لندن ـ «القدس العربي»: حصل الصحافيون الفلسطينيون بشكل جماعي على جائزة «بطل حرية الصحافة العالمية للعام 2024» وذلك بسبب صمودهم وبطولتهم في تغطية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
والجائزة العالمية التي حصل عليها صحافيو فلسطين ممنوحة من المعهد الدولي للصحافة ومنظمة الدعم الدولي للإعلام.
وقال المعهد الدولي للصحافة إن هذه هي المرة الأولى التي تُمنح فيها الجائزة لمجموعة من الصحافيين بشكل جماعي، اعترافاً بشجاعتهم الاستثنائية ومرونتهم في تغطية الحرب على غزة.
وأضاف المعهد، في بيان له يوم الثلاثاء الماضي أن الصحافيين في غزة قد خاطروا بحياتهم ليكونوا عيون العالم وآذانه في ظل أحلك الظروف. ومع منع إسرائيل الصحافيين الأجانب والإسرائيليين من دخول غزة منذ تشرين الأول/اكتوبر، تحمل الصحافيون الفلسطينيون مسؤولية إعداد التقارير داخل القطاع. وأكد أنهم ثابروا على الرغم من الغارات الجوية، وانقطاع الاتصالات، والنزوح، والخسارات الفادحة للأطفال والشركاء والآباء وغيرهم من أفراد الأسرة، والكارثة الإنسانية التي تتكشف.
ومنذ شن الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على الفلسطينيين في قطاع غزة، وصل عدد الشهداء الصحافيين والعاملين في قطاع الإعلام إلى أكثر من 140 شهيداً، أي 12 في المئة من إجمالي عدد الصحافيين في غزة، وفقد الكثيرون منهم أفراداً من عائلاتهم وأصدقائهم وأحبائهم.
وقال المعهد إن عدد الشهداء في قطاع الصحافة في غزة بلغ أرقاماً أكثر بكثير من أي حرب أو صراع حديث في هذه الحقبة الزمنية المسجلة.
وتكرّم جائزة بطل حرية الصحافة العالمية لعام 2024 من المعهد الدولي للصحافة ومنظمة الدعم الدولي للإعلام الصحافيين الذين أظهروا شجاعة ومرونة هائلتين في النضال من أجل حرية الإعلام والتدفق الحر للأخبار. وسوف تُسلَّم جائزة العام خلال حفل خاص في المؤتمر العالمي للمعهد الدولي للصحافة ومهرجان الابتكار الإعلامي في سراييفو في 23 أيار/مايو. وقال المدير التنفيذي للمعهد الدولي للصحافة، فران ماروفيتش: «لقد أظهر الصحافيون الفلسطينيون شجاعة ومرونة لا تصدق في تغطية الحرب في غزة في ظل ظروف لا يمكن تصورها». «هذه الجائزة تكرم تلك الشجاعة في توثيق الحقيقة وإبقاء العالم على اطلاع».
ودفع الصحافيون الفلسطينيون في غزة ثمناً باهظاً مقابل تغطية الأخبار. وتضم قائمة الضحايا وائل الدحدوح، مدير مكتب الجزيرة في غزة، الذي واصل تقديم التقارير رغم معاناة قتل غارة جوية إسرائيلية لزوجته وابنه وابنته وحفيده. وفي وقت لاحق، أصيب الدحدوح في غارة بطائرة مسيرة أدت إلى مقتل زميله سامر أبو دقة. ثم، في كانون الثاني/يناير قُتل حمزة الدحدوح، وهو صحافي مثل والده، في هجوم صاروخي إسرائيلي في خان يونس بغزة.
كما تكرّم الجائزة وتشيد بالمدافعين عن حرية الإعلام مثل بلال جاد الله، الذي يشار إليه غالباً باسم «أب» الصحافة في غزة، والذي استشهد في 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 عندما تعرّضت سيارته لقصف إسرائيلي. ولسنوات عدة، كان جاد الله وجه الصحافة المستقلة في غزة، فقد أسّس بيت الصحافة الفلسطينية في عام 2013 بهدف تعزيز حرية الصحافة، وتوفير الحماية القانونية للصحافيين، وملاذ للصحافيين الذين يغطّون أخبار المنطقة. وفي فبراير/شباط، دمرت غارة إسرائيلية مبنى بيت الصحافة الفلسطينية. وقال البيت إن المبنى كان يحتوي على معدات ضرورية للصحافيين الذين يتعاملون مع تحديات الحرب.
كما تعترف هذه الجائزة بالعمل المهم الذي تقوم به منظمات الدعم المحلية للصحافيين في غزة، مثل «فلسطينيات» التي قدّمت مساعدات مثل الملابس والبطانيات والمراتب ومستلزمات النظافة للصحافيين في غزة، مع التركيز على الصحافيات والصحافيات المستقلات، اللواتي واجهن على الخطوط الأمامية تحديات إضافية، مثل التهديد المستمر بالعنف والمضايقة والترهيب.
وقال ماروفيتش في البيان: «بهذه الجائزة نكرّر أيضاً دعوتنا إلى وضع حد فوري لقتل الصحافيين في غزة. ونكرر دعوتنا إلى إسرائيل للوفاء بالتزامها بحماية الصحافيين والمدنيين في أوقات النزاع المسلح. ونكرّر مطالبتنا السلطات الإسرائيلية بالتحقيق بشفافية ومصداقية في جميع حالات مقتل الصحافيين على يد قواتها ومحاسبة المسؤولين عنها». وأضاف ماروفيتش أنه يجب على إسرائيل أيضاً ضمان العدالة في استشهاد مراسلة الجزيرة، شيرين أبو عاقلة، مؤكداً أن «استمرار الإفلات من العقاب في هذه القضية يلقي بظلاله القاتمة على الصحافة في فلسطين والمنطقة على نطاق أوسع».
وقال المدير التنفيذي لمنظمة الدعم الدولي للإعلام، يسبر هويبيرغ «إن سكان غزة يعيشون معاناة على نطاق لا يمكن تصوره، بما في ذلك المجاعة التي هي من صنع الإنسان. من المستحيل المبالغة في أهمية عمل الصحافيين في غزة لكشف العواقب المروعة للطريقة التي تدير بها إسرائيل حربها هناك».