لندن ـ «القدس العربي»: ارتدى عدد من الصحافيين العاملين في شبكة «بي بي سي» البريطانية الكوفية الفلسطينية ورفعوا الأعلام الفلسطينية على مكاتبهم، وذلك خلال ساعات عملهم الرسمية يوم الخميس الماضي الثامن والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، وذلك تضامناً مع غزة ورفضاً للحرب الإسرائيلية ضد القطاع، وبالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وجاء هذا التحرك بعد أن حث رؤساء النقابات العمالية في بريطانيا موظفي هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» على ارتداء ألوان العلم الفلسطيني أو الكوفية يوم الخميس الماضي في مكاتبهم.
وقال المنظمون إن دعوتهم هذه تهدف إلى إظهار التضامن مع الفلسطينيين ودعم المطالبة بوقف إطلاق النار الدائم والإفراج عن جميع الرهائن وإنهاء العنف في غزة، الذي خلّف حتى يوم الأربعاء 44 ألفاً و282 شهيداً، و104 آلاف و880 جريحاً، وسط إبادة جماعية خلّفت بجانب الشهداء والجرحى ما يزيد على عشرة آلاف مفقود، ودماراً هائلاً ومجاعة، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
واقترح اتحاد النقابات العمالية، وهو منظمة تمثل 5.5 ملايين عضو في 48 نقابة عمالية، أن يرتدي الموظفون «شيئاً أحمر وأخضر وأسود، أو كوفية فلسطينية لإظهار التضامن بشكل واضح» في أماكن عملهم. وأبلغ الاتحاد الوطني للصحافيين أعضاءه بالاحتجاج الأسبوع الماضي، وأدان تصرفات الحكومة الإسرائيلية، وقال في بيان إن «اتحاد الصحافيين يحث الفروع والمجموعات على إظهار الدعم في هذا اليوم ورفع صوت دعوات النقابة». وتأتي هذه الدعوة بينما تتعرض «بي بي سي» لانتقادات واسعة ومتكررة بسبب تحيز تغطيتها لإسرائيل أثناء الإبادة الجماعية في غزة. وشملت الانتقادات صحافيين وأكاديميين وجهور «بي بي سي» وأيضاً العاملين داخل الهيئة أنفسهم.
وشهدت مكاتب «بي بي سي» طوال شهور العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة أشكالاً احتجاجية عدة وصلت إلى حد اقتحام مقرّ الهيئة. كما وقّع أكثر من 230 صحافياً وسياسياً وناشطاً في المجال الإعلامي، بينهم 101 في «بي بي سي» نفسها، رسالة استنكروا فيها انحياز المؤسسة البريطانية لإسرائيل، وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، والفشل في تقديم تغطية «عادلة ودقيقة» للعدوان.