لندن ـ “القدس العربي”:

كشف مدافع المنتخب المغربي في بداية الألفية الجديدة عبد السلام وادو، بعض أسراره الخاصة مع صديقه الجزائري المقرب جمال بلماضي، وأسرار الأخير في عزلته، منذ ابتعاده عن الأضواء وعدسات المصورين، فور انتهاء دوره في القيادة الفنية لمنتخب محاربي الصحراء، في أعقاب الخروج المخيب للآمال من الدور الأول لبطولة أمم أفريقيا كوت ديفوار 2023.

وكان رئيس اتحاد كرة القدم الجزائري وليد صادي، قد اتخذ قرارا أحاديا في فبراير / شباط الماضي، بإقالة المدرب المُلقب بـ “سبيشال وان” القارة السمراء من منصبه على رأس الجهاز الفني للخضر، فيما كانت أشبه بالمحاولة السريعة لامتصاص الغضب الإعلامي والجماهيري بعد استمرار مسلسل النتائج والعروضة الصادمة في الاختبارات الحقيقية، والتي وصلت لحد الخروج مرتين من الدور الأول للكان، وبينهما خسر فاصلة كأس العالم قطر 2022، في اللحظات الأخيرة أمام الأسود الكاميرونية.

واقترن اسم المدرب الأربعيني ببعض الأندية والمنتخبات العربية طوال هذه الفترة، بدأت بتسونامي من الأخبار والتقارير التي كانت تضع اسمه في جمل مفيدة مع منتخب تونس، لكن في الأخير، ذهب المنصب إلى المدرب الوطني فوزي البنزرتي، وبعدها ارتبط اسمه بتدريب منتخب الكويت، في فترة ما بعد رحيل المدرب روي بينتو، وأيضا ناديه السابق في فرنسا مارسيليا، ومنافس الأمس في دوري إكسبو الريان القطري، مع ذلك لم يحدث أي شيء رسمي أو ملموس على أرض الواقع.

والآن، جاء الدور على مدافع أسود أطلس في الفترة بين عامي 2000 لـ 2010، ليبعث أنباء سارة حول مستقبل صديقه الجزائري المهني، مؤكدا في مقابلة أجراها مؤخرا مع موقع “أفريك فووت”، اقتراب بلماضي من العودة إلى مجال التدريب، قائلا بالنص “جمال سيعود قريبا جدا إلى كرة القدم، وهذا الأمر واضح ومتوقع حدوثه على أي حال، وأعتقد أنه يجب أن يكون حاضرا في عالم كرة القدم، إذ أنه يملك رؤية ومعرفة حقيقية بهذه اللعبة، ونحن نفتقده في هذا المشهد وننتظر عودته بفارغ الصبر”.

وعن علاقته بجمال بلماضي وما يفعله في عزلته، قال وادو “كما تعلم، عندما تكون لديك علاقة قوية لسنوات عديدة، فإنك تحصل على الأخبار كل أسبوع تقريبا”، في إشارة واضحة إلى عمق الصداقة التي تربطه ببطل أفريقيا 2019، مضيفا “اليوم هو يستريح، ولديه بعض الالتزامات العائلية مع الأسرة. في بعض الأحيان يكون هناك أشياء أكثر أهمية في الحياة من كرة القدم”.

ومعروف أن بلماضي كان قد استهل النصف الأول من ولايته مع منتخب بلاده على أكمل وجه، على غرار إنجاز الفوز بكأس أمم أفريقيا التي أقيمت على الأراضي المصرية في العام 2019، وما تبعها من سلسلة من العروض والنتائج التاريخية، والتي وصلت لنحو 35 مباراة دولية على التوالي بلا هزيمة، قبل أن تتبدل الأوضاع بداية من حملة الدفاع عن اللقب في الكاميرون مطلع عام 2022، ثم بالإقصاء من المؤلم في اللقاء الفاصل على تأشيرة اللعب في كأس العالم والخروج الأخير من مرحلة مجموعات الكان، ما عجل بإقالته من منصبه وتعيين السويسري فلاديمير بيتكوفيتش.