عائلات بكاملها استشهدت… وشهادات مؤلمة للأقارب

بهاء طباسي
حجم الخط
0

غزة – «القدس العربي»: “يا وجع قلبي يا عطا”، صرخة أطلقتها ريم عاشور، شقيقة أحد الشهداء الذين ارتقوا في قصف طيران الاحتلال منزلين في حي النصر شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، قبل أن تنفجر باكية، طالبة من الله الأجر في المصيبة.
السيدة المكلومة على أخيها تقول لـ “القدس العربي” والدموع تنهمر من عينيها، إنها فقدت آخر إخوتها خلال القصف الذي استهدف منزلهم في بلدة النصر شرق المدينة “أصبحت وحيدة، ولا يوجد لي إخوة، شقيقتاي الاثنتان استشهدتا، وأخي الذي استُشهد كان في التوجيهي، وقال لي: (والله لأتحصل يا أختي على معدل عالي والتحق بدراسة الطب”.
وتضيف بحسرة “كما ترى حجم الدمار الهائل الذي لحق بالمنزلين في المنطقة التي قال عنها الاحتلال “إنها آمنة”، الصواريخ الإسرائيلية قضت على إخواني وإخوتي بلا رحمة”.
وكان طيران الاحتلال قد قصف، أمس، منازل عائلات الجرمي ومعمر وغنام وعاشور شمال وشرق ووسط مدينة رفح، ما أسفر عن ارتقاء نحو 30 شهيداً بينهم 10 أطفال، ضمن حصيلة وصلت إلى 100 شهيد.
في زاوية أخرى من منزل عائلة معمر فإن جهود الأهالي وفرق الدفاع المدني تتواصل على قدم وساق في انتشال جثث الشهداء تحت الأنقاض، فيما تتراص الجثامين المستخرجة في أكفانها في صفوف أمام المنزلين المدمرين.
علي النبهان، أحد جيران عائلتي معمر والجرمي، يعبر عن حزنه الشديد لما ألم بأهل المنزلين القريبين منه بكلمات غير مفهومة من شدة البكاء: “حسبي الله ونعم الوكيل، مدنيون وأطفال قصفوهم، وكان الناس آمنين في البيوت، الاحتلال لم يبق أحد”.
ويقول لـ “القدس العربي”: “عائلة حنيدق جميع أفراد عائلتها، استشهدوا وشطبوا من السجل المدني الفلسطيني”، مضيفا “عائلة حنيدق نزحوا من خان يونس، وتتكون من 7 أشخاص من بينهم الأب الذي كان يعمل مدرسا، والأم دكتورة تعمل في الجامعة الإسلامية”.
سفيان العمري، شهد الواقعة بعدما نزح من بيته في شمال قطاع غزة إلى رفح بناءً على طلب الاحتلال الذي وجهه إلى المدينة الفلسطينية الجنوبية: “قالوا لنا منطقة آمنة وذهبنا إلى الأمان؛ لأنهم وجهونا إليها لكن بعد هذه الليلة الدامية في رفح (ليلة أمس) لا يوجد أمان في أي مكان”.
مكملا بغضب خلال حديثه لـ “القدس العربي”، “هؤلاء ناس مجرمون، احتلال لا يرحم كبيرا ولا صغيرا، كلهم أطفال الذين تم قصفهم”.
سفيان يدعو الله على الاحتلال بعد ما أحدثوه من مجازر ضد الأطفال في رفح، مؤكدًا لـ “القدس العربي” خلو المدينة من عناصر حركة حماس والمقاومة الفلسطينية. وأخذ يشير إلى جثث الأطفال الذين قضوا من عائلتي معمر والجرمي “هؤلاء من قصفوهم بصواريخ، قلبت حياة الناس إلى أهوال عظيمة، قالوا لنا رفح آمنة، ولكن أنظر ماذا أحدثوا؟ يقصفون في المواطنين دون علم ولا إنذار”.
أما الرجل الستيني أبو ماهر غنام فيحكي غاضبًا عن فقدان ابنته وحفيده خلال إحدى الغارات الإسرائيلية على رفح “ابنتي كانت قد أنجبت منذ أسبوع، وراحت تجلس عند جيران لهم في مخزن، قصفوها، هي وزوجها وطفلها حديث الولادة وآخر رضيع يبلغ من العمر عامًا ونصف، دون سابق إنذار، فاستشهدوا جميعًا”.
جمال السطري، شاهد عيان آخر ونازح من خان يونس، يستنكر تقاعس الدول العربية عن نصرة أهل غزة، ويقول: “دبابات العرب متخاذلة. لنا أربعة أشهر ولم يجدوا لنا حلا”.
وأشار لـ “القدس العربي” إلى “استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي دون تحرك عسكري أو دبلوماسي عربي يفرض على الكيان الصهيوني إنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد سكان القطاع المحاصر”.
ويخشى أبو جمال أن يستيقظ من نومه المتقطع ذات يوم على صوت صاروخ إسرائيلي يسوي المخزن، الذي يعيش فيه رفقة زوجته وأبنائه الأربعة، بالأرض، واستشهاد أحد أفراد أسرته أو كلهم، مناشداً العالم الغربي بوضع حد للمجازر التي يرتكبها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجيشه في قطاع غزة.
ويشدد على ضرورة ممارسة ضغط عربي على حكومة الاحتلال؛ كي تبتعد بطائراتها وصواريخها عن مدينة رفح التي يسكن فيها الآن نصف سكان غزة، أكثر من 1.5 مليون لاجئ قائلاً: “ضروري كل الأطراف العربية والدولية أن يجبروا الاحتلال الصهيوني على الابتعاد عن رفح، فيها نساء وشيوخ وأطفال وشعب مسالم”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية