سلاح “المقاومة” في عمق سجالات الأردنيين: “تفكيك قناعات” وليس “تسجيل مواقف .. هذا ما حصل في “جلسة دافوس”

حجم الخط
0

عمان- “القدس العربي”:

“وفّروا الظروف الشرعية لولادة دولة فلسطينية مستقلة ثم نتحدث عن السلاح ومن يحمله في الأراضي المحتلة”.

هذا حصرا ليس ما قصده بل ما قاله وزير الخارجية الأردني لمجموعة حوارية “مسيسة” تحتفظ بوجهة نظر “مؤيدة لإسرائيل” في “لقاء  صباحي” بمنتدى دافوس يوم الأربعاء، قبل أن تتفجر عاصفة جدل في عمّان خارج وداخل قبة البرلمان بعنوان اعتبرته المصادرالرسمية الأردنية “مضللا للغاية” وتعوزه الدقة، يقترح بأن وزير خارجية الأردن يعتبر حماس “ميليشيات مسلحة”.

مفردة “ميليشيات” وردت في “سؤال” باللغة الإنجليزية طرحته على الوزير الأردني إحدى المشاركات في الحوار. ورغم أن ترجمة المفردة باللغة الإنجليزية تختلف عنها بمضمون العربية، إلا أن الوزير أيمن الصفدي “لم يستعملها” في الإجابة على السؤال.

“دولة فلسطينية أولا مستقلة ومستقرة ثم يحكي الجميع بالسلاح”. أبلغ الوزير الأردني المشاركين بذلك بصفته “الموقف العربي”، ثم انتقل الحوار الساخن الذي أنتج جملة عاصفة من الجدل إلى الحديث عن “السلطة الفلسطينية” بمعنى “الكيان السياسي الفلسطيني الذي سيصبح أو ينبغي أن يصبح دولة” وليس بمعنى “السلطة ” بمعناها ووضعها الحالي في رام الله.

الصفدي سمعته “القدس العربي” مباشرة يعبر عن قناعته بأن ما تناوله وتداوله منتقدون كثر على الأرجح بني على “ترجمة غير دقيقة وسيئة” استندت إلى “اجتزاء نص عبارة أخرجت عن سياقها” فيما الجلسة كانت “نقاشية” يرد فيها الضيف الأردني على “أسئلة متحاورين”  وباللغة الإنجليزية، ولم تكن مخصصة للإدلاء “ببيان أو موقف” بل فقط مجرد رد على أسئلة محددة يطرحها مشاركون بعضهم لا يسمع إلا “السردية الإسرائيلية” وبعضهم الآخر يجهل التفاصيل.

وجهة نظر المؤسسة الأردنية الرسمية أن بقاء “السلطة” الفلسطينية بوضعها الحالي، مخالفة عميقة أصلا لما اتفق عليه حتى في اتفاقية أوسلو، والجميع يدفع حاليا ثمن تهميش “حل الدولتين”.

الجلسة التي ألهبت كل النقاشات الحادة في عمّان ضد الوزير الصفدي كانت صباحية ومبكرة في تمام الساعة الثامنة صباحا.

فكرة المشاركة أصلا في منتدى دافوس كانت في إطار التحدث إلى “نخبة فاعلة” في الرأي العام الغربي متعاطفة مع السردية الإسرائيلية لاختراق قناعاتها.

المعنى هنا في جزئية “وقائع وحقائق” ما حصل في دافوس، أن بعض وزراء الخارجية العرب وبينهم الصفدي، قرروا المشاركة في المشاورات والحوارات أساسا من باب “دعم الرواية الفلسطينية والعربية” و”إسناد الحق الفلسطيني” وتجذير “وقف العدوان”، الأمر الذي يتطلب “فنيا ومهنيا” مناورات ومهارات خاصة إعلاميا ودبلوماسيا تحت يافطة “تفكيك قناعات وليس تسجيل مواقف”.

لذلك استمعت “القدس العربي” لمصادر مقربة جدا من وزير الخارجية الأردني، تستغرب منسوب وحجم الجدل بعد “اصطياد غير موفق” لعبارة اجتزئت خارج سياقها، وترك السياق ذاته، ثم إطلاق استنتاجات وحملات اعتمادا على “ترجمة سيئة وغير دقيقة” ولم تصدر لا في بيان ولا تصريح رسمي.

مع ذلك، يعود الصفدي إلى بلاده فجر الجمعة بعد رحلة عمل طويلة، وفي ذهنه الشرح والتوضيح، خصوصا على الجبهة البرلمانية والشعبية رغم الانزعاج من “تقولات” لم تكن ضرورية، خصوصا أن ما قيل ينسجم مع الرواية التي اتفق على اعتمادها وزراء الخارجية العرب.

الرواية الرسمية لـ”جلسة نقاش” تؤكد بأن الصفدي لم يصف المقاومة الفلسطينية بأنها “ميليشيات مسلحة” وأن الإشارة لـ”إدارة السلطة لغزة” مقصده “كيان فلسطيني قانوني” تعارف الجميع على تسميته بـ”السلطة” التي تعتبر دوليا هي عنوان الشرعية الفلسطينية، وعلى أساس أن تلك هي الرؤية العربية عموما الرافضة لـ”عزل غزة عن الضفة الغربية” لأن العمل الإسرائيلي ضد السلطة وبصيغة “لا يوجد شريك” ناشط جدا في أروقة الغرب.

حركة حماس كانت قد أصدرت بيانا باسم القيادي فيها باسم نعيم، تعترض فيه على “توصيفات” الوزير الصفدي وأعضاء برلمان تقدموا بأسئلة دستورية، ومنصات الأردنيين حفلت بانتقادات حادة لخطاب الصفدي، حتى أن بعض الآراء تطالب باستقالته. فيما وجهة نظر مركز القرار في الخارجية تشير إلى واحدة معقدة وصعبة من عمليات ترويج بترجمة غير منصفة وغير دقيقة لها علاقة بجواب على سؤال لأحد المشاركين الأوروبيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية