سياسيو تونس يحتفون باتفاق وقف إطلاق النار في غزة: المقاومة انتصرت على الاحتلال

حسن سلمان
حجم الخط
0

تونس – «القدس العربي»: احتفت الطبقة السياسية في تونس باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، معتبرة أنه انتصار كبير للمقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت قطر أعلنت، الأربعاء، توصل إسرائيل وحركة حماس إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل للأسرى بين الطرفين سيدخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، وذلك بعد 15 شهرا من حرب الإبادة في قطاع غزة.
وكتب حمة الهمامي، الأمين العام لحزب العمال: «قبل أشهر أكد الكيان الغاصب وعلى رأسه الدمويّ البغيض نتنياهو، بأنّه لن يوقف العدوان قبل القضاء على المقاومة وتحرير الرهائن. بعد قرابة الـ 16 شهرا هذه، يوقّع الكيان الاتّفاق مع المقاومة، وعلى رأسها حماس، التي وعد بالقضاء عليها. كما أنّه يوقّع على تحرير المئات من الأسرى الفلسطينيّين، جُدُدا وقُدمَاء، مقابل الحصول على عشرات من رهائنه بين أحياء وجثث لم ينجح طوال هذا الوقت في تحديد أماكنهم وحتّى من قضى منهم نحبه فهو قاتله».
وأضاف: «فشل الكيان في تحقيق الهدفين الرئيسيّين اللّذين رسمهما لحربه الإباديّة. كما فشل في حرب التّهجير التي كانت تتخلّل كلّ أعماله الهمجيّة ضدّ كافّة مظاهر الحياة في غزّة. ثلاثة انكسارات للعدوّ يقابلها ثلاثة انتصارات للمقاومة. وسيكون لهذه الانكسارات كما لهذه الانتصارات وقعها الاستراتيجيّ على كلّ من المعسكريْن. نجح العدوّ في التّقتيل والتّدمير، نجح في رفع كأس «ارتكاب جرائم ضدّ الإنسانيّة» لدى محكمة العدل الدّولية. ولكنّه فشل في كسر إرادة شعب مقاوم وعنيد. شعب رفع في النّهاية التحدّي رغم الثّمن الباهظ ولكن لا كرامة دون ألم. النّصر ليس نصر غزّة والمقاومة فقط، النّصر أيضا نصر الأحرار جميعا، نساء ورجالا، في مختلف أنحاء المعمورة الذين وقفوا إلى جانب غزة/ فلسطين. والهزيمة ليست هزيمة الصهيونيّ النّازي فحسب، ولكن أيضا هزيمة مشاركيه وداعميه من إمبرياليّ أمريكيّ/ غربيّ وحاكم عربيّ/ إسلاميّ متصهين».
وأضاف: «التّحرّر الوطنيّ مسيرة يراكم فيها صاحب الحقّ قُوى ويخسر فيها الظّالم قوى إلى أن يحلّ يوم الحسم حاملا النّصر التّام للأوّل والهزيمة المدوّيّة للثّاني. وهذا الأمر لا يدركه إلّا صاحب البصيرة الذي يتذكّر التّاريخ وصاحب العزيمة الذي يجرؤ على الانتصار. ولكنّه أمر يعجز عنه قصير النّظر وعديم الإرادة والكرامة. وشتّان بين الثّائر التوّاق إلى الحريّة وبين الجبان الخائن المسكون بالهزيمة. «طوفان» انقضى سيتلوه بكلّ تأكيد «طوفان» آخر أعْتى وأعمّ. وهكذا دواليك حتّى تحرير كامل فلسطين من النّهر إلى البحر».
وكتب هشام العجبوني، القيادي في حزب التيار الديموقراطي: «المجد للشجعان وليس للجبناء. من حقّهم أن يفرحوا بوقف أبشع عدوان وحشي بربري نازي في التاريخ الحديث. من حقّهم أن يفرحوا بصمودهم الأسطوري ضد الحلف الصهيو- أمريكي، بتواطؤ من العرب المتصهينين. من حقّهم أن يفرحوا ويفتخروا بمقاومتهم الباسلة. من حقّهم أن يعتبروا أن صمودهم طيلة 15 شهرا وعدم استسلامهم وعدم تحقيق العدو لأهدافه المعلنة، هو انتصار. ومن حقّنا أن نفرح لفرحهم».
وأضاف: «لا أفهم ما الذي يقلق البعض من فرح وابتهاج الغزّاويّين؟ منذ بداية الحرب وهم يثبطون العزائم ويستنقصون من جدوى المقاومة ويستبطنون الهزيمة ويدعون إلى الاستسلام باسم الواقعيّة واختلال موازين القوى، ولكنهم يعلمون جيدا أن موازين القوى عبر التاريخ كانت دائما لصالح المحتلّ الذي كان في نهاية المطاف يخضع لأصحاب الأرض والحق. هذه قضية تحرّر شعب من أبشع استعمار عرفه التاريخ الحديث، والتحرّر له كلفة كبيرة ومؤلمة وهم الذين تحمّلوها ومازالوا يتحمّلونها، ولم يطلبوا منكم تحمّلها معهم». ودون الباحث والناشط السياسي سامي براهم: «هي لحظة وجدانية لحظة فرح وخشوع وليست لحظة تحليل وبلاغة. لكن ما ربحته غزة من الطوفان هو غلق الباب أمام مخططات التهجير والاستيطان الذي نخر الضفة في ظل اتفاقية أوسلو سيئة الذكر، وتعليق مشروع قناة بن غريون وما يشكله من خطر على المنطقة، وحماية موارد غزة البحرية للأجيال القادمة. ومن ثمراته: تحرير دمشق من طاغيتها ومن مشروع الهيمنة الفارسية. الكلفة الإنسانية ثقيلة لكن المآلات تستأهل هذه التضحيات وأكثر».
ودون الناشط السياسي والقيادي السابق في حزب حراك تونس الإرادة، زهير إسماعيل: «المقاومة لا تُمضي على اتفاق وقف إطلاق النار مع الكيان فحسب، إنّها تمضيه مع كلّ الشركاء في جريمة الإبادة من دول الغرب الأوروبي والأمريكي وعلى رأسهم الإدارة الأمريكيّة».
وأضاف: «فتحَت الولايات المتّحدة الأمريكيّة خزائن المال والسلاح أمام دولة الكيان الوظيفيّة. وأرسلت الخبراء والمرتزقة. وجنّدت الحكام العملاء من بقايا نظام الاستبداد العربي في مواجهة غزّة المحاصرة منذ عقدين على أمل كسر مقاومتها وتهجير أهلها. ولكن الطلقة الأخيرة والكلمة الأخيرة كانتا للمقاومة، بعد حوالي سنة ونصف من مواجهة لا تتوقّف. ومع الساعات الأولى من إمضاء الاتفاق سيعرف العالم من المنتصر أخلاقيّا وسياسيّا وميدانيّا رغم حجم الدمار ونهر الدماء وفظاعة الجرم الذي سلّط على أهل غزّة. سيعرف العالم من المنتصر مع خروج أهل غزّة، وبروز المقاومين من عقدهم القتاليّة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية