يوآف غالانت
اتخذت لنفسي عادة وأوصيكم بها أيضاً: التعمق بقصص قتلى الحرب في غزة. لا تفوتني قناة تتحدث عنهم في التلفزيون. أقرأ كل كلمة تكتب عنهم في الصحف وأحرص على تصفح صفحة الناطق العسكري التي تنقل البلاغات الرهيبة “سمح بالنشر”.
في موقع الجيش الإسرائيلي صفحة خاصة يجري تحديثها كل حين، وفيها أسماء وصور وروابط لصفحات القتلى الشخصية. العدد يتزايد، يقترب من 700 من الجيش منذ ذاك اليوم المرير في 7 أكتوبر.
بعد زيارة هذا الموقع المقدس، لا أوصي بمشاهدة قناة الكنيست أو بعض البرامج في التلفزيون والراديو التي تقدس ما يفرقنا وتشيع الشقاق والشتائم والمسبات. ليس مجدياً الاستماع للصراخ الذي يطلقه منتخبو الجمهور. صراخ القوزاقي السليب وتخوفهم من أن يؤذي أحد ما رئيس الوزراء وزوجته والابن المنفي في ميامي. حكومة إسرائيل تكرس ساعتين من المداولات لهذا، وبعد عشر دقائق تتخذ قراراً يغير حياة شبان كثيرين. مددوا الخدمة الإلزامية وأبعدوا خروج الشبان للإجازة الكبرى، إلى بدء التعليم والحياة ما بعد الخدمة العسكرية المضنية ومعرضة الحياة للخطر.
أهذا هو التخوف؟ أن يؤذوا رئيس الوزراء وعائلته؟ يحزنني ذكر أن الأذى السياسي الذي كلف حياة الإنسان، وعلى رأسهم رئيس الوزراء إسحق رابين، كان مصدره اليمين. وهذا لا يتناقض وحقيقة أن متظاهري كابلن ملزمون بوقف الحماسة والتحريض. غبي واحد قد يفهم الرسالة كفريضة للعمل.
والخطير أيضاً التحريض ضد المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهرب ميارا، التي تشكل حامية حمى، وتقوم بعملها وفقاً للقانون، لكن ليس وفقاً لما يعتقده وزراء الحكومة.
في جلسة الحكومة الأخيرة، التي تنافس فيها الوزراء على شجب التحريض ضد رئيس الوزراء وعائلته، طالبوا بإقالة المستشارة القانونية ومساعدها غيل ليمون. وتوصية أحد المتحدثين بلسان رئيس الوزراء تقترب وتتوقف عند وجهه المذهول.
ليس هذا فحسب، فهم غير راضين أيضاً عن أقوال وزير الدفاع غالنت، الذي يطالب بإقامة لجنة تحقيق رسمية، يرون فيه جسماً غريباً لا يرقص على أنغام جوقة نتنياهو. لذا، إذا لم يرق لك غالنت وبهرب ميارا، أقلهما. هيا نراك. إذا اعتقدت أنك غير قادر على إقالتهما، خوفاً من خروج مئات الآلاف إلى الشوارع، فقل بفظاظة – اخرسوا. كلكم. وأتوقع من رئيس الوزراء أن يشكل قدوة لنظافة الشفتين، وأن يدعو كل وزرائه وأبواقه ليوضح لهم أننا لا نهاجم ولا نشتم ولا نحرض من هذه اللحظة. نشكل قدوة لسلوك الشعب كله. أدعو وزير الشرطة وآمره بوقف العنف الشرطي ضد المتظاهرين، فهذا وحده سيؤدي إلى تهدئة الوضع في الميدان.
وختاماً، تذكير: بعد أقل من ثلاثة أشهر، سنحيي سنة على القصور الأكثر رهبة في تاريخ الدولة. ما يبعث على الغثيان التفكير بأن الأشخاص ذاتهم في الحكومة والجيش و”الشاباك” وباقي الأجسام الذين كانوا مشاركين في القصور، سيلقون خطابات في المناسبات التي ستجرى. أتوقع من أولئك الذين أخذوا المسؤولية على عاتقهم أن يعلنوا اعتزالهم. السياسيون الذين لم يأخذوا المسؤولية فليفعلوا ذلك ويتفقوا على موعد للانتخابات قبل أن يمزقنا خطاب الشقاق من الداخل.
نوحاما دويك
إسرائيل اليوم 16/7/2024
إنها والله بشائر بداية انهيار دويلة العنكبوت التي ستحترق بالسلاح الأمريكي يا انريكي والأيام بيننا ✌️🇵🇸😎☝️🚀🐒🚀