ليست قبور الفراعنة وحدها تحوي أجسادا مُحنّطة، فرؤوس الكثير من صُناع القرار في العالم عربا وأجانب تحوي عقولا مُحنطة، حتى ظنوا أن القضية الفلسطينية قد ماتت، وأن الشعب الفلسطيني قد ذاب في أصقاع العالم، بعد أن مات لديهم الوازع الأخلاقي والوازع الإنساني والوازع القانوني وحتى الوازع الديني. وإذا كان الصينيون القُدامى قد استخدموا الإبر لتحفيز الدفاعات الطبيعية للجسد ضد الأمراض، فإن الفلسطينيين استخدموا الأسلوب نفسه بوسائل أخرى لإيقاظ العالم على قضيتهم.
نعم لقد مرّ عام على الحرب في غزة، وما زال دوي المعارك هو الصوت الوحيد الذي يُسمع على الجبهات كافة، ولا تزال الحرب في أوجها، ولا يلوح في الأفق أي نهايات قريبة، وسط مخاوف من توسع أكبر لرقعة الصراع، لكن شعبنا في فلسطين ما زال حيا وقادرا على دفع أثمان صُنع كرامته وحريته وتحقيق استقلاله. نعم كان المسعى هو تذويب القضية الفلسطينية، تجزئة هذه القضية، ركنها على الرف، ولفت الانتباه الى أمور أخرى، حتى بدأنا نسمع، أن المسألة ليست مسألة الاحتلال، بل المسألة هي دخول إيران عليها…المسألة ليست الاحتلال، بل هي الانسداد السياسي، ومؤخرا باتت المسألة ليست الاحتلال، بل هي مُعاداة السامية. ويبدو أن إسرائيل ما لا تريد أن تواجهه، وهو أمر لا بد أن تواجهه، هو أن هناك احتلالا.
تكبّد شعبنا خسائر كبيرة في قطاع غزة خلال العام المنصرم، وبات حوالي 80% من القطاع مُدمرا، لكن إسرائيل التي زيّن الغرب وجهها القبيح بقناع حضاري باتت متوحشة أمام المجتمع الدولي
وعلى الرغم من طموحها بأن تكون دولة ديمقراطية ويهودية، كما تدعي، فلا مجال للتوفيق بين هذين الوجهين إطلاقا. فهم يقولون إن اليهود سوف يكونون أكثرية في ما يسمونها إسرائيل الكبرى، أو إسرائيل التاريخية، فيما الحقيقة أنهم أقلية، وإلى تناقص، في حين أن الأكثرية هم الفلسطينيون، وهم يرفضون حتى الإقرار بالوجود الفلسطيني من خلال التجزئة ومن خلال التفتيت، ومن خلال التعامل مع الفلسطينيين على أنهم حالة طارئة وليس على أنهم مجتمع له طموح وطني كما للجميع. إذن ما الحل؟ هنا تصبح المسألة بعد التسويف الأمريكي، الذي بقي يتكلم كذبا على مدى عقود عن حل الدولتين، وبعد الجمود الكامل لأي مفاوضات توصل إلى أن حل الدولتين مسألة حياة أو موت، وعليه فقد أقدمت المقاومة الفلسطينية على غزوة السابع من أكتوبر/تشرين الأول كحل أخير ووحيد، لإيقاظ العالم على حقيقة الشعب الذي سُرقت أرضه وشُرّد أبناؤه وبات يُقتل كل يوم. إن الكثير من الغربيين يتوهمون بحقيقة الصراع القائم وغالبا ما يتساءلون عن لُب الصراع، هل هو صراع ديني؟ هل هو صراع بين اليهودية السياسية مقابل الإسلام السياسي؟ أم هو صراع وجودي بين احتلال ومقاومة؟ لكن الحقيقة هي أنه ليس صراعا دينيا، ومن يقول بذلك فإنه يسعى لتأطير شكل الصراع لا أكثر. فالمقاومة الفلسطينية لإسرائيل لم تبدأ مع حركة حماس. كانت المقاومة الفلسطينية ذات هوية وطنية وليست دينية. وكانت أيضا مقاومة قومية. وقبل ذلك كانت تآلفا بين المسلمين والمسيحيين. وهنا لا بد من التذكير بأن العلم الفلسطيني الأول كان علم فلسطين الحالي نفسه لكن مع هلال وصليب. إذن المسألة ليست مسألة عقائدية دينية، ولا يمكن ربط المقاومة بحركة حماس لأنها ذات هوية دينية، ففكرة المقاومة للاحتلال هي الإساس. وقد انبثقت المقاومة الفلسطينية قبل ظهور حماس، وستبقى المقاومة قائمة ولن تزول بزوال هذا الفصيل المقاوم أو ذاك. فالصراع ليس دينيا، والصراع ليس تاريخيا بمعنى أن هنالك حسابات تاريخية بين اليهود والفلسطينيين أدت إلى الصراع. فالمسالة واضحة جدا أمام كل من ألقى السمع وهو شهيد، فهناك شعب يعيش على أرضه ثم جاء مُحتل من الخارج وسرق أرضه. وما يطالب به الفلسطينيون هو استعادة حقهم في الحياة الحرة الكريمة.
قد يقول البعض إن عام الطوفان كانت كلفته باهظة على أهلنا في فلسطين عامة وفي غزة خاصة، بينما الكلفة على إسرائيل أقل، وهذا كلام خارج عن المنطق تماما، ولا يستقيم مع حقائق الأمور. ولو كان هو كذلك لكان شعبنا في الجزائر ما زال يئن تحت الاحتلال الفرنسي حتى اليوم، ولما دفعوا أكثر من مليون شهيد. وعلى القياس نفسه تأتي فيتنام وغيرها من الشعوب التي ناضلت طويلا ودفعت كُلفا كبيرة ضد المحتلين. فالعدو الصهيوني واهم جدا إن ظن أن الاستمرار في القتل والتدمير سوف يأكل من جرف المقاومة، بل إن استمراره في العدوان على الأقل يمكن أن يشتري به بضعة شهور أو سنوات، ولكن الاستمرار بالعدوان يؤسس لأجيال جديدة من المقاومات التي ستجيب على التوحش. ولا بد من الإقرار بأن هناك حقا أصيلا، هو حق الإنسان الفلسطيني بأن يبقى في أرضه، وأن يكون هو صاحب السيادة على نفسه وعلى أرضه وداره. فما يقول به الإسرائيليون من حق لهم في فلسطين، لا يمكن أن يستقدمه نتنياهو والصهيونية الدينية بنصوص توراتية، لا يتفق عليها جميع اليهود في العالم. فلهم الحق في أن يؤمنوا بما شاءوا ولكن لا يستطيعون أن يُلزموا أحدا بإيمانهم. بالتالي ما يُتفق عليه من أن ثمة من هو على هذه الارض اليوم وهو هنا لأجيال، لا بد من التعاطي مع حقيقة كهذه. ولكن المنطق الإسرائيلي اليوم، الذي يتجاوز نتنياهو هو منطق إقصائي. وهو منطق يعطي حقا حصريا للإسرائيليين بفلسطين، بينما يستثني صاحب الأرض الحقيقي ويدعو الى إقصائه واستئصاله أيضا.
إن ما يجب التذكير به بعد عام من عمر طوفان الأقصى هو أنه في عام 2010 ونتيجة لسياسة الحصار الإسرائيلي، الذي بدأ عام 2005 على قطاع غزة، أصدرت الأمم المتحدة تقريرا قالت فيه، إن غزة بحلول عام 2020 ستكون غير صالحة للحياة، وأصدرت توصيات بضرورة رفع الحصار عنها، أو تخفيفه وتسهيل عمل المنظمات الدولية للتخفيف من معاناة السكان فيها. ثم حدّثت الأمم المتحدة معلوماتها وأصدرت تقريرا آخر قالت فيه إن غزة لن تكون صالحة للعيش حتى قبل عام 2020. كل هذا قبل السابع من أكتوبر وليس بعده. إذن كان السابع من أكتوبر نتيجة من نتائج الاحتلال والقتل والتدمير والتجويع الذي مارسه العدو على مدى عقود طويلة. نعم لقد تكبّد شعبنا خسائر كبيرة في قطاع غزة خلال العام المنصرم، حيث بات حوالي 80% من القطاع مُدمرا، وهناك عدد كبير من الشهداء والجرحى والمفقودين الفلسطينيين، لكن إسرائيل التي زيّن الغرب وجهها القبيح بقناع حضاري باتت متوحشة أمام المجتمع الدولي، وبه كسبت القضية الفلسطينية زخما كبيرا من التأييد والفهم العقلاني قل نظيره من قبل، وتحركت المؤسسات الدولية القانونية، وشرعت بتجريم قادة العدو السياسيين والعسكريين. وبذلك خسرت إسرائيل الكثير من التعاطف والتأييد الذي نالته سابقا من الكثير من الدول والشعوب على يد أبطال المقاومة الفلسطينية.
كاتب عراقي
بل العاصفة التي عرت زيف النفاق الأمريكي البريطاني الغربي الحاقد الغادر الجبان الذي يرسل أسلحته القذرة لقتل أطفال ونساء غزة هذي سنة كاملة وهم يرسلون أسلحتهم الفتاكة القذرة لحصد أرواح الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين والسوريين واليمنيين بلا رحمة أو شفقة ✌️🇵🇸😔☝️🚀🐒🚀🐒
عنوان المقال رائع لكن فيه مغالطات كثيرة في الشرح .. كيف ليس،صراعا دينيا وهم يريدون ضرب الخط الاستراتيجي النبوي خط الإسراء والمعراج دخلوا عن طريق الفساد إلى السعودية ويريدون هدم الأقصى.. كيف لا يكون صراعا دينيا والمستهدف منه الإسلام وقد وضعوا إسرائيل في قلب الوطن العربي عند مسرى الرسول صل الله عليه وسلم.. شدني العنوان وصدمني المتن.
عندما يكون الصراع بين صاحب الارض وبين من آتى من شتى أصقاع الارض اليها واحتلها وشرد شعبها يكون الصراع وجوديا وليس دينيا بغض النظر عن عقيدة الطرفين الدينية.
الصراع مع اليهود صراع ديني بامتياز هم يقولون ذلك ونحن نقول اكثر من ذلك ولن نتهرب من هذه الحقيقة بل نزكيها، وهو كذلك صراع وجودي اما نحن وإما هم.
هذا صراع ديني تلمودي صهيوني مسيحي إنجيلي ضد العرب والمسلمين وضد المسيحيين في فلسطين كذلك حيث مسيحية الغرب رهينة عقيدة صهيونية دينية زاءفة متسلطة ومختطفة لمسيحية الغرب برضى وقبول ساسة الغرب المنافقين وتجر وراءها الفاتيكان الذي لا يستطيع باباواته الاعتراض ورفع الصوت ولا حتى همسا.
اما عن المرحلة السابقة للصراع والتي قامت بها حركات قومية غير دينية فلسطينية وعربية فقد تم هزيمتها وتدجينها وانتهت بأوسلو لأنها لم ترتكز على عقيدة دينية راسخة لا تتزعزع حالها حال هزيمة كل الأنظمة العربية.
قضية فلسطين هي قضية الله في ارضه في هذا الزمان، وبعد استهلاك وفشل كل التيارات المجربة الاخرى، استلمت حماس في غزة بشكل أساسي وحزب الله في لبنان قيادة ودفة المقاومة التي قلصت مساحة اسراءيل وأدبتها وقصقصت جناحها وكشفت الخونة على امتداد العالم العربي وعرتهم وفضحتهم امام شعوبهم المنكوبة بهم، وحبل المقاومة على الجرار برغم التضحيات حتي التحرير وكنس العناكب من فلسطين وكنس عملاء الكيان من الخونة وإلقاء الجميع في مزابل مجاهل الكون التي لا يعلمها الا خالقها.
أين دليلك على انها حرب دينية؟ نريد دليلا وليس قولا . الصهاينة يدّعون ان فلسطين ارضهم ، بينما هي ارض عربية فلسطينية . اذن الصراع بين مُحتل وصاب الارض.
إذا كنت لا تومءمن بكلام الله فهذا شأنك. دليلي القران كله عن بني اسراءيل الذين يمثلهم نتانياهو وجنوده في هذا الزمن العربي الرديء.
ولك انت بالذات اخصص سورة الإسراء.
وزيادة، حديث الرسول عن المرابطين في اكناف بيت المقدس.
التهرب من واقع الحرب الدينية بحجة حداثة او حضارة لهو انسلاخ عن الواقع وخروج من الجلد وارتداء ثوب واسع مع تملق العداء من اجل تهوين الموقف من اجل الرضا ولن يرضوا مهما فعلت.
” لكن إسرائيل التي زيّن الغرب وجهها القبيح بقناع حضاري باتت متوحشة أمام المجتمع الدولي”.
لكن لا زال في الغرب من يدافع ويعتبر الكيان الغاصب واحه للديمقراطيه ويمده بكل وسائل التدمير. نأمل في وصول الوعي لشعوب الغرب.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، طوفان الأقصى: العاصفة التي أيقظت العالم. تاريخ ابتداء هذه الحرب الصليبية من تاريخ الوعد المشؤوم 1917 هذا هو التاريخ الحقيقي لهذه الحرب القذرة التي شغلت العالم العربي حتى اليوم وستشغله لسنين كثيرة إذ لم يتحرك العالم العربي ووقف العدوان على غزة ولبنان وحل القضية الفلسطينية وإنشاء دولة مكتملة الأركان من جيش قوي وشرطة ومؤسسات الدولة الحديثة للشعب الفلسطيني وهذا حقه ولماذا نقول إنها حرب صليبية ولم يقل إنها حرب دينية إسلامية من طرفنا العالم العربي لم يعتد على أي دولة ولم يتم ذكر هذه الحرب دينية من قبل العالم الإسلامي ولكن من الذي اغتصب الأرض هل إسرائيل فقط هذا خطئ شنيع الأرض احتلت من الغرب بالكامل وأمريكا والماسونية العالمية إذن نحن أمام حرب صليبية دينية تلمودية هم يفتخرون بهذا ونحن ننفي يتم محاربة العالم العربي الإسلامي من أجل هدم الإسلام وإرهاب المسلمين وكل ما يتم في المنطقة الآن من هدم وتخريب وقتل بعد كل أذلك ماذا نطلق عليها. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
أخطأ العرب والفلسطينيين بتاطير القضية الفلسطينية بإطار قومي وتاريخي وديني وكلها انت بنتائج عكسية لأنهم تناسوا انها قضية حق وشعب مشرد من ارضة والآن جعلوا الأقصى هو لب الصراع وستقوم إسرائيل لاحقا بإعطاء الأقصى لهم وحتى القدس ولكن سيدمجون مع الأردن وغزة مع مصر مع اقتطاع أجزاء وتبادل مع أخرى والايام بيننا