صحيفة إسرائيلية: ترامب يخطط لـ “شرق أوسط آخر” ونتنياهو يبحر في أوهام سموتريتش 

حجم الخط
0

يصعب التصديق: ترامب يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع، رجل جهادي كبير في القاعدة – ويصفه بأنه “شاب جذاب وصلب”. وكل هذا بعد إعلانه رفع العقوبات عن سوريا. بحث الرجلان مستقبل سوريا والعلاقات معها ومع دول المنطقة. قال ترامب إنه يأمل بانضمام سوريا إلى اتفاقات إبراهيم ووصف اللقاء بـ “رائع”.

رحلة ترامب المكوكية إلى الشرق الأوسط – السعودية وقطر والإمارات – واللقاء مع زعيم سوريا بعد 25 سنة من اللقاء الأخير بين زعيمي الدولتين، هما جزء من خطوة شاملة في الشرق الأوسط. ترامب يدفع قدماً باتفاق مع السعودية، ويسعى لاتفاق نووي جديد مع إيران، وسحب قواته من اليمن. بين هذا وذاك، يحرر مخطوفاً من أسر حماس.

خطوات ترامب ليست حراكاً جغرافياً- سياسياً تاريخياً فحسب؛ بل صفعة رنانة لنتنياهو وللسياسة المحملة بالمصائب التي يتبعها: حرب بلا نهاية، وموت جنود وإسرائيليين ومخطوفين، وقتل فلسطينيين بالجملة، ورفض سياسي شامل. لكن مع أن خطوات ترامب سيئة لنتنياهو لا يعني أنها سيئة لإسرائيل، بل العكس: إذا تحققت فستحسن لها، خصوصاً إذا ما حاد نتنياهو عن الطريق. 

تفهم واشنطن بأن رئيس وزراء إسرائيل لا يسعى للانتصار على حماس أو إنقاذ المخطوفين، بل تخليد الحرب لضمان سلامة ائتلافه المتطرف. إدارة ترامب تؤشر إلى أنها لا تعتزم الانجرار وراء خطة “الحرب حتى نهاية الأجيال” ولا ترى نفسها ملزمة بقرارات حكومة إسرائيل الحالية. 

في هذا الواقع، ينطوي منحى ترامب على صفقة بعيدة الأثر: وقف نار شامل، وتبادل أسرى، وإعمار غزة، وتحالفات إقليمية جديدة – ليس تهديداً، بل أمل. حكومة إسرائيلية مسؤولة كانت ستتبنى هذا المنحى بكلتا يديها، وتبدل رؤية سموتريتش الترحيلية بجهد حقيقي لإنقاذ الحياة ولإعادة المخطوفين ولفتح أفق سياسي جديد. بدلاً من هذا، تقود إسرائيل حكومة يأس تصر على تفويت الزخم التاريخي في المنطقة وجعل إسرائيل معزولة. 

الرئيس الأمريكي يطلق هذه الأيام حبل نجاة. فهو يدعو سوريا للانضمام إلى اتفاقات إبراهيم، والسعودية هي الأخرى على جدول الأعمال. على ترامب أن يسير خطوة أخرى إلى الأمام ويضم السلطة الفلسطينية أيضاً إلى اتفاقات إبراهيم. إذا كانت إسرائيل محبة للحياة، فعليها الانضمام. ولكي يحصل هذا، على الحكومة الحالية أن ترى حلاً.

أسرة التحرير

 هآرتس 15/5/2025



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية