سكان في خان يونس: يُطَعّمك اليوم كي يقتلك غداً

بهاء طباسي
حجم الخط
1

غزة ـ «القدس العربي»: أمام مدرسة أحمد عبد العزيز في خان يونس، اصطف آباء قلقون في طوابير مع أطفالهم، للحصول على اللقاح المضاد لشلل الأطفال، وهم يخشون على صغارهم من «جنون جيش الاحتلال الذي قد يقصف المدرسة».
ورأى زياد فرحات، الذي اصطحب معه طفلين لتلقي التطعيم، إنه وسط أحاديث الغرب والاحتلال عن هدنة إنسانية أو ما يسمونها بممرات آمنة للتطعيم يتزايد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، لدرجة أنه وصل إلى المناطق التي يُفترض أنها إنسانية مثل المواصي ومنطقة غرب المدينة. وقال لـ «القدس العربي»: «لا في هدنة ولا أي شي، كل يوم شهداء، وجرحى وإصابات، والوضع يمضي من سيىء إلى أسوأ، يُطَعّمك اليوم كي يقتلك غداً، هذا احتلال مجنون قد يقصفنا هنا».
وقالت آية ياسين (31 عاماً) إنه «لا جدوى من تلقيح صغارها السبعة ضد شلل الأطفال إذا كانوا سيعودون لمواجهة مزيد من الضربات الجوية والقصف الإسرائيلية».
وأضافت لـ «القدس العربي» أن ابنتها الكبرى شاهيناز، اضطر الأطباء إلى بتر يدها اليمنى، بعد أن أصيبت في غارة جوية للاحتلال على منزلهم شمالي مدينة رفح».
وأشارت النازحة إلى خان يونس إلى أن ابنتها البالغة من العمر 9 أعوام ترفض مغادرة مستشفى ناصر الطبي رغم أن الأطباء قد أوصوا بخروجها بعد إتمام العمليات الجراحية اللازمة لها.
وأوضحت: ابنتي خائفة، لا تريد أن تترك سريرها في المستشفى. تقول لي: أذهب يا ماما لكي يقطعوا إيدي الثانية.
وأعربت الأم الفلسطينية عن أملها في انتهاء الحرب اليوم قبل غدٍ، حرصًا على الحالة النفسية لأطفالها، الذين ينامون ويستيقظون مرعوبين.
واتفق معها محمد أبو عرار، الذي يرى أن معاناة الأطفال في قطاع غزة لن تنتهي بعد التطعيم ضد شلل الأطفال، وسط النزوح وانتشار الأمراض والأوبئة في المخيمات. ويقول: «أولادنا ينامون في الشوارع، ويستحمون بمياه البحر المالحة حتى التهبت جلودهم وتقرحت، وانتشر في رؤوسهم القمل، وأصيبوا بالجرب، في ظل اختفاء أدوات التنظيف، وعن النزلات المعوية والإسهال فحدث ولا حرج».
وتساءلت عزة عوض الله، (28 عاماً) عن الحماية الدولية المتوفرة للأطفال في قطاع غزة، بخلاف التسع ساعات التي حددها جيش الاحتلال، خلال فترة الهدنة ولم يلتزم أيضاً بها.
تقول لـ «القدس العربي»: «يتم تطعيم أطفالنا من شلل الأطفال، الذي هو فيروس بسيط، ماذا عن الاحتلال الذي يقتّل فيهم على مدار الساعة. أين الحماية الدولية لهم؟ لا توجد حماية، هي 9 ساعات لأيام محددة، وحتى خلالها الاحتلال يقصفنا ويقتلنا».
وأبدت الأم الفلسطينية رغبتها في وقف دائم لإطلاق النيران: «نريد أن نتنفس ويشعر أطفالنا بالراحة والأمان في ديارهم ووسط أهلهم، وأن يعودوا إلى الدراسة بعد أن أصبحوا أطفالامشردين في الشوارع، يجرون خلف سيارات المياه النقية وشاحنات المساعدات».
وتكمل «نريد أن تنتهي الحرب. موت أطفالنا ليس فقط من المرض اللعين فقط، وإنما من القصف الذي لا يرحم، ولن يسلم منه بيت سليم في غزة كلها، ووصل حتى للخيام. اليوم تعطونا تطعيم لشلل الأطفال لعيش أطفالنا في النهار، وتقتلهم إسرائيل في الليل».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    للأسف الشديد حقيقة بشعة جدا جدا من عصابة الشر الصهيو نازية الفاشية الحقيرة النتنة المدعومة بالسلاح الأمريكي القذر الذي عاث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸☹️🚀🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية