيل في غزة، حتى مع التحقيقات في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، إلا أن إدارة بايدن حمت الحكومة المتطرفة لنتنياهو والتي ظلت تعبر عن غضبها من واشنطن بأنها لم تفعل الكثير لدعم جرائم الحرب المرتكبة في غزة. وبالمحصلة كما كتب إغناطيوس، استخدم نتنياهو بايدن ككيس ملاكمة.
وما يلفت النظر هو أن الرئيس المنتخب بدأ يمارس سلطاته قبل أن يتولاها رسميا، وأرسل مبعوثه الخاص إلى الدوحة للمشاركة في المفاوضات الجارية. وكان اجتماعه مع نتنياهو سببا في موافقة الأخير على الصفقة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية. ولا يعرف ما هي الوعود التي قطعها ترامب لنتنياهو أو وعد بتنفيذها حالة موافقة إسرائيل على الصفقة، حيث طرح البعض فكرة ضم الضفة الغربية، وهو ما يعول عليه قادة المستوطنين من إدارة ترامب. وسواء وافق الأخير أم لم يوافق، فسجله في ولايته الأولى حافل بالهدايا الثمينة لإسرائيل. ولم يفت دور ترامب عن مجلة «إيكونوميست» (16/1/2025) التي قالت في افتتاحيتها أن ترامب بدأ بتشكيل الشرق الأوسط حتى قبل صفقة وقف إطلاق النار في غزة. وأشارت إلى أن الصفقة ستعزز سلطة ترامب على الدول العربية التي ساعدت في التوسط وعلى نتنياهو. وأشارت الصحيفة إلى التركة التي خلفها بايدن لترامب، وهي ثقيلة وتتعلق بمن يحكم غزة بعد الحرب؟ وما إذا كان ينبغي تمكين اليمين المتطرف في إسرائيل أو تقييده لتحقيق صفقة كبرى مع السعودية؟
فصفقة التطبيع هذه قد يكون لها فائدة إضافية تتمثل في إنشاء مجموعة أقوى من دول الشرق الأوسط المعارضة لإيران. وقالت إن أجندة الإسرائيليين اليمينيين «تظل طموحة» حيث يحلمون بإعادة بناء المستوطنات في قطاع غزة وضم الضفة الغربية المحتلة. وأوضحت أنهم متفائلون بالتوغلات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان وسوريا، مضيفة أن نتنياهو لم يتعهد بالتخلي عن سياسة الضم إلى الأبد. وقالت المجلة إن مشروع إسرائيل التوسعي يحظى بدعم من داخل مجموعة مستشاري ترامب، ومن بينهم السفير الأمريكي إلى إسرائيل مايك هاكابي، ولدى العديد من مستشاري ترامب المقربين خطط طموحة للدبلوماسية الإقليمية، لكن السماح لإسرائيل بضم الضفة الغربية المحتلة قد يفسد هذه الخطط ويؤدي إلى صراع متجدد مع الفلسطينيين. وأكدت أن أي اتفاق لإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والسعودية يجب أن يتجاوز مسألة استبعاد الضم، حيث يريد السعوديون التزاما إسرائيليا بإقامة الدولة الفلسطينية، لافتة النظر إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب إعادة ضبط السياسة الإسرائيلية الحالية.

مستقبل حماس

وفيما يتعلق بقطاع غزة، ذكرت المجلة أن حماس فقدت قيادتها العليا خلال الحرب، لكنها لم تجد صعوبة في العثور على المزيد من الدعم رغم الظروف الصعبة التي يعيشها سكان القطاع. وأضافت أن «المسؤولين السعوديين أعربوا عن رغبتهم في مساعدة الفلسطينيين، لكنهم يريدون إبعاد حركة حماس عن السلطة». وأضافت أن القضية الفلسطينية «ما زالت قادرة على إثارة العنف والاضطرابات في المنطقة» وأن «تحقيق السلام الدائم في غزة والتسوية العادلة للقضية الفلسطينية قد يمنحان ترامب الفرصة لتحقيق الصفقة التي يطمح إليها وربما الحل الوحيد للصراع في الشرق الأوسط».
ورغم ما تكبدته الحركة من خسائر على صعيد القيادة وفي صفوفها، إلا أن بلينكن أشار في خطابه بالمجلس الأطلنطي إلى أنها عوضت كل خسائرها من المقاتلين وجندت مقاتلين جددا، وأثبتت حماس أنها قادرة على الصمود، وأفشلت بالضرورة واحدا من أهم أهداف نتنياهو الرئيسية للحرب، أي القضاء عليها. ورغم أنها خسرت قاعدة الإسناد بعد الضربة التي تعرض لها حزب الله في لبنان وخسارة إيران حليفها الرئيس في سوريا، بشار الأسد، إلا أنها لا تزال تحتفظ بسلطة على الأرض، ولكن ليس كتلك السلطة التي كانت تملكها عند سيطرتها على القطاع عام 2016، كما أشارت صحيفة «الغارديان» (16/1/2025). ويعتمد وضع حماس على قدرتها للخروج سريعا من تبعات الحرب وخطط اللاعبين في مرحلة ما بعد الحرب وموقف إسرائيل. ومن الواضح أن قيادة حماس بعد مقتل يحيى السنوار في تشرين الأول/أكتوبر 2024 ومقتل زعيم المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في طهران، نهاية تموز/يوليو 2024 تبدو منقسمة بين حماس الداخل والخارج. وفي تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» (13/1/2025) فقد حل محمد السنوار محل شقيقه يحيى في إدارة عمليات الحركة بغزة وأنه يقوم بحملة تجنيد للمقاتلين هناك. وترى صحيفة «نيويورك تايمز» (16/1/2025) أن حماس، على الرغم من عزلتها عن حلفائها الذين لم يعودوا قادرين على تقديم الدعم، تظل القوة الفلسطينية المهيمنة في غزة حتى بعد 15 شهرا من القصف الإسرائيلي، حيث تسيطر على مخيمات النازحين وترفض الاستسلام. ورغم أن العديد من الفلسطينيين انتقدوا قرار الجماعة بتنفيذ هجوم تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلا أنها واجهت قدرا ضئيلا نسبيا من الاضطرابات الشعبية. واحتفلت حماس باتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي أُعلن عنه يوم الأربعاء باعتباره «إنجازا»، لكن دورها المستقبلي في غزة لا يزال غير مؤكد، كما تقول الصحيفة.
ومع ذلك، إذا تم تنفيذ الاتفاق الكامل متعدد المراحل، فقد يسمح لحماس بإعادة بناء سيطرتها القوية على غزة، أو على الأقل يسمح لها بالحفاظ على دور مؤثر في المنطقة. ويعتقد المحللون المرتبطون بحماس أن إسرائيل سوف تكافح لاستئناف الحرب في مواجهة الضغوط الدولية، وأن حماس سوف تلعب دورا مهما في مستقبل غزة. ولكن إذا قررت إسرائيل العودة إلى الحرب، فقد تستمر في إضعاف المجموعة، والقضاء على قادتها الجدد واستهداف ما تبقى من حكومتها. وفي ظل مثل هذا السيناريو، قد تجد إسرائيل نفسها تتحرك نحو احتلال غزة، وهو ما قد «يعزل حماس ولكنه يثير عداوة الشارع بأكمله»، كما يقول تامر قرموط، أستاذ السياسة العامة في معهد الدوحة للدراسات العليا.

خسائر إسرائيل

ومثلما تكبدت حماس ومحور المقاومة خسائر، فقد خسرت إسرائيل داخليا وخارجيا وأصبحت معزولة ويلاحق قادتها في قضايا ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وبات جنودها يفكرون مرتين قبل السفر إلى الخارج حيث باتوا عرضة للملاحقات القانونية بسبب جرائمهم في غزة، كما ناقشت باحثة في مجلة «ذي نيوركر» (13/1/2025). ويرى جدعون راتشمان في صحيفة «فايننشال تايمز» (16/1/2025) أن إسرائيل وإن استعادت الردع في الشرق الأوسط وأظهرت أنها قوة لا ينازعها أحد فيه، إلا أن شعبيتها قد تراجعت خاصة في الولايات المتحدة. وقد انخفضت إسرائيل في استطلاعات الرأي الدولية، والشباب حتى في الولايات المتحدة أصبحوا أكثر عدائية تجاه إسرائيل. وخلص استطلاع بيو في نيسان/ابريل 2024 الى أن «الأمريكيين الأصغر سنا هم أكثر ميلا للتعاطف مع الشعب الفلسطيني من الإسرائيليين». وقال ثلث البالغين ممن هم تحت سن الثلاثين ان تعاطفهم ينصب بالكامل أو في الغالب على الشعب الفلسطيني مقارنة بـ 14 في المئة ينحازون لاسرائيل. صحيح أن نتنياهو وحلفاءه لا يهمهم الجيل الجديد من الأمريكيين بقدر ما يهمهم الأصدقاء الكثر في إدارة ترامب، إلا ترامب لا يمكن التعويل عليه، فلديه الكثير من الملفات التي يريد التعامل معها من بنما إلى غرينلاند وكندا والصين ولا يريد حربا تحرف نظره كما حصل لبايدن عن أهدافه. وما يهم في هذا السياق أن بايدن وإدارته قوضوا النظام الدولي وبات من الصعب إعادة إعماره كغزة، حسب راتشمان.

غزة العالمية

وربما يكون بايدن آخر صهيوني من جيله، إلا أن هناك أجيالا من المواطنين العالميين الذين باتوا يؤمنون بعدالة الفلسطينيين وحقهم بالدولة وتقرير المصير. وعليه يرى ديفيد هيرست في موقع «ميدل إيست آي» أن الحرب في غزة أصبحت المنشور الذي يرى من خلاله جيل جديد من قادة العالم المستقبليين، الصراع الإسرائيلي – ‏الفلسطيني.
وقال: «لقد أدت الاحتجاجات المناهضة للحرب، التي أدانتها الحكومات الغربية في البداية، باعتبارها معاداة للسامية ثم سنت قوانين ضدها باعتبارها إرهابا، إلى خلق جبهة عالمية لتحرير فلسطين. إن حركة مقاطعة إسرائيل أقوى من أي وقت مضى». وأضاف أنه «في حرب التحرير، يمكن للضعفاء والأقل تسليحا أن ينجحوا في مواجهة الصعاب العسكرية الساحقة. هذه الحروب هي معارك إرادة. ليست المعركة هي المهمة، بل القدرة على الاستمرار في القتال»، وإنه بعد 15 شهرا من الوحشية، فشلت إسرائيل على كل الجبهات عندما حان وقت الحسم، كان نتنياهو أول من يرمش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    وستظل عصابة بايدن وبلينكن و أوستن وسوليفاك سفاحو العصر وقتلة أطفال غزة العزة هي العصابة الأكثر إجراما وشراسة في تاريخ البيت الأسود الصهيوني الأمريكي يا انريكي ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🔥

اشترك في قائمتنا البريدية