لندن- “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريرا أعدته لويز كالاغان من واشنطن، قالت فيه إن الرئيس الأمريكي جو بايدن يشعر بـ”الخيانة” من الدعوات لتتويج نائبته كامالا هاريس كمرشحة رسمية عن الحزب الديمقراطي في بطاقة السباق الرئاسي 2024 بدلا منه.
وقالت إن وضعية الرئيس بايدن تشبه مسرحية من القرون الوسطى: ملك ضعيف أصابه الوباء وعُزل في قلعة بعيدة، في وقت عملت حاشيته على الإطاحة به. وبالنسبة للرئيس بايدن، فإن هذا هو الواقع الذي يعيش فيه قبل أقل من أربعة أشهر لخوض انتخابات لإعادة انتخابه.
وبعد أيام من الكشف عن إصابة الرئيس بكوفيد-19، فهو معزول في بيته على الشاطئ بولاية ديلاوار، يزبد ويرعد وسط دعوات فزعة تطالبه بالتنحي عن السباق الرئاسي.
وفي يوم السبت، كان النائب عن كاليفورنيا مارك تاكانو، آخر رمز بارز في الحزب الديمقراطي، يدعو الرئيس للخروج من المبارزة الانتخابية وفسح المجال أمام نائبته كامالا هاريس لكي تقود الحملة.
ونشر تاكانو بيانا على منصات التواصل الاجتماعي قال فيه: “جو، أحبك وأحترمك، لكن الرهانات عالية لكي تفشل. وحان الوقت لكي تنقل الشعلة إلى كامالا”.
وجاءت دعوته بعد انشقاقات مستمرة خلال الأيام الماضية، وآخرهما عضوان في مجلس الشيوخ وعدد من الديمقراطيين في مجلس النواب والذي خرجوا للعلن وطلبوا من بايدن ترك الحملة لإعادة انتخابه. وقد فتحوا الطريق أمام المزيد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ لضمّ أصواتهم إلى الداعين لتغيير المرشح الديمقراطي.
وفي يوم السبت، تجمع حوالي 100 محتج أمام البيت الأبيض في يوم صيفي ماطر، مطالبين بايدن بالتنحي، وحمل أحدهم يافطة كُتب عليها: “البلد فوق الذات، مرر الشعلة”.
وقال جيم مارتن (24 عاما) من تكساس: “في كل الأحوال، لن يستطيع جو بايدن هزيمة دونالد ترامب… يجب على الديمقراطيين اختيار رجل قابل للانتخاب.. ومن الناحية الحرفية، فأي شخص هو أفضل من بايدن”.
وحيّا المجتمعون وهتفوا للمتحدث الذي قال إن البلد “يسير نحو الكارثة ولا يمكننا تجاهل الإشارات”. وقال ستيف برسيكيا (63 عاما) ويعمل في منظمة حكومية بواشنطن: “الأمر يتعلق بالشعب لا بالرجل في القمة”.
وتعلق الصحيفة أن المزاج بين الديمقراطيين قاتم، خاصة المرشحين في دوائر يحتدم السباق عليها، حيث قاموا وبطرق سرية، بمناشدة بايدن من أجل التنحي. وفي نفس الوقت، حذر آخرون من اضطرابات نابعة من اختيار مرشح جديد قريبا من موعد الانتخابات، مما سيكلف الحزب الرئاسة.
وبحسب مصادر مقربة من بايدن، وتحدثت معهم شبكة “أن بي سي” فالرئيس يشعر بـ”الخيانة”، وحتى أفراد عائلته بدأوا بمناقشة خطط حول الطريقة التي سيخرج فيها بايدن من السباق، وهو زعم نفاه البيت الأبيض لاحقا.
ونقلت مجلة “بوليتيكو” عن مساعد سابق في حملة بايدن ومساعد حالي في الإدارة “الناس الذين يعرفون هذا الرجل من 30 أو 40 عاما يطعنونه في الأمام والخلف… هم يطعنونه مثل يوليوس قيصر”.
ولا يزال بايدن في مزاج التحدي إن لم يكن غاضبا. وبعد تقارير رشحت عن تفكيره في نقل القيادة لهاريس، أخبر مساعديه بأنه لن يخرج من السباق وسيواصل حملته الانتخابية هذا الأسبوع من أجل هزيمة ترامب وبتوقف في عدد من الولايات الرئيسية، بما فيها جورجيا.
وفي رسالة قوية نشرها يوم الجمعة قال: “معا، كحزب وبلد، نستطيع ونحن قادرون على هزيمته في صندوق الاقتراع. الرهانات عالية، والخيار واضح ومعا سننتصر”.
وقبل ذلك، قالت رئيسة حملته، جي أومالي ديلون، لشبكة “أم أس أن بي سي” إنه وبرغم مظاهر القلق عن تراجع الدعم لبايدن، فإنه سيظل وبـ”المطلق” في السباق، و”لدينا الكثير من العمل لطمأنة الشعب الأمريكي، وأنه نعم عجوز، لكنه يستطيع الفوز”.
ولم تتوقف المكائد للإطاحة ببايدن في واشنطن. وبحسب تقرير مجلة “بوليتيكو” فقد دفعت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي في الأسبوع الماضي باتجاه عملية مفتوحة لاختيار مرشح جديد، بدلا من تتويج هاريس كخليفة لبايدن.
وربما اقتضى هذا اختيارا مفتوحا في مؤتمر الديمقراطيين الشهر المقبل بشيكاغو، أو سلسلة من الانتخابات التمهيدية المصغرة. وقال مساعد لبايدن لموقع “أكسيوس”: “هناك شعور داخلي عام بأننا وصلنا إلى نهاية الطريق”، مضيفا أنه ليس من الواضح شعور الرئيس بنفس الطريقة.
وقالت السناتورة الديمقراطية إليزابيث وارين، إنه في حالة تنحي بايدن، فهاريس جاهزة لأخذ مكانه. ويقال إن الرئيس السابق باراك أوباما يدفع من خلف الأضواء بالرسالة الداعية لخروج بايدن. وفي الأسبوع الماضي، سافر زعيم الغالبية الديمقراطية بمجلس الشيوخ تشاك تشومر إلى شاطئ ريبوث، حيث يتعافى بايدن، وناشد الرئيس الخروج من الحملة الانتخابية. والتزم كل من بيل كلينتون وزوجته هيلاري بدعم الرئيس.
وقال ديمقراطي يتنافس على مقعد متأرجح، بأن الانقسام والتنابز في داخل الحزب قرب الانتخابات غير مسبوق. والوقت ينفد من بايدن كي يغير موقفه ومن المتآمرين حتى يحققوا مبغاهم.
وتقول صحيفة “نيويورك تايمز” إن واحدا من العوامل التي ستؤثر على قرار الرئيس هي زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الأسبوع إلى الولايات المتحدة، حيث سيخاطب الكونغرس، ولن يتنحى بايدن قبل هذا الخطاب لاعتقاده أنه سيعطي نتنياهو الذي تصادم معه بشأن الحرب في غزة، انتصارا على التراب الأمريكي.
وفي الوقت الذي يترنح فيه الديمقراطيون، خرج الجمهوريون ووصفوا جهود الإطاحة ببايدن على أنها “انقلاب”. وقالت مصادر قريبة من ترامب إن الحزب قادر على هزيمة هاريس، لكنهم يريدون سباقا مع بايدن. وقال عضو في دائرة ترامب الواسعة إن الانتخابات “ستكون ساحقة” و”لا تستطيع تخيلها”.
ومقارنة مع التشتت داخل الديمقراطيين، اتحد الجمهوريون في الأسبوع الماضي ونصبوا في مؤتمرهم ترامب كمرشحهم الرسمي. وجاء الترشيح بعد محاولة الاغتيال الفاشلة في بنسلفانيا. ووصف ترامب نجاته بأنها معجزة من الرب.
إنها لعنة دماء أطفال ونساء غزة العزة التي سفكوها هذي شهور وشهور وشهور عصابة بايدن وبلينكن و أوستن وسوليفاك سفاحو العصر ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🐖🚀