اقتراح ترامب نقل سكان غزة إلى دول أخرى، ضرب العالم العربي بصدمة، وجر – كما كان متوقعاً– معارضة جارفة.
هذا اقتراح يبدو غريباً حتى في أوساط محافل دولية عديدة، إلا أنه اقتراح يبدو أكثر من منطقي من ناحية موضوعية.
لو وصل كائن فضائي عاقل من مجرة أخرى إلى الكرة الأرضية، وعرضت عليه “خطة الدولتين”. رجل الفضاء، الذي هو وزير الخارجية في دولته كان سيعجب ويتساءل: “ما هو المنطق في حشر نحو 15 مليون نسمة من اليهود والفلسطينيين داخل قاطع ضيق بين النهر والبحر، بل وأكثر من ذلك تقسيم هذه الأرض الصغيرة إلى دولتين؟ فإذا ما نظرنا إلى المحيط سنرى الأردن شرقاً، دولة معظمها صحراء غير مأهولة، ومن الجنوب الغربي سيناء، صحراء أكبر من مساحة إسرائيل بثلاثة أضعاف ولا يعيش فيها إلا 600 ألف نسمة، ومن جنوب “إيلات”، صحراء لا نهاية لها تسمى السعودية. لماذا أنتم – يا أهل الكرة الأرضية، مهووسون بـ “حل الدولتين” ولا تدعون فقط بأن هذا وحده هو الحل الأفضل، بل إنه الحل الوحيد؟
حل “الدولتين” يقوم على أساس أربعة افتراضات قبلت بدون فحص منذ قبل 32 سنة، لم يثبت أحد بعد بأن هذه الافتراضات الأربعة يجب أن تكون مطلقة ولا يمكن التشكيك بها. والافتراضات هي: حل النزاع يكون إقليمياً في المدى الضيق الذي بين النهر والبحر؛ والحل يستوجب إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة؛ وغزة والضفة يجب أن تكونا جزأين من الدولة إياها، والحدود بين إسرائيل وفلسطين تقوم على أساس خطوط 1967 (مع تعديلات طفيفة).
كل محاولات الوصول إلى إنهاء النزاع على أساس هذه الخطة فشلت، وحان الوقت لإجراء إعادة تقويم لا يقبل هذه الافتراضات الأربعة كأمر مسلم به. خطة ترامب منطقية إذا ما أخذنا بالحسبان ثلاثة أمور أخرى.
أولاً، يجدر بنا أن نفهم الأعداد قليلاً. شبه جزيرة سيناء أكبر من غزة بـ 167 ضعفاً. عدد الناس في هذه الأرض هو ثلث عدد سكان غزة. بكلمات أخرى، الاكتظاظ في غزة هو خمسمائة ضعف (!) اكتظاظ سيناء. إذا كان العالم كله يريد مساعدة الغزيين البائسين، فالاتجاه الذي يشير إليه ترامب هو الاتجاه الصحيح.
ثانياً، 75 في المئة من سكان غزة يحملون بطاقات لاجئي الأمم المتحدة. بكلمات أخرى، هم يدعون بأنهم يعيشون في قطاع غزة بشكل مؤقت، وهذا يتناقض مع ادعاء الفلسطينيين الآخر بأن غزة أرضهم وأنهم لن يتركوها. إذن، حان الوقت لأن يقرروا ما هم – لاجئون يريدون الانتقال إلى مكان آخر، أم أناس مغروسون في أرضهم.
ثالثاً، في زمن الحرب في أوكرانيا، ترك الدولة أكثر من مليوني مواطن وانتقلوا (مؤقتاً على الأقل) للسكن في بولندا ومولدافيا حيث استقبلوا ببشاشة. فلماذا ما يعد منطقياً في أوروبا ليس منطقياً في الشرق الأوسط.
في ختام حربين عالميتين، تنقل عشرات الملايين في أوروبا وانتقلوا للسكن الدائم في دول أخرى. هذه نتيجة طبيعية للحرب. أكثر من ذلك، ثمة نتيجة طبيعية للحرب، وهي أن أحد الأطراف يحتل أرض الدولة الأخرى، وهكذا كانت إسرائيل ملزمة بأن تفعل لشمال قطاع غزة، من ممر نتساريم شمالاً، حاصرنا هذه المنطقة منذ تشرين الثاني 2023 وخسارة أننا لم نفعل الأمر الصحيح.
وملاحظة أخيرة ترتبط بشمال القطاع اليوم: حماس شجعت مئات آلاف الناس للتحرك شمالاً نحو مدينة غزة ومحيطها. في هذا المكان، بخلاف منطقة المواصي، لا توجد خيم ولا بنية تحتية للمياه، والآن تصعد صرخة لتوفير الخيام والكرافانات لهؤلاء الناس “البائسين”، وجلب التراكتورات لإزالة الركام. على إسرائيل رفض ذلك. الحرب لم تنته بعد. وإلى أن يعاد كل المخطوفين، محظور إبداء هذا السخاء المبالغ فيه، إذ إن هذا هو رافعة الضغط الوحيدة التي تبقت لنا.
غيورا آيلند
يديعوت أحرونوت 6/2/2025ش
المنطقي أن تعودوا من حيث أتيتم من الدول التي ما زلتم تحملون جوازات سفرها .
المنطقي أن يبقى الشعب الفلسطيني في أرضه التي يعيش عليها منذ أربعة آلاف عام .
انتم الذين هاجرتم من مختلف دول العالم لتحتلوا بقوة السلاح أرض ليست أرضكم .
بالفعل منطق معكوس
من هو ترامب حتى يقرر مستقبل الشرق الأوسط .
🇵🇸. 🇵🇸. 🇵🇸. 🇵🇸