عام اخر يا سوريا… من يجرؤ على التفاؤل؟

حجم الخط
21

في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة اعوام القى طفل من مدينة درعا حجرا في بحيرة آسنة، قوض جدار الصمت العتيق، وخط على الرمل طريقا الى حرية طال غيابها، وجعلها تبدو ممكنة.
في مثل هذا اليوم التحقت سوريا بركب الربيع العربي، مع تفتح الزهور في ربوعها الخضراء، املا في نهاية شتاء استمر لعقود تجمد فيها الامل في سوريا جديدة تنتمي الى عصر جديد.
لكن النظام الذي لا يجيد الا لغة واحدة، وسياسة واحدة، وتحكمه اسرة واحدة، باجندة فيها بند واحد: البقاء في السلطة الى الابد، وبأي ثمن، ابى الا ان يفرض لون الدم على هذه الصورة المفعمة بالنبل.
ولا يتسع المجال هنا لسرد وقائع دراما هذه الثورة التي باتت رسميا حربا اهلية، بعد ان تداعى كثيرون على قصعتها، من داخل سوريا وخارجها، ففضوا براءتها، وسرقوها من اصحابها الشرعيين، لترتفع رايات سوداء، وشعارات ايديولوجية جوفاء كاذبة لا علاقة لها بدين او وطن، او ليتخذها البعض بضاعة يتاجرون فيها، فيحصدون من ورائها الملايين، فيما تؤكد الامم المتحدة ان تسعة ملايين سوري يعانون من الجوع، بعد ان تعرض نحو اربعين بالمئة من ابناء هذا الشعب الكريم الى التشرد. بينما تشير الاحصائيات الى ان عدد القتلى يحوم حول مئة وخمسين الفا، ناهيك عن العدد الهائل من المصابين وضحايا الانتهاكات بكافة اشكالها.
ومن المفارقة التي تدعو للبكاء اكثر من الدهشة، ان تحل الذكرى الثالثة للثورة السورية، فيما يواصل النظام السوري عرض المسرحية القديمة نفسها: (استفتاء على تمديد رئاسة بشار الاسد)، بينما يقر نظامه بخروج بعض المناطق عن سيطرته، فيما تتواصل ‘حفلة القتل المجاني’ بين فصائل وميلشيات وجيوش ومسلحين من كل صنف ولون في العديد من المحافظات.
وكأن هذا الاستنساخ للتراجيديا اليونانية او الجرائم النازية يجري في بلد اخر، لم ‘يستح’ اعلام النظام من عرض صور قبل يومين قال انها لمواطنين يعلنون تأييدهم لبشار في اجواء احتفالية، بعد ان قام بزيارة يفترض انها ‘انتخابية’ الى احد المراكز الاجتماعية في دمشق.
اما الجوهر الحقيقي للمأساة السورية فهو ان احدا لم يعد يجرؤ على التفاؤل، بعد ان بشرنا بعض المتاجرين بهذه المأساة بأن النظام ‘يوشك على السقوط، بل انه سيسقط حتما قبل حلول الصيف، لكن دون ان يحدد في اي عام’.
فالمعارضة، التي كانت محقة، اعتبرت بشار مجرم حرب، عادت فقبلت ان تجلس معه في جنيف، لتخسر مصداقيتها، او ما كان بقي منها، ويعود وفده باعتراف دولي ضمنيا بشرعيته، سمح له بالمضي قدما في هذا الاستفتاء الدموي على رئاسته.
اما الولايات المتحدة فتتصدر قائمة الضحايا السياسيين، اذ فضح الصراع السوري فقدانها للنفوذ التقليدي في الشرق الاوسط، بعد ان راهنت على انها يمكن ان تصل الى ‘اهداف مشتركة’ مع روسيا، تقوم على التضحية بالنظام والحفاظ على مصالحها. الا ان مؤتمر جنيف كشف مدى حمق هذه الاستراتيجية، وسذاجة الرئيس الامريكي الذي بنى عليها سياسته.
اما الامم المتحدة ومبعوثها الاخضر الابراهيمي، فاكتفى بالاعتذار للشعب السوري عن فشله، وكأن الآلاف من الذين قتلوا بسبب فشله ذلك ليسوا بشرا. واصبح واضحا انه يكتفي بتحقيق نجاحه الشخصي في الاحتفاظ بمنصبه. بينما لا تملك المنظمة الدولية الا تجديد الدعوة للمفاوضات، ولو من اجل المفاوضات فقط، او ذرا للرماد في عيون عالم لم يعد يبالي كثيرا بارقام الضحايا اصلا.
وبينما تواصل روسيا وحلفاؤها سياسة واضحة، ولا تبدو مضطرة لمراجعتها بعد ان اتت بثمارها تثبيتا للنظام، واستعادة لنفوذ اقليمي، يبدو ان اي حل سواء سياسيا او عسكريا في سوريا بات مؤجلا الى اشعار اخر.
عام اخر يا سوريا بين فكي ديكتاتورية دموية وارهاب اسود بحضور عربي هو اقرب للغياب، مع كثير من الاسف بل والبكاء ايضا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول S as:

    Assad 100%

  2. يقول رضوان بن الشيخ عبدالصمد -Sweden:

    اللهم انصر المستضعفين في سوريا

  3. يقول حامد الصالح فرنسا:

    الحضور العربي كان مع الارهابيين والمال النفطي ايضا ولكن هزمهم جيش قوي صامد هو الجيش العربي السوري وقائد تاريخي وشعب خلفهما , ونصيحة للعرب اعدوا سفرائكم مع رسائل اعتذار لتقبل حكومة سوريا الاسد عودتهم .

  4. يقول Fissel:

    في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة سنوات نجحت اسرائيل باشعال الفتنة في درعة بعد ان ركبة موجات الثورات العربية وحولتها لمصلحتها جميعآ وعندما الشعب السوري لم يخرج بالمظاهرات ضد نظامة جهزت اسرائيل وامريكا وبعض دول الارهابين وارسلتهم الى سوريا حتى ينجح المشروع الاسرائيلي باخضاع سوريا للصهاينة كما فعلوا ببقية الدول العربية ولاكن الخطة لم تنجح بعدما عرف الشعب السوري الهدف هو تدمير سوريا وشعبها ولاكن الاعداء اتخذوا النظام شماعة حتى يسقطوا سوريا نهائيآ ويجعلوها كالعراق والصومال وليبيا لا جيش ولا يحزنون طوائف حسب مطالب اسرائيل تقتل بعض وحرب اهلية لا لها لا اول ولا اخر ولاكن جيش سوريا خيب املهم وجعلهم يخرجون بخفي حنين , فاقتلوا الارهابيون اينما تجدونهم ولا تقبروهم ابدآ اجعلوا الحيوانات تفترس جثثهم حتى تشفي صدورنا .

  5. يقول محمد يعقوب:

    المعارضة السورية لم يقتصر موقفها على الجلوس مع النظام الفاشى فى جنيف مما ثبت شرعية النظام، بل خرج علينا عضو الهيئة التأسيسية فى الإئتلاف الوطنى السورى المعارض، بعرض سخى لإسرائيل ببيعها هضبة الجولان مقابل التدخل ودعم المعارضة السورية وإسقاك نظام بشار الأسد بإقامة منطقة حظر جوى فى جنوب سورية! لا أعتقد أن هذه القناعة لدى المعارضة السورية قد تولدت هذه الساعة، بل تم دراستها جيدا وربما تم عرضها على أميركا ولذلك قامت بإلغاء الضربة للنظام حتى يصدر مثل هذا العرض من المعارضة لمكافأة إسرائيل بالجولان مقابل إسقاط الأسد. إذا ثبت صدق هذا التصريح عن المعارضة،فإن هذه المعارضة وعلى لسان الدكتور كمال اللبوانى قدمت خدمة جليلة لنظام الأسد بأنه ربما أكثر وطنية من المعارضة….

  6. يقول ع.خ.ا.حسن الاردن:

    2. بسم الله الرحمن الرحيم.بداية عام رابع على اكبر مأساة دموية متواصلة شهدتها سوريا من نظام قاتل مارس هذا القتل الوحشي قبل ذلك بما يقرب من نصف قرن ولكن بوتيرة ظرفية متقطعة بدأت بالقضاء على رؤوس البعث المعارضين للاسد الاب من خارج الطائفة العلوية وقليل من داخلها،واستمرت بالاغتيالات الفردية والزج في السجون التي توجت بمذبحة سجن تدمر وقتل اكثر من 500 معتقل وبدم بارد ولم تنتهى بمجزة حماة والتي حصدت عشرات الآلاف من الاطفال والرجال والنساء والشيوخ وهدمت اكثر من ثلث عمران المدينة المنكوبة بحجة انها تؤي الاخوان المسلمين المحكوم على اي سوري ينتسب اليهم بالاعدام.هذه الدموية المفرطة نفذها رفعت الاسد اقتداء بستالين الذي قتل الملايين الكثيرة حتى استتب له حكم الاتحاد السوفييتي كما زعم هذا المجرم القاتل المتوحش وانا اجزم كذلك ان ملالي ايران هم احفاد ابن سبأ وهم حلفاء استرتيجيون لكل اعداء العرب والمسلمين الصهيوصليبيين الاستعماريين وان ما يجري في منطقتنا هو تآمر دولي بزعامة روسية امريكية لايجاد هلال شيعي متحالف مع اسرائيل ضد الكل العربي الاسلامي.ولكن وفي النهاية انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد

  7. يقول barf:

    الله يرحمُك…….يا سوريا ,,,,
    والله….انها دُرامة …….ومأساة انسانية لا يستهلها الشعب السوري,,,,,
    سوريا….جنّةٌ تلاقتْ واجتمعت فيها كل ارهابيي العالم….والقتلة والمجرمين…..إنها كارثة التاريخ المعاصر بكل معنى الكلمة
    اسمعوا ماذا يقول احد هؤلاء السفّاحين…. “أبومحمد العدناني” الناطق الرسمي باسم “داعش” حول الأوضاع في سوريا …..حيث يقول الارهابي وهذا واحد من الالاف منهم إنْ ……… “كل من يدعو لدولة مدنية هو عميل وشريك لليهود والصليبيين وطاغية” وتطرق إلى القوى التي تقاتل تنظيمه في سوريا وبينها “جيش المجاهدين” و”وجبهة ثوار سوريا” متهما إياهم بـ”الغدر بالموحدين” وأضاف: “يا من وقعتم على قتال المجاهدين، لا تغتروا إن أصبتم منا غرةً جبانةً غادرة، فقد طعنتمونا من الخلف ومقراتنا فارغةُ إلا من بعض الحراس ولو كنتم شجعاناً لأنذرتمونا.”
    وألمح العدناني إلى إمكانية أن تسحب “داعش” قواتها من العراق لخوض المعارك في سوريا قائلا: “إن لنا جيوشا في العراق وجيشاً في الشام من الأسود الجياع، شرابهم الدماء وأنيسهم الاشلاء.. فوالله لنسحبنهم ألفاً ثم ألفاً ثم والله لن نبقي منكم ولن نذر ولنجعلنكم عبرة لمن اعتبر.. وإني منذرُ لكم، رأيت البلايا تحمل المنايا، أسود غاب جائعة.”
    وختم العدناني كلمته بدعوة جنود التنظيم إلى “سحق” المعتدين وأضاف: “الدولة الإسلامية في العراق والشام تعلن أن الائتلاف والمجلس الوطني مع هيئة الأركان والمجلس العسكري طائفة ردة وكفر وقد أعلنوا حربا ضد الدولة وبدأوها، لذا فكل من ينتمي لهذا الكيان هو هدف مشروع لنا في كل مكان.. وقد رصدنا مكافأة لكل من يقطف رؤوسا من رؤوسهم وقادتهم.”

  8. يقول سامح // الامارات:

    شكرا لقدسنا العزيزة ع المقال الجميل .
    * ( النظام السوري الفاسد ) …لن يستسلم وسيكمل المشوار ( المسخرة )
    ويرشح الطاغية ( بشار ) من جديد كزعيم …واحد …أوحد لسوريا
    وستخرج المظاهرات ( مدفوعة الثمن ) مقدما …تأييدا لبشار ليكتمل
    الفيلم ( الأسود ) …ويبقى الطاغية جالسا ع الكرسي …كرسي الندامة
    كرسي الدم …كرسي التخلف والجهل والإجرام …؟؟؟!!!
    * الشعب السوري الأبي …بعد كل ما قدم من تضحيات جسيمة …
    وصل نقطة ( اللاعودة للوراء ) …وسوف يستمر ف ثورته النبيلة الشريفة
    حتىّ يتحقق ما يصبو إليه من ( حرية وكرامة وعدالة ) للجميع .
    * نقطة أخيرة : الى ( روسيا ) الإنتهازية …و( ايران ) الخبيثة
    والى جميع المنظمات الإرهابية المتطرفة أمثال ( داعش ) :
    قاتلكم الله وانتقم منكم …والى جهنم وبئس المصير .
    شكرا .

    1. يقول I LOVE SYRIA and BASHAR:

      لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
      رقصت على جثث الأسود كلابا
      لا تحسبن برقصها تعلوا على اسيادها
      تبقى الأسود اسوداً والكلاب كلاباً

  9. يقول حسن علي سوريا:

    ان ما يذوقه الشعب السوري اليوم من ارهاب عالمي دولي هو نفسه ما يزال يدمر ويقتل الشعب الفلسطيني الجريح هو ذاته الارهاب نفسه والسلاح نفسه والداهم نفسه والمومول نفسه والاهداف نفسها

  10. يقول الامام العزوزي:

    هدا هو العام الاخير لقد حسمت المعركة قائد الجيش الحر تدرب لدى اقوى جيش في العالم جيش خبير في هزم العرب .المعارضة ستدخل دمشق على الدبابات الاسرئلية والمقبل التنازل عن الجولان )

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية