صحافيون وناشطون حقوقيون يتعرضون لقمع وملاحقات «قسد» في دير الزور والرقة

حجم الخط
0

أنطاكيا – دير الزور – «القدس العربي»: على وقع المظاهرات التي تعم أرجاء محافظة دير الزور والتي تندد بالتجنيد الإجباري في صفوف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) تزداد الشكاوي من الوضع الأمني المتردي في مناطق سيطرة «قسد» وسوء الوضع المعيشي للسكان وتردي الخدمات، فلازالت «قسد» تضيق الخناق على أهالي هذه المناطق من الناشطين والصحافيين والحقوقيين وتجابههم بالاعتقالات، وقال موقع «دير الزور الآن» المختص بأخبار المنطقة الشرقية في سوريا أنه أمس الثلاثاء تعرض الناشط والصحافي «شهاب الطعمة» للضرب والشتم من قبل أشخاص منتسبين لقوات سوريا الديمقراطية في بلدته أبو حمام في ريف دير الزور الشرقي «مناطق الشعيطات» وتأتي هذه الحادثة بعد سلسلة من التهديدات التي وصلته من قبل أشخاص تابعين لقسد، والسبب انتقاد الرجل للفساد والمحسوبيات التي تزخر بها مؤسسات الإدارة الذاتية في ديرالزور، والعنصرية والتهميش الذي يتعرض له سكان المحافظة من قبل مؤسسات الإدارة الذاتية.
وقد بلغ عدد الصحافيين والناشطين المعتقلين خلال يومي 2 و3 من يناير الجاري، أكثر من 100 بعضهم موظفون مدنيون يعملون في الدوائر التابعة للادارة الذاتية بغية التجنيد.
وفي السياق قال الناشط الحقوقي قياد العلوان «خلال اليومين الماضيين اتخذت قوات قسد أسلوب تنظيم الدولة نفسه وقوات النظام السوري في اعتقال الشباب بهدف تنفيذ سياسة «التغيّير الديِموغرافي» وقمع الحريات والتي استخدمتها كل القوى المتسلطة على السوريين خلال السنوات الماضية». وعقب حملات الاعتقال هذه، خرج أهالي المعتقلين بمظاهرات حاشدة في الريف الشمالي والغربي بديرالزور تطالب المنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل الفوري للافراج عن ابناءهم من معتقلات «قسد» ومن بين المعتقلين هناك اطفال عرف منهم الطفل» محمد تركي الحمادة» حيث اعتقل بالقرب من دوار المعامل بهدف التجنيد الإجباري وهو من مواليد 2003 وهو من بلدة ‎حطلة، وتم اعتقال عدد من الناشطين الذين تظاهروا ونظموا المظاهرات وفاق عددهم العشرين شخصاً في حصيلة أولية.
والجدير بالذكر أن عدداً من الصحافيين والناشطين تركوا مناطق دير الزور الخاضعة لقسد بعد وصول تهديدات لهم، وبعضهم الآخر تمت مداهمة منازلهم بغية اعتقالهم من قبل مخابرات «قسد» ومن بينهم الصحافي زين العابدين العكيدي.
وقال الصحافي زين العابدين العكيدي لـ «القدس العربي»: «اضطررت لترك محافظة دير الزور منذ أيام قليلة وذلك بعد أن قامت قوة امنية تابعة لقسد بمداهمة منزلي في مدينة البصيرة والتي نزحت إليها، وأقمت فيها كوني من أبناء مدينة الميادين الخاضعة لسيطرة النظام حالياً، ولكن ولحسن الحظ لم أكن موجوداً وقتها، مما اضطرني إلى الرحيل فورا وترك المنطقة، وتوجهت نحو منطقة أخرى ريثما أجد وجهه أكثر أمناً» وأضاف العكيدي أن قوات سوريا الديمقراطية باتت تضيق الخناق على الناشطين في دير الزور بشكل ملحوظ وباتت تلاحقهم وتعتقلهم لإسكاتهم، فهي تجيز فقط العمل الصحافي لمجموعة من الوكالات والصحافيين التابعين لها والمقربين منها، وتعطيهم رخصة خاصة، ويعمد هؤلاء لنقل صورة مغايرة لما يحصل على الارض تخالف الواقع». ومؤخراً تمت ملاحقة عدد من الصحافيين كمراسل شبكة فرات بوست والذي اضطر لترك المنطقة، وتمت كذلك ملاحقة الصحافي محمد الشامي. وأضاف العكيدي أن اسمه موجود على لائحة المطلوبين لمخابرات «قسد». وفي السياق وفي محافظة الرقة والتي لا يبدو الوضع فيها أفضل حالاً للعمل الصحافي، تواصل سلطات قسد الاساليب نفسها التي تعتمدها الأنظمة القمعية حيث تمنع العمل الصحافي كذلك، إلا للأشخاص الذين لديهم ترخيص للعمل الاعلامي ويعملون حسب توجهاتها.
وعن هذا الموضوع قال الصحافي والناشط الحقوقي محمد عثمان في تصريح خاص لـ «القدس العربي» إن سلطات «قسد» تقمع كل الإعلاميين الذين لا يعملون معها أو بعلمها وتلاحقهم، وكانت لجنة الإعلام التابعة لما يسمى مجلس الرقة المدني ومنذ حوالي السنة، أصدرت ترخيصاً للراغبين في العمل الصحافي والإعلامي في الرقة وعموم مناطقها، يخول لحاملهِ العمل الصحافي وحرية التنقل على الحواجز التابعة لقسد ولكن العمل يكون حصراً ضمن توجهات قسد، وكل من يعمل خارج علم قسد يضع نفسه تحت المساءلة القانونية، أنا هنا في الرقة اعمل على نقل صورة الواقع الحقيقي الذي يعيشهُ أهالي المحافظة، وليس كما تنقله وسائل إعلام قسد، ولكن تم رفع اسمعي لمخابرات قسد وصدرت باسمي مذكرة اعتقال وتم تجريم التعامل معي».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية