ضباط إسرائيليون: «حزب الله» ما زال قادراً على اختراق الحدود والسيطرة على «بلدات ومواقع في إسرائيل»

سعد الياس
حجم الخط
1

بيروت ـ «القدس العربي»: أظهر تأخر رد «حزب الله» على استهداف الضاحية الجنوبية واغتيال القائد الجهادي فؤاد شكر حجم التدخلات الدولية لحصر هذا الرد والرد الإيراني بما لا يؤدي إلى توسيع الحرب.
ولفت موقع «واللا» الإسرائيلي إلى «أن التقديرات تشير إلى أن إيران قد تشن هجومها خلال الأيام المقبلة، قبل قمة المحادثات بشأن صفقة الأسرى».
وذكر «أن الضغوط الدولية على إيران، تمنعها من تنفيذ هجوم مباشر ضد إسرائيل». وأفاد الموقع نقلاعن ضباط إسرائيليين، بأن «»حزب الله» ما زال قادراً على اختراق الحدود والسيطرة على بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية». أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فرأى «أن الرد الذي تنتظره إسرائيل منذ ايام بأعصاب مشدودة هو حتمي» لكنه أشار إلى «ان الرد او الانتقام طبق يؤكل بارداً».

حرائق وعشرات الصواريخ

وفي الانتظار، شهد الوضع الميداني تحليقاً كثيفاً للطيران الحربي الإسرائيلي فوق قرى الجنوب مترافقاً مع تحليق لطائرات مسيّرة. وأغار الطيران على بلدة شيحين، واستهدفت مسيّرة بلدة برج الملوك بالقرب من متنزه ميمارولا بصاروخ.
وتعرّض محيط ساحة بلدة عيتا الشعب لسقوط 4 قذائف مصدرها دبابة ميركافا متمركزة في أحد المواقع العسكرية المقابلة. وتعرّض حرج بلدة كونين لقصف بالقذائف الفوسفورية ما تسبب باشتعال حريق فيه. وطال القصف جبل «سدانة» جنوب بلدة شبعا وأطراف الناقورة.
وكان جيش الاحتلال أطلق نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه الاحراج المتاخمة لبلدات رامية وعيتا الشعب والناقورة، ونفّذ حملة تمشيط بالأسلحة الرشاشة من موقع حدب يارين في اتجاه الأراضي اللبنانية. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن ان الغارة الإسرائيلية العدوة التي استهدفت ليلاً بلدة كفركلا، أدت إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح.
في المقابل، أعلن «حزب الله» أنه «رداً على اعتداءات الجيش الإسرائيلي على القرى الجنوبية وخصوصاً في بلدة معروب، قصف المقر المستحدث لقيادة الفرقة 146 في «جعتون» بِصليات من صواريخ الكاتيوشا.
كما أطلق صاروخين مضادين للدروع على المطلة، واستهدف موقع السماقة بالقذائف المدفعية.
وأمضى مستوطنو «نهاريا» ليلتهم في الأماكن المحصنة بعدما أطلق الحزب على المستوطنة ليلاً 30 صاروخ كاتيوشا. فيما تم الإبلاغ عن سقوط صاروخ اعتراضي في الجليل وإصابته منزلاً في «عفدون».
وذكرت القناة 12 العبرية أن أربع فرق إطفاء إسرائيلية تعمل على إخماد حرائق في مناطق مفتوحة عدة في منطقة الجليل الغربي إثر إطلاق صواريخ من لبنان خلال ساعات الليل.
وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية مخاوف متزايدة من امتداد حرب غزة واتساعها لنزاع إقليمي، في ظل تأهب تل أبيب لرد من إيران و«حزب الله» على وقع اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل وهنية والقيادي البارز في «حزب الله» فؤاد شكر.

الحزب للعدو: لن تفلت من العقاب… وبري: الرد حتمي و«الانتقام طبق يؤكل بارداً»

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها «حزب الله» مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر «الخط الأزرق» الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني. وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرباً تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، خلّفت أكثر من 131 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.

دعموش: فشل وتخبط العدو

في المواقف، لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ علي دعموش خلال احتفال لـ«حزب الله» في قرية المعيصرة في كسروان تكريماً لأحد شهداء الحزب إلى «أن عنوان المعركة التي يخوضها العدو اليوم، هي الفشل والعجز والتخبط» معتبراً «ان غزة ولبنان بفعل ثبات وصلابة المقاومة فيهما، تؤكدان كل يوم عجز العدو ‏وفشله في الميدان، ولذلك هو لجأ ومن اجل التعويض عن فشله الميداني، إلى الاغتيالات واستهداف المدنيين وارتكاب المزيد ‏من المجازر، وآخرها المجزرة الوحشية التي ارتكبها بحق الأبرياء النازحين في مدرسة «التابعين» في غزة وذهب ضحيتها اكثر من مئة شهيد معظمهم من النساء والأطفال» موضحاً ان «من يتحمل مسؤولية هذه المجازر هم امريكا وبريطانيا والمانيا وكل من يزود الكيان الصهيوني بالسلاح».
وقال: «من يريد وقف التصعيد في المنطقة واحتواء الموقف وعدم اشعال المنطقة، عليه أن يضغط على العدو الإسرائيلي كي يوقف عدوانه على غزة وجرائمه في المنطقة» واعتبر ان «على العدو ان يدرك انه لن يفلت من العقاب على جرائمه في غزة وفي المنطقة، لا سيما على جريمتيه في طهران وبيروت باغتياله القائدين الجهاديين الكبيرين الشهيد السيد فؤاد شكر والشهيد السيد اسماعيل هنية، فالرد آت وحتمي ولا تراجع عنه».
وأكد «أن «حزب الله» استطاع من مجرد توعده بالرد، إدخال الصهاينة على امتداد الكيان المحتل في حالة استنزاف وشلل وخوف وهلع ورعب، وبات الجميع يعيشون على اعصابهم داخل الكيان، وبعضهم يعيش على المهدئات، وعلى حد تعبير بعض السياسيين الإسرائيليين فإن ما يفعله «حزب الله» هذه الايام هو ضربة نفسية خطيرة لإسرائيل.
وهذا يعني أن المقاومة نجحت في تحقيق جزء من أهداف الرد قبل أن تقوم به».

منع العدو من الانتصار

كذلك، فإن عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله وفي احتفال تكريمي لشهيد في بلدة تبنين الجنوبية، اعتبر «أن مستقبل لبنان والمنطقة يُرسم اليوم» وقال «إذا لم نكن أقوياء وعلى مستوى المواجهة وحاضرين لنحدد مصير أجيالنا المقبلة، فالأعداء هم من سيحددون ذلك».
واضاف «خضنا هذه الحرب بملء إرادتنا وبقناعتنا إذ لم يكن أمامنا غير هذا الخيار، فلا يمكن لأي بشري وإنسان وصاحب ضمير حر أن ينظر لما يحدث في غزة ويبقى متفرجاً رغم قدرته على القيام بما يمكن لمساندة هذا الشعب، واننا في الجنوب أخذنا هذا القرار من ضمن المعادلة الواضحة والرؤية الواضحة» لافتاً إلى «أن العدو يحاول بين فترة وأخرى التمادي سواء في استهداف القرى والبلدات أو في الاغتيالات كما حصل في الضاحية الجنوبية أو في الجمهورية الإسلامية، والتصعيد من اعتداءاته في إطار محاولاته للضغط على خيار وإرادة المقاومة من أجل أن توقف مساندة الشعب الفلسطيني، ومن اجل أن تمنع هذه المساندة التي من اهدافها وقف العدوان ومنع العدو من الانتصار في غزة».

ورقة الحكومة

ورأى «أن انتصار العدو في غزة لن يقف عند حدود غزة، ونحن أكثر بلد في العالم معنيون بأن لا يربح العدو هذه المعركة، وبأن ينتصر الشعب الفلسطيني، وبأن تبقى المقاومة في غزة والضفة، ومعنيون بأن نلحق الهزيمة بالعدو، وبأن نقوم بأي أمر يؤدي إلى تحقيق هذا الهدف أي «منع العدو من الانتصار» بما تقدره المقاومة وفق معطياتها وقراءاتها ورؤيتها للتوازنات في المواجهة ولوضعية بلدها وهي معنية بكل هذه العناصر».
توازياً، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «أن الاتصالات الديبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، وعلى خط آخر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة». وشدد على «أن ورقة الحكومة اللبنانية التي تظهر القواعد الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على المدى الطويل في جنوب لبنان والتي أعلناها الاسبوع الفائت، تحدد الاسس الواضحة للحل وأبرزها خفض التصعيد لتجنب دوامة العنف المدمرة وان يقوم المجتمع الدولي بدور حاسم وفوري في تهدئة التوترات وكبح العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان». وأوضح «ان الرسالة الأبلغ التي يشدد عليها في كل لقاءاته واتصالاته الديبلوماسية هي تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 لكونه حجر الزاوية لضمان الاستقرار والأمن في جنوب لبنان».

مستوطنو «نهاريا» باتوا ليلتهم في الملاجئ بعد سقوط 30 صاروخاً ليلاً… والتعاون وثيق بين الجيش اللبناني و«اليونيفيل»

وفي هذا الإطار، لفت التأكيد المشترك من جانب قيادة الجيش اللبناني واليونيفيل على تجاوز الاشكال الذي حصل بين ضابط لبناني ودورية فرنسية حاولت تغيير مسارها في بلدة كفر حمام. وبعد بيان للناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي عن «أن اليونيفيل تواصل عملها وتنفيذ أنشطتها، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية بما في ذلك الدوريات المشتركة مع القوات المسلحة اللبنانية» صدر بيان عن قيادة الجيش- مديرية التوجيه جاء فيه: «تداول بعض وسائل الإعلام معلومات حول وقف الدوريات المشتركة بين الجيش وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان ـ اليونيفيل.
تؤكد قيادة الجيش أن الوحدات العسكرية تُواصل تنفيذ المهمات المشتركة مع اليونيفيل، والتعاون والتنسيق الوثيق معها، وذلك ضمن إطار القرار 1701، في ظل الظروف الاستثنائية والتطورات التي تشهدها البلاد ولا سيما الاعتداءات المستمرة من جانب العدو الإسرائيلي».

«لقاء سيدة الجبل»

وفي تداعيات المعركة المفتوحة في الجنوب، لفت «لقاء سيدة الجبل» إلى «ان اللبنانيين يعبّرون عن خوفهم من رد «حزب الله» على اغتيال فؤاد شكر ورد إسرائيل على هذا الرد بأشكال مختلفة على ما تؤكد التصريحات».
ورأى في بيان «أن الحكومة والمجلس النيابي غائبان.
ويدرك تماماً هذا الواقع من يراقب حركة النزوح الداخلي من قرى الجنوب المهدّدة وانتقال المدنيين إلى مختلف المناطق بحثاً عن منازل للإيجار هرباً من الحرب المحتملة، كما أن حركة المغادرة من مطار بيروت تعطي مؤشراً واضحاً عن خوف اللبنانيين ولجوئهم لأسرع طريقة للمغادرة. ويضاف الخوف السياسي من تشديد قبضة «حزب الله» على القرار الوطني وعلى تقرير مصير اللبنانيين وفقاً لمصالحه ومصالح إيران بمعزل كلي عن المصلحة اللبنانية».
واشار اللقاء إلى انه «أمام هذا الواقع المرير ومخاطر الحرب المتفاقمة» يطالب «نواب الامة بأن يبادروا إلى العمل لوضع مطار رفيق الحريري الدولي والطريق المؤدية إليه تحت الحماية الدولية، وفقاً للقرار 1701، وذلك بعد ان منع «حزب الله» الدولة اللبنانية والقوى السياسية من فتح مطار مدني ثان في القليعات ـ عكار، ومطالبة اللجنة الخماسية بوضع يدها على هذا الملف حماية للمطار ولحركة المسافرين من خلال تواصلها مع القوى الداخلية والخارجية، لكي لا يتعرض لبنان لعزلة دولية بحال حدثت الحرب».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    حزب الله قادر يمسحكم بضربة واحدة ورب الأقصى المبارك والبيت العتيق يا رفيق ✌️🇵🇸☹️💪🚀🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية