على طول الأيام الماضية منذ اغتيال حسن نصر الله، نشرت مصادر عن الرئيس الإيراني، وزير الخارجية بل الزعيم الروحي للحرس الثوري، تلميحات وتصريحات حادة بأن إيران تعد إمكانية الاشتعال الشامل ولا نية لها للرد. وقالت هذه المصادر إنه رغم الكارثة الجسيمة التي وقعت على رأس الجمهورية الإسلامية مع رحيل الرجل الذي وصفته الوثائق الداخلية لدائرة البحوث في شعبة الاستخبارات بأنه الإيراني الثاني من حيث أهميته، فقد باتت إيران ترى الضعف الذي لحق بمحور المقاومة كله بعد ضربات إسرائيل. وفي هذا الوضع، لا تعتزم إدخال نفسها أيضاً إلى نطاق الخطر. هذا وأكثر، قالت مصادر إيران إنه ينبغي إعادة النظر في جميع المفهوم المؤسس على دعم يمتد عقوداً لإقامة ميليشيات ومنظمات إرهاب في أرجاء الشرق الأوسط، وثبت الآن على الأقل بأنه إشكالي من ناحية طهران.
الهجوم المكثف أمس يقف على نقيض تام مع كل هذه الأقوال، وفي تضارب مع الشكل الذي رأى فيه محللون راسخون إيران حتى قبل دقائق تماماً من إطلاق النار. ثمة استيضاح متبق: هل كان هذا تضليلاً مقصوداً أم عكساً حقيقياً لتردد شديد في النظام وتعبيراً عن وجود حكام متذبذبين إلى جانب إسرائيل. مهما يكن من أمر، إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لم تتفاجأ. وثمة فهم بأن على إسرائيل الدفاع عن نفسها ضد رشقة صواريخ أكبر مع إمكانيات فتك أعلى من إيران، وأنها ستضطر إلى ائتلاف دولي في مركزه الولايات المتحدة، وهذه المرة قد تحتاجه في الدفاع والهجوم أيضاً.
المعلومة الدقيقة التي جلبتها شعبة الاستخبارات “أمان” هي أن وحدة 8200 عطلت تأثير هجوم شديد بقدر كبير. مع انتهاء التفجيرات، ينبغي القول إن الحديث يدور أساساً عن الوجه الرمزي، وبقدر أقل عن ضرر حقيقي. وعن الموضوع الرمزي هذا، قررت إسرائيل مسبقاً بأن لا نية لها لمواجهة الصواريخ مثلما فعلت في الهجوم الإيراني في 14 نيسان.
في عالم الرموز، كان للهجوم الإيراني في حينه نوع ما من التبرير بعد أن هاجمت إسرائيل مبنى مجاوراً للسفارة الإيرانية في دمشق وقتلت جنرالاً إيرانياً. لكن إيران عملياً فتحت أمس حرباً ضد إسرائيل، دون أن تستفزها هذه بشكل يسمى في قوانين الحرب Unprovoked (بلا استفزاز). إن مهاجمة إسرائيل خندقاً عسكرياً لمنظمة تصفها معظم دول الغرب بأنها منظمة إرهاب، وان دماء مواطنين من هذه الدول (وليس فقط إسرائيليون) تتلطخ بها يدا زعيم الحركة الذي جلس في خندقه إلى جانب جنرال إيراني جاء ليصب الماء على يديه – لا يمكنها أن تشكل علة بأي مستوى قانوني وأخلاقي.
لقد استنتج الإيرانيون -حسب مصادر في طهران- بأنهم أخطأوا في عدم الرد على اغتيال هنية ولم يردوا بقوة كافية ربما على اغتيال مهداوي، الذي أدى إلى هجوم 14 نيسان. وقد بحثوا عن صيغة تسمح لهم بالخروج من الحدث بشرف، والتأكد أيضاً من ألا تتدخل الولايات المتحدة بعد ذلك، وكذا يؤدي إلى رد إسرائيلي معتدل جداً، ورد كهذا ربما يمكن الطرفين من إنهاء الجولة.
يبدو أن الإيرانيين أخطأوا بالمستوى، قوة وعمقاً –وحدها جملة أخطاء نصر الله في الأشهر ما قبل موته تتجاوزه– ولم يفهموا مزاج وحرارة القيادة الإسرائيلية. كما أنهم فوتوا حاجة الولايات المتحدة، التي أوقفت إسرائيل في المرة السابقة ومنعتها من الهجوم بكل القوة، للوقوف إلى جانبها هذه المرة. والآن، بقي أن نستوضح إلى أين تتجه إسرائيل. فهل تريد تلقين الإيرانيين درساً أم تحاول إسقاط النظام.
رونين بيرغمان
يديعوت أحرونوت 2/10/2024
ايران تخطأ خطأ الحزب لانها تراعي القواعد الذي وضعها الاحتلال
على القراء الانتباه للأسلوب السردي للكتاب اليهود ستجد في المقالات عادة الشيء وعكسه ستجد السم أو الفكرة القذرة التي يريد الكاتب ايصالها بخبث شديد وستجد نقيضها – عادة بأية المقال توصل أفكارا تمجد اليهود وتحقر العرب ولكن دائما في نهاية المقال أو اخر سطر تكون الزبدة
احتمال كبير بأن إسرائيل سترد على ايران بالاغتيالات و بقصف مواردها الاقتصادية من موانيء ومنشئات نفطية وبنفس الوقت قصف مليشياتها المتمركزة في سوريا لتتجنب رد فعل مباشر ولكن على امريكا ان تعلم بان قواعدها العسكرية كثيرة بالمنطقة و بمرمى نيران المليشيات لذا أي هجوم على ايران سيقابله هجوم على هذه القواعد وهذا واضح للقاريء. عسى ان تتقبل إسرائيل صفعة ايران الأخيرة وتتجنب سفك دماء اكثر وجر المنطقة لحرب ليس بها رابح.