ليس من باب المصادفةِ
أن تكتسي الزهورُ الصمّاء
إلا من رائحتها
بالأشواكْ
إذ تصلي
أن يصيبني
حيوان شقائق النعمان
إثر لسعة بالطفح الجلدي
ويحولني شاعراً
على هيئة
سمكة المهرج
٭ ٭ ٭
ليس من باب التعالي
أن تحصن الأشجارُ
روحها الضعيفةَ باللحاءْ
وتدمغ دماءها
بالصمغ اليابسْ
إذ تبكي
أن تعلقني الصفصافةُ
على جذوعها
مقلوباً
بحبلٍ يتهدل
نحو الهاوية
٭ ٭ ٭
ليس من بابِ الكثافةِ
أن تشدّ الأنهارُ جسدها السائل
قِدماً
أن تُبدّل وجوه المتطفلين
لحظةً إثر لحظةْ
إذ تتبعُ السكونْ
وترميني في حِبرِ التاريخ السري
اسماً بلا ذاكرةْ
لأنجب بناتَ أشعاري المشوّهة
إثر حَمّلٍ كاذب
٭ ٭ ٭
ليس من باب التطيرِ
أن تحمل الريحُ
ناياتِ الأصواتْ
صَفيرَ الثقوبِ المدويّ
أن تكتفي بالعراءْ
والبحرِ الساكنِ في طرفةِ عينْ
ودمعةْ
إذ تشتكي
– كيف تضيئ الحناجر
عُتمة القلوب الرخوةْ
ولا تؤمن بالعدمِ
سبيلاً
٭ ٭ ٭
ليس من بابِ الجحود
كانت ديكنسون
تكتبُ قصائدها سراً
وتكلم الناس من خلف الأبواب
حتى لا يروا
أثر الشُعاعِ الذي سقط من قلبها
فأفسد كُليتها
دون أن تقذف
حصاة القصيدة
٭ ٭ ٭
ليس من بابِ العَنتِ
أن يُراهقَ بيسوا
عِتيّاً
وهو على سرير التوّحد
يومأ لحكمة الشمسِ
كأنها كتاب جيب
ويوصي لنفسهِ بموتٍ أبطأ
حالماً
بجنةِ بورخس
٭ ٭ ٭
ليس من أجلِ القيامةِ
انتفضُ على عُواءِ غينسبرغ
صاعداً على خيط بُصاقه
ناطحاتِ السحابْ
«حمداً لله، أنني لست الله»
وأرضعَ جرو الذئبِ
الذي لقحهُ أبي ذاتَ طيشٍ
بصيرة الأعشى الآدمي
إذ يطارد السرمد
لئلا أكُلَ لحم أخي
حيّاً
٭ ٭ ٭
ليس من قبيل العيد
أن أرتدي هيكلي العظمي
ملوّحاً للسحرة
مُتكلماً بلغة الشيطان
وهو يمهرُ رسائله بخطوط الطين
بينما يطهو عسس الملائكةِ
مرتلين بالعربية
مصيرَ آدم
على قِدرٍ هادئة
أن أنزلقَ على دراجتي النارية
في الطريق السريعِ
إلى
رَحّمِ أمي
٭ ٭ ٭
ليس من سقط المتاعْ
أن ترمينا الحياة عن كتفيها
بصفعة خفيفة
من باطن الكف كالعث
أن تطّوي العالم تحت إبطها
كصحيفة يومية مهملةْ
أن تغادر حاناتِ
الشرابِ والحَربْ
حيثُ تعقد الجثثُ الحيّة
صفقات مع الموتْ الشبيهِ
بالموتْ
وتعودَ للقاءِ الأحياءْ
الذين فرغت جيوبهم
من الأملْ
ظِلٌّ متعدد لقاتلٍ واحد
يحدث أن أكونَ سوداوياْ
كأرملة سافرة
تجهض ماء زوجها
العابر النهر
تنسج من ضفيرتها
أكليل الجنين
الميت
رحم الأرضْ
٭ ٭ ٭
يحدث أن أكون مبتهجاً
كمصاص دماء
أحتل الطرقات المظلمة
أفسد خصوبة الطين
أخصي عقول الرجال
أُجّري دمها الأزرق
وأعود إلى خرائبي
أتناول كأس
الشيطانْ
٭ ٭ ٭
يحدث أن أكون متمرداً
كشجرة الصفصاف
تدهن لحائها
بزيت العلقم
لتطرد أصوات الضفادع
حول مياه
الحياة
الآسنةْ
٭ ٭ ٭
يحدث أن أكون وقحاً
كظلٍ متعدد
لقاتلٍ واحد
يتعرى في الخريفْ
يلبس زي العاصفةْ
يزهر في النيروز
يطلق ضجيج خنافسه
يوقظ
عقل اللهْ
٭ ٭ ٭
يحدث أن أكون مغتصباً
كنبي
يخلد سراً
قبر دفينه الحي
يبكي أخاه
يقطع شجرة سلالته
يصنعُ سرير
العرشْ
٭ شاعر من سوريا