المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين,
منذ أربعة أيام والبروفيسور تشارل شبتوني اللبناني ابن الطائفة المسيحية المارونية، يتراكض بين الأستوديوهات التلفزيونية في بيروت، ويشدد على أن إسرائيل ليست عدونا، حزب الله دخل حياتنا ويمنع وجود النظام السليم في لبنان، ونحن ملزمون بالتخلص منه. وبينما يقف المتحدثون الآخرون ممن يتماثل بعضهم مع حزب الله – إيران ضد مواقف البروفيسور شبتوني الشاذة، ويطالبون باعتقاله وتقديمه إلى المحاكمة على الخيانة، فإن الجمهور الذي في معظمه من الشباب، يصفق له ويهتف “استمر، نحن معك”. لم يعتقل البروفيسور، بل يواصل تنقله بين الأستوديوهات، وتتغلغل أقواله إلى قلوب مواطني لبنان. “إذا أردنا إعادة بناء لبنان، فإن الشرط الأساس هو التخلص من حزب الله، الذي هزم في الحرب ضد إسرائيل”.
لقد نقل رد لبنان على مقترح التسوية إلى الأمريكيين، وربما وصل إلى القدس أيضاً. فبعد أن أجل عاموس هوكشتاين رحلته عقب “عدة إيضاحات” طلبها لبنان في اللحظة الأخيرة، يأتي إلى بيروت في محاولة للحصول على التوقيع النهائي، ويعرف بأن هذا ليس مؤكداً. فلبنان لن يسلم باقتحام قوة إسرائيلية في حالة انتهاك الاتفاق. أما البروفيسور شبتوني، فيسير شوطاً أبعد ويدعو “المسؤولين” إلى تبني اتفاقات إبراهيم التي وقعتها إمارات الخليج والمغرب لإعادة بناء اقتصاد لبنان. أقواله لا تحظى بتعقيب من قادة الحكم. كبار المفاوضين يصمتون. وبدلاً من تقديم البروفيسور إلى المحاكمة، يبدو وكأنه مبعوثهم الذي سيهيئ الرأي العام للوضع الجديد إذا ما أقر اتفاق التسوية.
ماذا سيتضمن الاتفاق إذا ما خرج إلى حيز التنفيذ؟ انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان، وإبعاد حزب الله وإحلال جيش لبنان في الجنوب والتي تعد خطوة جديدة تستهدف تجاوز الحزب وتسمح لرئيس الأركان جوزيف عون بخلق واقع جديد وتمكن القصر في بيروت من مراقبته؛ وتطبيق قرار الأمم المتحدة 1701 الذي يحظر على حزب الله التواجد في جنوب نهر الليطاني، ما يسمح له بتشديد الهجمات على بلدات الشمال كاستعراض للقوة؛ وفي إطار نقل المهام، الجيش اللبناني هو من سيتلقى القيادة على أمن الدولة.
كما ستتشكل لجنة للرقابة على تطبيق قرار انسحاب قوات حزب الله، برئاسة ضابط أمريكي كبير وجنرال فرنسي. وسيسمح لإسرائيل العمل إذا ما فشلت اللجنة في مهامها. وهذا فيما يكون جيش لبنان هو من سيحتل المواقع في الجنوب، قبالة إسرائيل، وسيكون الجسم الشرعي الوحيد العامل في المنطقة. وسينفذ جيش لبنان ضمن أمور أخرى، تمشيطات للبحث عن السلاح، وستتعزز قوة اليونيفيل، فيما ليس واضحاً ما هي الدول التي ستبعث بالقوات إليها.
يدور الحديث عن اتفاق مؤقت يوضع قيد الاختبار. بعد نحو شهرين، سيستأنف عمل اللجنة الثلاثية – إسرائيل، لبنان وقوة اليونيفيل – للبحث في تحديد نقاط الحدود البرية، بينها 13 نقطة موضع خلاف. وتدعي صحيفة “المستقبل” اللبنانية بأن بنداً واحداً فقط مزعج: لجنة المتابعة الدولية لتنفيذ القرار، بسبب مشاركة ألمانيا وبريطانيا في الرقابة على حدود سوريا – لبنان.
من المجدي الانتباه إلى الحقائق: مسودة التسوية تخلو من طلب إسرائيل العودة للعمل داخل لبنان في حالة انتهاك من جانب حزب الله. فمحافل مدنية رفيعة المستوى في لبنان توضح بأنه إذا ما نجحت جهود التسوية، فسيعلن عن وقف نار في غضون بضعة أيام. وبالتوازي مع التقارير عن التقدم في المفاوضات للتسوية، أطلق حزب الله أمس وابلاً من الصواريخ نحو “غوش دان” وأظهر أنه لن يتوقف (إلى أن يتخذ قرار ملزم).
سمدار بيري
يديعوت أحرونوت 19/11/2024