معظم البشر مسكونون بهاجس القيامة، البعض يخاف قدومها، بعض اخر يبشر لها مثل الكنيسة الانجليكانية والتي تنتمي عائلة الرئيس الأمريكي الأسبق بوش لها والتي جعلت قضيتها المركزية دعم اسرائيل لتصبح قوة عظمى اذ حسب اعتقادهم ان هذا الامر من شروط قيامة المسيح.هناك البعض الاخير ممن ينظَرون للقيامة بطرق مختلفة مثل افتراض نهاية الحياة على الارض بناء على تقويم حضارة المايا الذي ينتهي بنهاية هذا العام او نظريات العالم اليهودي الباحث بالحضارة السومرية (زكريا ستيشن) واستنتاجاته عن نهاية مرتقبة للارض حين تصطدم مع كوكب يدعى نيبورو. كل ما سبق لا يعدو عن كونه نظريات قد تصدق او لا تصدق صحتها، ولكن هناك سيناريو للنهاية اكثر احتمالا وتزداد احتماليته يوما بعد يوم اقصد مسألة ايران النووية واحتمالات حرب ستلهب الارض كلها. قد تبدو هذه الفرضية مبالغا فيها، ولكن لننظر الى الامر من كل جوانبه، ايران الماضية في برنامجها النووي تتعرض وبشكل يومي لمزيد من العقوبات الدولية ومن المشكوك بانها ستتحمل هذه العقوبات على مدى طويل لهذا اصبحت تتصرف بشكل ممن يدعو لتسريع المواجهة العسكرية مع الغرب عن طريق التهديد باغلاق مضيق هرمز وفعاليات الجيش الايراني وقوات الباسيج التمرينية في الخليج كعرض للقوة.كلنا نعلم ان ايران ومهما بلغت قوتها لا تستطيع الانتصار على قوات الاطلسي مجتمعة ولكن وضع ايران اليوم يُذكرنا بالشخصية التوراتية شمشون الذي فقد بصره فهدم المعبد عليه وعلى اعدائه. بوارج حلف الطلسي وغواصاتهم النووية قد تحرق ايران كلها ولكن ليس قبل ان تحرق ايران دول الخليج المضيفة لهذه القوات والتي تتهمها ايران بالتآمر سرا وعلنا. ماذا سيحصل لامدادات البترول وكم ستبلغ اسعاره المرتفعة اساسا، ماذا سيكون رد فعل مواطني الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة والذين يمرون باسوأ ازمة مالية في تأريخنا المعاصر عندما ترتفع اسعار الوقود الى عشرات اضعاف السعر الحالي، ماذا سيفعلون عندما تُشل المصانع وتتوقف الخدمات العامة، سيحدث ماحدث بالأمس القريب في المملكة المتحدة من اضطرابات عنيفة ونهب للممتلكات العامة والخاصة او مايحصل الان باليونان واماكن اخرى، ليس بشكل محدود كما شاهدناه بل فوضى كاملة لاعودة منها الى حالة النظام، فوضى لن تكون بقية ارجاء الارض بمعزل عنها فكوكب الارض الذي كان مترامي الاطراف اصبح قرية صغيرة بفعل الثورة التكنولوجية تصطف بيوتها الواحد خلف الاخر كقطع الدومينو والتي لاتحتاج سوى ضرب قطعة واحدة لتنهار بقيتها. الحرب قادمة مهما طال تأجيلها ومهما ارتفعت بعض اصوات العقل لمنعها فلا دول الغرب واسرائيل وبعض الدول العربية على استعداد على التعايش مع ايران نووية ولا ايران على استعداد لتحمل عقوبات اقتصادية بعيدة الامد .ثائر ابو رغيف – سدني- استراليا