قديما وحين كان الورق نادرا والكتابة سرا، كانت الورقة الواحدة تحوي أكثر من نص، فمن الممكن أن يكتب نصّ على رقّ، أو ورق ثم يكتب عليه نصا آخر. كان يستعمل هذا الوراقون والنساخ حين كانت تظلّ الأوراق عندهم ولا تباع فيضطرون لكتابة نصوص جديدة لها حظها في البيع والنشر. العبارة الأصلية التي تسمى هذه الظاهرة باليونانية Palimsestos (بالعربية الطرس) التي تعني حرفيا الحك من جديد، يعني حكّ الحرف القديم لإعادة الكتابة على الورق نفسه. استخدمت عبارة الطرس في أصل اللغة، للدلالة على الرق وتكون أكثر تحملا للخط والاستعمال من أوراق البردي الثمينة، التي لا تتحمل كثرة الاستعمال وكانت هذه الرقائق الجلدية تستعمل في الكتابة وفي التعاويذ وفي غيرها من الاستعمالات، ومن الممكن أن يشتري البائع رقا فيه نصّ فإذا فيه نصّ آخر مخفٍ يمكن أن يسعى إلى قراءته في أوقات فراغه، أو قلقه، أو تطلعاته.
يقال إن التطريس، أي الكتابة على خيالات كتابة أخرى كان اضطرارا حين منع المصريون تصدير أوراق البردي في القرن الثاني قبل للميلاد إلى برغامون في آسيا الصغرى، خوفا من أن تصبح مكتبتها أعظم من مكتبة الإسكندرية، فقرر أمير برغامون استخدام الأوراق القديمة في كتابات جديدة. كانت تلك الرقائق تعرف بجلد برغامون واستخدمت هذه الأوراق في النصوص الدينية والقانونية الشرعية. ويبدو أن العرب حين كانوا في الأندلس طوروا هذه الصناعة، صناعة الكتابة على الجلد وقد تطورت صناعة الكتب بواسطة هذا الضرب من الرقائق الجلدية، بعد أن كان البردي يطوى.
استعاد الناقد والجامعي الفرنسي جيرار جينيت هذه العبارة وسمّى بها كتابه الصادر سنة 1982 «الطروس: الأدب في الدرجة الثانية» في معنى ربط نصّ بآخر صريح، أو ضمني وهو ضمن ما يسمّى بتناقل النصوص Transtextualité، وهي ظواهر كثيرة اشتهرت منها ظاهرة التناص، وأن تكون النصوص متجاورة أو في طبقات وأن يذكرك نصّ بآخر في قصيدة أو بحكاية فذلك – عند جينيت ومن آمن بالتحاور بين النصوص من أمثال باختين- طبيعي في تعايش الكلام؛ لكنّا نريد أن نتحدّث عنه باعتباره موقفا نقديا بين العامة، ولاسيما في تلقيهم ثقافات أخرى. إن الحكم على التفاعل بين النصوص على أنّه ظاهرة شاذة أو استفادة غير مشروعة، أو سرقة هو ما يميز الرأي العام في تناول هذه الظاهرة. قد يحدث في بعض الأحيان أن تقرأ آية قرآنية قراءة لا يمكن الرجوع فيها عن معانيها التي قرئت بها، على الرغم من الادّعاء أن ذلك ممكن. في سورة (الصافات 48) «وعندهم قاصرات الطرف عين»، قال المفسرون إن المقصود بقاصرات الطرف نساء قصرن أطرافهن، فلا يرين سوى أزواجهن. في هذا السياق نقرأ في تفسير الطبري: حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد ، في قول الله (قاصرات الطرف) قال: لا ينظرن إلا إلى أزواجهن، قد قصرن أطرافهن على أزواجهن، ليس كما يكون نساء أهل الدنيا». وتسمية النسوة بالعين يردونه إلى كبر عيونهن قوله (عين) يعني بالعين: النجل العيون عظامها، وهي جمع عيناء، والعيناء: المرأة الواسعة العين عظيمتها، وهي أحسن ما تكون من العيون. إلاّ أن من يقرأ هذه الآية بما ورد في المصادر المسيحية التي ترى أنّه لا حديث هنا عن النسوة، بل هو حديث عن الثمرات وأنّ الطرف هو الثمر البكر (أنظر منظمة الفردوس للقديس أفرام) وما قيل في قاصرات الطرف يقال في البيض المكنون في الآية اللاحقة، وهو في الآداب المسيحية يعني العنب الأبيض.
إنّ القراءة المقارنية بالرجوع إلى النصوص المسيحية، هي قراءة لنصّ حديث مكتوب على بقايا نصّ قديم هو الآثار المسيحية، وهذا يعني أن كثيرا من نصوص القرآن الكريم ينظر إلى أصدائها في النصوص الأقدم منها، أي النصوص المسيحية. وهذا النظر ممكن لأنّه يرى النصوص ومن خلالها الأديان واقعة في طبقات بعضها فوق وبعضها يشف عن دلالات بعض.
إلاّ أن المفسرين لا يمكن لهم أن يعودوا ولو شبرا عن مواقعهم في توصيف الجنة من أن النبات فد تحول إلى بشر. ليس لنا في النصّ القرآني هذه الآلية التوليدية ولكنّ لنا أيضا أن نؤول الجنة تأويلا لا يعني معناها اللغوي، بل تعني معناها الذي انتقلت إليه بواسطة المجاز. فالجنة لا تعني الضيعة المخضرة اليانعة، بل تعني هنا اسما نقيضا للنار، فيها مقام الخلود البديع حيث الخمر والنسوة، ولذلك تصبح المغفرة إجازة لا بالغلال بل بالنساء. التوليد من ثمرة إلى امرأة حدث من خارج النصّ، أو من خارج المواضعة الاعتقادية، التي بناء عليها قرئ النصّ الجديد من غير انتباه أو مراعاة للكتابة القديمة.
التفسير الديني للنص القرآني وهو تفسير لغوي لا يعتقد في كثير من الأحيان في أن الكتابة التحتية (القراءات المسيحية) كتابة غير مفيدة للكتابة الفوقية (النص القرآني)؛ وأنّ الذاكرة التي في تلك الكتابة لا تفيد الإطار، ولا المواضعة التي صيغت فيه الدلالات الجديدة، لهذا فإنّ القول بوجود نوع من العدول أو التحريف للمعنى، لا يمكن أن يقنع المفسرين، فهم ليسوا على جهل بما كان، بل هم على دراية به، ولكنّ الأيديولوجيا القرائية الجديدة تطالبهم بأن يتناسوا القديم.
بنى المفسرون ذاكرتهم على مواضعاتهم التي تبنوها من أن في الجنة من اللذائذ ما يجعل النساء عنصرا إضافيا من العناصر: هي ثمرة بشحمها ولحمها، ولكنّها أيضا امرأة حييّة لا تنظر إلا لبعلها، مثلما كان الأمر عليه في مواضعات الدنيا؛ والقطوف في القرآن قطوف دانية من امرأة وفية. إنّ القراءة التي لا تنفي النص هي قراءة تعترف به وتعترف بما ورد فيه، وعليها أن تعترف بأن بينهما تجاورا وتقاطعا. لكن القراءة المتعالية هي قراءة تكتب على النص القديم، وتريد أن تمحوه محوا لا يظهر بعده وعندئذ تصبح التأويلات التي تكتب على النص مساهمة في محو أثار ذلك النص القديم، أو الذي مُحي لكي يُكتب على الرق نصّ جديد، لأن جزءا مهما من التعالي يكون على حساب محو النص القديم أو الثاوي وراء النص الجديد.
الحور العين نسوة ولسن ثمرات هكذا يستقر الأمر في الكتابة الجديدة ولو أراد الله أن يشتقهن من الثمرات لفعل، ولكنّ هذا التخليق سيكون مرتبطا بالخلق الأول للإنسان في نص آخر. ففي سورة (ص 52) يقول تعالى، «وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ» في الآية تأكيد على العبارة وتأكيد على أنها وملازمتها كالعبارة الواحدة. وفي هذا التأكيد ترسيخ لصورة بواسطة إعادة العبارة المركبة المسكوكة حتى لا يدخل شيء من دلالة القاصرات القديمة، على أنهن ثمرات شهيات. أعتقد أن قراءة النصّ الديني على أنّه كالطرس، التي تخفي الكتابة الأخرى يمكن أن يفيد شيئا حتى في تطوّر التصوّرات ومنها التصوّر لكائنات الجنة: من ثمرة إلى امرأة.
أستاذ اللسانيات بالجامعة التونسية.
حاولت أطلس جهدها إقناعي في عام 2004، لعمل أي جهاز بدون لغة القرآن وإسلام، ورفضت بعناد، وقلت لهم لن أسمح بالتفرقة بيننا في القواميس،
وفوجئت بعد عدة سنوات، بقبول شروطي بالسعر الذي طلبت،
والذي كان أعلى من معدل الأسعار في السوق، بشكل عام،
وعندما بدأت العمل، عرفت لماذا تم قبول شروطي، لأن حتى مايكروسوفت لم تنتج أي منتج يستخدم لغة الكُرد/الأكراد، أي هناك عدة أحرف لا يوجد لها تمثيل/ترميز/تشفير/برمجة في نظام التشغيل،
فما يميز منتجات صالح (التايواني) منذ أول منتج صدر عام 1993، كان لنا تمثيل/ترميز/تشفير/برمجة ونظام التشغيل، خاص بنا، أي أننا أصحاب تقنية، أي لم نستخدم شيء من مايكروسوفت في برمجة Firmware والتي تختلف عن Software أو Hardware أو AI الآلة بشكل عام.
فلقد تبين لي، أن خراب أي علاقة، داخل الأسرة يا (بروين حبيب)، بسبب أدوات وتطبيقات (العولمة /الإنترنت/الشّابِكة) ما بعد 1945،
نقطة البداية، إلى المصائب كُلِّها في مجاملة/النفاق/مسايسة الجانب الآخر، من أجل بداية قبول التّقرّب من أجل الإنفراد،
من خلال الآلة/الروبوت أو وجها لوجه في غرفة أي فندق/شركة، داخل أو خارج أي دولة، في رحلة عمل/Business،
والحُجّة من أجل إنجاز أي عمل/إنتاج مُنتَج فنّي/مهني بجودة وكفاءة ذات مصداقية، بعيداً عن التمثيل تحت عنوان (المرأة أمام الكاميرا ووراءها أيضا) https://www.alquds.co.uk/?p=3421108
وشركة Netflix الآن عملاقة كل إنتاج، يكون له مردود مالي مُربِح، مسؤولي النجاح فيها، لخصّت خبرتها في كتاب،
تحت عنوان No Rules, Rules, Netflix, and the Culture of Reinvention لا أعلم هل تم ترجمته، أم لا؟!
الآن مجلس التعاون يمثل مفهوم دولة الإقتصاد، حسب رؤية كل دولة عضو، لقد ثبت نجاح كل نموذج من نماذج دول مجلس التعاون، والدليل ما موجود في الصندوق السيادي لكل دولة،
الآن السؤال، هل المستقبل إلى Entertainment Business أم Business Entertainment أم إلى AI Business؟!
بمعنى آخر، هل تسمح لي جريدة القدس العربي ببعض القسوة في الحديث، لإيقاظ المُثقّف السوداني، بشكل عام ود الشفيع خضر السعيد، بشكل خاص على زاوية الرؤية التي صاغت عنوان (حرب السودان ضد سيادته الوطنية) https://www.alquds.co.uk/?p=3421244
والأهم هو لماذا، كفى أسلوب ثقافة الأنا/السيادة/الوطنية وخزعبلاتها، يجب التّحوّل إلى ثقافة النحن كأسرة إنسانية، من خلال الاستعانة بتجربة طالبان (اللويا جرگا) وترجمة سجلات تدوين (الأرشيف العثماني)، من أجل رفع (الظلم) وإنصاف (المظلوم)، منذ أكثر من قرن من الزمان،
لا يجوز التعامل مع أي إنسان (ة) أو أسرة أو عشيرة أو شركة، على أنها برغي في آلة، أو بقرة حلوب، لتمويل العالة، مسؤول إدارة وحوكمة الدولة من جيش وأجهزة الأمن والقضاء، كما يحصل في (بيروقراطية) نظام الأمم المتحدة، منذ التأسيس،
وللتوضيح أكثر، حقيقة لا أعرف كيف يجب شكر جريدة القدس العربي، أم (د ناصر جابي)،
على ما تم جمعه ونشره تحت عنوان (لماذا يختلف الجزائريون حول تاريخ جمعية العلماء؟) https://www.alquds.co.uk/?p=3421202
والسبب لأن ما قرأت هو نفسه سبب مشاكل كل من شارك في العملية السياسية في (العراق)، ما بعد سقوط (الدولة)، أو نظام (الحزب)، أو نظام الرئيس (صدام حسين)،
وصول (دونالد ترامب)، للمرة الثانية إلى رئاسة أمريكا/نظام الأمم المتحدة، سيفرض تحديات جديدة على (الإقتصاد)، في أي دولة أو قارة، كانت تعتمد على النظام المالي الذي يمثله صندوق النقد والبنك الدولي،
حبيبي أبا ياسر، أشكرك على رابط هذا الحدث في مدينة الرياض
https://youtu.be/mofEOSUkMpA?si=NoCadckJradxxkta
والذي يُبيّن، جدية المملكة في موضوع تخصيص 100 مليار، من أجل جذب واستقطاب أهل الإنتاج في مجال AI إلى الإقامة في المملكة،
ومن هنا أهمية أن يكون هناك علاقة مباشرة بين شركتنا في السعودية مع مركز الملك سلمان لدعم لغة القرآن وإسلام الشهادتين، لتكون أساس مفهوم Saleh Halal AI بنسختها السعودية،
حتى تنافس ثقافة عقلية MacDonald Franchise Business Model غير الحلال، إلى Business Model يُمثّل ثقافة عقلية جملكو (الحلال) في أجواء بورصة أسهم سوق (العولمة الإنترنت الشّابِكة) أو التعامل (عن بُعد OnLine) من خلال الآلة/الروبوت التي في يد أي إنسان (ة) أو أسرة أو شركة،
فالسر أو المستقبل، إلى من يُحسن الوصول إلى (لغة إتفاق) مع الآخر قبل غيره، من خلال حكمة التكامل، بدل فلسفة الصراع/الحرب، أليس كذلك، أم لا؟! الله أعلم، هكذا علمتنا لغة القرآن وإسلام الشهادتين،
يا من كتب/فكّر/صاغ (عنوان) رأي جريدة القدس العربي، هل نموذج ديمقراطية (نتنياهو)، يختلف عن نموذج ديمقراطية (دونالد ترامب)؟!
تعليقاً على ما ورد تحت (من كرة القدم إلى الـ«البيجر» والابتزاز: تعددت الفضائح ونتنياهو واحد) https://www.alquds.co.uk/?p=3421563
من هنا أساء أو أخطأ في (فهم/قراءة/وعي) نموذج إقتصاد (الكيبوتسات) أو (واحة الديمقراطية) من بين كل كيانات سايكس وبيكو، ويعمل على فرض هذا النموذج حول العالم في نظام الأمم المتحدة بعد عام 1945؟!
إذا لم يفهم، ما حصل يوم 2/8/1990 من إحتلال دولة من دول مجلس التعاون في الخليج، والتي كان هيكل نموذج إقتصاد النظام مختلف، حيث تم تكوينه في عام 1980،
بعد فشل نموذج فكر تسريع عودة (المهدي/المسيح) المُنتظر في السيطرة على مكة يوم 1/1/1400 هجرية، والذي هو نفس سبب تكوين الكيان الصهيوني للعلم، والحمدلله.
أُعيد، ما فهمت عن مفهوم الحاجة أم الاختراع، من نقص الورق من أجل تدوين أي نص،
نشر أستاذ اللسانيات في الجامعة التونسية (د توفيق قريرة) عنوان (طبقات النصوص) https://www.alquds.co.uk/?p=3421438
لقد عرضت علي شركة أطلس التي تنتج القواميس الإليكترونية بعد إحتلال العراق يوم 9/4/2003، التي كانت تشتري مني القرآن الإليكتروني، طلب غريب،
والغرابة، هو أنتج قاموس اللغة الفارسية، فلماذا لا يستطيع إنتاج قاموس اللغة الكوردية/الكُردية، أو حتى العثمانية أو الچاويّة أو الأوردية وغيرها من اللغات التي تستخدم نفس تقنية طريقة رسم (الحرف العربي)؟!
لكني رفضت إنتاج، أي شيء بدون وجود لغة القرآن وإسلام الشهادتين، مع الإنجليزية وأي لغة أوروبية أخرى
سرقة مقالة بتغيير عُنوانها مِن سنخها:
صحيفة (الشرق الأوسط)، نُشر: 23:02-13 يوليو 2016 م ـ 08 شوّال 1437هـ/: د. حسن الحريري
كافكا وصيرورة الإنسان بين «التحول» و«المحاكمة» يرسم في أعماله «لوحة عبثية» للوجود الإنساني ويجسد اللامعنى.
بلحاظ ترجمة النصّ (التحوّل لا المسخ). نسخ بدون مُراعات حفظ حقوق النشر!، على هذا النحو👇:
موقع (الحوار المتمدن) -العدد: 8109 – 2024 / 9 / 23/: تأمل في تأثر ماركيز الشديد بافتتاحية رواية -التحول- لكافكا.