صحيفة إسرائيلية.. أهالي قطاع غزة: العالم تركنا وحدنا في خيمة الإبادة

حجم الخط
3

في الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل حل لغز مصير قائد الذراع العسكري في حماس محمد ضيف، وكيف سيؤثر الهجوم على المفاوضات حول صفقة إطلاق سراح المخطوفين، يرى سكان قطاع غزة الأمور بشكل مختلف كلياً، هذا ما يتضح من شهادات من القطاع. بالنسبة لهم، شعروا أنهم تركوا وحدهم بعد تسعة أشهر من الحرب تواصل فيها إسرائيل الهجوم بلا قيود.
“لم يعد أحد يتحدث عن عشرات القتلى، من بينهم نساء وأطفال وجثث محترقة”، قالت في محادثة مع هآرتس امرأة من مخيم النصيرات. “الولايات المتحدة باتت منشغلة بأذن ترامب النازفة، فيما أوروبا م منشغلة بنتائج الانتخابات في فرنسا وبريطانيا، والاحتجاجات والمسيرات في أوروبا هي أحداث في نهاية الأسبوع، فضلاً عن العالم العربي وحتى الضفة الغربية – هل سمع أحد عن احتجاج حقيقي يتجاوز الشعارات؟”.
حسب قول هذه المرأة، فقد كان هناك شعور قبل أسبوع بشأن ضغط حقيقي لإنهاء الحرب. “قبل بضعة أيام، أخذت بناتي إلى جارتي كي يلعبن مع حفيداتها. بدأنا نتحدث عن إنهاء الحرب وكيفية العودة إلى روتين الحياة بالتدريج. قالت: لا تقلقي، ستنتهي. أمس، قتلت جارتي وحفيداتها بصاروخ إسرائيلي”، قالت وهي تبكي. “حياتها انتهت، ولكن الحرب لم تنته. ولم يسمع أحد عن ذلك، لأن اسمها ليس محمد ضيف”.
الانتقاد في أوساط سكان القطاع والشعور بأنهم تركوا لمصيرهم بدأ منذ بضعة أشهر، عقب إخفاق المجتمع الدولي بوقف الحرب. في الفترة الأخيرة، تعزز هذا الشعور كثيراً عقب الهجمات الشديدة في مواصي خان يونس وجنوب القطاع والنصيرات في وسط القطاع، وفي مخيم الشاطئ للاجئين بمدينة غزة.
الاهتمام الدولي، كما يشعر سكان القطاع، موجه لمصير الضيف، وبشكل أقل للثمن الذي دفعه السكان. “هذا شعور يرافقنا منذ فترة، كل يوم ولا سيما في هذا الأسبوع، شعرنا بذلك أكثر”، قال مصطفى إبراهيم، الباحث في المجتمع الفلسطيني الذي تم تهجيره من مدينة غزة إلى دير البلح ثم إلى رفح. “بالنسبة للعالم العربي، ثمة حرب في غزة، لذلك، هناك الكثير من التعبير عن الألم والتضامن في وسائل الإعلام، لكن ليس أكثر من ذلك. غزة بقيت وحدها.
“حتى الضفة الغربية لا مظاهرة أو مسيرة فيها، إذا لم تكن جنازة لشهيد”، قال إبراهيم. “العالم العربي يعيش في صمت تقريباً. تجري في عمان مظاهرة هنا وهناك، وفي صنعاء يخرجون في مظاهرة كبيرة أيام الجمع. ولكن واضح للجميع بأن هذا لا تسبب ضغطاً على أحد. ولا نريد التحدث عن الأنظمة العربية التي لم تعد تظهر أي إشارة للضغط على إسرائيل”.
حسب قوله، ثمة شعور بالقطيعة بين الفلسطينيين في قطاع غزة والقيادة في رام الله. إعلان مكتب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أول أمس، الذي ألقى بمسؤولية جزئية على حماس بشأن [المجزرة] التي حدثت في خان يونس، اعتبره سكان القطاع محاولة من قبل السلطة لزيادة الانقسام بدلاً من دعم المواطنين. “الردود والمناوشات بين الفصائل التي جاءت عقب ذلك، تدل على عمق الأزمة وعدم الثقة والشعور بخيبة أمل سكان القطاع من قيادة السلطة في رام الله”، قال.
في غزة يلاحظون أيضاً تراجع الاهتمام الدولي، شرح سمير زقوت، ناشط في مركز “الميزان” لحقوق الإنسان في القطاع. “قبل بضعة أشهر، كان كل العالم يشخص بنظره إلى غزة، مسيرات، اعتصامات، مظاهرات، في الجامعات وأمام البرلمانات”، قال في مقابلة مع راديو “الشمس” في الناصرة. “كان هناك ضغط دولي وتغطية واسعة وحتى جلسات في محكمة العدل الدولية. خافت إسرائيل من إصدار أوامر اعتقال ضد نتنياهو وغالانت وغيرهما. أين كل ذلك الآن؟”، تساءل. “صحيح أن هناك مسيرات، لكن كم وبحق سيؤثر هذا ويغير في الأمر؟”. وحسب قوله، كان في الأسبوع الأخير “عشرات القتلى ومئات الجرحى وتدمير غير معقول وناس جائعون. بالنسبة لنا، هذا إبادة حقيقية، والجميع ينتظرون ويتعلقون بما سيقرر نتنياهو. ما بقي لنا هو انتظار انتهاء هذا الأمر. الناس يخرجون إلى الشوارع ويتجولون بين الأنقاض وينتظرون مصيرهم، ربما تسقط قنبلة أو تأتي مساعدات جوية. لا يمكن معرفة ذلك”.

إضافة إلى ذلك، قال زقوت إن الناس في القطاع يدركون أن الحرب ستنتهي في مرحلة ما. “الموضوع هو كيف سيكون العالم بعد هذه الحرب”، أوضح. “على المدى القريب، يبدو هذا غير مهم، لكن على المدى البعيد أن المجتمع الدولي ظهر على حقيقته. تعريفات مثل قانون دولي وحقوق إنسان وحقوق طفل، سحقت يومياً بدون أي رد”، قال. “ونبين أن محكمة العدل الدولية ليست سوى أداة محدودة جداً، ومثلها مؤسسات الأمم المتحدة على أنواعها. صحيح أن السكرتير العام للأمم المتحدث يتحدث، ومجلس حقوق الإنسان يتحدث، وأيضاً مؤسسات مثل “الأونروا” ومنظمة الصحة العالمية، لكن ما مدى تأثير كل هذا للضغط على إسرائيل ونتنياهو؟ هذا يقتضي ضغطاً من الدول القوية في العالم، لكنه لا يحدث. انظروا إلى الدعم والضغط في أوكرانيا، أما في قطاع غزة فليمت ويُدمر الفلسطينيون كل يوم. الجميع ينتظرون نتنياهو”.
جاكي خوري
هآرتس 16/7/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    الله سينتقم من كل سفك دماء أطفال ونساء غزة العزة هذي شهور وشهور وعلى رأسهم شيطانة الحروب والخطوب أمريكا وبنتاغونها العفن النتن الذي يرسل أسلحته القذرة لحصد أرواح أطفال ونساء غزة في ظل صمت دولي وعربي إسلامي مخجل مذل كأن دماء الفلسطنينيين التي تسقي أرض فلسطين منذ 1919 بدعم أمريكي وغربي ظالم حاقد غادر جبان سارق لأرض فلسطين لا تساوي شيئا يذكر ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀🐒🚀🐒

  2. يقول فصل الخطاب:

    ولكن الله معكم وهو ناصركم يا أحرار فلسطين وغزة العزة و الصمود والبطولة والانتصارات القادمات بإذن الواحد الأحد الفرد الصمد قاهر البعبع الصهيو صليبي الأمريكي البريطاني الغربي الحاقد الغادر الجبان الذي عاث سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 ✌️🇵🇸😎☝️🚀🐒🚀🐒🚀🐒🚀

  3. يقول abuelabed.:

    اللهم انتقم من كل حاكم مسلم لم يدعم غزة . اللهم انزل عليهم غضبك وسخطك وعذابك ودمارك وامراضك. اللهم لا تبقي منهم أحدا وخلص الامة من أناس يحكموا الامة بالحديد والقتل .

اشترك في قائمتنا البريدية