سعيّد يعزّي بالمبزّع بعد حملة استنكار لـ”تجاهل” أول رئيس تونسي بعد الثورة

حجم الخط
0

تونس – “القدس العربي”: قالت وسائل إعلام تونسية إن الرئيس قيس سعيد زار، الجمعة، عائلة الرئيس السابق فؤاد المبزّع لتقديم واجب العزاء بوفاته.

وجاءت زيارة سعيد بعد موجة استنكار واسعة داخل الطبقة السياسية وعلى مواقع التواصل بسبب “تجاهل” الدولة لوفاة أول رئيس تونسي بعد الثورة، والذي تم تشييعه الجمعة في مقبرة الجلاز بالعاصمة، حيث اقتصر الحصور الرسمي على رئيس البرلمان إبراهيم بودربالة.

وكانت عائلة المبزّع أعلنت مساء الأربعاء وفاته عن عمر يناهز 92 عاما بعد مسيرة سياسية حافلة تمتد لنصف قرن، تسلم خلالها عددا كبيرا من المناصب خلال عهدي الحبيب بورقيبة وبن علي ولاحقا بعد سقوط نظام بن علي.

وأثارت صور جنازة المبزّع جدلا واسعا لدى الطبقة السياسية في تونس، حيث استغرب البعض “تجاهل” السلطات التونسية لرئيس سابق وقامة كبيرة بوزن المبزّع، حيث لم تصدر الرئاسة التونسية برقية تعزية رسمية كما لم تقم بتنظيم جنازة رسمية تليق بالراحل، في حين أن الرئيس قيس سعيد “هرول” (وفق تعبير أحد النشطاء) لزيارة إيران ومقابلة مرشدها، علي خامنئي، للتعزية برئيسها الراحل، إبراهيم رئيسي.

وتساءل النائب السابق حبيب بن سيدهم: “هل يمكن أن تصدق أن هذه جنازة رئيس جمهورية سابق للدولة التونسية؟”.

وكتب المحامي والوزير السابق، محمد عبو “المبزّع قبِل منصب الرئاسة على مضض بعد سقوط بن علي، وساهم بذلك في تجنيب البلاد مأزقا دستوريا وفوضى كانت متوقعة في تلك الظروف التي توفرت فيها فرصة للقطع مع الاستبداد، مع تخوف شديد من عدم النجاح في ذلك”.

وأضاف: “وحين رأى أن أغلب القوى السياسية وجل المختصين في القانون الدستوري (ومنهم قيس سعيد) يطالبون بتعليق العمل بالدستور وبمجلس تأسيسي استجاب إلى طلبهم، وأعلن في 3 آذار/مارس 2011 أن الدستور لم يعد يستجيب للمرحلة الجديدة، ودعا لانتخابات مجلس تأسيسي ثم وضع قانونا للتنظيم المؤقت للسلطات العمومية”.

وأشاد النائب السابق ياسين العياري بالرئيس الراحل بقوله “بعد دفن والدي الطاهر العياري عام 2011، جاءني اتصال من القصر الرئاسي يطلبون من العائلة الحضور كي يقوم الرئيس فؤاد المبزع لتعزيتهم، فأجبتهم: عندما يتوفى والد المبزع سنذهب لتعزيته في القصر، وإذا أراد أن يعزينا فليحضر هو لمنزل العائلة، وبعد أقل من 20 دقيقة، اتصلوا بي مجددا وأكدوا أن الرئيس قادم، وكانت تلك المرة الوحيدة التي قابلته فيها”.

وأضاف: “خاصمته في تقديرات سياسية وأفصحت بها وهو رئيس، ويوم خرج من المسؤولية، أصبح في ذمة المؤرخين والعدالة، ويوم خرج من الدنيا، تنتهي معه أي خصومة لأنه بين يدي ربه ولا تجوز له إلا الرحمة. ولو كنت في تونس لمشيت في جنازته كما فعلت في جنازة الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي”.

وكتب الباحث غيث الشواشي “فؤاد المبزع وقع مراسيم انتقلت بالبلاد من حكم فردي إلى تجربة ديمقراطية في بضعة أشهر. حكم لمدة 8 أشهر بالمرسوم 14 الذي يمكنه من جميع السلطات، لكنه اختار تسليم السلطة سلميا، وابتعد عن السياسة بعدها تماما، ولم يُذكر اسمه في أي قضية فساد مالي أو سياسي أو اعتداء على حقوق الإنسان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية