يوم الأحد تم توثيق الحدث التالي في شريط مسجل قصير: مجموعة من الحجاج المسيحيين يخرجون في مسيرة من ساحة كنيسة في شارع درب الآلام في القدس، بعضهم يحمل كالعادة صليباً خشبياً كبيراً. في الشارع يلتقون عصبة من بضع عشرات اليهود بألبسة الصلاة وهم يحملون الرموز الزراعية الدينية الأربعة. يبدأ اليهود بالبصق على الأرض باتجاه المسيرة المسيحية – الكبار يبدأون والصغار يقلدونهم. في نهاية الشريط المسجل، يبدو شرطياً من حرس الحدود يسير مع مجموعة اليهود ولا يفعل شيئاً.
أثار الشريط عاصفة وتنديدات في كل العالم وهزة لدى العديد من الإسرائيليين. لكن كان هناك من برروا للباصقين فعلهم. أحدهم -مثلاً- كان ناشطاً في اليمين المتطرف والناطق بلسان النائبة ليمور سون هار ميلخ سابقاً، اليشع يراد. وعلى حد قول يراد، فان البصق “عادة يهودية عتيقة” وقد وجد لذلك أيضاً سنداً في عقيدة الحاخام كوك.
لا يدور الحديث عن حدث شاذ أو استثنائي. في كل يوم يصطدم قساوسة وحجاج مسيحيون بظاهرة البصق في شوارع البلدة القديمة في القدس. هذا إضافة الى أحداث الزعرنة، والاعتداءات، والشتائم والإهانات للمؤمنين المسيحيين ومؤسساتهم. يفكر القساوسة مرتين إذا كان مجدياً لهم أن يخرجوا بلباسهم الديني وإذا كان مرغوباً فيه أن يسيروا في الشوارع المعدة للشغب. مرشدو السياح محبطون من إهانة الزوار المسيحيين، وحذر رؤساء الكنائس شرطة إسرائيل وحكومة إسرائيل في هذا الشأن. وشرحت شرطة القدس بأنه من الصعب مكافحة الظاهرة لأن البصق في اتجاه الأرضية لا يعتبر مخالفة جنائية.
ظاهرة البصق ليست جديدة؛ فأبناء الشبيبة المتدينون يفعلون هذا في القدس منذ سنوات عديدة. لكن كل الطوائف المسيحية في المدينة تتفق على تكرارها وتفاقمها في السنة الأخيرة. فالباصقون يشعرون بأنهم يلقون ظهراً من الحكومة المتطرفة ومن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير. “ربما يشعر بعض من يقوم بهذه الحركات أنهم يحصلون على دعم، لكنهم عموماً يشعرون بأنهم محميون على الأقل”، قال بطريرك لاتين القدس تييرباتيستا بيتسابالا، الذي رفع إلى رتبة كاردينال – الرتبة الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية قبل البابا نفسه.
هذه الممارسة التعيسة تعدّ عرضاً إضافياً لميل التفوق اليهودي الذي تواصل قيادة إسرائيل اليوم إشعاله. وعليه، فمن الواجب عمل كل ما هو ممكن لتغييرها.
أسرة التحرير
هآرتس 4/10/2023