أنطاكيا – «القدس العربي»: كشفت مصادر عسكرية خاصة لـ”القدس العربي” عن زيادة في عدد حركة طائرات النقل الروسية والسورية بين قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل السوري، ومدينة بنغازي الليبية. وقالت المصادر إن زيادة الطلعات الجوية تعود إلى الدعم العسكري الذي تقدمه مجموعة “فاغنر” الروسية إلى قوات التدخل السريع السودانية، التي تخوض مواجهات مستمرة مع الجيش السوداني منذ منتصف نيسان/أبريل الجاري.
وأكد الباحث السوري والخبير بالشأن العسكري ضياء قدور لـ”القدس العربي” أن الأسبوع الأخير سجل زيادة في عدد الرحلات من وإلى قاعدة حميميم العسكرية. وتتطابق المعطيات السابقة، مع معلومات نقلتها شبكة “CNN” الأمريكية نقلاً عن مصادر دبلوماسية سودانية وإقليمية، أكدت فيها قيام مجموعة “فاغنر” الروسية بتزويد قوات الدعم السريع في السودان بالصواريخ للمساعدة في قتالها ضد الجيش السوداني، عبر قاعدة حميميم الروسية.
وأكدت الشبكة أن مجموعة “فاغنر” زودت قوات الدعم السريع بصواريخ أرض – جو، مشيرة إلى أن صور الأقمار الصناعية تدعم هذه الادعاءات، حيث رصدت الصور على الحدود مع ليبيا، حيث يسيطر الجنرال الليبي خليفة حفتر تظهر دلائل على زيادة عادية في النشاط على قواعد فاغنر.
وتابعت بأن “حفتر دعم قوات الدعم السريع رغم أنه ينفي انحيازه لأي طرف، وتشير زيادة نشاط “فاغنر” في قواعد حفتر، إلى جانب مزاعم مصادر دبلوماسية سودانية وإقليمية، على أن كلاً من روسيا والجنرال الليبي ربما كانا يستعدان لدعم قوات الدعم السريع حتى قبل اندلاع العنف”.
وأوضحت الشبكة أن صور الأقمار الصناعية ومركز أبحاث “غريجون” في هولندا، أكدت أن الزيادة الطفيفة في حركة طائرات النقل من طراز إليوشن 76 بدأت قبل يومين من بدء الصراع في السودان، السبت الماضي، واستمرت حتى يوم الأربعاء على الأقل.
وعن دور النظام السوري يقول الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي إن النظام قد يقدم بعض التسهيلات اللوجستية لعمل مجموعة “فاغنر”، لكن على العلن يتحاشى الوقوف إلى جانب طرف سوداني على حساب طرف، وخاصة أن طرفي النزاع السوداني مواقفهما متطابقة، لجهة دعم عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية. ويشير في حديثه لـ”القدس العربي” إلى أن سلطة وسطوة “فاغنر” في سوريا، ويقول: “تحولت هذه المجموعة إلى ذراع روسية غير رسمية في المنطقة، والأرجح أن موسكو مرتاحة لذلك، لأنها لا تتحمل أي تبعات سياسية ناجمة عن عبث هذه الميليشيا بدول المنطقة، من ليبيا إلى السودان وسوريا بطبيعة الحال”.
والأربعاء، نفت مجموعة “فاغنر” تورطها فيما يجري في السودان، وقالت إنه لا علاقة لها بالمعارك التي تدور هناك، وأضافت المجموعة على معرفاتها: “نظراً لورود عدد كبير من الاستفسارات من مختلف وسائل الإعلام الأجنبية حول السودان، معظمها استفزازي، نرى من الضروري إبلاغ الجميع أن أفراد فاغنر ليس لهم وجود في السودان منذ أكثر من عامين”.
نفي “فاغنر” جاء عقب إعراب وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الاثنين، عن قلق بلاده لوجود مجموعة “فاغنر” الروسية في السودان، وقال بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكيني: “نشعر بقلق بالغ لوجود مجموعة فاغنر، في السودان، ومجموعة فاغنر النشطة في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى والمشاركة في حرب أوكرانيا، تجلب معها أينما تحركت المزيد من الموت والدمار”.