الضفة – «القدس العربي»: شهدت محافظاتُ الضفة الغربية عمليات اقتحام موسعة، حيث استشهد مواطنان في نابلس وقلقيلية وتمّ هدم منزلين في بيت لحم وأعتقل الاحتلال الإسرائيلي نحو 40 مواطناً، كما دارت مواجهات مسلحة في مناطق متفرقة.
ومنذ ساعات الفجر اقتحمت قوات الاحتلال مدينة بيت لحم بأعدادٍ كبيرة وأغلقت مداخلها وصادرت إحدى المركبات الفلسطينية. وذكرت مصادرُ محلية أن قوات الاحتلال استولت على تسجيلات كاميرات المراقبة واعتلت أسطح بعض المنازل في منطقة سياج، ونشرت قناصة عليها. وذلك بعد مقتل مستوطن وإصابة 3 آخرين في عملية إطلاق نار على حاجز النفق بين القدس وبيت لحم.
وأغلقت قوات الاحتلال عدة مداخل رئيسية، منها: حاجز عش غراب في بيت ساحور، والمدخل الغربي لمدينة بيت جالا، وحاجز الكونتينر، مع تشديد إجراءات التفتيش والاعتداء على الركاب.
كما أغلقت مداخل المحافظة الفرعية والترابية، مثل مداخل النشاش، وتقوع، ورأس بيت جالا، وقبر حلوة، وأم سلونة، ومنطقة السدر، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في أجواء المدينة.
وأفاد مصدر أمني بأن القوات الإسرائيلية أطلقت قنابل الغاز والصوت باتجاه المركبات والمارّة، وتمركزت في مناطق عدة، بينها قرية أرطاس جنوب المدينة ومحيط الجامعة الأهلية.
وطالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، بإقامة «حواجز دائمة» على الطرقات في الضفة الغربية، زاعماً أن «حق المستعمرين في الحياة له الأولوية على حرية تنقل الفلسطينيين».
وفي سياقٍ متصل، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منزلين وثلاثة أسوار إسمنتية في منطقة المالحة التابعة لبلدة زعترة شرق بيت لحم.
وقال عضو مجلس بلدية زعترة عبد القادر ذويب، إن قوةً من جيش الاحتلال ترافقها آليات عسكرية، هدمت منزلين تبلغ مساحة كلّ منهما حوالي 100 مترٍ مربع، إضافةً إلى ثلاثة أسوار إسمنتية تحيط بأراض لمواطنين، وذلك بحجة البناء في المنطقة المصنّفة (ج) في الضفة الغربية.
وأوضح أن الاحتلال يتعمّد التضييق على المواطنين عبر هدم منازلهم، ضمن سياسة تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وأن ريف بيت لحم الشرقي يتعرض لسلسلة إجراءات تهدف للاستيلاء على الأراضي لصالح النشاط الاستعماري، وتهجير السكان.
واستشهد الشاب محمد عبد الكريم خالد براهمة، 25 عاماً، جراء عملية اغتيال نفذتها قوة خاصة إسرائيلية في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة. وحاصرت قوات الاحتلال المنطقة ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى المكان.
وأعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية لوزارة الصحة استشهاد الشاب براهمة واحتجاز جثمانه من قبل قوات الاحتلال، وذلك بعد استهداف مركبته بالنيران من قبل قوة إسرائيلية خاصة تسلّلت إلى المدينة.
وأفادت مصادر محلية باندلاع اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوات الاحتلال في عدة مناطق داخل قلقيلية. ودفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المدينة وحاصر منطقة الاغتيال، بينما وثّقت مقاطع فيديو قيام جنود الاحتلال بالتنكيل بجثمان الشهيد. وكانت قوة خاصة لجيش الاحتلال قد تسلّلت إلى مدينة قلقيلية، فيما دفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية للمدينة بعد اكتشاف القوة المتسللة.
وقال والد الشهيد، إن قوات الاحتلال اقتحمت منزله مرتين في وقتٍ سابق، وطالبت العائلة بضرورة إبلاغ محمد تسليم نفسه.
وأضاف أن قوات الاحتلال أطلقت النار على شقيق الشهيد وأصابته بقدميه قبل اعتقاله.
وفي سياق متصل، أعلن مستشفى رفيديا الحكومي عن استشهاد الشاب جهاد يوسف حسين أبو سليم، 25 عاماً، متأثرا بجراحه الحرجة التي أصيب بها خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم بلاطة فجر أمس. واقتحم جيش الاحتلال مخيمي بلاطة وعين الماء (العين) في محافظة نابلس، ودارت اشتباكات مسلحة بين المقاومين وجيش الاحتلال في كلا المخيمين، فيما استشهد الشاب جهاد أبو سليم في مخيم بلاطة برصاص الاحتلال.
وبالتزامن مع ذلك اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قباطية جنوب مدينة جنين التي شهدت أيضاً اشتباكات مسلحة.
وأحرق فلسطينيون مركبات للمستوطنين داخل موقع استيطاني قرب بؤرة «جفعات آساف» شرق رام الله، ودارت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلس، استهدف خلالها مقاومون قوات الاحتلال بعبوة ناسفة.
وفي بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة، أصيب مواطنون بالاختناق جراء احتراق منزل استهدفته قوات الاحتلال بقنابل الغاز والصوت. وذكر الناشط أحمد أبو هلال أن المنزل يعود للمواطن محمود درويش عريقات، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال أعاقت وصول مركبات الإسعاف إلى البلدة عقب اقتحامها وإطلاق الغاز السّام بكثافة.
ونفذت قوات الاحتلال حملةَ اعتقالات واسعة طالت 40 مواطناً على الأقل من الضفة، بينهم أسرى سابقون.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، أن عمليات الاعتقال تركزت في محافظة الخليل، ومحافظات سلفيت، ورام الله، وقلقيلية، والقدس.