جانب من تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في برلين- ا ف ب
برلين- “القدس العربي”: انتقدت واحدة من أهم المؤسسات الإعلامية في ألمانيا قرار الحكومة الألمانية القائم تأجيل الاعتراف بدولة فلسطينية، أسوة بدول أوروبية أخرى، وقالت إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية هو أمرٌ طال انتظاره.
في افتتاحيتها، قالت مجلة “شبيغل” الألمانية: “ربما تتبع أيرلندا وإسبانيا والنرويج سياسات رمزية. ولكن يمكن أن يكون لذلك تأثير أيضًا”. موضحة أن “الحكومة الألمانية تدافع بذلك عن الوضع الراهن، الذي لم يثمر عن أي شيء جيد حتى الآن”.
وكانت الحكومة الألمانية قد أكدت استمرار رفضها الاعتراف بدولة فلسطينية، في المرحلة الحالية، وذلك بخلاف النرويج وأيرلندا وإسبانيا، التي أعلنت عزمها الاعتراف بها قريباً، مشددة على أن الاعتراف يأتي في نهاية عملية حل الدولتين، في حين قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت إن برلين لا تزال ملتزمة بالهدف الخاص بالتوصل إلى حل الدولتين عن طريق التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين، “وفي نهايته يتم القبول بوجود دولة فلسطينية قائمة بذاتها”. ورغم ذلك، أقرّ هيبشترايت بأن التوصل إلى مثل هذا الحل “أمرٌ بعيد المنال في الوقت الراهن”.
شبيغل: منطق “بيبي نتنياهو” لا يبيّن الأشهر الثمانية من الحرب القاسية في قطاع غزة.. لا حديث عن الموت والدمار والجوع، بحجم لم يعرفه هذا الشريط الساحلي المقهور من قبل
وقالت مجلة “شبيغل”، والتي تشتهر برصانتها ومكانتها المرموقة داخل ألمانيا، وقدرتها على التأثير السياسي، وبعد أن أعلنت الحكومة الألمانية موقفها: “من الضروري أن نؤكد أنه بالنسبة لجزء كبير من المجتمع الدولي، فإن الدولة الفلسطينية موجودة بالفعل. على الأقل كبنية قانونية دولية”.
وأضافت: “منذ سنوات طويلة، تعترف غالبية المجتمع الدولي بفلسطين كدولة ذات سيادة. من بين 193 دولة في الأمم المتحدة، اعترفت 143 دولة بفلسطين كدولة ذات سيادة، بما في ذلك جنوب إفريقيا، كوستاريكا، والجبل الأسود. وحتى الصين وروسيا، وهما من بين القوى الخمس التي تملك حق النقض في مجلس الأمن الدولي، تعترفان بفلسطين مستقلة”.
وبحسب “شبيغل”، فإنه، و”بالرغم من هذا الاعتراف الدولي، لم يتحسّن الوضع على الأرض بالنسبة للفلسطينيين. فقد بقيت حياتهم بعيدة عن الاستقلال الذاتي وتقرير المصير”.
وانتقدت “شبيغل” القرار الألماني بقولها إن الحكومة الألمانية تبرر موقفها بعدم وجود “طرق مختصرة” لحل الصراع، مشيرة إلى ضرورة التفاوض أولاً على صيغة دولتين متجاورتين. ولكن، لم يؤد هذا الموقف إلى تحسين الأوضاع، بل حافظ على وضع راهن لم يجلب أي نتائج إيجابية.
ورأت المجلة الألمانية الأشهر أن “تَوجّه كلّ من النرويج وإيرلندا وإسبانيا للاعتراف بدولة فلسطين قد يكون بمثابة خطوة رمزية، لكن تأثيره قد يتجاوز الرمز. يمكن أن تنضم دول أوروبية أخرى إلى هذه الخطوة، بينما تظل دول، مثل ألمانيا، متمسكة بموقفها القائل بأن التفاوض على حل الدولتين يجب أن يتم أولاً”.
وبيّنت “شبيغل”، في افتتاحيتها التي خصّصتها لتفنيد الأصوات المعارضة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، أن “العالم منقسمٌ في هذا الصراع، وأوروبا منقسمة في هذا الصراع. ثمانية أشهر من حرب غزة تظهر أنه لا بد من التوصل إلى حل سياسي. وأيضاً لأنه لا يوجد عسكري. وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور: نعتقد أن حل الدولتين يصب في مصلحة إسرائيل. إنه على حق، لكن من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية ترى الأمور بشكل مختلف”.
وأوضحت المجلة: “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتبر دولة فلسطينية مستقلة “خطرًا وجوديًا”، وتضم حكومته أشخاصًا ينكرون وجود الشعب الفلسطيني. ويرى نتنياهو ووزير خارجيته كاتس أن الخطوة الأوروبية تشجع الإرهاب وتكافئه، معتبرين أن “لا يمكن إعطاء دولة للشر”. ويشيرون إلى زيادة الدعم لـ “حماس” في المناطق الفلسطينية، وفقاً للاستطلاعات، معتبرين أن الدولة الفلسطينية ستكون “دولة إرهابية”. بيد أن الحرب القاسية التي استمرت ثمانية أشهر في قطاع غزة خلّفت دماراً هائلاً، وموتاً، وجوعاً. وقد زادت هذه الظروف القاسية من دعم المتطرفين في كل من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي”.
شبيغل: الاعتراف بدولة فلسطينية غالباً ما يُعتبر مكافأة لـ “حماس”! لكن هذا التصور قد يكون مضللاً إذا ما تم اختزال جميع الفلسطينيين في “حماس”
وبحسب شبيغل، فإن منطق “بيبي نتنياهو” لا يبيّن الأشهر الثمانية من الحرب القاسية في قطاع غزة. لا حديث عن الموت والدمار والجوع، بحجم لم يعرفه هذا الشريط الساحلي المقهور من قبل.
الاعتراف بدولة فلسطينية غالباً ما يُعتبر مكافأة لـ “حماس”! لكن هذا التصور قد يكون مضللاً إذا ما تم اختزال جميع الفلسطينيين في “حماس”. دولة فلسطينية ذات سيادة بجانب إسرائيل يمكن أن تحبط أجندة “حماس”، والتي ترتكز على أن المعاناة شرطٌ أساسي لنجاح أجندتها، بحسب المجلة.
وكانت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك قد طالبت باتخاذ خطوات ملموسة من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع في الشرق الأوسط، بدلاً من “السياسات الرمزية”. جاء ذلك في معرض تعليقها على إعلان ثلاث دول أوروبية، إسبانيا وإيرلندا والنرويج، الاعتراف بدولة فلسطين كدولة مستقلة.
حتى الآن، لم يكن الاعتراف بدولة فلسطينية موجودًا في الأدبيات السياسية للدول الغربية. الغرب، بشكل عام، كان يروّج لفكرة حل الدولتين، لكنه لم يتجاوز مرحلة الإدانة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية. أما المحادثات الجدية حول حلول الصراع، فلم تُجرَ منذ أكثر من عشر سنوات، ما ترك الفلسطينيين والإسرائيليين يتخبّطون في الصراع دون حل.
وتختم “شبيغل”: “قد يبدو اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطين خطوة يائسة للبعض، ولكنه قد يكون أيضًا بداية لعملية سياسية جديدة. بعد الأحداث المروعة في السابع من أكتوبر والحرب الطويلة، أصبح البدء في عملية مفاوضات سياسية أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى”.
لا دولة إلا دولة فلسطين من النهر للبحر ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀🐒🚀🐒🚀
ممتاز جدا..
.
اذا انتقد دير شبيغل الأمر بهذا الشكل.. يعني أن هذا ارهاصات أولية لفتح نقاش
سياسي حول الموضوع في ألمانيا.. ما قد يؤدي الى اتباع الدول الأروبية التي
اعترفت بفلسطين.. رغم أن الأمر ليس بهذه السهولة في ألمانيا.. التي يوجد
فيها جزء من شارع يستنكر المجازر في غزة.. وثقل التاريخ على رقاب من تبقى
وهم لحد الآن أغلبية..
.
ليس دفاعا عن هذا البلد الجميل وشعبه الجميل.. لكن من خبر البلد والشعب
ومنطق الأمور هنا.. لا يمكنه سوى أن يفهم ما يجري عن قرب.. وأن هذا الشعب
ليس كما يخيل للبعض باللاإنساني.. والمتغطرس.. العكس تماما.. والحقيقة أن
ثقل التاريخ وتوظيف هذا الأخير يجعل من ألمانيا السباقة الى التنديد بالخروقات
التي تقع في بلدان العالم لا تقوى على فعل شيئ مثل ارلندا.. الآن..
.
يتبع رجاءا 1
لقد لخص الأمر المفكر والكاتب Martin Walser سنة 1998 في خطابه بعد فوزه
بجائزة السلام للكتاب الالمان .. تحدث عن ” Instrumentalisierung unserer Schande zu heutigen Zwecken”.
.
ما يعني توظيف عار المانيا النازي لأغراض في الحاضر… واستخدم ميتافور تلخص الوضع.. بوصفه
احدى مراكز النازية في آوسشفيتز .. بال Moralkeule… مطرقة الضمير…
.
فأجابه حينها Ignatz Bubis.. رئيس تجمع اليهود في ألمانيا ب Geistige Brandstiftung” … ما يعني
اتهمه بإشعال حريق فكري في ألمانيا .. واستمرت الضغوطات على martin walser الى سنة 2018..
حيث اعتدر على مقولاته..
.
ربما اعطينا صورة حول الوضع في ألمانيا.. حيث لا يجب انكار افعال النازية الهمجية .. لكن ربما حان الأوان
أن لا تكون وطأة حقبة سوداء في التاريخ قوية وفاعلة بقوة في الحاضر… الى درجة انكار همجية أخرى…
.
اظن أن الاستاذ علاء جمعة العارف بالمانيا سيوافقني الرأي.. من يدري.. 😉
.
انتهى شكرا 2
شكرا ابن الوليد أوافقك الٍرأي بالطبع وتعليق ينم على حسن اطلاع..لكن قد تتفق معي أيضا أن الطريق ما يزال طويلا لحدوث تغيير حقيقي. أعتقد أن ما يجري من نقاشات داخل الساحة الألمانية مفيد أيضا للألمان وللديمقراطية الألمانية في ظل أجواء الخوف التي فرضت نفسها حتى على كثير من الألمان للأسف.
شكرا على تفاعلك استاذ علاء .. أوافقك الرأي .. لا زال الطريق طويلا.. للاسف…
.
وأود أن أقنع الكثير من القراء أن ألمانيا في هذه النقطة حالة خاصة..
.
سيتغير الحال لا محالة.. سيأخذ وقتا.. لكن في النهاية وكما يقول الألمان
باحدى تفرعات لغتهم.. Wat mutt Dat mutt… ما يجب فعله .. يجب فعله..
أحد اسرار البراغماتية الألمانية …
.
شكرا لك .. ويومك طيب..
الصهاينة فطنوا أن إسرائيل خسرت كثيرا في حربها على غزة، خصوصا أن سردياتها وأدبياتها من المحرقة إلى معادات السامية بدأت تنكشف، لهاذا بدأت تحرك أدرعها الإعلامية للتهدأة وما كلام هذه المجلة التي تحارب كل ما هو فلسطيني وإسلامي إلا دليل على ذالك