يتهم قادة فلسطينيي الداخل في تصاعد معدلات الجريمة والعنف، الحكومة الإسرائيلية بالتواطؤ مع تجار السلاح والمجرمين من منطلق “فخار يكسّر بعضه”.
الناصرة-“القدس العربي”:كما هو الحال في بقية أرجاء العالم، طغت عدوى كورونا على كل أحداث العام 2020 في مناطق 48 وفي البداية بقيت نسب انتشارها لدى فلسطينيي الداخل قليلة جدا لكنها ما لبثت أن تفشت واستشرت نتيجة عدة أسباب أهمها الرغبة في إقامة حفلات زفاف وبيوت عزاء بخلاف تعليمات الوقاية. وكانت النتيجة أن قتلت العدوى نحو 120 من فلسطينيي الداخل وأصابت الآلاف منهم، قسم مع مضاعفات صحية، وصنفت الأغلبية الساحقة من بلداتهم كبلدات حمراء أي مصابة بالعدوى. ومن باب التكافل مع قرية دير الأسد الفلسطينية كتب الأديب الياس خوري مقالا أكد فيه أنه حتما ستشرق الشمس من بابها قريبا وقال فيه “قلوبنا مع أهالي دير الأسد” وهي قرية استلهم من سيرتها روايته “باب الشمس”.
استفحال الجريمة
وقد تسبب جائحة كورونا في تعميق الفقر والأزمة الاقتصادية واستفحال العنف والجريمة التي بلغت نسبا غير مسبوقة. فقد أدت لقتل 100 شخص في مشاجرات فردية وعائلية أو على يد عصابات إجرام محلية. ويتهم قادة فلسطينيي الداخل الحكومة الإسرائيلية بالتواطؤ مع تجار السلاح والمجرمين من منطلق “فخار يكسّر بعضه” ولذا فقد جددوا الاحتجاجات على ذلك ومن بين فعالياتهم إغلاق “شارع عابر إسرائيل” الذي يعتبر شريان الحركة المرورية الأساسي من الشمال حتى القدس بواسطة قافلة مراكب حملت الرايات السوداء والشعارات باللغتين العربية والعبرية.
أكبر تمثيل برلماني
وشهد العام ثالث انتخابات إسرائيلية عامة في غضون عام ونصف العام، حيث جرت انتخابات الكنيست الـ 23 في 2 آذار/الماضي وفيها تمكن فلسطينيو الداخل من إرسال أكبر عدد من مندوبيهم للبرلمان الإسرائيلي عبر القائمة المشتركة التي فازت بـ 15 مقعدا. وقد أوصت “المشتركة” على رئيس حزب “أزرق- أبيض” بيني غانتس أمام رئيس الدولة كي يشكل حكومة بدلا من بنيامين نتنياهو، لكن الأخير انقلب على المشتركة وعلى حزبه ودخل في حكومة وحدة وطنية مع “الليكود” مما صعد النقاش السياسي لدى فلسطينيي الداخل حول التوصية عليه ومدى استحقاقه لها. قبيل نهاية العام بأيام انتخبت الفعاليات السياسية محمد بركة رئيسا للجنة المتابعة العليا وهي الهيئة القيادية العليا في أراضي 48 علما أن بركة يترأسها منذ 2015 وقد فاز بنسبة 80 في المئة من أصوات المجلس المركزي في “المتابعة” بعدما كان مرشحا وحيدا.
إحياء أيام وطنية عن بعد
في هذا العام أحيى فلسطينيو الداخل أيامهم الوطنية من خلال فعاليات متنوعة رقمية وعبر تطبيقات زوم ومنتديات التواصل الاجتماعي بسبب انتشار عدوى كورونا، وهكذا اقتصرت زيارات الميدان وأضرحة شهداء مجزرة كفر قاسم ويوم الأرض وهبة القدس والأقصى وذكرى النكبة على عدد قليل من الناشطين.
تكافل مع بيروت
ونظمت لجنة المتابعة العليا حملة إغاثة وحدوية لدعم الشعب اللبناني بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت وقد اعتبرتها “المتابعة” رسالة هامة من الجماهير الفلسطينية في الداخل على وحدة الموقف.
الشيخ رائد صلاح
ورفضت المحكمة المركزية في حيفا استئناف الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية المحظورة وفرضت عليه حكما بالسجن الفعلي 28 شهرا بدأ بتنفيذه في شهر آب/اغسطس المنصرم علما أنه قضى سبعة شهور من هذه المدة سيتم تنزيلها من مدة الحكم بالسجن. جاء ذلك بعد إدانته بتشجيع “الإرهاب” عقب الإشادة بشباب أم الفحم الذين نفذوا عملية الأقصى في 2017 وقتل فيها شرطيين إسرائيليين واعتباره منفذي العملية شهداء والتبجيل بهم مما اعتبرته المحكمة الإسرائيلية حضاّ على العنف.
صفقة القرن
وغداة الكشف عن “صفقة القرن” وعن تضمنها بندا عن تبادل المستوطنين بفلسطينيي الداخل في منطقة وادي عارة ومدينة أم الفحم خرج المواطنون للتظاهر ضدها مؤكدين أنهم باقون في وطنهم ولن يسمحوا بوقوع ترحيل جديد.
راحلون
رحل في الشهر الأخير من هذا العام الكاتب الصحافي أديب أبو علوان في لندن التي انتقل إليها من الناصرة قبل نحو العقدين. يذكر ان المرحوم أبو علوان هو من أوائل الفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 48 الذين التحقوا بحركة فتح حيث انضم إلى صفوف الثورة عام 1969 وشكل خلايا. عمل مع القائد الشهيد خليل الوزير “أبو جهاد” وكان رئيسا لفرع الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين في بريطانيا.
في تشرين الثاني/نوفمبر رحل الموسيقار صدقي شكري ابن مدينة عكا وقد كان علما في مجال الموسيقى في عكا وحيفا قبل الزلزال الكبير نكبة 1948.
وفي مطلع الخريف رحل الكاتب الأديب حنا إبراهيم ابن قرية البعنة في الجليل عن 90 عاما تاركا سلة كتب ومقالات في الثقافة والسياسة والرواية التاريخية والأدب.
كذلك اختطفت سنة كورونا الأديب والمحاضر فاروق مواسي الخبير باللغة العربية ودفن بدون جنازة عامة في مدينته باقة الغربية.