لندن ـ «القدس العربي»: كثفت السعودية أمس الأحد، الجهود، لإعادة تشغيل منشأتين نفطيتين تعرضتا لهجمات تبناها المتمردون الحوثيون بواسطة «طائرات مسيّرة» ما تسبب بعرقلة الإنتاج النفطي السعودي بشكل غير مسبوق ويعبر عن مرحلة خطيرة في أسواق النفط العالمية.
وقالت السعودية إن الهجوم، الذي استهدف منشأتين نفطيتين لشركة النفط السعودية أرامكو لمعالجة النفط الخفيف في حقلي أبقيق وخريص، أثر على إنتاج 5.7 مليون برميل في اليوم، أو نصف الإنتاج السعودي، أي ما يعادل قرابة ستة في المئة من إمدادات الخام العالمية. وذكر تقرير لوكالة «بلومبيرغ» أن مساحة أبقيق (أكبر منشأة نفطية في العالم) تغطي ميلاً مربعاً يجعل من ضربها مهمة صعبة، ولا يمكن إلا لضربة قوية ومحكمة أن تعطلها عن العمل، ولا يعرف إن كان الهجوم نفذ من خلال طائرات مسيّرة محملة بالقنابل أو الصواريخ أو الإثنين معاً.
توقعات بارتفاع أسعار النفط اليوم… بومبيو يحمّل طهران المسؤولية… والحرس الثوري: القواعد الأمريكية في مرمى صواريخنا
وأعلنت السعودية إمكانية إصلاح الضرر خلال أسابيع، إلا أن الدلائل الأولية تشير إلى أن أرامكو لن تتمكن من استرداد كامل طاقتها الإنتاجية عن طريق إصلاح الضرر الذي أصاب المعملين قبل مضي أربعة أشهر على أقل تقدير. وتفيد مصادر مطلعة أن إصلاح الأضرار، التي لحقت بمعمل أبقيق، قد يستغرق حوالي ستة أشهر.
وأكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إنه «سيتم تعويض جزء من الانخفاض لعملائها (السعودية) من خلال المخزونات». وأظهرت أرقام مبادرة البيانات المشتركة للدول المنتجة للنفط «جودي» أن المخزونات النفطية السعودية في الداخل والخارج وصلت إلى 188 مليون برميل في نهاية حزيران/يونيو الماضي.
وباحتساب النقص في الإنتاج نتيجة الهجوم، والبالغ 5.7 مليون برميل يوميا، تكون المخزونات كافية لتعويض هذا الرقم لمدة 33 يوما، لكن هذه المخزونات ليست كلها من الخام الخفيف، الذي ينتجه معمل أبقيق.
وتتوزع المخزونات السعودية الاحتياطية بين مواقع داخل المملكة، وأخرى في مصر واليابان وهولندا.
وقالت مستشارة البيت الأبيض «كيليان كونواي»، الأحد، لقناة فوكس نيوز الأمريكية، إن وزارة الطاقة في الولايات المتحدة، مستعدة لعرض جزء من مخزونها النفطي في السوق، بهدف تحقيق الاستقرار لإمدادات الطاقة العالمية.
وحسب ما يُجمع الخبراء، فالهجمات على المنشآت والمواقع النفطية السعودية «تمثل تحديا كبيرا لأسواق النفط» إذا ما استمر تضرر الإنتاج لفترة طويلة.
ومن المرجح أن يدفع الهجوم، أسعار النفط للصعود ما بين خمسة وعشرة دولارات للبرميل عند فتح السوق اليوم الاثنين. وربما يصعد سعر الخام إلى 100 دولار للبرميل إذا لم تستعد السعودية طاقتها الإنتاجية الكاملة من النفط.
ويحذر خبراء في شركات النفط العالمية من نتائج الهجوم، ويقول جاري روس من «بلاك جولد انفستورز» إن «هذه الهجمات من الصعب أن تتوقف وربما تحدث من آن لآخر. وعلى السوق أن تأخذ هذا الخطر في الحسبان».
وقال صامويل سيزوك الشريك المؤسس في «إي. إل. إس أناليسيس» إن «تعطل نصف الإنتاج السعودي الحالي كبير جدا بالمعايير التاريخية. وسيبدأ في غضون بضعة أسابيع نسبيا في الضغط على السوق».
بينما ذهب تيلاك دوشي من «ميوز آند ستانسيل» لأبعد من ذلك معتبرا أنه «في عالم النفط ربما يعادل هذا الهجوم هجمات 11 سبتمبر (أيلول) … فأبقيق بلا جدال هي أهم مواقع البنية التحتية في العالم لإنتاج النفط ومعالجته».
وإضافة إلى أن الهجوم من شأنه أن يهز السمعة التي لطالما تباهت بها السعودية بأنها من أكثر المصادر موثوقية بالنسبة للإمدادات النفطية، من غير المستبعد أن يؤثر مثل هذا الهجوم على قيمة أرامكو خاصة أن الحكومة في مرحلة الإعداد لطرح أولي عام لأسهم تساوي خمسة في المئة من قيمة الشركة.
وهوت الأسهم السعودية 2.3 في المئة أمس الأحد بعد الهجوم الذي استهدف منشأتي نفط في المملكة في اليوم السابق ليتوقف أكثر من نصف إنتاجها.
وخسائر يوم أمس استمرار للاتجاه النزولي للأسهم السعودية التي تضررت في الأسابيع الأخيرة جراء القيم المرتفعة وأسعار النفط المنخفضة والقلق إزاء الآفاق الاقتصادية.
واستهدف الحوثيون مرّات عدة في الماضي البنية التحتية السعودية في قطاع الطاقة، لكن العملية الأخيرة تختلف بطبيعتها وحجمها، ولم يتضح بعد الحجم الفعلي للأضرار ولا نوع الأسلحة التي استخدمت بينما تم منع الصحافيين من الاقتراب من المنشأتين وسط إجراءات أمنية مشددة.
وفي أعقاب اتصال هاتفي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي، دان البيت الأبيض الهجمات على «البنية التحتيّة الحيويّة للاقتصاد العالمي».
ويدور سجال بين طهران وواشنطن منذ أيار/مايو العام الماضي عندما أعلن ترامب انسحاب بلاده من اتفاق 2015 الدولي الذي نصّ على تخفيف العقوبات المفروضة على طهران مقابل وضعها قيوداً على برنامجها النووي.
ونفت إيران مزاعم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأنها تقف وراء الهجمات، وقال قائد قوات الجو- فضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زادة أمس الأحد إن جميع القواعد الأمريكية المتواجدة على مسافة ألفي كيلومتر هي في مرمى الصواريخ الإيرانية.
ونقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عنه القول إنه «من الضروري أن يعلم الجميع أن جميع القواعد الأمريكية وسفنها البحرية المستقرة على بعد ألفي كيلومتر هي في مرمى صواريخنا».
وشدد على أن بلاده تتعامل بحساسية «تجاه أي اعتداء أو اختراق لأجواء البلاد، حتى ولو لمتر واحد».
متى كانت ” للجزيرة العربية ” …..سمعة ……يا قوم ….؟
تغطية عين الشمس بالغربال لا تنفع …..حقائق دامغة لا ينكرها إلا …..متملق أو غير ذي عقل …..أفيقوا من سباتكم يا قوم …..