عاود الظهور في زيارة لمسجد والمصحف أمامه.. ماذا يفعل “جزار سوريا” و”جنرال القيامة” الروسي في الجزائر؟ – (صور)

حجم الخط
14

لندن- “القدس العربي”:

عاود الجنرال سيرغي سوروفيكين، المعروف باسم “جنرال القيامة” و”جزار سوريا”، وأحد أبرز قادة الهجوم الروسي على أوكرانيا، والذي أُعفي من مهامه بسبب ارتباطاته بمجموعة فاغنر، الظهور، قبل أيام، خلال زيارة رسمية للجزائر، بعد أشهر من الغياب. وقد أثار هذا جدلا وتساؤلات حول أبعاد ودلالات ذلك.

ففي صور نشرها مسجد ابن باديس بوهران غربي الجزائر، على حسابه في “فيسبوك” الثلاثاء، وأعاد نشرها الإعلام الروسي الجمعة، أمكن مشاهدة سوروفيكين في زي بني فاتح بدون أي شارات عسكرية، وبجانبه ضباط روس بالبزة العسكرية مع إمام المسجد الشيخ أبو عبد الله زبار.
وأرفقت الصور بتعليق: “زيارة وفد روسي رفيع المستوى إلى الجامع الرئيسي القطب عبد الحميد بن باديس، وكان في استقبالهم السيد مدير الشؤون الدينية والأوقاف، والسيد إمام الجامع الرئيسي”.

بدا لافتا أنه في اليوم الموالي لنشر المسجد الجزائري لصور زيارة الجنرال الروسي، استقبل الرئيس الجزائري سفيرة واشنطن في الجزائر

ومثلما أشارت وكالة “فرانس برس”، لم يتم الإعلان بشكل رسمي عن الزيارة والهدف منها، كما أن موسكو لم تتحدث عنها بتاتا.

فيما قالت وكالة “رويتر” إن صحيفة كوميرسانت الروسية أفادت الجمعة نقلا عن مصدر مقرب من الجنرال، بأنه موجود في الجزائر ضمن وفد من وزارة الدفاع الروسية فيما بدا أنها عودة إلى مزاولة مهامه الرسمية بعد دخوله دائرة الشكوك فيما يتعلق بتمرد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في يونيو/ حزيران الماضي.

ونشرت الصحيفة الصور نفسها لسوروفيكين، وأكدت أنها ملتقطة في الجزائر.

وبدا لافتا أنه في اليوم الموالي لنشر المسجد الجزائري لصور زيارة الجنرال الروسي، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر، إليزابث مور أوبين.

وجاء هذا اللقاء بطلب من السفيرة، حسبما أفاد به بيان الرئاسة الجزائرية.

 وعلى صعيد متصل، كان بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، أفاد قبلها بأسبوع، بأن “رئيس أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحة، تلقى اتصالا من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، حيث تم التطرق خلالها إلى المسائل ذات الاهتمام المشترك”.

وحسب البيان، “فقد عبّر الجانبان عن إرادتهما المشتركة على تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بين البلدين في المجال الأمني. كما كانت المحادثات فرصة للجانبين للتعبير عن ارتياحهما لمستوى التنسيق الأمني المحقق، لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب”.

 مركز أوكراني يفسر زيارة سوروفيكين للجزائر

من جانبه، قال موقع “يورميدان برس” الأوكراني “إن روسيا أنشأت شركة عسكرية خاصة جديدة من المرجح أن يقودها الجنرال سوروفيكين، الذي تم رصده مؤخرا في الجزائر، حسبما أفاد مركز المقاومة الوطنية الأوكرانية”.

وبحسب المركز، “تقوم وزارة الدفاع الروسية حاليا بإرسال ممثلين إلى بيلاروسيا ودول أفريقية مثل الجزائر ومالي والسودان. وتهدف موسكو إلى إقناع أكبر عدد ممكن من مرتزقة فاغنر بتوقيع عقود مع اللجنة العسكرية الخاصة الروسية الجديدة.

ويضيف الموقع: “بحسب ما ورد، فقد تم تكليف سوروفيكين بإنشاء اللجنة العسكرية الخاصة الجديدة”. وقال المركز: “هناك منافسة مستمرة على الموارد البشرية المدربة بين خدمة Gardservice التابعة للديكتاتور البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو وشركة PMC الروسية الجديدة بقيادة وزارة الدفاع الروسية”.

كثُرت التكهنات حول مصير سوروفيكين منذ اختفائه بعد التمرّد المسلّح لمجموعة فاغنر وسط اتهامات له بالتواطؤ معها، وقد عُزل من منصبه كقائد لسلاح الجو

وكثُرت التكهنات حول مصير سيرغي سوروفيكين منذ اختفائه بعد التمرّد المسلّح لمجموعة فاغنر على القيادة العسكرية في موسكو في حزيران/يونيو.
وبحسب وسائل إعلام روسية، فإن الجنرال سوروفيكين أُعفي من منصبه كقائد للقوات الجوية والفضائية في آب/ أغسطس، بعد شهرين من تمرد مجموعة فاغنر التي جمعته بها صلات وثيقة.

وسوروفيكين، الملقب في الإعلام الروسي بالجنرال “هرمغدون” (نهاية العالم أو القيامة) لاشتهاره باستخدام أسلوب التفجيرات والهجمات الجوية الوحشية المكثفة خلال تدخل روسيا في سوريا لدعم نظام بشار الأسد، ترأس لفترة وجيزة حملة روسيا في أوكرانيا العام الماضي، قبل إقالته بعد أشهر قليلة وخفض رتبته في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأصبح مشهورا بين المنتقدين المتعصبين لمؤسسة الجيش الروسي، ومن بينهم يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر الذي قُتل في حادث تحطم طائرة في الشهر الماضي.

ولدى تقدم مجموعة فاغنر صوب موسكو في أواخر يونيو/ حزيران الماضي، ظهر في تسجيل فيديو وهو يبدو متوترا ويمسك ببندقية ويحثهم على التراجع.

وتوارى الجنرال، الذي أثنى عليه بريغوجين علنا، عن الأنظار بعد التمرد. وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أن المخابرات الأمريكية تعتقد أنه كان يعرف بأمر التمرد سلفا. ومثّل التمرد أكبر تحد لحكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال 24 سنة في السلطة.

وذكرت وسائل إعلام عديدة، أن سوروفيكين صار مغضوبا عليه من الكرملين، وأنه يجري التحقيق معه في احتمال التواطؤ في التمرد. وقالت وكالة الإعلام الروسية الحكومية الشهر الماضي، إنه عُزل من منصبه كقائد لسلاح الجو، وإن نائبه فيكتور أفضلوف تولى المنصب بشكل مؤقت.

ورفض الكرملين التعليق على وضع سوروفيكين.

وذكرت تقارير غير مؤكدة هذا الشهر، أن سوروفيكين عُيّن رئيسا للجنة الدفاع الجوي التابعة لرابطة الدول المستقلة التي تجمع روسيا وثماني دول سوفيتية سابقة أخرى.

اشتهر بلقب “جنرال القيامة” و”جزار سوريا” لاشتهاره باستخدام أسلوب التفجيرات والهجمات الجوية الوحشية المكثفة خلال تدخل روسيا في سوريا لدعم نظام بشار الأسد

وبحسب “رويترز” قال محللون في معهد دراسة الحرب، إن هذا سيكون “متسقا مع الأنماط السابقة التي تطبقها القيادة العسكرية الروسية إذ تنقل القادة الذين لحقهم عار أو تعتبرهم غير أكفاء إلى مواقع هامشية بعيدة عن أوكرانيا دون تسريحهم بالكامل من الجيش الروسي”.

وإلى جانب أنه كان من القادة العسكريين الأساسيين في التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، كان سوروفيكين قد تولى مهاما في العديد من الحروب التي خاضتها موسكو، بدءا بالاجتياح السوفيتي لأفغانستان والحرب الثانية في الشيشان، مرورا بالتدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015، حيث عرف باسم “جزار سوريا” لإشرافه على هجمات وحشية، خلفت دمارا وعددا كبيرا من الضحايا، أكثرهم من المدنيين العزل، وبينهم أطفال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد:

    هذا الجنرال المجرم ارتكب فضائع لا تعد في حق رجال و نساء و اطفال سوريا

  2. يقول نور الدين م:

    إنهم يدغدغون مشاعر المسلمين منذ سنوات بعد أن نجحوا في دغدغة مشاعر مسيحيي الشرق، لدرجة أن الكثير من الساذجين العرب صاروا ينحازون لسياسة بوتين ويعتبرونه حليفاً لهم، ونسوا مافعلته أسلحته وجنرالاته في سوريا، دفاعاً عن بشار. يجب على رجال الدين أن يرفضوا استغلال دور العبادة من قبل السياسيين والعسكر. فإن زاروها فأهلاً بهم، ولكن بلا كاميرات ولا صور ولا نقل مباشر على الهواء.

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية