باريس- “القدس العربي”:
في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، اعتبر الصحافي المختص في منطقة الساحل، ومؤلف كتاب Mirage sahélien (السراب الساحلي)، ريمي كارايول، أن فرنسا أخطأت كثيراً في السنوات الأخيرة في تصورها لما يحدث في منطقة الساحل، سواء على المستوى السياسي أو فيما يتعلق بطبيعة الجماعات الجهادية؛ معتبراً أنه إذا كان اليوم يتم الحديث عن ”الشعور المناهض للفرنسيين” في مالي أو بوركينا فاسو أو النيجر، فهذا يرجع أساسًا إلى عوامل قديمة […] فروسيا تصب الزيت على نار مشتعلة أصلاً منذ فترة طويلة، إذ إن الرفض الذي تواجهه فرنسا حالياً في هذه البلدان له أسباب تاريخية: استعمار وإنهاء استعمار يطبعه التدخل.
وأضاف الصحافي الفرنسي المختص في منطقة الساحل القول إنه توجد في الجيش الفرنسي وخاصة بين الضباط ذاكرة قوية عن الحلقات ”المجيدة” للجيش الفرنسي، والتي تعود جزئياً إلى الحقبة الاستعمارية. غالبًا ما تنتقل هذه الرؤية من الأب إلى الابن بين الضباط. إنه نوع من البرمجيات، وطريقة في التفكير والعمل كانت ملحوظة منذ بدء عملية ”سرفال” في مالي عام 2013، ثم خلال عملية ”برخان“ من عام 2014، خاصة وأن عملية سرفال وصلت بسرعة كبيرة إلى أهدافها، الأمر الذي عزز يقين الجنود بمعرفتهم الجيدة لتضاريس الساحل. فيما عدا ذلك، بعد سرفال، بقي الجنود الفرنسيون في مالي لعدة سنوات، وأصبحت القضايا المحلية التي تطورت غير مفهومة لهم.
ويوضح ريمي كارايول قائلا: “من بين ضباط الصف الذين تمكنت من مقابلتهم، كان لدى العديد منهم انطباع بأنهم ضائعون في هذه البيئة، وأنهم لا يفهمون شيئًا. لسنوات في مالي، كان من الممكن إيجاد خيار التفاوض والحوار، لكن فرنسا رفضته، جزئيًا بسبب الحيرة التي وجدت نفسها فيها”.
وتابع الصحافي الفرنسي المختص في منطقة الساحل القول إنه لا يعتقد أن فرنسا تعلمت دروسًا من إخفاقات سياستها في منطقة الساحل، مشيرا في هذا الصدد إلى تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخير عندما خرجت مظاهرات أمام السفارة الفرنسية في نيامي، قائلاً إن فرنسا سترد – ضمنيًا: بما في ذلك بالقوة إذا لزم الأمر – وهو ما كان سيئًا للغاية في النيجر. كما أن هناك إحجامًا بين المسؤولين الفرنسيين عن الاعتراف بفشل عملية بَرْخان العسكرية. فطالما استمرت فرنسا في إنكار ورفض قبول أخطائها، فمن الصعب أن تكون واضحة بشأن ما يحدث في الوقت الحاضر وما سيحدث في المستقبل، وستستمر علاقتها مع دول المنطقة في التدهور، وفق الصحافي الفرنسي المختص في منطقة الساحل.
ريمي كارايول، استبعد أن يكون هناك تدخل عسكري في النيجر، حيث ستكون العواقب السلبية عديدة. ويمكن أن تشمل هذه الحرب مدنيين، بالنظر إلى أن المجلس العسكري في نيامي يبدو أنه يتمتع بدعم جزء من السكان، مما يجعل عملية مسلحة محتملة حساسة لقوات الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. علاوة على ذلك، مع استمرار احتجاز الرئيس محمد بازوم من قبل الانقلابيين، هناك خطر أن يعاني هو وعائلته من العواقب.
وأوضح الصحافي الفرنسي أن منطقة الساحل مشتعلة بالفعل، حيث يخضع جزء كامل من مالي وبوركينا والنيجر بالفعل للحرب التي تشنها الحركات الجهادية وميليشيات الدفاع عن النفس والجيوش الوطنية. لكن الخطر من تدخل الإيكواس في النيجر يكمن في أن الحرب قد تمتد إلى مدن كبيرة مثل نيامي، في حين أن الصراعات المستمرة في الوقت الحالي تتعلق بشكل أساسي بالمناطق الريفية. وهذا من شأنه أن يؤجج إلى حد كبير الوضع الجيوسياسي في جميع أنحاء غرب أفريقيا، مع معسكرين متميزين: الدول التي يحكمها المجلس العسكري (مالي وبوركينا فاسو والنيجر وربما غينيا) والدول الأخرى التي عارضت الانقلابات العسكرية.
في الوقت الحالي، يبدو أن مسار التفاوض هو المفضل. يمكننا أن نتخيل أن هناك نوعًا من الاتفاق بين الانقلابيين والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، على نموذج رأيناه عدة مرات في الماضي: يوافق الانقلابيون على تسليم جزء من السلطة للمدنيين، مما يؤدي إلى ظهور عملية انتقال مدنية- عسكرية، وتنظيم الانتخابات بسرعة.
مجرد تساؤل
متى تنتهي غطرسة فرنسا!!!؟؟؟
جاء في المقال ما نصه:
“طالما استمرت فرنسا في إنكار ورفض قبول أخطائها”انتهى
تقدم وقوة فرنسا تسبب في تخلف وضعف إفريقيا. من بين الشعارات التي رُفعت في النيجر ضدها بعدما قطعت نيجيريا الكهرباء كان: “فرنسا في الأنوار والنيجر في الظلام”. استغلالها لأورانيوم النيجر لعقود لم يشفع له أن تساعده في بناء محطات توليد كهرباء.
فرنسا أخذتها العزة بالإثم، فغطرستها من الاعتراف بسياساتها الخاطئة والفاشلة في مستعمراتها، فضلا أن تعتذر، لكن كل ذلك فقط مؤجل لأجل مسمى.
فرنسا لم تعترف بحرب الجزائر إلا في: 10/06/1999. بعد إنكار دام 37 سنة.
فرنسا لم تعترف بتعذيب وقتل الشهيد علي بمنجل يوم: 23/03/1957 إلا في: 02/03/2021. بعد إنكار دام 64 سنة.
فرنسا لم تعترف بتعذيب وقتل المناضل موريس أودان يوم:11/06/1957، إلا في: 13/09/2018. بعد إنكار دام 61 سنة.
فرنسا ما كانت لتكون لولا أفريقا.
بتاريخ:07/08/2023، نشرت جريدة “لوفيغارو” مقالا تحت عنوان:”عملية برخان ليست فاشلة “، مقتبس من رد وزير الجيوش الفرنسي، على خطاب بعض أعضاء مجلس الشيوخ موقع من طرف 94 برلمانيا، جاء فيه ما نصه:
“اليوم النيجر، بالأمس مالي وإفريقيا الوسطى وبوركينا فاسو رفضوا فرنسا والقوات الفرنسية والشركات الفرنسية”انتهى
ان العيب كل العيب في انظمة افريقيا التي جلها خارج التغطية :
ان فرنسا كباقي دول العالم تسعى الى تحقيق مصالحها في عالم لا يرحم فكل بلد يعمل المستحيل لتحقيق النمو الاقتصادي ولو على حساب الآخرين. فهذه هي المعادلة …
بدون لف او دوران فأنا ادافع عن فرنسا البلد الذي استقبلني في أحضانه واعطاني كل الفرص ودون تمييز لتحقيق الذات والنجاح في الحياة …
ولذا أقول بان مشاكل افريقيا لا يمكن ان تحل الا بهمة الافريقيين وبالعمل الجاد لمصالح الشعوب الافريقية في انظمة حكم ديمقراطية تحت سيادة الشعوب وهذا لن يتم الا لما تحترم الانظمة شعوبها وتعمل ليلا ونهارا لتحقيق التقدم في التعليم والصحة والقضاء العادل وروح المسؤولية التي تنتج قانونا يحمي المال العام وكثير مما يمكن ان يقال في هذا الموضوع ….
فالعنتريات الفارغة لا تحل المشاكل وانما بالجد والعمل والديمقراطية الحقة بكل هذا فقط يمكن ان نجد بريقا من الامل بغد أفضل…
“فالعنتريات الفارغة لا تحل المشاكل وانما بالجد والعمل والديمقراطية الحقة