صحيفة إسرائيلية.. طبيب أمريكي متطوع: كلما أعلنوا عن توزيع للغذاء ندرك بأن “إبادة” في الطريق

حجم الخط
0

“في كل مرة يكون فيها توزيع للغذاء أعرف أنه ستكون إبادة”، قال أمس د. مارك برونر، طبيب أمريكي متطوع في مستشفى ناصر في جنوب غزة. مر شهر منذ أقامت إسرائيل منظومة جديدة لتوزيع الغذاء في القطاع، ومرة أخرى ثبت أن د. برونر كان محقاً: مجالات توزيع الغذاء أصبحت فخاخ موت. المنظومة الجديدة فشلت فشلاً ذريعاً في كل المقاييس؛ فهي لا تمنع الجوع فقط، بل تعرض حياة سكان قطاع غزة للخطر، ولا تضمن عدم تمويل حماس بها.
طوال الحرب، أدار توزيع الغذاء في القطاع ائتلاف من منظمات برعاية الأمم المتحدة. واستندت استراتيجيتها إلى المبدأ الذي يقضي بوجوب خلق أمن غذائي للسكان من خلال فتح أكبر عدد ممكن من محطات التوزيع. أما إسرائيل فادعت، دون أن تعرض أدلة، بأن حماس سيطرت على الغذاء التي أدخلته الأمم المتحدة، وبعد حصار مطلق من 80 يوماً أسست منظومة جديدة تقوم على أساس أربع نقاط توزيع فقط.

إضافة إلى ذلك، تسمح إسرائيل للأمم المتحدة بإدخال كمية محدودة جداً من الغذاء، وهذه تسلب وتنهب في معظمها من الجموع المجوعة. نشأت أوضاع احتشد فيها آلاف الناس حول نقاط التوزيع أو حول شاحنات الأمم المتحدة، وفي عدد كبير من الأحداث فتح جنود الجيش الإسرائيلي النار نحوهم، في محاولة لإبعادهم وتفريقهم، أو لأنهم شعروا بأنهم مهددون. النتيجة مخيفة: أكثر من 400 شخص قتلوا والآلاف جرحوا. الثلاثاء وحده، قتل 51 شخصاً وأصيب أكثر من 200 وهم يحاولون جلب الغذاء لعائلاتهم.
إضافة إلى ذلك، منظومة التوزيع الجديدة لا تمنع الجوع. كل هذا لأن الحديث لا يدور عن توزيع غذاء، بل سلب ونهب منظم. القوي والشجاع هو من يصل إلى محطات التوزيع. التوزيع لا يتم بشكل مرتب وفي إطار تسجيل، ولا أحد يضمن بأن يتلقى أبناء الشرائح الضعيفة من النساء والأطفال والشيوخ وذوي الاحتياجات خاصة، احتياجاتهم الغذائية.
كما تكثر التقارير عن مسلحين يسطون على الغذاء من أيدي سكان القطاع، وهم في طريق عودتهم إلى مخيمات النازحين ويبيعونه لهم في السوق. نستنتج من ذلك، أن الغذاء الداخل إلى قطاع غزة –وفقاً لمعظم الأدلة، وبتمويل دافع الضرائب الإسرائيلي – إنما يمول حماس.
ينبغي الاعتراف بأن المنظومة الجديدة لتوزيع الغذاء فشلت فشلا ًذريعاً ودامياً. على الحكومة أن تتوقف عن اللعب بحياة سكان القطاع وعلى الإدارة الأمريكية التي تساند إسرائيل، ألا تتنكر لمسؤوليتها. عليها أن تمارس الضغط كي تسمح للأمم المتحدة بإدخال الغذاء والمساعدة دون قيد. كل فعل آخر هو بمثابة جريمة حرب.
أسرة التحرير
هآرتس 19/6/2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية