صدر حديثاً في بيروت الترجمة العربية لكتاب «أجندة إيران اليوم: الرواية الحقيقية من داخل إيران والخطأ الذي حصل في السياسة الأمريكية»، عن الدار العربية للعلوم ناشرون 2019، وهو من تأليف ريز إرليخ، ترجمة وتحقيق رامي الريّس. ويُعَدُّ ريز إرليخ، من الصحافيين الأمريكيين البارزين، حيث انطلق في مهنة الصحافة منذ سنة 1968 ككاتب صحافيّ ومحرر، ألّف خمسة كتب أبرزها «استهداف العراق»، عَمِلَ مراسلا وصحافيا حرا، كتبَ في عدد من الصحف والمجلات، وغطى أحداث الشرق الأوسط منذ سنة 1987، كما تُنشر تقاريره في مجلة «فورين بوليسي».
يقود المؤلف القرّاء في رحلة عميقة، وربما مفاجئة، إلى واحدة من أكثر الأوطان سحراً على الكرة الأرضية، حيث جاء هذا الكتاب نتيجة رحلات مكثّفة إلى إيران على مدى 16 عاماً. ويؤكد إرليخ على أن إيران هي أرض جميلة وساحرة، إلاّ أنها أيضاً مثيرة للاهتمام بتعقيداتها السياسية، وكذلك الضغوط الاقتصادية، حيث طالت مناطق الأقليات الإثنية في إيران وكان حرمانها من التنمية الاقتصادية.
– سياسة المبارزة
يتكون كتاب «أجندة إيران اليوم» من 12 فصلاً، وضع المؤلف لكلِّ منها عنوانا فرعيا مستقلا، وفي الفصل الثاني يركز المؤلف على تاريخ التعاون في مجال الطاقة النووية بين الولايات المتحدة وإيران، ويشير إرليخ إلى أنّ الإدارات الأمريكية، الجمهورية والديمقراطية على حدٍ سواء، دعمت خطط الشاه محمد رضا بهلوي (ت 1980)، لجعل الطاقة النووية جزءاً من شبكة الطاقة الإيرانية، وقد أسّست الولايات المتحدة أول مركز لأبحاث المفاعلات النووية سنة 1967 في جامعة طهران، وفي نوفمبر/تشرين الثاني من ذلك العام، زوّدت الشركة الأمريكية (United Nuclean) إيران بـ5.85 كلغ من اليورانيوم المخصَّب بنسبة 93٪. ويوضح إرليخ بِأَّنَّ وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر عبّر للشاه بهلوي عن طريق السفير الأمريكي في طهران ريتشارد هلمز بجديّة الولايات المتحدة ورغبتها السير إلى الأمام في البرنامج النووي الإيراني.
يتناول المراسل الأجنبي ريز إرليخ تفاصيل الاحتجاجات الشعبية التي هزّت طهران، حيث استطاعت الدولة العميقة تخطي تلك الاحتجاجات.
وكشف إرليخ أنّ إيران وإسرائيل تدارستا زمن حكم الشاه تعديل صواريخ Jericho الإسرائيلية، عبر تزويدها برؤوس نووية. وبصدد ذلك يذكر الديمقراطي المحافظ والسيناتور الأمريكي السابق سام نان: «أنّ الشاه رضا بهلوي كان مشتبهاً فيه بما يتعدى التخطيط لامتلاك السلاح النووي، وصولاً إلى استخراج البلوتونيوم، وتعزيز أبحاث تخصيب اللايزر». أَمَّا الخبير النووي الإيراني محمّد ساهيمي فاعتبر أنّ الرئيسين الأمريكيين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد «لم يمانعا إذا قام الشاه بتطوير القنبلة، لأنّه كان حليفاً قريباً من الولايات المتحدة، خصوصاً أن لإيران حدوداً طويلة مع السوفييت، وذلك يشكل رادعا كبيرا ضد الاتحاد السوفييتي».
وبعد وصول آيات الله للسلطة ألغى المرشد الأعلى في إيران آية الله الخميني برامج الشاه النووية، واصفاً إيّاها بِأنَّها (غير إسلامية)، وبِأنَّها (من صنع الشيطان). وفي سنة 1989 وضع ملف الطاقة النووية على الطاولة من جديد، حيث وقع الرئيس الإيراني آنذاك علي أكبر هاشمي رفسنجاني اتفاقية من عشر نقاط مع الاتحاد السوفييتي للتزود بالمواد النووية والمعدات ذات الصلة. وفي صفقة بقيت سريّة آنذاك، اشترت إيران قطعاً وتكنولوجيا من أ. ك. خان، المُسمى أب القنبلة الباكستانية. وقد بنت إيران معملاً نووياً سرياً في مدينة ناتنز القائمة في الوسط. وبناءً على تقارير دورية وأولية لمعظم الوكالات الاستخباراتية الأمريكية، بِأَنَّ إيران مصمصة على دخول نادي الدول النووية، رغم الاتفاق الموقع مع الولايات المتحدة، حيث أدّى ذلك إلى جعل العلاقات معقدة بين الطرفين، بدون الوصول إلى مواجهة مباشرة بينهما.. ويتساءل الكاتب لماذا تستمر واشنطن رغم ذلك في سياسة المبارزة تجاه إيران؟.
– الدولة العميقة
كما يتناول المراسل الأجنبي ريز إرليخ تفاصيل الاحتجاجات الشعبية التي هزّت طهران، حيث استطاعت الدولة العميقة تخطي تلك الاحتجاجات. وغير بعيد عن تغطيته الرواية السياسية، يُقدِّم إرليخ رؤية حول السياسة الإيرانية المحلية، الثقافة الشعبية، والتنوع السكاني في المرحلة الأخيرة. حيث يُشكل الفرس (51 ٪) من الشعب الإيراني الذي يبلغ عدده 82 مليون نسمة، الأذريون (24٪)، الأكراد (7٪)، الأصول العربية (3٪) والبلوشيون (2٪)، والأقليات الأخرى التي تشكّل مجتمعة نصف عدد السكان تقريباً. وتستند تحليلات المؤلف إلى مقابلات سابقة مع مسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى، نجل الشاه السابق رضا بهلوي، والمنفيين الإيرانيين في لوس أنجلس، بالإضافة إلى مذكراته عن رحلته إلى طهران مع الممثل شون بن بصياغة ماهرة، وكتابة صحافيّة سَلِسلة وممتعة. يكشف كتاب «أجندة إيران اليوم» معلومات داخلية عن تركيبة المجتمع الإيراني، حيث يرسم لوحة غنية تدمج بين الوطنية العميقة والنزاع الاجتماعي، التفاؤل والشكوك التي تقرر مستقبل إيران انطلاقاً من الواقع الراهن، حيث العلاقة المضطربة تسيطر على علاقات إيران مع الكثير من دول العالم في الآونة الأخيرة. الفكرة الرئيسة لهذا الكتاب هي الصراع التاريخي المعقد بين إيران والغرب منذ عام 1979 الذي ما زال مستمراً حتى وقتنا الحاضر. حيث يدمج هنا ريز إرليخ في هذا الكتاب المعرفة الميدانية مع الحياة اليومية. ويستطيع قارئ «أجندة |إيران اليوم» الخروج بانطباع وفهم عميق لحقيقة المجتمع الإيراني والسياسة الإيرانية في ظل الحكم الحالي في إيران.
٭ كاتب وصحافيّ سوري
هناك معلومات مغلوطة ككمية اليورانيوم المخصب 93, والصحيح هو يورانيوم ضعيف لغرض الأبحاث وتوليد الكهرباء وليس لصناعة قنبلة ذرية! وكذلك أعداد الفرس بإيران 51%, الصحيح بأن الفرس لا يتجاوزون 33%!! ولا حول ولا قوة الا بالله
إما أن الكتاب تم اختزاله اعلاه بانتقائية متطرفة تقوي فقط الصورة النمطية لايران الشريرة التي تسعى لامتلاك قنبلة نووية..
واما ان الكتاب اصلا لا يحمل اي جديد عن ما يبثه الاعلام عن ايران كدولة ترفض الرضوخ لجبروت امريكا وربيبتها وهذا استبعده..
لكن الاكيد ان الصراع السني الشيعي تم اختلاقه وتضخيمه إمريكيا لاسباب لا علاقة لها بأي صراع اسلامي اسلامي بهدف معاقبة نظام الخميني الذي سحب ايران كقوة حليفة لامريكا وكورقة مهمة بيدها في صراعها مع الاتحاد السوفييتي وقتها.. فإيران الشيعية كانت شيعية ايضا أيام الشاه ولكن الامريكان طوقوها بحزام عداء ايديولوجي سني فقط لانها تمردت عليه..
وبذلك نشأت اجيال من المسلمين يعتبرون ايران عدوة ودولة الصهيون حليفا.. ولو بقي الشاه لما عرفنا اي عداء سني شيعي.