سمفونية الحُزن…

الآن…
وحَفريـات ذاكرتِـي،
محشُـوّة بِسلَّـم من الأوجَـاع
اقتفيْـتُ دلالة الصِّبَـا
أتلمَّـس
كلّ الأرصفَـة التي عبـرتُ منهَـا
أكتفِـي بِوسادة السكينَـة
أعْـزفُ قيثارتِـي
وأنَــام

٭ ٭ ٭

كيْـف أصبحتْ ابتسامتِـي
ألَمـاً لِغيْـري
اَنَـا الـذي
أخرجْـتُ من سَـواد الزمـان
شبَـح فصْـل الخَريـف
والساحـات المُظلمَـة
والرياح العَاتيـة

٭ ٭ ٭

آه…
مِـن العيُـون الرَّماديَـة
حِين تبحَـثُ عَـن أرضٍ عَـذراء
فِـي نُخـاع العواصِف
بين الظـلِّ والشبح
وعلَـى صُـداع صمتِـي
يرقُـصُ جسَـدي الرشيـق
على مائِدة الحب
مَـن أغوانِـي
وقَـادني إلى بيْـتِ «امرأة العزيز»
وأنَـا دون شجَـرة النُّضْـج

٭ ٭ ٭

كَان حُلمِي
أن يتوقف الزمان
فِي حديقَةِ صِبَاي
كَـان حُلمِي
أن يكبر القمَر في عينِي
أن يَتمـدَّد حُزنِي
فِـي غريـبِ الإيمَاءات
لسْتُ انَا
سِـوى ظِـلال الماضِـي
لم تعُـد الابتسامَةُ
في ضَـوء الشِّتَاء
تَكْفينِـي
لِأذوب في ذاتِـي
كما يذُوب الحجَرُ في المَاء!

شاعر من المغرب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الدكتور جمال البدري:

    جميلة.فقط اسمحلي أنْ أفيدك علمًا بشأن قولك الأخير: { كما يذُوب الحجَرُ في المَاء! }.لو كانت { كما يذوب الملح في الماء }.لكانت أكثر إيقاعًا وأجمل دلالة.لأنّ { الحجر } لا يذوب في الماء؛ لذلك الحجر الموجود في الماء يسمّى هوَد.ومنه أحد معاني اسم يهود…سمّوا بذلك لأنهم قوم { لا يذوبون } في المجتمعات الأخرى؛ بسبب عزلتهم في الجيتو.وشكرًا.

  2. يقول د.شيد طلبي:

    قصيدة جميلة على الرغم من ماساويتها فهي تنم عن قوة الشاعر في مصارعة هوام هذا الوجود. مثل الحجر الذي لا يذوب في الماء. دمت أروع.

  3. يقول اسماعيل طاهري:

    شعر جميل
    شاعر من أصيلة المغربية وتجربة فريدة في الكتابة الشعرية عنوانها الإنصات بعمق الى كينونة الذات العميقة، والتعبير عن المكنون بكلمات تحمل صور شعرية من الصبا مرورا بأوجاع الكبر وإكراهات الغواية وفي الأخير الذوبان في الذات كما نذوب صخور الملح في الماء. بمعنى العودة الى الأصل بالمعنى الديني: الماء.
    هذه قصيدة ذات نفحة صوفية تركز على الذات وهذا ميسم متميز للشعر الذي يعكس أوجاع الذات وصراعها مع الزمن من نطفة الطفولة الى الإنتهاء ذوابانا في نقطة ماء/ الأصل الأول.

  4. يقول شفيق الإدريسي:

    لقد استفدتُ من جميع التعاليق التي تقدم بها الأساتذة بخصوص الجملة الأخيرة الواردة في القصيدة”كما يذوب الحجر في الماء”…
    وشكرا لجريدة القدس العربي…

اشترك في قائمتنا البريدية