صمت رسمي في إسرائيل حيال سقوط الأسد.. ودعوات لـ”استغلال الفرصة” وإتمام احتلال جبل الشيخ وضرب إيران

وديع عواودة
حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”:

أمام الحدث التاريخي الجلل، والبركان الجيوسياسي الذي ما زال يقذف بحممه، والمرشح لأن يحمل تحولات عميقة في سوريا نفسها وفي المنطقة العربية وتبعات على الصراع مع إسرائيل وغيره، دعا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ساسة بلاده لالتزام الصمت وعدم التعقيب على الهزة الأرضية التي تعصف بسوريا والتي سقط فيها حكم بشار الأسد.

وقبل ذلك دعا وزراء إسرائيليون لاستغلال الفرصة لاحتلال المزيد من الجولان، أو للمبادرة في محاولة صياغة شرق أوسط جديد، فيما قام الجيش الإسرائيلي باستكمال احتلال المناطق العازلة في الجولان السوري المحتل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي عن دخول قواته المنطقة العازلة في الجولان وبناء حواجز على الحدود، وهي المنطقة التي تم تحديدها في اتفاق وقف النار عام 1974 ضمن التدابير الاحترازية واستخلاص لدروس السابع من أكتوبر.

ويلتزم معظم الوزراء الإسرائيليين الصمت، لكن وزير الشتات عاميحاي شيكلي قال منبها إن الأحداث الدرامية في سوريا بعيدة عن أن تكون سببا للفرح، داعيا إسرائيل لتجديد سيطرتها على قمة جبل الشيخ “كي لا يكون الجهاديون على حافة حدودنا”، مبررا دعوته بالقول إن هناك أوساطا من داعش تشارك في صلب المعارضة السورية، وإن معظم الأرض بقبضة القاعدة.

في المقابل، قال شيكلي أيضا إن الأنباء الجيدة تكمن بتعزيز قوة الأكراد وتوسيع سلطتهم في شمال وشرق سوريا، بمنطقة دير الزور.

وبعد صدور هذا الموقف، أصدر الناطق بلسان حزب “الليكود” بيانا دعا فيه الوزراء إلى عدم التحدث عن سوريا دون ترخيص من رئيس الوزراء. لكن ورغم ذلك، استغل وزير التعليم يواب كيش أحداث سوريا لخدمة مصلحة نتنياهو بدعوته إلى تأجيل محاكمة رئيس الوزراء لثلاثة شهور بسبب سقوط بشار الأسد.

من جهته، قال رئيس المعارضة في إسرائيل، يائير لبيد، إن الوقت الحاضر أهم من أي وقت مضى للسعي لتسوية سياسية من خلال بناء ائتلاف إقليمي قوي مع السعودية ودول الاتفاق الإبراهيمي بغية مواجهة عدم الاستقرار في المنطقة.

كما قال لبيد في تغريدة إن محور المقاومة قد ضعف بشكل جوهري، وعلى إسرائيل السعي لإتمام اتفاق سياسي شامل يساعدها في ترتيب أوراقها مقابل قطاع غزة والضفة الغربية.

وتبعه رئيس حزب “يسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان في تغريدة: “أدعو حكومة إسرائيل للقيام بخطوات دراماتيكية والعمل والمبادرة لأن كل تأجيل سيهدد أمن إسرائيل”. وفي تغريدة ثانية لتفسير التغريدة الأولى، قال ليبرمان الذي يدعو من أسابيع لضرب المفاعلات النووية في إيران: “تطرقت لبيان الوكالة النووية الدولية حول زيادة إيران كمية اليورانيوم المخصب بشكل دراماتيكي”.

وتبعه النائب المتطرف تسفي سوكوت من حزب الصهيونية الدينية فقال في تغريدة على موقع إكس إن إسرائيل ملزمة باحتلال منطقة أمنية عازلة في مواجهة نظام الجهاديين الجديد في سوريا تشمل قمم جبل الشيخ، وأجزاء من الشريط الحدودي في الجولان المحتل.

ولتبرير دعوته، قال سوكوت إن الثمن السياسي والعسكري المنوط باحتلال هذه المناطق السورية في الجولان هو ثمن منخفض في ظل الأحداث داخل سوريا، بينما المنفعة الأمنية كبيرة.

ورغم أنها كانت تتابع عن كثب ما يجري في سوريا خلال السنوات الأخيرة، وبقدر أكبر في الشهور الأخيرة، يبدو أن إسرائيل أيضا فوجئت بالسقوط السريع والمدهش للنظام السوري في غضون 11 يوما.

ويوضح موقع “والا” العبري، أن الاستخبارات العسكرية في إسرائيل أيضا لم تتوقع السقوط السريع لحكم بشار الأسد، منوها أن المستوى السياسي محتار كيف يرد على أحداث سوريا، وأن هناك احتمالات بأن تقوم إسرائيل بالسيطرة على شريط حدودي جغرافي من الجولان السوري غير المحتل لـ”دواع أمنية” أو “منطقة أمنية عازلة”.

وينقل “والا” أنه ليس فقط نظام بشار الأسد الذي سقط هذه الليلة، بل محور المقاومة كله، وهو يبدي مؤشرات انهيار متقدم.

كما تقول “هآرتس” إن الأحداث الدرامية في سوريا ترمز لنهاية الحرب الأهلية في سوريا، مرجحة أن ينطوي سقوط الأسد على ضربة صعبة لإيران وحزب الله وروسيا.

وتتابع بالقول: “طيلة عقود، كان نتنياهو من أنصار الموقف الداعي للحفاظ على حكم الأسد، لكن اليوم هناك مخاوف في إسرائيل من المجهول”.

وكان قائد جيش الاحتلال، هيرتسي هليفي، قال أمس السبت، إنه أجرى تقييما للأوضاع وصادق على خطط هجومية ودفاعية في الفرقة 210، وذلك على ضوء التطورات والمعارك الدائرة في سوريا، وأشار إلى الجاهزية العالية للجيش في الهجوم والدفاع، وتعزيز القوات على الحدود ومواصلة متابعة التطورات.

وتابع هليفي: “الجيش لا يتدخل في الأحداث داخل سوريا، لكنه يعمل على إحباط ومنع التهديدات في المنطقة، ويعد خططا لمواجهة السيناريوهات المختلفة. نحن بحاجة لإجراء تقييم للوضع كل بضع ساعات مع تسارع الأحداث. كل حدث هنا يحدد معيارا وتغييرات مستقبلية. لذلك نحن نتابع عن كثب بكل قدرات الرصد ما يحدث”.

وتنقل وسائل إعلام عبرية عن جهات إسرائيلية قولها إن بشار الأسد ربما لم يغادر سوريا وما زال فيها.

ونقل موقع أكسيوس عن مسؤول إسرائيلي قوله إن الأسد غادر دمشق عند منتصف الليلة الفائتة وتوجه إلى قاعدة روسية في سوريا تمهيدا للانتقال إلى موسكو.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية