سلطات الاحتلال تبقي على عقوبات غزة الجماعية وتضع الخطط لتأزم الأوضاع الميدانية على الحدود

أشرف الهور
حجم الخط
1

غزة – “القدس العربي”:

أبقت سلطات الاحتلال على إغلاق معبر بيت حانون “إيرز” شمال قطاع غزة، في وجه العمال، ما يؤزم الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، ويدفع التوتر الحاصل على الحدود التي تشهد مواجهات شعبية حامية، إلى حافة التصعيد العسكري، في وقت الذي أعلن فيه مسؤول أمني إسرائيلي، عن الاستعداد للعديد من السيناريوهات.

إغلاق معبر بيت حانون “إيرز”

وأبقت سلطات الاحتلال الخميس على إغلاق هذا المعبر المخصص لتنقل الأفراد، في وجه عمال غزة، لليوم الرابع على التوالي، كعقاب على تنظيم شبان تظاهرات شعبية قرب الحدود، حيث أعلنت عن إغلاقه الاثنين الماضي، بعد أن كان مغلقا على مدار ثلاثة أيام سبقت، بسبب الاحتفالات الإسرائيلية بأحد الأعياد اليهودية.

وذكر بيان لجيش الاحتلال أن جنود القناصة أطلقوا النار على ملقي عبوات تجاه القوات في منطقة السياج الحدودي قبالة خانيونس.

وأكد أن قواته ستواصل العمل على حماية مناطق الغلاف، وأنها لن تسمح بالمساس بأمن الإسرائيليين القاطنين هناك ولا الجنود.

وأعلنت سلطات الاحتلال أن قرار الإغلاق الذي يتحكم فيه كل من وزير الجيش ورئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، جاء في ظل استمرار تنظيم تظاهرات الحدود الشرقية، وأن القرار خلص إلى أن فتح المعبر سيتم حسب تقييم الوضع.

وقال ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي في بيان أصدره “في نهاية تقييم الوضع الأمني الذي أجري، تقرر أن يظل معبر إيرز مغلقا أمام دخول العمال من غزة إلى إسرائيل”.

وتكبد عملية الإغلاق قطاع غزة خسائر مالية كبيرة، يشعر بها في الدرجة الأولى العمال الذين توقفوا عن العمل وعوائلهم، وكذلك السوق المحلي الذي يعتمد على دوران حركة رأس المال.

وتقدر الجهات المسؤولة الخسائر اليومية بسبب إغلاق هذا المعبر، بنحو مليون ونصف دولار.

ويبلغ عدد عمال غزة الذين يخرجون للعمل في مناطق إسرائيلية أكثر من 18 ألف عامل، وقد جرى ترتيب أمور حصولهم على التصاريح منذ أكثر من عامين، وفق تفاهمات أرسيت من قبل وسطاء التهدئة، وتشمل تخفيف الأعباء الاقتصادية عن سكان غزة المحاصرين.

وكانت الكثير من المؤسسات الحقوقية نددت بقرار سلطات الاحتلال، ووصفته بأنه يمثل “عقوبات جماعية” لسكان غزة المحاصرين.

ورغم العقوبات الجماعية التي فرضتها سلطات الاحتلال على سكان غزة، من خلال وقف خروج العمال، إلا أنه من المستبعد أن تأتي هذه الخطوة بأي مردود، يدفع الجهات التي تحكم قطاع غزة وهي حركة حماس، صوب منع هذه التظاهرات في الوقت القريب.

سبب تسخين الحدود

وفي هذا الوقت، ذكرت تقارير عبرية أن حركة حماس قررت تسخين الأوضاع الميدانية على الحدود، بهدف الدفع صوب إدخال تسهيلات أخرى لقطاع غزة، تشمل زيادة المنحة المالية القطرية.

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن الهدف من المسيرات الحدودية في الوقت الحالي، الإشارة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بالقطاع، وكذلك إيصال رسالة مفادها أن تجاهل محنة غزة سيؤدي إلى تصعيد أمني.

وكانت لجنة العمل الحكومي في غزة التي تتيع حركة حماس، قد اجتمعت بعد تأخير صرف ما نسبته 55% من رواتب موظفيها في القطاع، وهي نسبة أقل من النسب السابقة التي اعتاد عليها الموظفين وقدرها 60% من قيمة الراتب، وأعلنت أنها ناقشت الوضع المالي في ضوء العجز التراكمي للفجوة بين الإيرادات والنفقات، وتأثيراته بتأخر صرف دفعة الراتب خلال الفترة الماضية، وعدم القدرة على ثبات نسبة الصرف والحد الأدنى.

وطمأنت اللجنة الموظفين أن جهود حثيثة ومتواصلة تبذل لتجاوز هذه الأزمة والسعي للتخفيف من وطأتها على الموظفين، عبر انتظام الدفعة شهريا وتوسيع قاعدة الصرف والاستفادة من المستحقات، وعبرت عن أملها بأن تنقضي هذه الأزمة سريعا.

ومن المحتمل أن تستمر هذه التظاهرات التي استشهد فيها ستة شبان من غزة منذ انطلاقها قبل أكثر من أسبوع، بينهم خمسة قضوا في انفجار لغم محلي، كان معد لتفجيره قرب الحدود، وآخر بنيران الاحتلال، في فترة الأعياد اليهودية الحالية والقادمة.

وفي هذا السياق، ذكر موقع “واللا” العبري، أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن التوتر على حدود غزة سيستمر لما بعد عطلة رأس السنة العبرية.

ووفقا للموقع، فإن الجيش الإسرائيلي وضع في حالة تأهب قصوى للتعامل مع التظاهرات على حدود قطاع غزة، في وقت تستعد فرقة غزة لمواجهة أي تركيز عنيف مع قوات الجيش.

ونقل الموقع عن مسؤول أمني قوله “إن حركة حماس تلجأ إلى هذه الاضطرابات رغم أنها لا تريد جولة عنف، ولكن يمكن أن تصل إلى هناك، حيث إنه وعمليا وفي كل تظاهرة على الحدود يصل المئات من المتظاهرين إلى السياج الفاصل ويقوم عدد منهم بإلقاء عبوات ناسفة”.

استعداد لكل السيناريوهات

وأوضح المسؤول أن هدف قوات جيشه هو الاستعداد للعديد من السيناريوهات، بما في ذلك احتمال تسلل مقاتلي النخبة من الجناح العسكري لحركة حماس إلى المتظاهرين، ومحاولة شن هجوم ضد قوات الجيش، وما هو أسوأ من ذلك.

كما تخشى المؤسسة العسكرية في إسرائيل، من توسع نطاق المواجهات الشعبية، إلى حد تصعيد عسكرية، يكون على شكل جولة قتال، تطلق فيه المقاومة من غزة رشقات صاروخية صوب المستوطنات الإسرائيلية القريبة.

وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم الحركة حازم قاسم، أن تصاعد المقاومة وتنوع أدواتها في مواجهة الاحتلال “يربك المنظومة الأمنية الصهيونية”.

وأكد أن حكومة الاحتلال الفاشية تسعى إلى تصعيد الصراع مع الشعب الفلسطيني إلى أقصى مرحلة، وقال “وهي واهمة بأنها قادرة على حسمه”، مشيرا إلى أن هناك تصعيدا غير مسبوق من الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وأشار قاسم إلى أن حركة حماس وفصائل المقاومة “في قلب معركة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى”، مشددا على أن الوحدة والعمل المشترك من أهم عوامل الانتصار على الاحتلال.

وقال “جميع الساحات الفلسطينية تتحرك دفاعا عن مدينة القدس والمسجد الأقصى، وأن دفاع جميع ساحات المقاومة عن المسجد الأقصى يربك حسابات الاحتلال ويوقعه في أزمة إستراتيجية”، مؤكدا في الوقت ذاته أن غزة حاضرة دائما في الدفاع عن المسجد الأقصى عبر “الشباب الثائر” الذي يواجه الاحتلال عند مناطق الحدود.

ودعا قاسم المنظومة العربية لتصعيد الفعاليات الشعبية من أجل نصرة قضية المسجد الأقصى، والتحرك بشكل قوي والضغط على الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال الفاشية تأخذ المنطقة نحو انفجار كبير وحقيقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه عصابة بنغفير وسموتريتش و على رأسهم الفاسد قاتل الفلسطينيين النتن ياهو يريدون تأزيم الأوضاع في غزة ولا تدرك أن الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده و الانفجار يلوح في الأفق قبل حلول الشفق 🇵🇸🦊☝️🚀👿🚀

اشترك في قائمتنا البريدية