الناصرة- “القدس العربي”: لليوم الرابع، واصل الآلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية حملات مداهمة وتفتيش ومراقبة برا وبحرا بحثا عن الأسرى الفارين من سجن جلبوع، والذين شكل فرارهم لطمة لهيبة الاحتلال ولغطرسة منظومته الأمنية.
وطبقا لتسريبات صحافية من اجتماع رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت مع قادة المؤسسة الأمنية، تخشى أجهزة الأمن الإسرائيلية تصعيدا أمنيا، يُحتمَل أن تُطلَق خلاله قذائف من غزة باتجاه إسرائيل. ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن مصدر أمني محجوب الهوية قوله إن إسرائيل أخطأت في تصعيدها ضد الأسرى، محذرا من العبث بقنبلة خطيرة يمكن أن تؤدي لانفجار الشارع الفلسطيني بسبب حساسية قضية الأسرى بالنسبة للشارع الفلسطيني منوها من مخاطر اندلاع مواجهة جديدة مع غزة بسببها.
وتمحور الاجتماع المذكور ليلة الأربعاء حول تقييم الوضع بمشاركة وزير الأمن الإسرائيلي، ووزير الأمن الداخلي، وقائد جيش الاحتلال ورئيس “الشاباك”، ومفوّض الشرطة، ومفوّض مصلحة السجون، ورئيس مجلس الأمن القومي، ومسؤولون آخرون من أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وقال بينيت خلال التقييم، إن الأحداث من المحتمل أن يكون لها تأثير على عدد من القطاعات، لذا هناك جهد مشترك من قِبل جميع القوى الأمنية الإسرائيلية، وقال إن الاحتلال مستعد لكل الخيارات. من جهته قال الناطق العسكري الإسرائيلي إنه “بناءً على تقييم الوضع الأمني وجهود تحديد مكان الأسرى الفارّين، تقرَّر تمديد الإغلاق العام” في الضفة الغربية المحتلة “حتى منتصف السبت”.
وتابع: “يمكن نقل العمال الذين يعملون في الضفة الغربية وكذلك في الحالات الإنسانية والطبية والاستثنائية فقط، وبشرط موافقة منسق عمليات الحكومة في الضفة الغربية”. كما قال إنه في نهاية تقييمات الوضع التي قادها قائد جيش الاحتلال أفيف كوخافي، فقد تقرر تعزيز القوات العسكرية في الضفة الغربية منوها إلى أن ذلك سيكون من خلال الدفع بفِرق مُقاتِلة أخرى، بالإضافة إلى قوات أخرى.
وبعد يومين من قول وزير الأمن الداخلي عومر بارليف من أمام سجن الجلبوع إن فرار الأسرى جاء نتيجة خطة محكمة ودقيقة، كُشف عن تنامي الشبهات حول تلقّي الأسرى مساعدة من قِبل سجّانين. وقالت القناة الإسرائيلية 13، إن التحقيق شمل 13 سجانا في سجن جلبوع وإن وحدة التحقيق البوليسية الدولية التابعة لشرطة الاحتلال “لاهف 433” ستحقق مجددا مع بعض السجانين تحت طائل الإنذار. ونقلت القناة العبرية عن مسؤولين مطّلعين على التحقيقات، قولهم إن “لدى الشرطة معلومات تعزّز الشكوك بأن الحراس ساعدوا الأسرى على الهروب من سجن جلبوع”.
وأوضحت القناة الإسرائيلية أن الجيش في “حالة تأهب لمواجهة أعمال شغب”، وإلى احتمال “إطلاق قذائف من قطاع غزة” صوب إسرائيل، وأشارت إلى أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تعرّف عملية الفرار وتبعاتها، بأنها “زعزعة للاستقرار”، قد تفضي لتصعيد جديد.
بين هذا وذاك ما زالت تسود إسرائيل حالة إحباط وغضب بلغت حد تبادل النكات السوداء في منتديات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية في ظل انتصار الأسرى على السجانين في عملية اعتبرتها أوساط إسرائيلية أنها استراتيجية من ناحية الرواية ووعي الفلسطينيين ووعي الإسرائيليين علاوة على رمزيتها العميقة المهمة معربة عن خشيتها من تحفيز المزيد من أعمال المقاومة.