صواريخ “مجزرة المواصي” تحول خيام النازحين إلى قبور تحت الرمال.. والشهود لـ”القدس العربي”: أقوى من الزلزال

أشرف الهور
حجم الخط
2

غزة – “القدس العربي”:

دفنت المجزرة الإسرائيلية المروعة التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في معسكر لنازحي الحرب غرب مدينة خان يونس، أسرا بكاملها تحت التراب، فيما ظلت رائحة البارود تملأ مكان المجزرة، حتى بعد بزوغ شمس النهار، مع مواصلة فرق الإنقاذ والاسعاف البحث عن الضحايا، الذين إما دفنوا أحياء، أو مزقت أجسادهم وتناثرت في المكان، بفعل 5 صواريخ فتاكة أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية على خيام النازحين.

مكان المجزرة قبور للنازحين

ومع بدء أول خيوط نهار الثلاثاء، تدافعت أعداد كبيرة من المواطنين للمكان، فيما كان الناجون يجلسون على جوانب المخيم المستهدف، دون أن يستوعب أحد منهم صدمة ما حصل، وقد دخل الكثير منهم خاصة أقارب الضحايا في نوبات بكاء هستيرية.

وخيمت أجواء الحزن على مكان المجزرة، فيما انتشرت رائحة الموت في كل الجوانب، وكان عويل وصراخ الناجين الذين بكوا أقاربهم وأحباءهم وجيران النزوح، يرتفع مع كل عملية جديدة يقوم بها رجال الإنقاذ والاسعاف، للبحث عن الضحايا تحت رمال المكان، بحثا عن ضحايا لم يتمكنوا من إخراجهم في ساعات المجزرة الأولى.

وظهرت دماء الضحايا على أرض المجزرة، ولعدة أمتار متصلة كان هناك خيط دماء على الأرض، دلل على جرح غائر لأحد الضحايا حمل من مكان الاستهداف، حتى أقرب عربة اسعاف وصلت إلى المكان.

وقال ماجد ويكنى بـ “أبو مصطفى”، ويقيم على بعد عشرات الأمتار من مكان المجزرة، في مخيم نازحين آخر، إنه لولا سماع أصوات انفجارات عالية جدا، لظن أن زلزالا عنيفا أصاب المنطقة.

شهادات حية

وشرح هذا الرجل في نهايات العقد الثالث لـ”القدس العربي” ما حصل في ساعات الفجر الأولى ليوم الثلاثاء، وقال إن وهج النار الذي ترافق مع سقوط الصواريخ وأصواتها العالية أثار الرعب في صفوف كل سكان المنطقة، وأضاف “حسيت إنا الكل حيموت وأن الصواريخ بتنزل على كل المنطقة”، ويضيف “كل الي بخيمتي صاروا يصرخوا والأطفال خافوا كتير، وكلنا قربنا من بعض وفكرنا الصواريخ حتصيبنا”.

وقال إن القصف هذه المرة كان غير المرات السابقة، من حيث القوة والعنف، وأضاف “الأرض كانت تهتز من تحتنا”.

وحسب روايات شهود العيان، فقد أغارت الطائرات الحربية بخمسة صواريخ على المنطقة التي تؤوي آلاف النازحين.

وبسبب قوة الصواريخ التي اخترقت لأكثر من عشرة أمتار منطقة الاستهداف، طارت أطنان من الرمال الصفراء التي تغطي طبقة الأرض هناك، وردمت خيام النازحين، ودفنتهم أحياء، في مشهد مغاير للمجازر السابقة، التي كان الضحايا فيها يدفنون تحت ركام المنازل المستهدفة.

وفي زاوية من مكان المجزرة، افترشت امرأة وقد بدا وجهها شاحبا وعليه آثار البارود الأسود- الأرض، وكانت عيون هذه السيدة وهي في منتصف العقد الخامس قد تورمت واحمرت من شدة البكاء وعدم النوم، وتحدثت بصعوبة لبعض أقارب أحاطوا بها عما حصل وقت المجزرة، بالقول “كنا نايمين وفجأة كل واحد صار في مكان”، كان يقطع جملها التي كانت تفهم بصعوبة نوبات من البكاء الشديد، ولم يفلح أحد من المتواجدين في تهدئتها.

وقال محمد نعيم النازح الذي يقيم على أطراف منطقة المجزرة “شو ذنبا وذنب أطفالنا، احنا مدنيين، قالوا لنا انزحوا على المواصي نزحنا، ورغم هيك الموت كل يوم وكل ساعة بيلاحقنا، وين بدنا نروح”، وهذا الشاب يقطن وعائلته منطقة “مواصي” خان يونس، بعد أن ترك مدينة رفح في بداية الهجوم البري على المدينة، وقد وصل مدينة رفح من قبل، حين ترك منزله في شمال قطاع غزة، بناء على أوامر اخلاء عسكرية إسرائيلية صدرت في بداية الخرب.

ويشير هذا الشاب لـ “القدس العربي” إلى أن أربع مجازر وقعت على مقربة من مناطق نزوحه منذ بداية الحرب، وفي كل مرة كان يسقط عشرات الشهداء، وأضاف “بنصحا وبنام واحنا مش مأمنين نظل أحياء لدقيقة كمان”، واصفا الوضع بالصعب، وقال وهو يتحدث عن المجزرة وكان يشير بيده إلى المكان “شوف شو صار، حتى الخيام تدمرت، الناس وين تسكن وتستر حالها”، وتابع “كل مرة بيطلعوا (يقدموا) حجة شكل (يقصد إسرائيل)”.

مهمة بحث صعبة

وقال أحد أعضاء فرق الإنقاذ التي ظلت تعمل لساعات في المكان لـ”القدس العربي”، إن مهمة البحث عن الضحايا تحت الرمال كانت صعبة، وأضاف “بحثنا عن ناس مدفونين تحت التراب بعمق مترين”، موضحا أن عمليات البحث جميعها كان يدويا، ما كلف الطواقم جهدا كبيرا.

ويؤكد هذا الرجل الذي يعمل في طواقم الإنقاذ منذ 16 عاما، أن حجم الحفرة التي خلفتها صواريخ القصف المستخدمة، يدلل على أن جيش الاحتلال استخدم صواريخ كبيرة الحجم، تحدث دمارا كبيرا في المكان، بهدف ضمان قتل جميع المتواجدين.

وقد أكد ذلك محمود بصل الناطق باسم جهاز الدفاع المدني، حيث قال إن القصف على مواصي خان يونس تسبب في دمار كبير ونفذ بصواريخ شديدة الانفجار.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي أن تحقيقاته الأولية أظهرت أن طائرات حربية إسرائيلية ألقت قنابل من نوع MK-84 الأمريكية الصنع، على تجمع لخيام النازحين في منطقة “مواصي” خان يونس، وهم نيام، ما أحدث ثلاث حفر بعمق وقطر عدة أمتار، تسببت بدفن نحو 20 خيمة بالعائلات التي بداخلها.

وأكد أن استخدام هذا النوع من القنابل الأمريكية ذات الأثر التدميري الواسع في منطقة مليئة بالخيام والنازحين “مؤشر على نية الجيش الإسرائيلي قتل أكبر عدد من المدنيين، علمًا بأنه لم يسبق القصف أي إنذارات إخلاء”، متهما أمريكا بالمشاركة في هذه الجريمة، كونها تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والقنابل المدمرة، رغم علمها باستخدامها في قتل مئات المدنيين في كل مرة، لافتا إلى أن المدنيين في قطاع غزة يدفعون ثمن الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي تنتهك على نحو جسيم قواعد القانون الدولي الإنساني، وبخاصة مبادئ التمييز والتناسبية والضرورة العسكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    إنها صواريخ قذرة أمريكية ترسلها عصابة البانتاغون الأمريكي العفن النتن هذي شهور وشهور لقتل أطفال ونساء غزة العزة ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀🐒🚀

  2. يقول alaa:

    لعنة الله علي القتله السفاحين

اشترك في قائمتنا البريدية