سمر فضائي مفروض علي الجزائريين.. حميميات نسائية ورقص واصوات منكرة!

حجم الخط
0

سمر فضائي مفروض علي الجزائريين.. حميميات نسائية ورقص واصوات منكرة!

توفيق رباحيسمر فضائي مفروض علي الجزائريين.. حميميات نسائية ورقص واصوات منكرة!في الغرب تنظم الشركات والادارات والمؤسسات حفلات لموظفيها وعائلاتهم تتزامن مع موسم الافراح في اعياد الميلاد ورأس السنة. هي نوع من المكافأة المعنوية بعد سنة يُفترض انها كانت سنة جد وتعب. هذا التقليد غير موجود في دولنا، او في الجزائر علي الاقل، حسب معرفتي وذكرياتي.غير ان موظفي الفضائية الجزائرية كانال آلجيري ، ولان ادارتهم غير متعودة علي جمعهم في اجواء احتفالية حميمية، تولوا الامر بأنفسهم ونظموا حفلا ـ لانفسهم ـ فالتقي كثيرون منهم في سهرة الجمعة.قالوا انهم وانهن سيفرحون ويرقصون و يفرغون قلوبهم/ن لانهم في بقية الايام لا وقت لديهم بسبب العمل وضغوطه التي تجعلهم يركضون وراء الوقت.الي هنا كل شيء طبيعي، بل جميل، فلا يحق لاحد مجادلة حق هؤلاء الناس في الفرح والاسترخاء والتحرر من رسميات العمل.لكن المشكلة ان اخواننا هؤلاء جعلوا حفلهم علنيا في برنامج تلفزيوني. احتلوا شاشة، هي نظريا، ملك للمجموعة الوطنية، لما يزيد عن ساعتين. بعبارة اخري فرضوا انفسهم علي الناس بينما كان الواجب، في نظري، ان يكون ذلك النوع من الاحتفال خاصا. هو نوع من استغلال النفوذ والموقع.جاؤوا بفرق موسيقية (اغلبها فاشلة باستثناء فرقة الزرنة الامازيغية) ومطرب قال انه يؤدي نوع المالوف، والحقيقة ان اقل ما يمكن قوله عنه ان انكر الاصوات لصوت (…) .. ثم هات يا ميوعة، الزايد والناقص، الجميل و الصامط ، الضروري وغير الضروري.لا اريد ان اكون سلبيا فيقال ان عين هذه الزاوية تعمي عن الاشياء الايجابية، وهي موجودة، ولا تلحظ الا النقائص. لكنني اتساءل بجد هل ضروري ان يري المشاهدون قارئة نشرة اخبار تلقي التحية علي قائمة من اخوتها واخواتها وصديقاتها، او مذيعة نشرة جوية ترقص في الاستوديو. واتساءل هل ضروري ان تخبرنا اخري ان افراد عائلتها ينادونها ميمي بدل مريم او مليكة. واتساءل فيما يعنينا وجود افراد عائلة المذيع الفلاني واصدقائه بين امريكا او فرنسا او اي مكان اخر.اعرف ان صناعة التلفزيون في العالم اجمع حالة من النفاق والتمثيل والتصنع. فنحن في الشاشة لا نري الا ما يريدون لنا رؤيته. لا نري غير الجمال والكمال، وان احدا قد يقول ان من الضروري رؤية الوجه الاخر ، الاقرب لحقيقة المذيعين والمذيعات.لكن اعتقد ان هناك استغلالا بشعا للفضول ـ اذا صح هذا التوصيف ـ للفضول الذي يبديه المشاهد عن حياة المذيعين والمذيعات، خصوصا النجوم منهم. استغلال بشع حوّل اصحاب التلفزيون، في المطلق، الي ما يشبه طائفة ماسونية منغلقة علي نفسها يخدم ويجامل اصحابها بعضهم البعض.كذلك، تبدو برامج حنا في حنا و زيتنا في دقيقنا اسهل بكثير من غيرها: الضيف جاهز، قريب جغرافيا، يعرف الممنوع والمباح لانه من اصحاب الحانوت، متعود علي اجواء التلفزيون، معروف، مدروس، زميل، ربما صديق. اضافة الي ان ادارة البرنامج معه اسهل لان هذا النوع من البرامج في الغالب يتوقف عند سطحيات المجاملة والاطراء والاسئلة الموجهة غير المحرجة من نوع هل تمارس الرياضة و اي نوع موسيقي تحب الخ.تذكرون ان قناة انفينتي التي تبث من دبي خصصت برنامجا يوميا مماثلا في رمضان. تركنا منتهي الرمحي في العربية فوجدناها في انفينتي تلقي دروسا في مَن هو اعلامي الصف الاول ومَن هو اعلامي الصف الثاني (طبعا هي من فئة الصف الاول.. هذه مش محتاجة كلام). وكذلك فعلت قناة دبي الفضائية في حوار المشاهير . تركنا احمد منصور بـ الجزيرة فوجدناه في دبي يشتكي من ان الشهرة اخذت منه الحياة. وهكذا وجد المشاهدون انفسهم يتابعون حوارات يشعرون انها لا تعنيهم مع ضيفة لا تتوقف عن الاطراء علي زوجها الذي يساعدها في المطبخ، وضيف لا يكف عن التهليل لذكاء ابنه الكتكوت الخارق، ومذيعة تقتل قواعد اللغة قتلا فتنصب بعلي وترفع بإلي.بالمناسبة، هذا النوع من البرامج موجود في القنوات الغربية الكبري مثل بي بي سي ، مع فرق انها لا تستضيف الا النجوم الحقيقيين والاعلاميين الذين لهم تأثير في اعلام بلادهم، وليست مفتوحة لمن هب ودب. مشعل الاهانة بيد العربية يبدو ان العربية تسلمت من غريمتها الجزيرة مشعل بث صور الرهائن المذعورين في العراق الذين يناشدون حكومات بلادهم اتخاذ مواقف اكبر منهم بكثير وبنادق رشاشة مصوبة نحو مؤخرة رؤوسهم.اين الليبراليون العرب الذين عاتبوا القناة القطرية عندما تولت في السابق المهمة القذرة وقالوا انها تلعب لعب الارهابيين، حتي ان بعضهم اقترح ميثاق شرف يمنع بث هذا النوع من الصور، ليس لما فيها من اضرار للرهائن وعائلاتهم، لكن حتي لا تقع الفضائيات في فخ الارهابيين ؟لاسابيع، وربما لشهور خلت، اعتقد العالم انه ارتاح من هذا الاجرام المضاعف ثلاث مرات، خطفا وتصويرا وبثا، لكن ها هي العربية تتولي الشوط الجديد من هذا المسلسل التعيس. ويبدو ان الايام امامها مشرقة وان الموسم سيكون مثمرا بدليل انها في اقل من اسبوع (الماضي) طلعت علي مشاهديها بشريطين لرهينتين، الاول اردني والثاني فرنسي. وكي يحفظ التاريخ لكل ما له وما عليه، كان لا بد من ذلك الختم الاحمر الفاقع خاص بالعربية باللغتين العربية والانكليزية. اجهدت دماغي بحثا عن سبب مقنع يجعل قناة كبري تبث صور انسان في تلك الوضعية المشينة وذاك الهوان الذي يدمي القلب، فلم اجد غير البحث عن الاثارة والسبق الصحافي.ربما ان في تلك الصور بعض العزاء لعائلات تكتشف ان عزيزها لا يزال علي قيد الحياة، وان بث تلك الصور علي ما فيها من مساس بالكرامة الانسانية، افضل من انقطاع اي خبر او صورة. يطبطب! لو كان هذا هو القصد لوجدت القاعدة بقوتها ومخططاتها طريقة لابلاغ جهات ما (سفارات مثلا) بان الرهينة علي قيد الحياة، وهذه تتولي بدورها ابلاغ العائلة دون الحاجة الي سينما . ولو كان هذا هو القصد لكان بامكان الفضائيات التي تصلها هذه الصور الاحتفاظ بها واطلاع الجهات المعنية بشأنها، دون الحاجة الي سينما .شكر علي مذبحة في الفجر اذا سايرنا منطق قنوات التلفزيون المصرية، لم ينقص الا ان يشكر اللاجئون السودانيون قوات القمع المصرية علي الحنان الذي بدر منها فجرا امام مبني الامم المتحدة في القاهرة فأسفر عن مقتل 28 منهم، او يعتذروا منها علي انهم اضطروا الشرطيين الي ساعات عمل اضافي في وقت غير مناسب. وبنفس المنطق وتمشيا مع نفس القنوات، كان علي حاكم السودان، (اللواء الركن الماريشال العميد الجنرال السلطان) عمر البشير، ان يرسل برقية شكر الي زميله في القاهرة علي المجزرة التي ارتكبتها قوات القمع بحق العزّل الآمنين النائمين في العراء.بئس الحال! لا اذكر قوات قمع في العالم تدخلت، في السنوات العشر الاخيرة، لفض اعتصام سلمي فيه نساء واطفال وعجزة، فقتلت مثل هذا العدد واصابت المئات بجروح.. هكذا بسهولة مثل المزاح. يحدث هذا في بلداننا وفي روسيا فقط (مسرح موسكو، بيسلان وغيرها). ولا اذكر قناة تلفزيونية غطت مأساة انسانية/سياسية كهذه بفجور مهني مثلما فعلت القنوات المصرية.ولا اذكر حكومة احتقرت رعاياها في الخارج عندما احتاجوا لها مثلما فعلت حكومة السودان. ولا اذكر قناة تلفزيونية تجاهلت مذبحة مروعة بحق رعاياها في بلد شقيق مثلما فعلت الفضائية السودانية. بشيء من الانانية اقول الحمد لله الذي، عند الحاجة، هدانا الي اللجوء الي بلاد الكفر والكفار لا العروبة والاسلام .وبكثير من الغضب اقول تبّاً لكم علي هذا البغاء السياسي ـ الاعلامي ـ التلفزيوني.مركب خدام بينما كانت تصريحات عبد الحليم خدام تدوي مساء الجمعة، كانت الفضائية السورية تبث اغنية وطنية ملهبة للمشاعر عنوانها سورية الله حاميها (ممن؟ من نظام حكمها؟ من لبنان؟ من اسرائيل؟ من ميليس؟ يجب ان ننتظر كي نعرف).صحيح ان خدام قفز من مركب النظام السوري عندما بدأت المياه تتسرب الي جوفه، وهذا يضعف موقفه، لكن انكار التلفزيون السوري ما بدر منه لم يلغه. انكار الشيء لا يلغي وجوده. وشتم خدام تلفزيونيا لا يقلل من الكارثة التي سببّها لآله السابقين. اعتقد ان الله سيحمي سورية حقا اذا ما قرر نظامها مواجهة مصاعبه التي منها انشقاق خدام.كاتب من اسرة آلقدس العربي [email protected]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية