سوريا: قتلى في مواجهات بين «قسد» والجيش الوطني في ريف حلب… واستعدادات لحملة أمنية في درعا

هبة محمد
حجم الخط
0

دمشق ـ «القدس العربي»: تستعد إدارة العمليات العسكرية في سوريا لتنفيذ مداهمات في درعا لضباط السلاح، فيما تتواصل المعارك بين «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) و«الجيش الوطني» في ريف حلب، وسط سقوط قتلى من الطرفين.
وأبدى القائد العسكري في إدارة العمليات العسكرية، فواز الأكراد، استعداد القوات لتنفيذ حملة مداهمة واسعة في بلدة غباغب شمالي درعا، بهدف ضبط الأسلحة والمعدات العسكرية المسروقة، وملاحقة تجار ومروجي المخدرات.
وبين أن قوات إدارة العمليات العسكرية، بالتعاون مع إدارة الأمن العام، ستعمل على تنفيذ هذه المهمة بأقصى سرعة ممكنة، داعياً أهالي المنطقة إلى التعاون مع القوات لضمان نجاح العملية وتحقيق الأمن والاستقرار.
هذه الخطوة تأتي ضمن الجهود المستمرة لمكافحة الفوضى والجريمة المنظمة في المنطقة، وسط تزايد المخاوف من انتشار السلاح والمخدرات وتأثيرهما السلبي على الأمن المجتمعي. وقبل أيام، أمهلت إدارة العمليات العسكرية المسلحين في منطقة اللجاة جنوبي سوريا ثلاثة أيام لتسليم كافة الأسلحة التي بحوزتهم، محذّرة من عواقب عدم الالتزام بالأوامر.
وأوضحت إدارة العمليات أن تسليم السلاح يتم في أربعة مراكز داخل منطقة اللجاة، وهي: ناحية بلدة المسيمة، بلدية بلدة صور، مدرسة بلدة المسيكة، ومسجد بلدة أيب، في حين، عثرت قوات الأمن العام في وزارة الداخلية السورية على مستودع مليء بالألغام في محيط قرية الربوة في ريف حمص الغربي.
وأفادت مصادر محلية لموقع «تلفزيون سوريا» أن المستودع عثر عليه في أثناء عمليات التمشيط المستمرة في الريف الغربي للمدينة بحثاً عن فلول النظام المخلوع، مشيرة إلى أنه يعود للميليشيات الإيرانية التي كانت تتمركز في المنطقة.
في الموازاة، تتواصل المواجهات بين قوات سوريا الديموقراطية «قسد» وقوات الجيش الوطني المدعوم من أنقرة في منبج في ريف حلب، حسب مصادر «القدس العربي» دون تغير في خارطة النفوذ، حيث اندلعت اشتباكات في محيط سد تشرين وقره قوزاق في ريف منبج.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن المعارك أسفرت عن مقتل 17 عنصر من الجيش الوطني بينهم 5 قتلوا نتيجة عملية تسلل وتمشيط على محور تل سيريتل، فيما أصيب 4 عناصر من قوات «قسد» ودُمّرت سيارتان تابعتان لها. تزامنا، استهدفت القوات التركية والفصائل الموالية لها، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، قرى الخضراوية وأم الخير والأسدية وتل حرمل في ريف الحسكة الشمالي، حيث استهدفت فصائل الجيش الوطني، بقذائف الهاون، محطة للمحروقات بالقرب من بلدة أبو راسين «زركان» في ريف الحسكة الشمالي.
كذلك، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية – قسد» مقتل 16 عنصراً من عناصرها إثر قصف تركي ومواجهات مع الجيش الوطني السوري في حلب ودير الزور.
وحسب ما ذكر «المركز الإعلامي لـ قسد» في بيان، فإن القتلى سقطوا في منبج، وجسر قره قوزاق جنوب غربي عين العرب، وفي محيط سد تشرين وريف دير الزور الشرقي.

الأمن العام عثر على مستودع مليء بالألغام في محيط قرية في ريف حمص الغربي

وأشار إلى أن القتلى هم: «شادي عبدو، أيمن السرحان، عبود علي، بشار يوسف، محمود عثمان، محمد نور الأحمد، محمد سعيد، محمد شيخ محمد، كاوا حبشو، قصي المعروف، فواز محمد، بلال الشيخ أحمد، عمار حسين، أحمد الملا، إبراهيم منلا خليل، محمد إيبي».

اجتماع كردي

سياسيا، أصدرت «قسد» بياناً حول اجتماع قائدها العام الجنرال مظلوم عبدي وممثل رئيس إقليم كردستان عبد الحميد دربندي والذي تم في سوريا.
ونقلت وسائل إعلام تابعة لـ «قسد» عن قيادي في حزب كردي، إن ممثل الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني» في إقليم كردستان العراق، عبد الحميد دربندي، يجتمع في الحسكة بشمالي سوريا مع عبدي.
وقالت «قسد» في بيان لها، إن اجتماع تناول آخر المستجدات على الساحة الكردية والإقليمية. ونقل دربندي رسالة دعم من الرئيس بارزاني.
أكد البيان على أهمية توحيد الصف الكردي وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات الراهنة في سوريا، مشيرا، إلى أن مظلوم عبدي أعرب عن تقديره لرسالة الرئيس بارزاني ودعمه.
وشدد على أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود بين جميع الأطراف الكردية لتحقيق الاستقرار وضمان حماية مصالح الشعب الكردي، وفقاً للبيان.

ملف التهريب

إلى ذلك، كشف عن هوية الشخص الذي قُتل في اشتباكات مع حرس الحدود الأردني أول أمس الأحد، خلال محاولة تهريب مخدرات إلى من سوريا إلى الأردن.
وقال المختص في الشؤون السورية صلاح ملكاوي، إن المهرب الذي قُتل أول أمس على الحدود الأردنية هو كاسر الطرقي الأقرع الغياث، مشيراً إلى أنه ينحدر من مدينة الضمير في ريف دمشق.
وكان الجيش الأردني قد أعلن في بيان رسمي الأحد، عن اشتباكات اندلعت بين حرس الحدود ومجموعات مسلحة من المهربين حاولت اجتياز الحدود الشمالية للمملكة الأردنية، ضمن منطقة المسؤولية الشرقية.
المتحدث باسم شبكة أخبار «السويداء 24» ريان معروف قال لـ «القدس العربي» إن الحدود السورية الأردنية، شهدت منذ سقوط نظام الأسد، إحباط عمليتي تهريب في اتجاه الأردن. وحسب المعلومات فإن العمليتين وقعتا في البادية السورية، التي تشترك بمساحة طويلة مع الأراضي الأردنية.
ويبلغ طول الحدود السورية الأردنية حوالي 375 كم، من درعا إلى السويداء ثم ريف دمشق وريف حمص، بما في ذلك منطقة الـ 55 كم الخاضعة لنفوذ التحالف الدولي. وشكّلت هذه المناطق في السنوات الماضية معبراً للتهريب في اتجاه الأردن، في ظل دعم مفضوح من نظام الأسد.

3 عوامل

وحسب معروف، فإن عمليات التهريب من سوريا تعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية: توفر المواد المخدرة، وجود ناقلين محترفين، والظروف الجوية المناسبة. جميع هذه العناصر ما زالت متوفرة حتى بعد انهيار النظام، حيث إن كميات كبيرة من المخدرات كانت قد خُزنت سابقاً، بينما لم تتعرض شبكات التهريب لملاحقات جدية.
ويوفر توقيت الشتاء الحالي ظروفاً مثالية للتسلل عبر الحدود، خاصة مع استمرار الفراغ الأمني داخل الأراضي السورية. وبالعودة إلى طبيعة التهريب ومساراته، فإن أغلب العمليات تتم عبر مناطق غير مأهولة في البادية السورية وتحديداً من مناطق مثل الحماد، والحرّة.
وقال معروف: مع سقوط نظام الأسد، شوهدت مراكز كبيرة لتصنيع المخدرات في مقرات نظام الأسد وفي بيوت بعض رجال أعماله في دمشق وريف دمشق. لكن الاتهامات التي رُوجت مؤخراً حول مسؤولية منطقة محددة تتجاهل هذه الحقائق، وتغض الطرف عن الدور الذي لعبته شرائح مُهمشة استُغلت من قبل نظام الأسد للعمل كناقلين ومهربين ضمن شبكاته. وكانت مصادر محلية، قد كشفت أن جماعات التهريب خزّنت كميات من المخدرات في البادية السورية الممتدة من بادية السويداء إلى بادية حمص، التي لا تخضع لأي نفوذ عسكري اليوم، باستثناء بعض جماعات التهريب وخلايا لتنظيم «الدولة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية