منذ بداية الحراك في سوريا، وكل من امتلك نظرة مستقبلية ورؤية تحليلية قد حذر من محاولات النظام الحثيثة لتسعير حرب طائفية، كما تكلموا كثيراً عن مخاوف الانجرار وراء سعي الأسد لهذه الساحات، لكن الدوافع للانزياح في هذا المنعطف كانت أقوى من اي عقلنة، إذ ذهبت المنطقة باتجاه صراع معقد ومتشابك له أوجه عدة، منها وجه طائفي بات واضحاً رغم كل الأصوات التي تعلو بين الفينة والأخرى لإنكاره.
لقد وصل إلى لحظة سعار محموم بين طرفين، أو من الأجدى القول بين طائفتين، وما من خطاب نادى وطالب بتهدئة حمى الحرب الدائرة ووقف القتل والتنديد بوطأة المجازر المرتكبة بأيدي النظام أو بأيدي امتداداته التي استلبت وهيمنت على حق الرد، بالطرق التي ارادها، بل وعمل لها النظام فقط.
وما زاد في تأجيج نار الجحيم، هو فتح النظام و’أعداء الشعب السوري’ للمعابر، لدخول أصابع الدول اللاعبة في المنطقة لتغذية روح الفتنة بين الطوائف، لخدمة مصالحهم في إطالة أمد التخريب، واقتسام البلد مستغلين حاجات الشعب السوري ومعاناته، ناهيك عن خدمات الأسد المجانية اليومية في ذلك.
أولئك المهوسون بداء السطوة والسلطة، وجدوا في تربة الصراع تربة غنية ومناخاً مناسباً لإنعاش مصالحهم، فتكالبوا لإنجاز برامجهم المجهزة سلفاً، واستلوا من بئر الدين غطاء وأقنعة لظهورهم بشكل مقبول، قد لا يجرؤ أحد على رفضه.
إن ما يحدث اليوم لا علاقة له بطبيعة المجتمع السوري، الخليط المذهل.. الطيف المتجانس الذي تشكل عبر أجيال من الحياة المشتركة، الذي لم يأت نتاج الإرث الديني المتكلّس، لأن خصوصية سوريا ومكانتها جعلتاها جسراً بشرياً وثقافياً مفتوحاً بأمديته بشكل استثنائي، لكن المال السياسي ‘المشروط’ جاء ليدفع بكل هذا التجانس المجتمعي نحو الهاوية، وللأسف فقد تقدم في ساحات عدة واستطاع تأليب البسطاء من الشعب على واقعهم الجميل باسم الدين. لم تتوقف رهانات المال السياسي على قبول الفكرة فقط عند الغالبية البسيطة، بل ذهب أبعد من ذلك بأن زرع حماة مسلحين لمشاريعه، واشترى ولاءات الناس مقابل رغيف الخبز المفقود، ثم عكف على تهديد من يناهض مشاريعه بالتهديد والاعتقال والقتل في الكثير من الأحيان. ومن يقول ان فساد المجتمع السوري جعل من ظهور ونمو هذه الفطريات التي اشرأبت ونمت بشكل فجائي غير مسبوق ضمن هيكلية مجتمعية لم يك أحد ليتنبأ أنها ستقوم لها قائمة في منطقتنا، ولا بين تشكيلاتنا المجتمعاتية، فهو مخطئ وغارق في جهله لشكل بنية المجتمع السوري، وأغلب الظن أنه عاش غريباً عن مجتمعه، أو أنه اعتاد أن يلقي نظرة سطحية غير عميقة لبنية المجتمع، معتبراً عموم الناس قاعاً اجتماعياً لا يليق بأمثاله الاقتراب منه.
الكثير من الاشكاليات الفكرية والسياسية والثقافية والاقتصادية ترادفت لتحاصر الواقع السوري وتضغط بشكل عنيف على بنيانه. ووجدنا أنفسنا اليوم أمام أسئلة صعبة تحتاج الى حلول ابداعية منبثقة من الواقع السوري، والاقليمي، والدولي.. كيف سنتماثل للشفاء مما مرّ على الذاكرة من تشويه لنعود أصحاء، ونستعيد مفاتيح بناء مستقبلنا ومستقبل بلادنا؟
وكيف سنخطو من جديد للذهاب إلى واقع مختلف هو أساس ما قامت عليه ثورتنا، نكون فيه متشابهين في الحقوق والواجبات، ومحققين إرادة من ضحوا بدمائهم من أجل كرامتنا وحريتنا؟
وكيف سنجد الطريقة الأمثل لنشفى من الدماء والثارات والاعتقالات والمنافي؟
‘ كاتبة سورية
لاأشارك الكاتبة الرأي بأن المجتمع السوري “خليط متجانس”
النصف قرن من الحكم اليعثي العلوي الأسدي المستبد خلف شروخا طولية في المجتمع السوري بالاضافة الى انعدام الثقة بين السوريين.
أما التشابه بالحقوق والواجبات فيقتضي وجود عدالة اجتماعية وحقوق مواطنة متساوية وهذا يحتاج لبعض الثقافة والمعرفة لمبادئ الانسانية والديمقراطية.
للأسف سيدتي الكريمة لم ندرس في مدارس وجامعات الأسد (الأب والابن) كيف نكون حضاريين ونتقبل وجود الغير بأفكاره المختلفلة. درسنا عوضا عنها القومية الاشتراكية ومبادئ ومؤتمرات حزب البعث والتربية الوطنية دون أن نعي معنى “المواطنة” لكن أجبرونا أن نردد دائما “سوريا الأسد” و “الى الأبد واحد من عيلة الأسد”
إن من أهمّ سمات حكم الأسدين الأب (والإبن الذي يحيل إلى أبو عبد الله الصغير الذي سلّم مفاتيح غرناطة لفرديناند وإيزابيلا)…سِمة إشاعة ثقافة الخوف ، بدليل أن عبارات وأمثال ذات طابع خاص إنتشرت بين الناس همساً…خذعندك مثلاً “الحيطان لها آذان”…”لسانك حصانك إن صنته صانك “…العين مابتقاوم مخرز”…”مامتت ماشفت اللي ماتوا؟”..”أخذوه وراء الشمس”..”الحيط الحيط وياربي الستر”..”ضَبضَبِت…” إلخ إلخ
ردا على عاطف الفهمان اولا نظام حافظ وبشار الاسد نظام سني لان مفاصل الدوله والتجار ورجال الدين كلهم سنه
م