صحيفة: الجيش الامريكي دفع اموالا لشيوخ من السنة للقيام بحملات دعائية تروج للانتخابات وترفض المقاومة
صحيفة: الجيش الامريكي دفع اموالا لشيوخ من السنة للقيام بحملات دعائية تروج للانتخابات وترفض المقاومةلندن ـ القدس العربي : قالت صحيفة نيويورك تايمز ان شركة العلاقات العامة التي دفعت اموالا لصحف عراقية مقابل زرع تقارير وقصص محبذة ومؤيدة للجيش الامريكي، قامت بالاتصال بعلماء دين عراقيين ودفعت لهم اموالا مقابل المساعدة في اعمال دعاية نيابة عن الامريكيين.وبنت الصحيفة تقريرها علي اقوال من عاملين في شركة لينكولن غروب وهي شركة العلاقات العامة التي تتخذ من العاصمة الامريكية واشنطن مركزا لها وتعاقدت مع وزارة الدفاع (البنتاغون) للقيام باعمال دعائية تخدم اهداف الجيش. وقال العاملون ان الشركة اتصلت مع عدد من رجال الدين في الانبار من اجل مساعدتها في كتابة رسائل تقنع سكان محافظة الانبار وغالبيتها السنية بالمشاركة في الانتخابات التشريعية ورفض المقاومة. وقال نائب المدير التنفيذي لمجموعة لينكولن قوله نقوم بالاتصال برجال دين ، مضيفا، نقوم بلقاء مسؤولي الحكومة ورجال الاعمال، ونقيم علاقات واسعة وعميقة بما فيه الكفاية، ولهذا يكون بمقدورنا الوصول الي كافة اتجاهات المجتمع . ورفض المسؤول الحديث عن طبيعة المشروع واكتفي بالقول، لدينا طاقم من الخبراء في الشؤون الدينية والثقافية . وقال ان الشركة تقول بلقاء مجموعات متنوعة من الاشخاص من اجل الحصول علي تقييم، ومعظم الاشخاص الذين نقابلهم لا يريدون تعويضا بل حوارا.وقال الموظف ان الشركة احتفظت منذ ذلك الوقت بثلاثة او اربعة من الائمة لتقديم المشورة وكتابة تقارير للقادة العسكريين عن محتويات الحملات الدعائية، وقال الموظف الذي ترك العمل مع المجموعة ان رجال الدين السنة الذين تم اختيارهم خضعوا لعمــــلية تدقيق قبل ضمهم الي البرنامج للتأكد من انهم لا علاقة لهم بجماعـات المقاومة. وتشير السجلات الداخلية للشركة انها انفقت مبلغ 144 الف دولار او يزيد علي البرنامج الذي استمر في الفترة ما بين ايار (مايو) ـ ايلول (سبتمبر) العام الماضي. ولا يعرف كم قدمت الشركة من مكافآت مالية للشيوخ. واشارت الصحيفة الي ان هذا المبلغ هو جزء صغير جدا من العقود التي وقعتها شركة العلاقات العامة مع وزارة الدفاع والتي تساوي عشرات ملايين الدولارات. وتتحفظ الشركة علي اسماء الذين تعاونوا معها، لئلا يتعرضوا لعمليات انتقامية، كما لم يتم استقبالهم في معسكر فيكتوري حيث يعمل موظفو الشركة مع ضباط الجيش الامريكي. وبعد الكشف في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي من ان الجيش الامريكي استعان بخدمات مجموعة العلاقات العامة هــــذه لزرع معلومات وتقــــــارير مؤيدة لعمليات الجيش الامريكي في مناطق السنة، تم الاعلان عن تحقيق في الامر قاده الجنرال سكوت فان بسكيرك والذي انــهي تحقيقه لكن لم يتم الاعلان عن نتائجه. وقالت الصحيفة ان مجموعة لينكولن اقترحت في ورقة عمل قدمتها للبنتاغون لاستهداف السنة العرب، وحملت الورقة عنوان فرق تزدهر قدمت في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي لقيادة العمليات الخاصة في تامبا، والتي اكدت ان الوصول الي القيادات الدينية السنية، واستهدافها يعتبر أمراً مركزيا في مواجهة جماعات المقاومة العراقية. وقالت الورقة ان رجال الدين والمشايخ يتمتعون بدور مؤثر كبير في مجتمعاتهم، وهم الذيــــن يقومون في الغالب بالتحريض علي المقاومة. واشـــــارت الي ان جماعات المقاومة في بعض الاحيان تقوم بتقديم تعويضات مالية الي المشايخ من اجل دعم اهدافهم. الا ان قيادة العمليات الخاصة لم تتبن خطة لينكولن وقررت دعم مجموعة اخري. ولكن عاملين في الشركة قالوا ان المجموعة قامت بتغيير في طبيعة عملياتها مما ادي بها للحصول علي عقود جديدة مع البنتاغون وصلت قيمتها لعشرات الملايين من الدولارات. وتقول نيويورك تايمز ان الشركة استعــــانت بعدد من الخبراء الامريكيين، بعضهم باحثون في مراكز بحث يمينية، لمراجعة طبيعة العملية الدعائية وموادها، وبالنسبة لرجال الدين العراقيين فقد تمت الاستعانة بهم في حرب المعلومات والشائعات التي قام بها الجيش في اقليم الانبار، والتي عرفت باسم عقود مهام الغرب التي دعت لانشاء حملات دعائية في الاذاعة والتلفزيون.