كامل صقر:دمشق ـ ‘القدس العربي’ عاشت محافظة اللاذقية السورية مشهداً طائفياً لم تعشه المدينة الساحلية من قبل على خلفية توتر وتحريض طائفي مورس من جهات قيل أنها مجهولة الهوية والانتماء، مع تسرب أنباء عن إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على أشخاص قالت جهات رسمية سورية أنهم من جنسيات غير سورية يرجح أن أغلبهم أردنيين حسب روايات الأهالي الذين يتواصلون من أجهزة الأمن.في تفاصيل المشهد الذي عاشته محافظة اللاذقية خلال اليومين الماضيين أن تحريضاً طائفياً منظماً جرى العمل عليه في محافظة تضم خليطاً من السنة والعلويين إضافة لمذاهب أخرى، وحسب معلومات مؤكدة فإن مجموعات بدأت نشاطها منذ صبيحة يوم الجمعة فتدخل لأحياء يقطنها العلويون وتقول للأهالي أن السنة من أحياء أخرى قادمون ليذبحوكم، والعكس بالعكس مورس في أحياء السنة مع الإشارة إلى أن جميع أحياء مدينة اللاذقية تضم الخليط المذكور مع أغلبية سكانية تتفاوت من حي إلى آخر بين الطائفتين، واستناداً لتلك الشائعات التي جرى الترويج لها تشكلت حالت شحن مذهبي كادت تتطور إلى صراع دموي لولا أن الأهالي بتوجيه من مشايخ وعقلاء الطائفتين تريثوا ليتبين للجميع أن جهات وأفراد مجهولين عملوا على نشر هذه الأكاذيب ليبدأ الاقتتال الطائفي في المدينة التي ينحدر منها الرئيس السوري بشار الأسد، والكلام من أهالي متوزعين في أحياء عديدة.في تلك الأثناء تواترت أنباء عن مسلحين يجولون عبر سيارات يحمل بعضها لوحات مزورة أحياء محافظة اللاذقية ويُطلقون أعيرة نارية على المنازل وفي الشوارع أصيب على إثرها عدد من المدنيين وقُتل أكثر من ثلاثة، بالتوازي مع ذلك أقام الأهالي في القرى والبلدات متاريس على مداخل قراهم يحرسها شبان من القرى نفسها لمنع دخول سيارات يُقال أنها اغريبةب تحاول ترويع الأهالي أو إعطاء معلومات كاذبة لأهالي هذه القرى تفيد بأن السنة يذبحون أبناء العلويين في المدينة.ومساء السبت انتشر العشرات من عناصر الجيش السوري في عدد من أحياء مدينة اللاذقية دون أي دور على الأرض وبقي الدور فقط لعناصر الأمن والشرطة.وبالعودة للمدينة فإن أهالي الأحياء من كلا الطائفتين وبعد أن تبين لهم أن هناك شائعات طائفية شكلوا لجان شعبية لحراسة مداخل الأحياء والتواصل مع الجميع وتوجيه تحذيرات وتفتيش السيارات وبلغ الأمر أن تلك اللجان تمنع دخول الأشخاص ما لم يكونوا من سكان الحي ذاته. وقالت رواية رسمية اأن الاعتداءات التي شنتها عناصر مسلحة على أهالي وأحياء مدينة اللاذقية خلال اليومين الماضيين أدت إلى استشهاد عشرة من قوى الأمن والمواطنين ومقتل اثنين من العناصر المسلحة التي جابت شوارع المدينة واحتلت أسطح بعض الأبنية وأطلقت النار عشوائيا على المواطنين وبثت الذعر بين الأهاليب.كل ذلك جرى مترافقاً مع إقدام جماعات مجهولة أيضاً على توزيع مواد غذائية من الخبز والسكر وغيرهما على المنازل باسم جمعية االبستانب الخيرية التي يرأس مجلس إدارتها ابن خال الرئيس السوري رامي مخلوف ليتبين فيما بعد أن تلك المواد مسمومة وبُلّغ عن أكثر من حالة إصابة دفعت سامر درويش مدير الجمعية في دمشق للإعلان عبر تلفزيون الدنيا إلى الإعلان عن أن الجمعية لم توزع إطلاقاً أية مواد غذائية، وقال أهالي ان هذه الخطوة تندرج في سبيل الإيحاء بأن جمعية رامي مخلوف توزع مواداً غذائية مسمومة على الناس في محاولة أخرى لإشعال فتنةطائفية، من جهتها قالت سانا أن بعض الجهات تقوم باستغلال أسماء جمعيات خيرية لتوزيع مواد فاسدة وخاصة للأطفال ونبهت سانا المواطنين بعدم التعاطي معها وتوخي الحيطة والحذر.وعلمت االقدس العربيب أن مساء السبت شهد سجن مدينة اللاذقية احتجاجات فأخرج سلطات السجن السجناء إلى باحة السجن بعد ذلك شهدت الباحة مظاهرة للسجناء دفعت محافظ اللاذقية وقائد شرطتها للحضور، وحسب شاهد عيان فإن المسؤولّين اجتمعا بالسجناء وقيل ان مطالب تلقياها منهم لم تُعرف تفاصيلها.